التخبط الإسرائيلي والإخفاق في العدوان على غزة

تابعنا على:   01:35 2014-07-31

أحمد يونس شاهين

تعيش الحكومة الإسرائيلية في حالة من التخبط السياسي مابين الاستمرار في العدوان على غزة وما بين إيجاد مخرج لها من ورطتها العسكرية في غزة ويعود هذا إلى إخفاقاتها في تحقيق انجازات عسكرية من شانها دعم موقفها في أوساط الشعب الإسرائيلي وأيضاً أنها تعاني من فشل ذريع في إدارة المعركة مع المقاومة الفلسطينية التي تفاجئ قواتها كل يوم بعملية نوعية جديدة مما دفع بعض المسئولين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين إلى التصريح بأن المقاومة الفلسطينية انتقلت من موقع الدفاع إلى موقع الهجوم في عمق قوات الاحتلال وخلف خطوطه وقد وثقت المقاومة هجماتها بتسجيلات لم يجرؤ الاحتلال إنكارها, وقد جن جنون الاحتلال واستثار غضبه مما دفعه إلى قصف المزيد من بيوت المدنيين الفلسطينيين وإبادة عائلات آمنة بأكملها ولم يكترث بالرأي العالمي وهذا ما اعتاد عليه لمدى التأييد الأمريكي للعدوان على غزة والصمت العربي الذي يشكل غطاءً لاستمرار العدوان بكافة أشكاله.

من المؤكد ولا شك فيه أن الحكومة الإسرائيلية لم تحقق أي انجاز عسكري في غزة سوى قتل الأطفال والنساء والشيوخ وهدم المساجد والبيوت على ساكنيها دون سابق إنذار وقصف مدارس إيواء النازحين من بيوتهم، وهذا يعود إلى فقر الجيش الإسرائيلي لمعلومات عن المقاومة الفلسطينية التي أجادت إدارة المعركة معه وكتمانها على أسرارها وتحركاتها ويعزز هذا مدى نجاحها في عمليات الهجوم التي تشنها خلف خطوط قوات الاحتلال الذي اعترف بها، فالحكومة الإسرائيلية قد اتخذت قراراً استراتيجياً بمواصلة العدوان على غزة من مواقعها دون تقدم على الأرض ومن خلال القصف من الطائرات والدبابات والزوارق البحرية للمحافظة بقدر المستطاع على حياة جنودها وضباطها واكتفت بالتلويح والوعيد بتوسيع العملية العسكرية براً والتي أخفقت بها للأسباب التي ذكرتها مسبقاً وحفظ ماء وجهها أمام شعبها الذي ينتظر انتهاء الحرب بنصر على المقاومة والشعب الفلسطيني الأعزل, فالحكومة الإسرائيلية وقادتها السياسيين يحاولون الآن إيجاد الوسائل والمبررات التي من شأنها الهروب من المساءلة القانونية بعد إخفاقهم في الحرب على غزة وعن وجود إجابات عن مدى تحقيق انجازات عسكرية وسياسية بفعل العدوان على غزة.

وقد شاهدنا عبر وسائل الإعلام استجداءات نتياهو بالرئيس الأمريكي ووزير خارجيته لوقف إطلاق نار شامل يضمن أمن إسرائيل بالدرجة الأولى، ولكن نجد أن دوافع ومقومات الاستمرار الإسرائيلي بالعدوان على غزة هو الصمت العربي على هذا العدوان والدعم الأمريكي الذي منح إسرائيل الضوء الأخضر لمواصلة عدوانها الهمجي, وبالمقابل وجدنا أن الرد الأمريكي والذي صدر على لسان باراك أوباما بأن نتياهو ليس في وقت يسمح له باختيار الوسيط لوقف إطلاق النار وعليه التعاطي مع المبادرات المطروحة ويعود هذا تأكيداً على ضعف وإخفاق نتياهو في العدوان على غزة.

قرار الكابينت الإسرائيلي بمواصلة ضرب غزة وتدمير الأنفاق ومنح هدن إنسانية دليل فشل واضح ويكتنفه الغموض لخلوه من مواصلة وتوسيع العملية العسكرية براً واكتفت بهذا القرار إضافة لعزم نتياهو عقد اجتماع موسع لحكومته وهذا لأول مرة منذ بدء العدوان على غزة لأنه على ما يبدو فإن هناك قراراً سياسياً سيتم اتخاذه ومخرجاً لنتنياهو من مربع الكابينت الذي يضم وزراء متشددين ومتطرفين يدعمون مواصلة العدوان حيث يريد الخروج من حالة الضغط التي يعيشها في الكابينت وتوسيع دائرة التصويت على قرار بشأن الحرب. بما يخص الموقف الفلسطيني فهو في حالة تحتاج مزيداً من التلاحم وتعزيز في الموقف حتى يكون ناضجاً وجاهزاً للتعاطي مع أي مباحثات للتهدئة لقطع الطريق أمام الحكومة الإسرائيلية حتى لا تتخذه ذريعة لاستمرارها في العدوان وقد لاحظنا منذ بداية العدوان أن هناك تباين في الموقف الفلسطيني بين الرئيس محمود عباس والسيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وهذا لأول مرة ويشكل انجاز تاريخي يضاف إلى رصيد النضال الفلسطيني وتأكيد على الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام الفلسطيني يجب أن يكلل بالنجاح بعيداً عن التجاذبات السياسية الإقليمية التي أرادت من الدم الفلسطيني أن يكون ثمناً لها.

إننا كفلسطينيين علينا أن نتوحد في مواقفنا تثميناُ لأرواح شهدائنا ودماء جرحانا وأن نعد العدة لما بعد وقف العدوان على المستوى المحلى وعلى المستوى الدولي للتفاعل والتواصل مع المؤسسات الدولية لرفع قضايا قانونية ضد قادة الاحتلال والذين يعدون المبررات للدفاع عن موقفهم وممارساتهم أمام المؤسسات الدولية والمساءلات الإسرائيلية.

اخر الأخبار