الفلسطينيون ومعركة الإرادة
محمد أمين المصري
لم تكن حرب غزة مجرد معارك وقنابل وصواريخ وتبادل اطلاق النار بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية أو حماس تحديدا ، فالحرب كانت وبالا على السكان ، مع العلم بأن معظم الضحايا مدنيون وعدد قليل من قادة حماس العسكريين.
مجموعة من الصحفيين الفلسطينيين تملكوا شققا فى البرج ودفعوا آلاف الدولارات بعد عمل ليل نهار لسنوات كى يأمنوا مسكنا لائقا بهم، وهم الذين لا يرون أسرهم إلا قليلا. فالعمل الصحفى فى فلسطين لا ينتهى وساعاته مثل الكوابيس طويلة وشاقة . فالصحف والمواقع والفضائيات تريد السبق الصحفى على حساب صحة الصحفى نفسه، فالمهم عندها الخبر وليس راحة من يصنع الخبر أو يكتبه.
قصف برج الظافر يجعلنا نصدق «نظرية المؤامرة» بحق هذه المرة، فإسرائيل تعلم علم اليقين من هم سكانه ، ومن ثم تريد إخراسهم للأبد وقصف أقلامهم وقطع ألسنتهم، ولكن كل قيادات الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لم يتعلموا الدرس بعد، وكأنهم يكررون مسرحية الفنان المبدع محمد صبحى « انتهى الدرس ياغبي»، فالمواطن الفلسطينى أيا كان، الصحفي، العامل، الموظف ، الطبيب، المهندس، العسكرى ، الضابط، لا هم له سوى وطنه وتحريره.
فى عملية للمقاومة الفلسطينية ببدايات انتفاضة سبتمبر 2000، هاجم فتى فلسطينى مستوطنة لغلاة المستوطنين اليهود فى غزة وقتل منهم خمسة فى عملية صعب على الإسرائيليين وصفها آنذاك باستثناء شيمون بيريز الذى أصاب تعليقه الحقيقة بقوله:«نحن نفشل فى تحقيق انتصارات رغم ترسانة أسلحتنا..والفلسطينيون ينتصرون فى معركة الإرادة».
عن الاهرام