مصر وقطاع غزة (2من 3)

تابعنا على:   02:27 2014-09-21

حس الكاشف

انتباهة -

كثيرون بحاجة الى انعاش ذاكرتهم فيما جرى على ارض قطاع غزة عقب الانسحاب الاسرائيلي يوم 7 اذار عام 1957 وبالتحديد في الايام الممتده بين 7 الى 14 اذار 1957, يستحق, بل يجب اعادة التذكير به و اعادة قراءة دلالاته العميقة.

فجر السابع من اذار1957 اكمل جيش الاحتلال الاسرائيلي انسحابه من قطاع غزة, وفي ذات اليوم دخلت قوات الطوارئ الدولية الى قطاع غزة حسب الاتفاقات حينها, كانت قوات الطوارئ الدولية مكونة من جنود من كندا والسويد والنرويج والدنمارك ومن البرازيل ومن يوغسلافيا والهند وهما من دول عدم الانحياز, ومن غيرها من الدول, في تلك الايام اختلط الفرح الشعبي العارم بانسحاب الاحتلال مع مطلب واحد لكل الشعب الفلسطيني في قطاع غزة, اصر الشعب طوال الايام الممتدة بين 7_14 اذار من ذلك العام على عودة الادارة المصريه للقطاع, كانت الجماهير تتظاهر في شوارع القطاع رافعة المطلب, وهذا ما كان حيث دخلت الادارة المصرية لقطاع غزة يوم 14 اذار 1957.

اردنا التذكير بما حدث لأن ادارة مصر لقطاع غزة طوال الاعوام الممتدة بين 1957 الى 1967 كانت استجابة لمطلب شعبي فلسطيني, وفي ظل الادارة المصرية لقطاع غزة طوال تلك السنوات كان قطاع غزة على خريطة الدنيا هو الارض الوحيدة التي تحمل اسم فلسطين, كان لقطاع غزة مجلس تشريعي منتخب, وكانت فيه النواة الاولى من الضباط الذين شكلوا نواة جيش التحرير الفلسطيني, وكانوا من خريجي الكلية الحربية المصرية (رحم الله اللواء الركن عبد الرازق المجايدة ) ورحم رفاقه رواد العسكرية الفلسطينية ).

كانت مصر تعيش نهضتها وقيادتها للعرب والدول المتحررة من الاستعمار في آسيا واميركا وأمريكا اللاتينية, وكان قطاع غزة يعيش ذلك المناخ التحرري, هل نذكر بزيارة المناضل الاممي البارز تشي غيفارا لقطاع غزة ؟!

في تلك السنوات تمكن الآلاف من ابناء قطاع غزة من اكمال تعليمهم الجامعي المجاني في مصر, ومعظم هؤلاء من ابناء الطبقة الوسطى والطبقة الفقيرة, فلا رسوم على الفلسطيني في الجامعات المصرية آنذاك.

ما في الذاكرة والتاريخ كثير, ودائما يتقدم شهداء مصر على ارض فلسطين ومن اجلها صفحات التاريخ و الذاكرة. نحن اذا لا نعيش جفوة او خصومة بين الشعب الفلسطيني وتحديدا في قطاع غزة وبين مصر العربية, على العكس تماما فرصيد مصر لدى هذا الشعب كبير, وهو ضمانة لتجاوز اية عقبات او مشاكل تعترض طريق هذه العلاقه الممتدة طوال سنوات وقرون طويلة.

كانت سنوات الانقسام, الذي نتمنى ان نكون, جميعا, صادقين مخلصين في طي صفحته والى الابد,. كانت تلك السنوات سنوات ازمات في العلاقة, وكانت بما حوت من تجارة انفاق عقبة, وهي تجارة لا تصلح ان تدوم, وكان ولا يزال موقف حركة حماس الاعلامي من 30 حزيران الذي اسقط حكم الاخوان المسلمين عقبة, نقول الاعلامي لأننا كإعلاميين نتحدث بما نعرف, ولا نستند الى ملف الاتهامات المصرية الامنية, كما اننا لا نتبنى رواية حركة حماس التي تنفي, فلا يحل الاتهام ازمة, ولا يلغي النفي وجودها.

بالأمس قال الاخ موسى ابو مرزوق في تصريح صحفي "ان مصر لا تعتبر حركة حماس سلطة شرعية". ومع مصر الاغلب الاعم من دول العالم تتخذ الموقف نفسه, وحركة حماس موجودة على الارض, وهذه اشكالية تعترض طريق العلاقة الطبيعية الايجابية بين مصر وقطاع غزة. الا يكمن الحل في انخراط حركة حماس في الشرعية الفلسطينية. شرعية السلطة الوطنية, وشرعية منظمة التحرير الفلسطينية؟

[email protected]ش

اخر الأخبار