غزة: الظلم في توزيع المساعدات أيضاً

تابعنا على:   19:09 2014-09-02

أمد/ غزة – كتبت أمنية أبو الخير: في موازاة الحرب الأخيرة على قطاع غزة، كان هناك سباق محموم يجري بين المتضررين والنازحين للحصول على أكبر قدر من المساعدات التي قالوا إنها وزعت بطريقة غير عادلة. بعد الحرب لا يزال المشهد هو نفسه لطوابير من المواطنين أمام المؤسسات ومخازن توزيع المساعدات العينية.

ويتزاحم آلاف الفلسطينيين من الفقراء أو النازحين بعد دمار بيوتهم أمام أبواب المؤسسات الإغاثية، وسط استياء كبير، فهؤلاء يتهمون المؤسسات بالتمييز في توزيع المساعدات واستثناء شرائح محتاجة. وانتقد عدد منهم تركيز التوزيع على ملاجئ ومراكز اللجوء وترك تجمعات فقيرة أخرى دون مساعدات، كالموجودين في الساحات العامة أو قرب المستشفيات.

في هذا السياق، تشكو المسنة خضرة فرحات، وهي من سكان حي الشجاعية شرق غزة، من أنها لم تتلقّ مساعدات عينية أو نقدية تساهم في حل مشكلتها، خاصة بعدما نزحت إلى ساحة مستشفى الشفاء وسط غزة منذ بداية الحرب الأخيرة. وتذكر فرحات (80 عاماً) أن كثيراً من المعونات توزع في ساحة المستشفى يومياً، لكنها لم تستفد منها لقلة قدرتها على الحركة وتزاحم المواطنين للحصول عليها.

مع ذلك، صارت هذه المواطنة ومن حولها يتهمون بعض المؤسسات بمحاباة جزء من النازحين ممن كانت أضرارهم أقل على حساب الفقراء من المتضررين. وانتقد بعض الرجال الواقفين دور المؤسسات الحكومية لتركها المؤسسات تعمل من دون حسيب أو رقيب، داعين في الوقت نفسه الجهات الرسمية إلى أخذ زمام المبادرة ووضع آلية لضمان وصول المساعدات إلى كل الشرائح المتضررة والفقيرة.

في المقابل، أكد رئيس مجلس إدارة جمعية دعم الأسرة في غزة، عبد الجواد هارون، أن غياب العدالة في التوزيع ينبع أحياناً من كبر حجم الفئة المتضررة وطبيعة الوضع الأمني، لكنه أشار، خلال حديثه مع «الأخبار»، إلى وجود حد أدنى من العدالة في التوزيع مقارنة بطبيعة المرحلة. وذكر هارون أن «بعض المواطنين غير المستحقين للمساعدات حاولوا اختلاق فوضى مقصودة للحصول عليها».

لم تخل كذلك معاناة الناس من محاولات الاحتيال، إذ يفيد المواطن سفيان قريقع، من جنوب القطاع، بأنه فقد منزله خلال العدوان، وبعد نزوحه تعرض لعملية سطو عبر تقمّص بعض المواطنين شخصيته، خاصة أنهم سرقوا أوراقه الثبوتية وبطاقته الشخصية وتسلموا بعض المساعدات من عدة جمعيات. إضافة إلى ما سبق، سجلت عمليات نصب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ نشر بعض المجهولين أرقام حسابات بنكية لتلقّي تبرعات من الخارج على بند تقديم مساعدات إلى المتضررين خلال الحرب، واكتشفت وزارة الداخلية التابعة للحكومة السابقة في غزة بعض هذه الحالات. لكن المتحدث باسم الوزارة، إياد البزم، رفض التعقيب لـ«الأخبار» عن تفاصيل هذا الموضوع.

وعدا الشعور بالظلم والتفرقة الذي تسبّبه العشوائية وغياب العدالة في توزيع المعونات، فقد خلقت بين النازحين، كما يذكر عدد منهم، حالة من الشرخ الاجتماعي. هنا يوضح المدير العام لملتقى النجد التنموي، خالد أبو شرخ، أن غياب لجنة طوارئ لإدارة توزيع المساعدات سبّب إشكالات كبيرة في التوزيع، منتقداً طريقة توزيع بعض المساعدات وتركيزها على مراكز لجوء محددة دون أخرى.

وحاول أبو شرخ إيجاد عذر لما جرى بالقول إن سوء الأوضاع الامنية ضغط المؤسسات وجعلها توزع مساعداتها بطريقة ارتجالية أحياناً، لكنه أشاد بها، في حديث مع «الأخبار»، وشدد على دورها الكبير رغم المخاطر الجمة التي تعرض لها موظفوها.

الاخبار اللبنانية

اخر الأخبار