الآن وبعد فشل وقف إطلاق النار وفشل تمديد الهدنة التي انتهت مساء أمس برغم المساعي المصرية المبذولة للتوصل إلى ذلك بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي , فقد عادت دوامة العنف والقتل والدمار إلى نقطة الصفر وإلى جولة صعبة حيث قامت إسرائيل بقصف منزل عائلة الدلو ظناً منها أن محمد الضيف موجود فيها مما أدى إلى استشهاد زوجته وابنه وكذلك قامت بقصف منزل في منطقة تل السلطان برفح أدى إلى استشهاد عدد من قادة القسام منهم :

رائد العطار / محمد أبو شمالة / محمد برهوم وعدد آخرين من المواطنين .

هذا القصف الجنوني أتى بعد انتهاء فترة الهدنة حيث بدأت إسرائيل في تنفيذ سيناريوهات جديدة لها دلالات سلبية على كل الأطراف .

إن فشل وقف إطلاق النار تتحمل مسؤوليته الكاملة إسرائيل , حيث أن فصائل المقاومة الفلسطينية لا تثق بأية وعود إسرائيلية مما يجعل احتمال استئناف الحرب مرة أخرى أمراً مطروحاً وبشكل جدي وهذا ما حصل بعد إلقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطابه بالأمس وكذلك وزير دفاعه موشي يعلون والذي هدد فيه قادة حماس بالقتل .

إن وقف إطلاق النار أو الهدنة هي حاجة ماسة وضرورية لحل المشكلات الإنسانية الملحة التي يعاني منها سكان قطاع غزة فيما يتعلق بعلاج الجرحى وإصلاح أعطال الكهرباء والماء وتوفير المستلزمات الطبية للمستشفيات .

لذا يجب القيام بكل ما هو ممكن من أجل كسر دائرة العنف التي تؤدي إلى سقوط المزيد من الضحايا وبصفة خاصة بين المدنيين وإلحاق أضرار هائلة بالبنية التحتية , حيث أن سكان قطاع غزة ينشدون الحياة الكريمة ويبحثون عن حياة جديدة ومستقرة خالية من القهر والظلم ولأجل هذا الهدف دفع سكان قطاع غزة ثمناً غالياً وبالتالي فالمطلون أن يتم وقف إطلاق النار وبسرعة وانجاز رفع الحصار ولابد أن يكون هنالك ضغط دولي وعربي للخروج بنتائج تلبي شروط الفلسطينيين في رفع الحصار بدلاً من أن تكون هنالك مواجهة جديدة لا يعرف أحد متى تنتهي .

إن استمرار جيش الاحتلال الإسرائيلي بعدوانه الهمجي ضد شعبنا في القطاع الصامد وارتكابه جرائم ومجازر لن تثني هذا الشعب عن مواصلة نضاله ومقاومته لهذا المحتل بكل الطرق الممكنة والمتوفرة , لذا لابد من وقف هذه الحرب المسعورة والمستمرة في القتل والتدمير لكافة مناحي الحياة في القطاع