غباء أم عدم أهلية أم كلاهما !

تابعنا على:   02:44 2014-09-03

محمد أبو مهادي

بينما غزة غارقة في دمها و دمارها، ظنّوا أن البحر سيبتلعها كما أراد لها \"رابين\" يوماً، ولم يدركوا ان غزة التي حمت الهوية وانطلقت يوما بالمشروع الوطني الفلسطيني عصية على الانكسار، ولن يتم نزعها من معركة الشعب الفلسطيني حتى إنجاز الإستقلال والحرية.

كانت رفح تلملم جراحها من جنون العدوان و وتواجه عربدته بلحمها الحي و تدفن شهداءها الأبطال وضحايا هروب \"نتنياهو\" من عار دمويته ، وكان رامي الحمد الله غارقاً في معركته هابطة وتصفية حسابات ضيقة الأفق بدلاً من ‘إعلان موقف لحكومته يؤكد وحدة الدم المسكوب في شوارع القطاع وأحيائه الفقيرة وعن خطة لإنقاذ غزة من كارثة أعلنتها السلطة ولم تلتزم بمعالجة نتائجها، ومضى بقرار تصفية حسابات وضيعة مع رئيس سلطة المياه د.\"شداد العتيلي\" المشهود له بالمهنية والنزاهة في أوساط المتجمع الفلسطيني.

هذا الغباء في هذا التوقيت لا يظهر سوى أن ما يجري في غزة وكأنه خارج الحسابات لحكومة رامي الحمد الله ومجردة من دائرة الاهتمام، وان الحسابات الشخصية تطغي على الشأن العام في كل أوقات رامي الحمد الله، وأن المجزرة التي نفذت في غزة لم تبدل أو تغير من نهج الإقصاء الذي أصبح سمة النظام السياسي الفلسطيني في عهد الرئيس \"عباس\".

هل تصدقون أن الصغائر كانت أولوياتهم ؟ فالغباء المهيمن على عقولهم ، لم يسعف رامي لانتظار العثور على الجثث المدفونة تحت الدمار ووقف العدوان، فقد تسلل تحت غبار الدمار ورائحة الموت وكارثة العطش ليصفي حساباً دفيناً مع \"العتيلي\" الذي رفض أن ينساق في زفّة \"فدعوس\" التهليل ضد \"سلام فياض\"، حينما لم يجد أهل طمون المهددين بالاستيطان في الأغوار الشمالية ليستكملوا مشروع مياه الصمود لهم سوى ما قدمته \"فلسطين الغد\" التي يرأسها فياض، حيث كان قد بدأ من خلال سلطة المياه مشروعاً حيويا لمياه طمون.

هل خان \"شداد العتيلي\" الأمانة عندما طلب من \"فلسطين الغد\" مساعدة بلدة طمون باستكمال مشروع مياهها؟ أم باع الوطن عندما استجاب لأهل طمون بدعوة فياض للمشاركة في احتفال استكمال ما كان قد بُدءَ به في عهد فياض نفسه؟، أي عقل هذا الذي يدير البلاد ان كان فعلا هو من يديرها؟، وان كانت العقلية الثأرية المريضة تلك بهذا القصور والخفة في التعامل مع احتياجات الوطن والمواطن ومتطلبات صموده، فيكف يصادق الرئيس \"عباس\" على هذا القرار وهو الذي يعلم جيداً كفاءة العتيلي؟، ألم يكن من الممكن أن يقول للسيد رامي هذا ليس وقته ؟ أم أنه المولد للانتقام من كل من يرفض الانجرار في معارك صغيرة لا تنم إلّا عن مدى العجز والانفصال عن الواقع ؟ أي أهلية لهذا الحكم والحكام يا سادة؟ أليس هو الغباء وعدم الأهلية معاً؟ فأي مصير لك يا غزة وأي مستقبل لك يا فلسطين مع مثل هؤلاء الحكام فاقدي المسؤولية ومجردي الإحساس بمتطلباتها!

اخر الأخبار