أبو مرزوق لـ«الدستور» الاردنية: حماس تقف أمام مـراجـعات داخلية مـهمة للغاية

تابعنا على:   13:19 2014-09-22

أمد/ غزة: قال القيادي في حركة «حماس» الدكتور موسى أبو مرزوق ان الاهم من الانتصار العسكري بعد حرب الايام الخمسين على قطاع غزة هو وحدة الشعب الفلسطيني والتحامه مع مقاومته، مؤكدا اننا أمام حالة نادرة من هذا الالتحام بين المقاومة وحضنها الدافئ ومحيطها في قطاع غزة وبلا شك الأمة كلها محتضنة المقاومة، لذلك أقول نحن ليس إمام مراجعات ولكن أمام تقييم موضوعي. كل فترة الحرب أين أخطائنا ؟ وأين أصبنا ؟ وهل من الممكن تحسين الصورة وزيادة الكفاءة ؟؟ هذه كلها مراجعات ستنهي قريباً لأنها مهمة للغاية، قبل أن نتحدث عن مستقبل لأن يكون هناك تقيم لهذه المرحلة التي اختتمت بالحرب.

سنرتب أولياتنا، وبلا شك أولياتنا ستكون  الثقل الأساسي فيها للشعب الفلسطيني، لان هذا الشعب يستحق منا الكثير وسنفعل إن شاء الله.

وشدد ابو مرزوق في مقابلة مع «الدستور» الاردنية نشرتها اليوم الاثنين، ان الاجتماع المقبل الذي ستستضيفه القاهرة قريبا بين الفصائل الفلسطينية لاكمال المصالحة من المفترض ان يعالج كل المشكلات الموجودة على الساحة الفلسطينية السياسية وكفاءة الحكومة الفلسطينية وعملها والمشاكل التي تعترضها.

 وفيما يلي نص الحوار:

]   ابدأ معك دكتور من التصريحات الأخيرة حول قبول حماس بإجراء مفاوضات مع إسرائيل بشكل مباشر أو غير مباشر... هل حماس باتت مضطرة إلى المفاوضات أكثر من أي وقت مضى.. هذه التصريحات أخذت تفسيرات كثيرة منها تهديد السلطة الفلسطينية أو تغيرات حدثت في سياسية حماس، نود توضيحا منك حول هذه التصريحات؟

-اولاً أنا في التصريح نفسه ذكرت بأن سياسة حماس عدم التفاوض المباشر مع الاحتلال،  وأيضا ذكرت ان هذه المسألة  كونها شرعية او سياسية لا يوجد بها إشكالية، فالشق الذي لا يوجد به اشكاليه هو الذي ذهبوا فيه بالتفسير، وأكدت الحركة لاحقا على الشق الاخر هو ان سياسية حماس لم تتغير. دعني اقول أنه وحتى الان سياسة  الحركة ليس فيها أي تغير فيما يتعلق بالمفاوضات المباشرة، ونحن نفاوض غير مباشر من عدة سنوات، وبلا شك  أن التفاوض غير المباشر يحقق نتائح، وأحيانا لا يحقق نتائج، والحركة لم تجد نفسها حتى اللحظة مضطرة لفتح هذا الموضوع حتى في النقاشات الداخلية، لكن كلماتي كانت رسالة لأن الكثير من الظلم السياسي يحصل علي لأسباب مختلفة والذي نتج عنه تساؤلات من الشعب الفلسطيني، وكثير من الردود العكسية ايضا فيما يتعلق بالاعمار وفتح المعابر واغاثة الناس، كل هذه القضايا هي من جعلت هناك تساؤلات كثيرة حول المستقبل.

]   لقاء قريب بين فتح وحماس، هذا كان عنوان الوسائل الإعلامية الفلسطينية ما الذي سيدور في اللقاء؟

-هذا الاجتماع من المفترض انه يعالج كل المشكلات الموجودة الساحة الفلسطينية السياسية  بشكل خاص، بالإضافة للحكومة الفلسطينية وكفاءتها وعملها والمشاكل التي تعترضها وكل ما يتعلق بها، بالإضافة إلي القضايا، إذا وجد هناك مشاكل لحماس في الضفة أو وجد مشاكل لفتح في قطاع غزة أيضا سيتم استعراضها، وملفات المصالحة الفلسطينية واستكمالها سيتم أيضا مناقشتها في هذه القضية .. أي خطوات سياسية قادمة ستتم مناقشتها والإطار القيادي المؤقت وعمله والدعوة إليه واستئناف أعماله سيتم أيضا مناقشته، المجلس  التشريعي والدعوة إليه هناك قضايا كثيرة عالقة، واتفاقيات عديدة تم التوقيع عليها نريد ان تطبق كل هذه المسائل .. وستكون موضع للحوار .

]  بعد وقف إطلاق النار الأخير ماذا بعد؟ بمعنى إلى أين وصلت الأمور في العودة الى التفاوض على النقاط التي تم تحديدها؟

-المفاوضات لها جدول أعمال محدد، وجدول الأعمال اعتقد انه مفتوح ويمكن وضع أي قضية، لكن بشكل أساس هي وبقية مطالب الشعب الفلسطيني المتعلقة بتثبيت وقف إطلاق النار، وهي على الأغلب خلال الاسبوع سيكون هذا الاجتماع، لأن الاجتماع كان موعد خلال شهر من توقيع الاتفاق ويعني بحد أقصى يوم 24، وسيكون هذا اللقاء المتعلق بالمفاوضات غير مباشرة حول القضايا الأخرى مثل الميناء والمطار والإجراءات التي حدث في الضفة بعد 12/6، فبالتالي هذه القضية ستكون موضع اهتمام، لكن المعابر تم عقد عدة اجتماعات، واعتقد انه تم الاتفاق ووقعت الأوراق المتعلقة بادخال المواد وفتح المعابر وإجراءات فتح المعابر، ومن المفروض الآن يتم إدخال المواد بأسرع وقت ممكن.

 يمكن الجهة الوحيدة الباقي عليها ان تدخل في هذه القصة  بالإضافة الى السلطة الوطنية والامم المتحدة، " القطاع الخاص " وكيفية متابعته للقضايا المختلفة، لأن الأشياء التي سيقومون بالأساس بإدخال المواد ضمن برنامج محدد متفق عليه هو السلطة والأمم المتحدة والقطاع الخاص.

]  هناك عودة قوية للتجاذبات السياسية والإعلامية بينكم وبين حركة فتح وكان آخرها تصريح بأن الرئيس الفلسطيني أول من عارض على رفع الحصار في المقابل الرئيس هدد بفك الشراكة معكم .. الشارع يتسأل لماذا هذه التجاذبات عادت بعد عدوان وبعد اتفاق المصالحة الأخير؟ هل أنت مطلع على الأموال التي تأتي عندما صرحت بأن  100 مليون وصلت إلى خزينة السلطة الفلسطينية.

- التصريحات حقيقة هي من جهة واحدة وليس من الجهتين، حماس لم تقم بالرد على معظم التصريحات التي كانت بحقها من السيد الرئيس او غيره.

وآخر هذه الصريحات اتهام حماس بأنها من اجل حفن الدولارات تسهل الهجرة للفلسطينيين الى أوروبا بعد حادثة غرق السفينة، اتهامات لا أصل لها وليس لها وجود، واتهامات أحيانا قديمة أو تقليب للصحف يعني إحداث ماضية، تجاوزها الزمن وتجاوزتها الأحداث لكن حماس لم ترد في هذا المجال لأنها لا تريد وتم تغيير الصورة التي نحن عليها في الوقت الحاضر بعد انتصار حققته المقاومة، وبالتالي نحن معنيون ومشغولون بمعالجة القضايا التي حدثت بعد الحرب، من إعمار  ومواساة الجرحى والمكلومين وإبراز عظمة  هذا الشعب باتحاده مع مقاومته بوحدة بوحدة قوية وفريدة لم يستطع هذا القصف والظلم الإسرائيلي ان يفصل الشعب عن مقاومته، بلا شك لا نريد ان نبهت هذه الصورة فنحن ابتعدنا عن أي إجراءات متعلقة بالرد على مناكفة احد، أو بأي إساءة للآخر بأي شكل من الإشكال.

]  وجهت لكم اتهامات بأنكم حكومة الظل في حركة حماس ولا تعطوا المجال لحكومة التوافق الوطني للقيام بدورها، بمعنى تركتم الحكومة لكنكم لم تتركوا الحكم، ما تعليقكم؟

- لا .. هناك رفض في تعامل الوزراء مع وكلاء وزاراتهم وهناك نماذج عديدة يرفض الوزير التعامل مع وكيله ويرفض الوزير مجرد التعامل مع كل كادر الوزارة، وأحيانا يبحث عن أي موظف ينتمي لفتح وما زال عاملاً ويتواصل معه، وهو يكون من الدرجة الثالثة او الرابعة وليس  بسلم وظيفي يتيح للوزير ان يتصل به وهذه معروفه رفض التعامل مع الوكلاء قطاع غزة.

اتفاق الوحدة بالأساس هو كان اتفاق كان بين الحكومتين واحد، اهداف الحكومة التي تم تشكيلها هي وحدة هاتين المؤسستين وغيرها من المؤسسات، وليس وزارة تعتبر شرعية ووزارة أخرى لا تعتبر شرعية، فإذا كان الوكيل يدير وزارته لغياب او لرفض الوزير لهذه الحكومة، لا اعتقد ان هذه الحكومة هي حكومة ظل، لأن الحكومة الأصلية غير موجودة التي تم الاتفاق عليها بين فتح وحماس كحكومة توافق وطني، والاستغراب الأكثر، تحصل الحرب علي قطاع غزة ويستشهد  هذا العدد الكبير.. و20% من مباني غزة بنيتها التحتية تم تدميرها ومع ذلك لا يأتي رئيس الوزراء ووزراؤه لمتابعة مسؤولياتهم وإعمالهم في قطاع غزة، فهم  لا يريدون ان يتعاملوا مع من هو موجود في قطاع غزة، هذه المشكلة الأساسية فلا يلام الوكيل إذا قام مشكورا لمتابعة المسألة في وزارته حتى لا يحدث هناك فراغ، هذا لا يعتبر حكومة ظل بل حكومة أصيلة وان غاب وزيرها من المفترض نشكر هؤلاء لأنهم يقوموا بأعمالهم، هؤلاء ليس حكومة ظل على الإطلاق.

]  قضية الرواتب لموظفي قطاع غزة إلى أين وصلت؟

- صحيح كان هناك اتفاق مع بعض الوزراء في حكومة الدكتور حمدلله حيث تحدث مع قطر لإرسال الأموال، وطلبت منه تأخير إعطاء موظفي السلطة القدامى حتى يصرف الأمران مع بعض وتمت الموافقة على ذلك، وبعدها تم تغير في الكلام وان كان يوم الأربعاء هو الكلام الذي توافقنا أن يكون موعد تسليم الراتب في الطرفين في آن واحد ، وهي إشارة لوحدة الموقف ووحدة الصف وإشارة لجميع بأن الأمور ستمضى بطريقة حسنة حتى لا تنعكس آثار سلبية علي موظفين جميعا .. لكن لم يتم هذا ، والحركة فعلا دفعت مستحقات هؤلاء الموظفين مستحقات قديمة في النهاية لا تستطيع ان نترك هؤلاء الذين خدموا عدة سنوات، وأيضا السنة الأخيرة لم يكن هنالك مخصصات لهم وأيضا عملوا خلال فترة الحرب بكل جد واجتهاد دون ان يكون هناك لهم راتب، فبالتالي نحن ملزمون بمساعدة هؤلاء ولا نستطيع تركهم بأي حال من الأحوال .

 لا يمكن إعفاء السلطة من المسؤولية في إدراج هؤلاء على كادر الحكومة، نحن عندما نتحدث عن العدالة والمساواة ونتحدث عن كل القضايا التي تحدثنا عنها فيما يتعلق بالتعامل مع الموظفين خاصة تشكيل لجنة إدارية ومالية  وإدارية قانونية.. هذه اللجنة من الأساس كان المفروض ان تنظر الى كل من وظف بعد العام 2007 كان من المفترض انه ليس فقط في حكومة حماس لكن في الضفة الغربية وحكومة قطاع غزة وهؤلاء عددهم كبير أكثر من 40 الف موظف في الضفة وقطاع غزة، أما أن ينظروا فقط في موظفي غزة اعتقد هذا إجحاف بقطاع غزة و أنشد العدالة ..

 لا أنشد أكثر من العدالة او المساواة بين قطاع غزة والضفة الغربية، وفيما يتعلق بتصرفات السلطة لا يجوز التصرف بهذه الطريقة المنتقاة بأن يطبق القانون بشكل مختلف هنا وهناك نحن نطالبهم بأن يكون هناك مساواة وعدالة وإنصاف لموظفي قطاع غزة ولكن ذرائع  التي تحول دون دفع وراتب واعتقد أنها هزيلة ولا تقوى على الوقوف سواء أكان قصة مقاضاة بنوك في أمريكا أو ما الى ذلك..

 الآن يوجد اكثر من 10 آلاف موظف موجودون في قطاع غزة لم ترفع عليهم أي قضية وهم ما زالوا يقبضون عبر البنوك من رام الله واذا كانت الحجة هؤلاء وظفوا بعد 2007 فهناك موظفون مقطوعة مخصصاتهم يعملون في الحكومة أكثر من 9 آلاف موظف وظفوا قبل 2007 وإذا كان هناك فيه ترسية لهؤلاء على بر معين لا بد ان تطبق عليه، فاعتقد أن هناك موظفين مثلهم أكثر او اقل تطبق عليهم نفس المعايير فلم يبق هناك ذريعة واحدة لتأخر في إلحاق هؤلاء بوظائفهم وإمكاناتهم الاجتماعية بشكل طبيعي جداً في الوزارات التي ينتسبون إليها وبالتالي أقول  حتى مشكلة الرواتب هذه مشكلة ان نعمل سويا من اجل ألا يبقي هناك أي مشكلة تتعلق بالرواتب الموظفين ونحن معنيون بكل رواتب الموظفين سواء بالضفة الغربية أو قطاع غزة.

]  معبر رفح هل هو مفتوح أم مغلق من وجهة نظركم في حركة حماس؟

-حتى الآن لم يتم أي اتفاق مع الجانب المصري. الجانب المصري يقول هذا معبر مصري فلسطيني لا يطبق اتفاقية 2005 على المعبر، ان كان المعبر احد البنود الموجودة في اتفاقية المعابر وكان الموقف المصري يريد ان يتعامل مع حكومة مسؤولة أي مع السلطة الوطنية الفلسطينية في قطاع غزة، ولا يريد ان يتعامل مع الحكومة القائمة في قطاع غزة وبالتالي بقي المعبر مفتوح طوال الوقت السابق، الآن من المفترض وجود حكومة توافق وطني على المعبر نحن طرحنا حلاً لهذه القضية حتى يفتح المعبر للشعب الفلسطيني  لكن لا يحدث تقدم في هذه الاتجاهات.

]   دخولكم في الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير ماذا  سيكون دوركم فيه؟

-هذا الإطار ليس جديدا هذا الإطار القيادي من 2005 وهذا الإطار قليلاً ما يجتمع على الرغم انه  المُناط به إعادة تفعيل وبناء منظمة التحرير، والإشراف على الانتخابات لنعيد بناء مؤسستنا الوطنية كلها بما في ذلك برنامجنا الوطني المجمع عليه، ومن المفترض ان هذا الإطار يجتمع لمتابعة كل القضايا المتعلقة بالمستقبل الفلسطيني في السياسية وفي غيرها حتى نستطيع نحن ان نخرج ونضرب من قوس واحدة، بلا شك الجديد في هذا أضاف إلى اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وقادة الفصائل الفلسطينية غير المتواجدين في لجنة منظمة التحرير وبالتالي أصبح الكل ممثلا في هذه اللجنة لجنة المنظمة باعتبارها الإطار القيادي المؤقت، وفي اعتقادي ان تفعيلها أمر في غاية الأهمية لأنه في النهاية لها 3 مهام أساسية، سواء أكان إعادة بناء منظمة التحرير والإشراف عليها أو متابعة ملفات المصالحة أو النظر في الشأن السياسي المستقبلي.. فهذا يجعل أي مبادرة سياسية فلسطينية يكون على الأقل توافق فلسطيني عليها اذا طرحت بهذا الشكل في الوقت الحاضر المبادرات الفلسطينية في النهاية ناقصت هذه التوافق.. وفي اعتقادي إذا دعا هذا الإطار وطرحت القضايا السياسية أمامه سيكون هناك توافق أفضل وخطوات فلسطينية بشكل أفضل وعليها إجماع فلسطيني.

]  كيف تفسر إبعاد شخصيات من جماعة الإخوان المسلمين من قطر...؟

-  هناك ضغوط على قطر وهناك تفاهم بين قطر وهؤلاء الإخوة والخروج من قطر لإراحة الجانب القطري،  حتى يتم التخفيف من المشاكل الموجودة في الخليج، لكن هذا لا يعني شيئا في تغير السياسة لأن استجابة الضغوط والتفاهم مع الناس للخروج وهذا ما يفسر الناس عندما خرجوا شكروا  قطر على حسن الضيافة في الأيام التي قضوها هناك ، فبالتالي في المعادلة هذه نفهم أن الإخراج بالنسبة لهؤلاء إجراء طبيعي مهد له وان ظروف مجلس التعاون الخليجي  أنتجت القرار.

]  هل طلبت قطر من حماس الخروج من قطر ؟؟

لا اعتقد ان  اتجاه الحركة تغير من قبل الأشقاء في قطر. الأمور تسير بشكل طبيعي في العلاقة مع قطر .

]   شهدت العلاقة مع النظام المصري انخفاضا وارتفاعا في وتيرة العلاقة كيف هي العلاقة الآن مع حركتكم؟

 نسعى بكل إمكانياتنا لنتعامل بإيجابية مع الإخوة في مصر ومن قبلنا الأمور .. والأبواب مفتوحة كلها  من اجل علاقات حسنة ولم نغلق فرصة لا أي باب من أجل هذه العلاقات ، لكن العلاقات بين  طرفين . يجب أن يقررها الطرفان حسن التعامل وحسن الجوار ومستعدون في أي وقت يقرر فيه الأشقاء في مصر أن نفتح صفحة جديدة بالتعامل في كل الظروف  .

]  هل إلى الآن لم يفتح النظام المصري الجديد أي علاقة مع حركة حماس..؟

-لا .. يوجد إجراءات قضائية ضد الحركة وحملات إعلامية ونرجوا أن يتم  قلب الصفحة بهذا الموضوع  من اجل تحسين العلاقات الأخوية لأن هذا ينعكس على الشعبين بضرر كبير .

]  هناك سياسيون وإعلاميون يوجهون اتهامات بأن حماس تبني تحالفات خارجية مع دول مثل: قطر وتركيا وإيران، وتتصرف في مواقفها وفق أجندات هذه الدول وليست نابعة من المواقف و المصلحة الوطنية، ما تعليقكم؟

-هناك تحالفات بين دول ودول هذا شيء مشروع وموجود في كل العالم التحالفات هذه. كان  هناك تحالفات في الشرق الأوسط وأيضا هذا مفهوم لكن غير المفهوم ان حماس تحسب علي أي محور من المحاور، لأن حماس في النهاية يجب ان تكون قضية الجميع لو كانت كل البلاد العربية تنظم لعدة محاور يجب أن تكون القضية الفلسطينية قضية الجميع وبالتالي من الخطأ الكبير أن  نتجاوز محورا من المحاور.

وعلاقتنا مفتوحة مع الجميع ونريد أن تكون علاقتنا مع الجميع جيدة ولا نريد ان نكون محسوبين على أي محور من المحاور حتى لا نضيع فرصة على شعبنا الفلسطيني، ولا على حركتنا أيضا بأي شكل من الأشكال.

كان هناك تحالف في إيران وسوريا وحزب الله وقيل إن حماس متحالفة معهم رغم أن علاقتنا ممتازة مع كل هؤلاء  وبالنهاية قراءتنا السياسية أن سوريا يجب أن تتخذ خطوات أخرى غير التي اتخذتها وتركنا سوريا فكيف نكون على حلف واحد ثم نترك ونمضي ونترك الحليف بهذا الشكل وكذلك علاقتنا مع إيران ، لكن نقول بكل وضوح على الرغم من كل ذلك لا ننكر معروف أسدي إلينا ، وعندما خرجنا من سوريا شكرنا سوريا على حسن الاستضافة وحسن العلاقة لأننا لا نريد أن نسيء لأحد.

ونكرر شكرنا لإيران فهي من الدول التي دعمت الحركة في أوقات كثيرة وبطريقة لا يستطيع احد أن يقوم مقامها سواء أكان في موضوع السلاح أوالتدريب أوالأموال  وبالحقيقة  قامت بجهد مشكور وأثمر نصراً في أكثر من حرب ، ونحن لا ننكر ذلك ، لكننا لم نكن يوماً نجير موقفنا السياسي  لأي جهة مهما كانت قوية ، نحن في اليوم الذي كانت علاقتنا قوية مع إيران وسوريا وحزب الله .. وغيره  كانت علاقتنا قوية أيضا مع الخليج و مع الجميع لأن هذه سياستنا بالنهاية نحن نقيم علاقتنا لصالح شعبنا ومع كل الدول باسثتناء الكيان الصهيوني

]   في ظل الوضع الإقليمي والدولي كيف ترون علاقاتكم مع الدول الأوروبية؟

- الدول الأوروبية وضعت حماس منذ أيام العمليات الاستشهادية على قائمة الإرهاب وهي ممنوعة من الاتصال السياسي مع دول الاتحاد الأوربي لكن غير الاتحاد الأوربي يتصلوا  بشكل واضح مع حركة حماس ومقصورة الاتصالات مع الأوروبيين الذين انتموا الى الاتحاد الأوروبي ، على المسؤولين القدامى ورجال السياسة والاقتصاد المستقلين بالإضافة إلى منظمات مختلفة ، بالإضافة إلى الأجهزة المعنية بالحكومة تستطيع إن تتصل بأي من الفلسطينيين أو الممنوعين أو على قوائم الإرهاب في الاتحاد الأوروبي ، لكن  في النهاية أيضا نسعى لرفع اسم حماس من قائمة المنظمة الارهابية في أوروبا ، واعتقد أن إشكالية إدارة هذا المسائل تحتاج إلى كل الأصوات بمعنى أن أي صوت معارض يمكن أن يلغي هذا التوجه .

]  هل تقف حماس أمام مراجعات داخلية؟

- بلا شك لقد خرجنا  من المعركة منتصرين انتصاراً عسكرياً، لكن الأهم من الانتصار العسكري هو وحدة الشعب الفلسطيني والتحامه مع مقاومته . نحن أمام حالة نادرة من هذا الالتحام بين المقاومة وحضنها الدافئ ومحيطها في قطاع غزة وبلا شك الأمة كلها محتضنة للمقاومة ، لذلك أقول نحن ليس إمام مراجعات ولكن أمام تقييم موضوعي. خلال فترة الحرب نتعرف أين أخطأنا ؟ وأين أصبنا ؟ وهل من الممكن تحسين الصورة وزيادة الكفاءة ؟

هذه كلها مراجعات ستنتهي قريباً لأنها مهمة للغاية ، قبل أن نتحدث عن مستقبل لا بد أن يكون هناك تقييم لهذه المرحلة التي اختتمت بالحرب. سنرتب أولياتنا ، وبلا شك أولياتنا سيكون  الثقل الأساسي فيها للشعب الفلسطيني ، لأن هذا الشعب يستحق منا الكثير وسنفعل إن شاء الله .

] كيف تنظرون إلى هجرة الشباب وبعض العائلات من قطاع غزة؟

-الفلسطينيون هاجروا من لبنان بعد حرب لبنان ، وهاجروا من سوريا بعد حرب سوريا ، وهاجروا من العراق بعد حرب الخليج ..

لذلك الهجرات الكبيرة هذه كلها تأتي بعد الحروب ، لأن الحروب تغير البيئة الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية ، وأقول إن الوطن يحتاج لكل هؤلاء ونحن نخسر الكثير بهذه الهجرة إلى الخارج ليس لأننا لا نشجع الهجرة فقط  بل من المفترض أن نعمل على منعها بالمطلق وهم يشتغلوا مهربين من العريش ومن هذه المناطق أكثر من شغلهم من قطاع غزة.

ولا أدري كيف  يخرج  شخص من قطاع غزة  في عرض البحر ولا أحد يوقفه  أما من بحر العريش  فهناك سفن كثيرة تخرج ناقلة للفلسطينيين أنهم من أبناء قطاع غزة ويسكنون في العريش إلى مناطق التهريب و نريد جهدا كبيرا ومشتركا لمنع هذه المسائل وعلى كل الأحوال الهجرة مضرة بالقضية الفلسطينية ، ومضرة بالمستقبل الفلسطيني، ومضرة بتمسك الشعب الفلسطيني بثوابته وقضاياه الأساسية.

لذلك نحن نقف هكذا منتظرين تكاثر الإعداد، خاصة أن خسائرنا ليست بسيطة فهي أكبر من سفينة تم اغراقها وأسر بأكملها أيضا غرقت لكن العلاج سيكون على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي.. اليوم كان هنالك لقاء مع السفير السويسري وتحدثت معه على أن هذه القضية تهم الاتحاد الاوروبي لأن الهجرات كلها للاتحاد الاوروبي فعليهم أن يعملوا على الاهتمام بهذه المسالة وايجاد الحلول لها.

اخر الأخبار