طفل يهودي جريح...!!

تابعنا على:   16:00 2014-07-31

خالد معالي

كشفت الحرب العدوانية على غزة مفارقات عجيبة وصارخة؛ ففي الوقت الذي يقتل فيه \"نتنياهو\" كل يوم عشرات الأطفال من غزة بأسلحة محرمة دوليا في وحشية وإجرام شنيع لم تشهد له البشرية له مثيلا، وبالصوت والصورة وبالبث الحي؛ لفشله في الوصول لرجال المقاومة ؛ يوصف \"نتنياهو\" وكيانه الغاصب بأنه إنساني وحضاري ومتمدن؛ وتوصف غزة التي تدافع نفسه بأنها متوحشة ومجرمة وإرهابية؛ مع أن المقاومة لم تجرح ولو طفلا يهوديا واحدا؛ ولم تقاتل إلا من قاتلها من الجنود الصهاينة.

 لنقل جدلا أن صاروخا انطلق من غزة وانفجر في تل الربيع \"تل ابيب\" وأصاب طفلا من دولة الاحتلال، وغطت الدماء وجهه دون أن تقطعه إربا إربا؛ كما يحصل مع عشرات الأطفال في غزة يوميا والعالم يتفرج؛ لصارت صورة الطفل اليهودي حديث الساعة في الدول الغربية وأمريكا، ولجابت المظاهرات الضخمة الشوارع والميادين حزنا على ما أصابه من الوحوش العرب الغير  متمدنين والغير حضاريين، ولوصفونا بأقذع الصفات.

تتغنى دولة الاحتلال بأنها واحة الديمقراطية وحقوق الإنسان؛ وسط غابة وحوش مكونة من عرب ومسلمين؛ ولكن الحقيقة هي عكس ذلك تماما؛ وإلا كيف نفسر مقتل أطفال غزة وتقطيع أجسادهم إلى أشلاء، وإبادة عائلات بأكملها.

يا للمفارقة!! بوليفيا ليست دولة عربية؛ بل دولة تقع في أمريكا اللاتينية؛ عرفت حقيقة الكيان الإرهابية مبكرا؛ فسحبت سفيرها وصنفت دولة الاحتلال في قائمة الدول الإرهابية؛ في الوقت الذي يصر زعماء  عرب على عدم سحب سفيرهم أو طرد سفير الاحتلال .

لا يكفي أن ننشر صور أطفالنا الشهداء في وسال إعلامنا المحلي؛ بل يجب أن تغزو صور أشلائهم جميع وسائل إعلام العالم اجمع، وخاصة الدول الغربية وأمريكا وبلغته التي يفهموها؛ لكشف وفضح من يستهدف الأطفال والنساء والمدنيين ولا يفهم معاني الإنسانية، ويتهمنا بالوحشية والإرهاب صباح مساء، ويلصقها بنا ظلما وزورا

 قادة الاحتلال لا  يتركون شاردة ولا واردة تخص دولتهم المزعومة برغم ظلمها وقيامها على حساب معاناة شعب آخر؛ فتراها تجند آلاف المتطوعين لقلب الصورة الحقيقية من قتل الأطفال والنساء ودحض حقيقة إجرامها ووحشيتها.

يغضبون ويثورون لمجرد ذكر جزء بسيط من إجرامهم بحق أطفال غزة؛ فكيف لو ظهرت الحقيقة كاملة للعالم حول ما يقومون به يوميا؟! كيف لو نشرت صور مجازرهم الجماعية للعالم ضد المدنيين كما حصل في سوق الشجاعية أمس؟!

استهداف أطفال فلسطين لا يتم بالقتل فقط كما يحصل في غزة؛ بل أيضا يستهدفهم الاحتلال بوسائل كثيرة لا تحصى؛ من قبيل الاعتقال والتعذيب في أقبية التحقيق، وقضاء سنين طفولتهم في السجون والمعتقلات، وهو ما يجعلهم يحيون حياة غير طبيعية كبقية أطفال العالم، ويترك آثار نفسية سلبية عليهم تصاحبهم طوال سنين عمرهم.

ما زال إعلامنا لا يضاهي إعلام الاحتلال الماكر والمزيف للحقائق والإعلام المتصهين المتحالف معه ، وهو ما يجعلنا نبحث عن نوافذ مهمة لتعويض النقص، وهي متيسرة؛ لإيصال رسالتنا للعالم الغربي.

الإعلام الالكتروني يمكن له دحض الرواية \"الاسرائيلية\" وفضحها بقتل مئات الأطفال في غزة؛ لمزايا كثيرة يتمتع بها، وهذا يستدعي وضع إستراتيجية متكاملة ومتواصلة؛ بدل أن يبقى إعلامنا أسير الحدث اللحظي، يتفاعل مع الحدث بعاطفة وبشكل لحظي سريع دون أن يواصل ويتمتع بالنفس الطويل.

يكذب إعلام الاحتلال  ومعه الإعلام الغربي عندما يقول أن من حق الكيان الدفاع عن نفسه؛ وان لا دولة تقبل بان يطلق عليها الصواريخ؛ لان الكيان هو دولة محتلة وبحسب القانون الدولي وليس غير ذلك؛ ودولة الاحتلال قامت أصلا على حساب الشعب الفلسطيني؛ وبرغم الجراح؛ حان وقت كنس الاحتلال إلى مزابل التاريخ بعد العصف المأكول، \"ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريبا\"، \"ويرونه بعيدا ونراه قريبا\".

 

اخر الأخبار