محمد نزال يهدد

تابعنا على:   13:30 2014-09-20

محمود فنون

محمد نزال عضو في المكتب السياسي لحماس
في سياق تعليقه على مسارات المصالحة وتصريحات قادة فتح ضد حماس ومواقف رئيس السلطة وشروطه على حماس
في هذا السياق محمد نزال يهدد بالإنسحاب من المصالحة .
مصر لم تعد راعية للمصالحة كما صرح نزال ولم تقبل استضافة وفدي فتح وحماس لاستكمال المصالحة
فهل مصر السيسي مع المصالحة ؟
لنقرأ مقتطف من تصريح محمد نزال عن الرسالة نت ونتابع :
"ودعا نزال إلى ضرورة اعادة النظر بكل التفاهمات التي تمت معها خلال الفترة الماضية، مضيفًا " نتائج المقاومة أفرزت واقعًا جديدًا يجب أن نتعامل معه بعقلانية، ومن الواضح أن عباس يبعث رسائل واضحة يتنصل عبرها من تفاهمات المرحلة الماضية، ويضع شروطًا تعجيزية حتى يدفع حماس إلى الزواية ويخرج الجميع من حالة الوفاق".
هنا في الجزء الأخير من المقتطف ، وكأن محمد نزال يمهد لموقف جديد من حماس مفاده أن شروط فتح تعجيزية وشروط عباس تعجيزية " حتى يدفع حماس إلى الزاوية ويخرج الجميع من حالة الوفاق " وكلمة يخرج الجميع من حالة الوفاق تعني أن حماس تخرج من حالة الوفاق ذلك أن محمد نزال ناطق باسم حماس فقط وليس باسم الجميع . وهذا يعني تلويح وتهديد .
سأحاول تصويب النظرة لموقف فتح والسلطة :
مواقف الناطقين والمقررين في السلطة ومعهم رئيس السلطة قد تستهدف تعجيز حماس ودفعها لرفض المصالحة .
ولكن الأصح فإن طلبات وشروط عباس هي ضغوط على حماس كي تقبلها وليس من أجل أن ترفضها .
هناك سياق ، ومطلوب من قيادة حماس أن تسير في هذه القناة وبشروط السلطة التي هي شروط حلف واسع من القوى والدول .
وإن إتكاء محمد نزال على "واقع جديد أفرزته المقاومة" لا يحظى باعتراف عباس والناطقين من فتح ، بنفس الطريقة التي تعني محمد نزال . فمحمد نزال يريد تحسين شروط المصالحة بالإتكاء على ما أفرزته نتائج المقاومة ويطلب التعامل معه بعقلانية أي لصالح حماس ، بينما فتح ترى عكس ذلك بالضبط أي ضد حماس .أليست هذه هي الحقيقة .
هنا تأتي محاولة محمد نزال ناطقا باسم حماس لمجابهة الضغوط والشروط بالتلويح بالإنسحاب من العلاقة اي هربا من الشروط التي يراها غير مقبولة أو من أجل تخفيفها على الأقل .
إن حركة حماس في موقف حرج جدا في هذه الفترة : فوجودها بالصيغة القائمة في القطاع يستخدم مبررا لاستمرار إغلاق معبر رفح وبقية المعابر كما صرح عباس وهنا يضغط عباس لتحجيم وجود حماس قبل أن يرسل حرس الرئاسة لاستلام المعابر، كما أن مساعدات إعادة الإعمار مشروطة بوجود سلطة رام الله كاملة في القطاع أيضا وهذا إن حصل سيدفع حتما إلى معالجة إزدواجية السلطة والسلاح لصالح سلطة رام الله . فقد صرح أحدهم بأن فتح لا يمكن أن تقبل في قطاع غزة ، بحالة حزب الله في لبنان ويقصد سلاح المقاومة والتشكيلات الأمنية والعسكرية لحماس وكل قوى وتراكيب المقاومة الموجودة في القطاع . قلنا أن ضغوطات وطلبات السلطة مدعومة من حلف واسع وكذلك مؤثر.
وفي نفس الوقت تتعرض حركة حماس إلى ضغوطات متنوعة و تشتمل على مكان إقامة القيادة و تجفيف الموارد المالية ( وتجفيف الموارد هذا جربته الجبهة الشعبية وجربت آثاره المدمرة ولكنها على أية حال لم توافق على أوسلو بالرغم من الثمن الباهظ الذي دفعته من وجودها وفاعليتها )
كما أن للحالة في القطاع ضغطها الهائل الذي لا يمكن مجابهته بالشروحات وقراءة الآيات والأحاديث النبوية ومختلف أشكال الأقوال .
إن حماس في وضع حرج جدا ، وقيادتها حاليا في مكبس من الضغوط من أجل السير خطوات أخرى في نهج التسوية ومرحلة أوسلو .فالمطلوب من حماس إعادة تأهيل نفسها بما يتناسب مع شروط نهج التسوية وإثبات حسن النية بإعادة تربية الكادر والمريدين بما يتوافق مع هذا النهج وبناء مفهوم ثقافي وسياسي جديد متساوق مع هذا النهج تماما كما حصل مع فتح – دون ان يعني هذا الحصول على أي ثمن إيجابي في القضية الوطنية بل ضد المصلحة الوطنية والأهداف الوطنية .
يبقى السؤال الملح القائم أيضا : هل هناك مشروع خاص بالقطاع وينعكس على الضفة الغربية ؟

اخر الأخبار