محمد الضيف... والفلسطيني الجديد

تابعنا على:   00:42 2014-07-31

خالد معالي

من كان يصدق أو يحلم من الفلسطينيين أو حتى من العرب والمسلمين؛ يوما أن يرى الجندي الصهيوني المتبجح والمتغطرس والمدجج بمختلف أنواع الأسلحة، وأقواها والمتفاخر بان جيشه لا يقهر؛ يقع فريسة سهلة تحت ضربات المقاومة الفلسطينية؛ بل يبكي ويستجدي، ويقتل ويمزق شر ممزق على يد أبطال غزة المحاصرة والمجوعة وبالصوت والصورة وبالبث الحي؛ كما جرى في  معسكر \"ناحل عوز\" المحصن؟!

قائد القسام محمد ضيف؛ وبخطابه المنتصر الذي بثته قناة الأقصى مساء أمس؛ هو يؤسس لمرحلة جديدة من الصراع الدامي مع الاحتلال الصهيوني المجرم؛ وهو اوجد الفلسطيني الجديد الغير معروف والمألوف من قبل.

صار المقاتل الفلسطيني رقم واحد في العالم دون أن يتدرب في أعرق الجامعات والمعاهد والعسكرية؛ بل  خرج من رحم المعانة ليحفر الأنفاق تحت الأرض بأظافره ، ويعيش لمدة عشرة أيام خلال شهر رمضان على شربة ماء؛ كي يخرج من دائرة الذل والهزيمة نحو دائرة الانتصار والقوة وتحقيق الانجازات.

حقق القائد محمد الضيف بتخطيطه الحكيم ما عجزت عنه الدول العربية المنبطحة، وجعل \"جون كيري\" يصرح أن \"نتنياهو\" طلب  منه التوسط في وقف إطلاق النار في غزة، صاغرا متوسلا مستسلما، متخليا عن غروره وغطرسته. 

ثقافة المقاومة التي أسسها الضيف هزمت ثقافة الاستسلام والانهزام؛ وحكمة الضيف والقيادة العسكرية والسياسية  جعلت \"نتنياهو\" لا يلوي على شيء ؛ كأن على رأسه الطير؛ فراح ينتقم من هزيمته بضرب وقتل الأطفال والنساء واستهداف المستشفيات والمساجد والمدارس ومنازل المدنيين. 

لأول مرة في تاريخ الصراع يتراجع \" نتنياهو\" ويبدو ذليلا مكسورا ومنهزما، \"سيماهم في  وجوههم\"، ويتراجع بطريقة مذلة ومهينة؛ واعترف انه يقاتل عدو شرس؛ لم يكن يعرفه من قبل كما تعود من قبل أن ترفع الجيوش العربية الراية البيضاء.

سر النصر الذي حققه الضيف ومن معه من المقاومة هو التفاف الجماهير حول المقاومة، فالمقاومة كالحوت وبحرها الجماهير المخلصة، كيف ولا وكل والد يستشهد أولاده يقول: كلنا فداء المقاومة حتى النصر بإذن الله.

الضيف ومن معه من المقاومة على مختلف مشاربهم الفكرية؛ تسبب بتغيير كل المعادلات وأعاد الكرامة والعزة وضرب أروع قصص البطولة والتضحية والفداء، وسجل  من ذهب تاريخ لن تنساه الأجيال القادمة  من نصر غزة، وضرب أروع الأمثلة في تحويل الخوف والانكسار إلى قوة وعزيمة وإرادة ونصر  مؤزر، وصار الفلسطيني الجديد كله عزة وفخر وتألق، يعمل بشكل علمي وتخطيط دقيق، بعيدا عن الفهلوة والمرجلة والطخطخه في الهواء.

صحصح أن الكل الفلسطيني يأمل بجندي أسير آخر؛ ولكن مشاهد اقتحام المعسكر كانت أكبر وكان لها صدى أقوى؛ فهي هزت الاحتلال، ومن قوتها منع عرضها، ورفعت معنويات الفلسطينيين وجعلته يشعرون بأنهم لا يقهرون باعتراف كتاب الاحتلال ومحلليه.

شكرا لك محمد الضيف؛ الذي أرجعت لنا ما فقدناه طوال 20 عاما من المفاوضات العبثية التي دجنتنا وأذلتنا؛ شكرا لك وللمقاومة التي رفعت رأس كل فلسطيني وعرب ومسلم، شكرا لكل من خط حرفا أو دعا بقلبه للمقاومة، أو دعمها بالمال والسلاح؛ وهنيئا لك يا غزة رغم تضحياتك الجسام؛ ما فعلتيه وصنعتيه بدم أطفالك وشهدائك الأطهار، والله معكم وينصركم \"ولن يتركم أعمالكم\"، \"ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله\".

اخر الأخبار