الفلسطينيون ومعركة الإرادة

تابعنا على:   11:14 2014-08-30

محمد أمين المصري

لم تكن حرب غزة مجرد معارك وقنابل وصواريخ وتبادل اطلاق النار بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية أو حماس تحديدا ، فالحرب كانت وبالا على السكان ، مع العلم بأن معظم الضحايا مدنيون وعدد قليل من قادة حماس العسكريين.

وحرب غزة حلقة من ضمن حلقات سوء القرار السياسى لمن يحكم القطاع، فصانع القرار لم يحسب حساباته بدقة، ونسى الخسائر المعنوية والنفسية ، بغض النظر عما كل ما هو مادى ومالي.. وحسب قول صديقى هشام ساق الله أحد أشهر المدونين الفلسطينيين والمدافعين عن قضيتهم الوطنية الذى فقد مسكنه فى برج الظافر وأصبح بلا مأوى بعد ضياع شقا العمر فى تملك شقة ، فإن «المال معوض ولكن حسبى الله ونعم الوكيل».

مجموعة من الصحفيين الفلسطينيين تملكوا شققا فى البرج ودفعوا آلاف الدولارات بعد عمل ليل نهار لسنوات كى يأمنوا مسكنا لائقا بهم، وهم الذين لا يرون أسرهم إلا قليلا. فالعمل الصحفى فى فلسطين لا ينتهى وساعاته مثل الكوابيس طويلة وشاقة . فالصحف والمواقع والفضائيات تريد السبق الصحفى على حساب صحة الصحفى نفسه، فالمهم عندها الخبر وليس راحة من يصنع الخبر أو يكتبه.

قصف برج الظافر يجعلنا نصدق «نظرية المؤامرة» بحق هذه المرة، فإسرائيل تعلم علم اليقين من هم سكانه ، ومن ثم تريد إخراسهم للأبد وقصف أقلامهم وقطع ألسنتهم، ولكن كل قيادات الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لم يتعلموا الدرس بعد، وكأنهم يكررون مسرحية الفنان المبدع محمد صبحى « انتهى الدرس ياغبي»، فالمواطن الفلسطينى أيا كان، الصحفي، العامل، الموظف ، الطبيب، المهندس، العسكرى ، الضابط، لا هم له سوى وطنه وتحريره.

فى عملية للمقاومة الفلسطينية ببدايات انتفاضة سبتمبر 2000، هاجم فتى فلسطينى مستوطنة لغلاة المستوطنين اليهود فى غزة وقتل منهم خمسة فى عملية صعب على الإسرائيليين وصفها آنذاك باستثناء شيمون بيريز الذى أصاب تعليقه الحقيقة بقوله:«نحن نفشل فى تحقيق انتصارات رغم ترسانة أسلحتنا..والفلسطينيون ينتصرون فى معركة الإرادة».

عن الاهرام

اخر الأخبار