سميح القاسم ريحانة الوجد الفلسطيني

تابعنا على:   12:31 2014-08-22

سليم النفار

في الزمان الصعب,هناك بين المدن والمخيمات النائية في الشتات,كانت طفولتنا المعذبة, تغمس ايامها بقهر اضافي ,لم تعرفه البشرية في ازمنتها المعاصرة,فلم تكتفي رياح التآمر الكوني بإبعادنا عن بلادنا واهلنا..حيث احلامنا الطازجة فامعنت في عذابنا,ونحن نغمس الفجر من دمنا نحو الحلم ,الوطن المسروق,سرقوا منا الكرامة,وحقنا في القول المختلف عن تزوير اتهم ومزايداتهم الفاقعة في كذبها...هناك في البعيد عن الحلم وعن الانسانية النبيلة التي لا تعترف بإنسانيتك داهمنا صوت القاسم وبسيسو وزياد والدرويش...يضخون الامل في عروقنا ويعلون منسوب التحدي في عزائمنا نعم هكذا كانوا وهكذا كان سميح ذلك الصوت الهدار,الذي اقسم ان لا ينحني لمحتل وباغ,فصاغ اريج الكلام وريحانه من وجد الاساطير التي لا تعرف التعب,ومن حكايا الكنعاني العتيق,الذي لايساوم على كرامته,ووطنه..رأسه عاليا مثل جبال فلسطين الشماء,وقدمه على شاطىء البحر تتنظر عوليس الذي لابد ان يعود,في هذه التراجيديا الكونية كان القاسم يعمد قسمه,ويشحذ همم الشعب, بل كل الشعوب التواقة لفجر الحرية, لإنسانيتها الضائعة في عالم الغاب.
هو الثأر يقسم لن أرجئه،بما يتموني وما شردوني وما استعبدوني،سأقتل منهم مئة
نعم هكذا انطلق في النشيد والفعل الشنفري...مقاوما كل الاساليب الاحتلالية وغيرها,تلك التي كانت تريد كي الوعي الوطني ومسح الهوية الوطنية لشعب بأكمله... وقد ناله ما ناله من الاذى,من كل حدب وصوب..ولكن كيف للرسل ان تترك رسالتها؟
نعم يا رسول المحبة والكرامة والمقاومة...لقد كنت واصدقائك خلية المقاومة الاولى..انتم يا سيدي من منعتم اجيالا من النسيان,انتم من زرعتم في عقولنا ووجداننا مروج البلاد ووديانها..انتم بكلماتكم الصادقة الامينة
كنتم ومازلتم حراس وعينا والمتراس المتقدم امام مغول العصر الجديد...فكيف لنا ان ننسى,طلقات القول الذي ادمى رواية الغزاة...ياسيدي انت الامير...وانت النفير...وانت اتساع الفلاة...طوبى لذكرك لشعرك ودامت فيك الحياة...فامثالك لا يموتون ولا لن...نعم يذهب اليوم جسدك يا سيدي بحضوره الفيزيائي...ولكن ميكانزم التاريخ يتوالى حضورا بهيا فيك...وفينا, ألم ترى غزة اليوم وهي تموج فيما ناديت, ألم ترها وهي تخذل كما عرفت وادنت,الم ترها وهي تحمل عزمك واصراها رغم كل شيء...انها روح المعاني الذي غنيتها فينا,فالهبت حاضرنا وماضينا...سلام عليك...سلام علينا ونحن نزف اليك البشائر من ساحل الفينيق ومن ربى الكرمل..فنم هادئا واثقا كما عهدتنا..سنحصي شجر الزيتون والليمون في كوشان امي,كي لا يزوروا موجة البحر ونسمة الصبح الطالعة,من شقوق الارض...با سيد الارض يا ريحانة الوجد نم هادئا واثقا فلك منا الوعد.

اخر الأخبار