حالة قلق تسود قطاع غزه من عدم نشر اسماء الغرقى الفلسطينيين

تابعنا على:   02:27 2014-09-16

هشام ساق الله

ناشد عدد كبير من ابناء خانيونس الشرقيه المنطقه التي تعرضت لهجمه صهونيه شرسه ادت الى استشهاد وتدمير بيوت عدد كبير منهم في الحرب الصهيونيه الاخيره على قطاع غزه الرئيس القائد محمود عباس باصدار تعليماته الى السفارات والهيئات الفلسطينيه بان يتم نشر اسماء الشهداء الذين غرقوا في البحر المتوسط اثناء محاولتهم للهجره الى ايطاليا .

هناك عدد كبير من المفقودين وهناك اسماء يتم ترديدها فيها اسرى محررين امضوا سنوات في سجون الاحتلال وكوادر من ابناء حركة فتح اضافه الى عدد من الشباب المحبطين الذين قرروا الهجره وركبوا الصعب ويريدوا ان يغادروا قطاع غزه من اجل ان يبداوا مستقبل جديد لهم .

حدثني احد الاصدقاء في خانيونس الشرقيه بان هناك عدد كبير من المفقودين الذين لايعرف احد اين هم الان ويعتقد انهم غادروا قطاع غزه عبر الانفاق ويمكن ان يكونوا من بين الغرقى الذين غرقوا وهم يحاولوا ان يهاجروا ويبداو حياة جديده .

يطالب اباء هؤلاء الشباب المفقودين الرئيس القائد العام محمود عباس والسفارات الفلسطينيه المعنيه والقريبه من مكان الحدث ان يعملوا على تطمين اهالي هؤلاء الشباب وان يقوموا بدورهم بترتيب ارسال جثامين الشهداء الذين غرقوا واعادتهم الى اهلم في قطاع غزه وان يتم متابعة اوضاع الناجين الذين يعانوا من اوضاع صعيه صعبه وتامين احتياجاتهم واموالهم ومايملكوا ويتم اعادتها الى اهلهم باسرع وقت .

يبدوا ان موضوع الهجره عن قطاع غزه موضوع كبير تشارك فيه اجهزه امنيه دوليه ويتم توفير كل انواع الفرص والتشجيع لهؤلاء الشباب بغرض تفريغ قطاع غزه من شبابه وهناك حديث ان دول اسكندنافيه توافق على منح هؤلاء الشباب الاقامه فيها تمهيدا لحصولهم على جنسياتها واعطاء فرص لهؤلاء المهاجرين .

ويبدو ان الاجهزه الامنيه سواء في غزه والضفه الغربيه تعيش في حاله ترقب والفصائل الفلسطينيه نائمه في العسل وحركة فتح اكثر التنظيمات الفلسطينيه التي يفكر ابنائها بالهجره لاتحرك ساكنا ولاتعمل أي شيء من اجل الحد من هذه الرغبه الجامحه التي تسود عدد كبير من هؤلاء الشباب الباحثين عن العمل والرزق والحياه الجديده بعيدا عن الحرب والتدمير والبطاله القاتله .

وكنت قد كتبت مقال بمدونتي مشاغبات هشام سا ق الله عن الاسباب التي تدعو الشباب للتفكير بالهجره الى بعد الحرب الصهيونيه التي دمرت فيها الارض والحجر وقتلت اكثر من الفين شهيد وجرحت اكثر من 11 الف جريح وهدمت عشرات الاف البيوت بشكل كامل وجزئي واستهدفت وقتلت عشرات العائلات بشكل كامل وتركت اثار بيئيه سيئه قد تزيد حالات الوفيات في المستقبل .

الذي يدعو الشباب الي التفكير الجدي بالهجره حسب مافهمت من النقاش الحاصل هو تصاعد حدة الخلاف بين حركتي فتح وحماس وعدم وجود امال وافاق مستقبليه لعمل سياسي مشترك وانهاء الانقسام اضافه شعور الكثير من ابناء شعبنا بانهم مهمشين ومواطنين درجه ثانيه ويمكن ثالثه وعدم وجود انفتاح سياسي اضافه الى انه يمكن ان تعود الحرب في كل لحظه فخلال ستة سنوات على الاقل عشنا ثلاث حروب متلاحقه .

الذي يدعو الشباب وخاصه الصغار منهم الى الهجره التمييز الحاصل في الحصول على الوظائف اذا وجدت وارتفاع نسبة البطاله وعدم وجود نمو اقتصادي وفتح مشاريع جديده فالمشاريع الموجوده تم تدمير عدد كبير منها واضيفت اعداد جدد الى البطاله في هذه البلد التي تبلغ نسبة البطاله فيها اكثر من 60 بالمائه .

رو المغامره دفعت الشباب الى التفكير الجدي بالسفر والهجره حيث ان الامر كله تتوافق مع مغامرة الشباب ورغبتهم الحثيثه بتجربة احداث واشياء يمكن ان تجعلهم بالمستقبل بشكل افضل مما يعيشوا الان في غزه فهم يناموا طول النهاء ويسهروا طول الليل وانقلبت حياتهم حتى لايخرجوا من البيت وحتى لايطلبوا من والدهم مصروف حتى يخرجوا ويبقوا بدون ان يثيروا قضيتهم الشخصيه وهي انهم عاطلين عن العمل .

هؤلاء الشباب معظمهم خريجي جامعات وبعضهم حاصل على شهادة الماجستير ومنهم من لديهم دورات وخبرات وكفاءات غير موجوده باماكن كثيره بالعالم وجلهم يتحدث اكثر من لغتين غير اللغه العربيه وبعضهم لديه مهارات نادره متميزه يتوقعوا ان يفتحوا لانفسهم افاق فور توفر الفرصه .

تكاليف رحلة الهجره غير كبيره ويمكن ان يتم توفير المبلغ ويمكن ان يتم استرجاعه خلال عمل لعدة شهور ومن ثم يبدا ببناء حياته واسرته والقضيه مجربه وهم يسمعوا ممن سبقوهم واغلب هؤلاء الشباب يفكروا في الجواز الاجنبي واشياء كثيره موجوده في اوربا كل واحد منهم حسب اهتماماته .

قال لي شاب تحدثت معه في الدردشه على الفيس بوك لماذا ابقى في غزه وانا عاطل عن العمل والعمر يمر ولا اجد فرصه اعمل فيها ولا حتى بطاله ولا أي شيء وانا حاصل على شهاده جامعيه ولدي عشرات الدورات المتخصصه وعلى راي المثل 7 صنايع والبخت ضايع .

لماذا ابقى في غزه والمستقبل فقط لابناء حركة حماس الذين لديهم فرصة الوظيفه والتطور وحرية التعبير عن الراي وانا دائما يتم استدعائي الى اجهزه الامن قبل الحرب والتحقيق معي لاني صاحب اهتمامات مجتمعيه مختلفه ولا احد يعتبرني حتى تنظيمي فتح الذي انتمي اليه لا احد يلفت انتباهه الي او يقف او يساعدني باي شيء .

لو فكرت بالزواج فاني احتاج الى اكثر من 10 الاف دينار اردني على الاقل حتى استيطع ان ارتبط بمن احب واريد واحتاج الى راتب ثابت حتى استاجر بيت واحتاج الى اكثر من 10 الاف دولار حتى اعفش بيت قصتي حزينه يا ابوشفيق سافكر واهاجر حتى لو مت في الطريق اكون اكتسبت شرف المحاوله .

واخر قال لي ماذا يبقيني في غزه وطوال الوقت الخلاف يعود ولا يوجد امال او افاق سياسيه وفي كل لحظه يمكن ان نعود الى الحرب من جديد ولا نمتلك حرية التعبير او المشاركه او أي شيء نحن غير مهمين للوطن يا ابوشفيق نحن ارقام ودروع بشريه وليس لنا راي باي شيء يمكن ان نعبر عنه .

لا احد يهتم او يشجع الشباب لذلك الكثير من ابناء شعبنا يفكروا بالهجره وطالبني احد الاخوه والاصدقاء ان ادعو الرئيس محمود عباس الى توفير فرص الهجره للشباب الى أي مكان في العالم اكيد سيكون افضل بكثير من قطاع غزه هذا السجن الكبير .

انظروا الى صفحتي على الفيس بوك وشاهدوا ردود الافعال وانظروا الى صفحات الاخرين الذين بدات اصواتهم تعلوا من جديد لتغيير الواقع المعاش في قطاع غزه وتجسيد الوحده الوطنيه وانهاء الانقسام ووقف التراشق الاعلامي .

يتوجب على التنظيمات الفلسطينيه بكاملها ان تدرس مايجري باوساط الشباب والعمل بشكل مختلف عما يجري عل هؤلاء الشباب يعيدوا التفكير بالهجره ومغادرة الوطن ربما لو فتح المجال لهؤلاء ان يهاجروا ويتم ترتيب الاوضاع لهم ربما قطاع غزه يصبح فارغ ولا يبقى منه الا المستفيدين من هذا الانقسام والذين يتاجروا بشعبنا ويقمعوه ويعملوا من اجل ان يهجروا كل من يختلف معهم

اخر الأخبار