نصرالله: ايران وسوريا وحزب الله لم يقصروا يوما في دعم المقاومة الفلسطينية

تابعنا على:   21:44 2014-07-25

أمد/ بيروت:  لفت الامين العام لـ\"حزب الله\" حسن نصرالله الى ان \"يوم القدس العالمي أعلنه الامام الخميني واكد عليه مرشد الثورة الايرانية الامام علي الخامنئي، ليكون مذكرا لنا بالقضية المركزية لتبقى القدس وفلسطين حاضرة في القلب والعقل والفكر والثقافة والوجدان والاولويات والخطاب والعميل والميدان\"، موضحا انه \"عندما أكد الامام الخميني على اخر يوم جمعة من رمضان ليؤكد قداسة هذه القضية واسلامية هذه القضية\"، معتبرا ان \" يوم بعد يوم يتبين اهمية هذا الاعلان والحاجة الماسة الى احياء هذا اليوم من قبل الامة، عندما نتطلع اليوم الى حالة الامة نشعر بأهمية هذا اليوم وهذا الاحياء\".
واضاف السيد نصرالله انه \"بعد الاحتلال الصهيوني لفلسطين وسيطرته على كامل فلسطين، فضلا عن توسعه في أراض فلسطينة أخرى، كان هم الصهاينة منذ ذلك الحين وهدفها الاساسي هو تصفية القضية الفلسطينية واعتبار شعب فلسطين انه غير موجود وارض فلسطين لم تعد موجودة والقدس أصبحت عاصمة ابدية للدولة اليهودية، والهدف بعد الاحتلال كان انهاء القضية الفلسطينية، ولم يكن واردا في عقولهم أن يعيدوا شبرا واحدا من ارض فلسطين الى اصحابه ولا لاجئا واحدا الى داره، لذلك نجد الاجماع الاسرائيلي حول القدس وحول منع عودة أي لاجئا\".
ولفت الى ان \"الصهاينة كانوا يعلمون ان قضية بهذا الحجم، ان أرض مقدسة وشعب لا يمكن حذفة في سنة أو سنتين ولا جيل او جيلين لذلك وضعت خطة طويلة الامد لتحقيق هذا الهدف، يمكن لاي منا أن يحلل ما جرى من العام 1948 حتى اليوم ليكتشف معالم برنامج تصفية القضية الفلسطينية وهذا الحلم الموجود عند الغرب والاميركيين والصهاينة\"، موضحا انه \"على سبيل المثال، كانوا يفترضون أن الارض العربية واسعة ومن الممكن توطين اللاجئين وتذويبهم في المجتمعات العربية المتعددة، وهذا الخطر كان قائما ولا يزال قائما ويلاحق اللاجئيين، ومثال اخر، العمل على اختراع قضايا مركزية لكل شعب وكل دولة لتغيب مركزية فلسطين ومركزية القدس وهذا وفقوا فيه لدرجة كبيرة جدا\"، مضيفا \"عدوانا ليس فاشلا دوما بل يفشل حين نريد افشاله، واليوم وغزة تزبح هناك في بلدان عربية أولويات أخرى من البنزين والغاز ولقمة العيش، وهم ارادوا أن تصبح هذه القضايا هي قضايا مركزية\".
واشار السيد نصرالله الى ان \"هناك غرف سوداء تعمل لكي لا يبقى أي صلة بين أي لبنان وأي مصري وأي سوري وبين فلسطين، واختيار انتحاريين فلسطينيين في تفجيرات لبنان كان أمرا متعمدا، وهناك الكثير من الأمثلة التي من الممكن الحديث عنها\".
واكد السيد نصرالله انه \"بالرغم من كل ما حصل وكل المؤمرات والتحديات بقيت هذه القضية تفرض نفسها على المنطقة والعالم وما يجري في غزة الان شاهد على هذا الاستنتاج لاسباب عديدة أهمها الشعب الفلسطيني، ومنها على سبيل المثال صمود بعض الدول العربية وأبرزها سوريا وعدم خضوعها لشروط التسوية ومنها انتصار الثورة الاسلامية في ايران وتبنيها القضية الفلسطينة ومنها حركات المقاومة في لبنان وانتصارها في لبنان واسقاطها لمشاريع اسرائيل والولايات المتحدة الاميركية لكن الأهم الشعب الفلسطيني لانه بالرغم من كل شيء كان عصي على اليأس والاخضاع والاستسلام وكان لا ينسى المفتاح الذي ينتقل من الجد الى الاب الى الابناء وهذا جزء من خطة مقابلة ولو بالفطرة\"، لافتا الى ان \"الشعب الفلسطيني بالرغم من ظروف العيش القاسية وبالرغم من اغراءات الهجرة بهدف تشتيت هذا الجمع الشعبي بقي متمسك بأرضه وقضيته وحقله ويرفض الاستلام والخضوع وما زال الشعب الفلسطيني يفعل ذلك\".
ولفت السيد نصرالله الى انه \"كان خيار الصمود والمقاومة منذ البداية، حركات وفصائل المقاومة الفلسطينة على اختلاف توجهاتها والشعب الفلسطيني حمل هذه القضية وناضل من أجلها\"، موضحا انه \"عندما نتحدث عن خطة عملت عليها اسرائيل والولايات المتحدة وساعدهما عليه العديد من الانظمة العربية التي كانت عرشوها مرهونة، ولا يزال هذا البرنامج فعال وشغال\"، معتبرا ان \"ما نحن فيه اليوم هو أخطر مرحلة على الاطلاق منذ اغتصاب فلسطين والسبب هو هذا التدمير المنهجي الذي يحصل في المنطقة والذي كان بداياته ثورات شعبية صادقة ولها مطالب لكن هناك من ركب هذه الموجة واخذها بالاتجاه الذي يريده\".
واضاف السيد نصرالله ان \"ما نشهده هو تدمير للشعوب والجيوش والدول وتفككيها نفسيا واجتماعيا وعاطفيا وايجاد قضايا لا يمكن معالجتها في مئات السنين، وما يجري في أكثر من بلد عربي والمخاطر التي تتهدد أكثر من بلد عربي، سوريا كانت الجدار المتين وستبقى انشالله الجدار المتين في وجه المشروع الصهيوني، وكانت الحضن الكبير للمقاومة والقضية الفلسطينية، العراق الذي دخل النفق المظلم للأسف باسم الاسلام وباسم الخلافة تهجر فيها الالف العائلات المسيحية، والسنة الذين يختلفون مع تنظيم \"الدولة الاسلامية في العراق والشام\" المعروف بـ\"داعش\" ليس لديهم خيار اما البيعة أو الذبح والشيعة ليس لديهم أي خيار الا ذبح والاقاليات أيضا\" لافتا الى \"اننا كمسلمين من واجبنا اليوم ان نعلن ادانتنا لما يتعرض له المسيحيين والمسلمين في العراق\".
واعرب السيد نصرالله عن \"خشيته ان يكون المشهد من تدمير الكنائس ومراقد الانبياء والجوامع أن يجهز النفوس من أجل تدمير المسجد الاقصى\"، لافتا الى ان \"هناك خشية من أن يصبح ذلك أمرا عادياً بالنسبة لتدمير الكنائس والمساجد\".
ورأى السيد نصرالله ان \"أمتنا في أسوء حال، والمستهدف الاول هي فلسطين، وعلينا جميعا أن نعرف أين نضع أقدامنا في هذا الزمن، زمن الفتنة، وعلينا أن نعرف ماذا نفعل، وهذا هو التحدي الكبير الذي تواجهه أمكتنا\".
ولفت السيد نصرالله الى ان \"في هذا السياق، تأتي الحرب الاسرائيلية على غزة، وفي هذا السياق كانت الحرب على لبنان 2006 وعلى غزة في العام 2008، لكن في 2006 و2008 كانت النتائج مختلفة واليوم أيضا نحن في لبنان نستطيع أن نفهم وندرك بشكل كامل كل ما يحصل في غزة وما يتعرض له أهلنا في غزة لانه نفس الذي جرى علينا في تموز 2006، من حجة خطف المستوطين الثلاثة وحجة خطف الجنديين، هذه حجة للحرب وليست سببا، اسرائيل اعتبرت أن قطاع غزة محاصر وهناك فرصة لاخضاع وتدميرها، مثل العام 2006 الذي كان يجلب معه مشروع وزيرة الخارجية الاميركية السابقة كونداليز رايس\".

ولفت السيد نصرالله الى ان \"الاسرائيلي استغل موضوع خطف المستوطين الثلاثة الذي غير معلوم حتى الساعة من خطفهم ومن قتلهم، هناك عملية خطف البست لحركات المقاومة، واخذ منها ذريعة لشن الحرب، الى الطلعات الجوية والقصف المدفعي والبراج الحربية وقصف المدنيين وتدمير المساجد والكنائس وتهجير الناس من منازلها الى العملية البرية والى صمت المجتمع الدولي وتواطىء بعض المجتمع الدولي\"، مشيرا الى ان \"أميركا والغرب ومجلس الامن يغطون الحرب، الى تواطىء بعض الانظمة العربية والى ادانة المقاومة، لكن في المقابل كان هذا الصمود الشعبي الرائع وتمسك أهل غزة بالمقاومة وهذا الاداء والصمود السياسي المميز لحركات المقاومة\"، مضيفا \"لكن في نهاية المطاف أقول للجميع أن الذي يحسم الموقف سيحسم ثلاثية الميدان والصمود الشعبي والصمود السياسي\".

واشار السيد نصرالله الى ان \"في حرب تموز 2006، الاسرائيلي من اليوم الاول وضع أهداف عالية جدا لكن في الاسبوع الاخير من الحرب كان يتوسل للوصول الى نهاية لهذه الحرب، وكان لديه الخوف من ذهاب اسرائيل بحال الاستمرار في الحرب، في الوقت الذي كانت بعض الانظمة العربية تدعو اسرائيل الى الاستمرار في الحرب، لكن الاسرائيلي وصل الى قناعة بأنه لم يعد قادرا واستعانى بالأميركي وعندما يقتنع الاميركي كل المنطقة تمشي\".
وراى السيد نصرالله ان \"في هذه الحرب القائمة، الامل المتاح أمام الفلسطينين، اذا اعطي الأمر لأميركا وبعض العرب لوجدوا في ذلك الفرصة والمستهدف هو سلاح المقاومة وارادة المقاومة وليس فقط حركة حماس والجهاد الاسلامي بل كل المقاومة في فلسطين وكل نفق في غزة وكل صاروخ في غزة بل كل دم مقاوم يجري في عروق أبناء أهل غزة، الافق هو أن يصل الاسرائيلي الى مكان يجد فيه أنه لا يستطيع أن يكمل وعندها يستطيع الاستعانة بالأميركي\"، مؤكدا ان \"غزة انتصرت بمنطق المقاومة، وعندما نصل الى 18 يوم من العدوان ويعجز الصهاينة ومعهم كل العالم من تحقيق هدف واحد في غزة يعني ذلك ان المقاومة انتصرت في غزة\"، معتبرا ان \"المقاومة قادرة على صنع الانتصار في غزة وستنتصر\".

ولفت السيد نصرالله الى ان \"المعركة تدور بين فريقين في الميدان، الفريق الاسرائيلي الذي هو من أقوى جيوش العالم، لكن الاهم أنه بعد 2006 و2008، وهو في حالة تدريب وتأليف اللجان من أجل معالجة الخلل وسعوا الى تأسيس جيش جديد قوي، وفي المقابل قطاع محاصر، وبالأخذ بعين الاعتبار هاذين الفريقين نجد أمامنا الفشل الاسرائيلي وانجاز المقاومة، وحتى اليوم هناك ارباك في تحديد الهدف من الجانب الاسرائيلي، وهم خائفون منذ البدياة من الفشل ولذلك لم يحددوا أهداف عالية وتعلموا من تجربة تموز 2006\".
واشار السيد نصرالله الى ان \"الاسرائيلي لم يبدأ من سقف عالي، وهو مفترض رمم جيشه، بل يضع أهداف متواضعة، حتى اذا حققه يقول أنا انتصرت، وهو فشل في تحديد امكانيات المقاومة وهذا فشل استخبراتي الى جانب فشل سلاح الجو الاسرائيلي في حسم المعركة، هذا مهم بالنسبة الى أهل فلسطين والى لبنان، مع العلم انه قبل أشهر قليلة \"طلع قائد هذا السلاح وقال أن امكانات هذا السلاح قادرة على حسم المعركة في لبنان اذا حصلت خلال 24 ساعة وفي غزة خلال 12 ساعة\"، واليوم نحن في اليوم 18 من العدوان على غزة، وهو يتكلم عن غزة المحاصرة\".
واعتبر السيد نصرالله ان \"هناك فشل اسرائيلي في المس بمنظومة القيادة والسيطرة في غزة، وهو يخترع قادة شهداء ويتحدث عن اغتيال شهداء لا يزالون على قيد الحياة، وفشل في وقف اطلاق الصواريخ، وفشل في العملية البرية، وبعض الاعلام الاسرائيلي يقول: جيشنا فشل\"، لافتا الى ان \"حجم الخسائر البشرية وتهيب الدخول في عملية برية نراه في أعيون المسؤولين الاسرائيليين، ولذلك لجؤوا الى قتل الاطفال والمدنيين من أجل كسر البيئة الحاضنة للمقاومة، وهذا ما كان يريده في لبنان عبر تقليب جمهور المقاومة عليها لكن هذا بفضلكم انتم اشرف الناس لم يحصل في حرب تموز\"، مشيرا الى ان \"الاسرائيلي اليوم يعيد التجربة ليفرض على قيادة المقاومة القبول بأي تسوية، وهذا يعني أن الجيش الاسرائيلي ذهب الى غزة لكي يكون جيش قاتل وليس مقاتل وهذا ما نعرفه عنه\".

واشار السيد نصرالله الى ان \"هذه المرة الاول التي تنطلق فيها صواريخ من داخل فلسطين لتطال كل أرض فلسطين وهذا جهد كبير، وهناك ثقة عالية بالله وبالمقاومة وهناك صمود شعبي واحتضان كبير، وحتى الان الشعب مع المقاومة وهناك صمود سياسي ورفض لكل الضغوط الهائلة اقليميا ودوليا\".
ودعا السيد نصرالله الى \"وضع كل الحساسيات والخلافات والاختلافات حول القضايا والساحات الاخرى جانبا، لنقارب جميعا ما يحصل في غزة كمسألة شعب ومقاومة وقضية عادلة لا اختلاط فيها بين حق وباطل، وهنا ليس هناك من التباس ولا يوجد نقاش\"، لافتا الى ان \"غزة الان بدمائها ومظلوميته وصمودها وبطولتها يجب أن تكون فوق كل اعتبار\".
وطالب السيد نصرالله الحكومات العربية والاسلامية \"بتبني خيار رفع الحصار عن غزة وحماية القيادة السياسية للمقاومة من الضغوط التي تيرد وقف النار من دون تحقيق هذا الهدف\".
واعلن السيد نصرالله ان \"في مواجهة هذا الحدث، نحن في \"حزب الله\" كنا وسنبقى نقف الى جانب كل الشعب الفلسطيني والى جانب المقاومة في فلسطين بكل فصائلها، ونحن لن نبخل بأي شكل من اشكال الدعم التي نستيطعها ونقدر عليها\"، مضيفا \"اننا نشعر بأننا شركاء مع هذه المقاومة، وانتصارهم انتصار لنا جميعا وهزيمتهم هزيمة لنا، نحن نتابع ما يجري بكل دقة ونواكبه ونتابع كل التطورات الميادنية والسياسية، ونقول لاخوننا في غزة نحن معكم والى جانبكم وواثقين من ثباتكم وسنقوم بكل ما يجب أن نقوم به، أقول للصهاينة أنتم اليوم في غزة في دائة الفشل في بيت العنكبوت فلا تذهبوا الى أكثر من ذلك الى دائرة الانتحار\".

اخر الأخبار