نحو قرار وطني مستقل ومبادرة فلسطينية واحدة

تابعنا على:   02:03 2014-07-25

محمد جبر الريفي

القرار الوطني الفلسطيني المستقل هو قرار انتزعه الشعب الفلسطبني عبر المقاومه والكفاح المسلح وهو من انجازات منظمة التحرير الفلسطينيه الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وهو قد جاء ليعزز عوامل القوه الذاتيه للنضال الوطني في اي مسعى او تحرك سياسي لتسوية القضيه الفلسطينيه وذلك ﻻعتبار الشعب الفلسطيني هو صاحب القضيه التاريخي بحيث ﻻ يجوز المساس بهذا الحق من اي طرف اخر خاصه ان هناك اكثر من طرف كان ينازع منظمة التحرير هذا الدور كما ان هذا القرار تكمن اهميته السياسيه في كونه وضع حدا لسياسة التدخﻻت العربيه في الشان الفلسطيني وذلك على الرغم من تفهم حقيقة ان القضيه الفلسطبنيه هي قضيه قوميه وان هناك عﻻقه جدليه بين النضال الوطني والنضال القومي وقد تاكدت صحة هذه الحقيقه عبر وقائع التاريخ...في المرحله الحاليه حيث تشهد المنطقه حربا عدوانيه اجراميه صهيونيه على قطاع غزه تتواصل منذ اكثر من نصف شهر وترتكب فيه مجازر وحشيه تحصد في المقام اﻻول ارواح المدنيين من اﻻطفال والنساء والشيوخ وفي ظل صمت المجتمع الدولي ومنظماته ومؤسساته وعدم فاعلية القوى السياسيه المؤثره فيه والتي سبق ان قامت بدور سياسي وحتى عسكري بفض النزاعات المسلحه في مناطق العالم المختلفه وهي تقف اﻻن هذه القوى في مجملها موقف المساند للعدوان كالوﻻيات المتحده وبعض دول اﻻتحاد اﻻوربي او موقف العاجز الضعيف المتفرج الذي ﻻ يﻻحظ له اي دور في لجم هذا العدوان كموقف روسيا والصين والتي لم تعتاد الشعوب العربيه من هاتين القوتين المؤثرتين في السياسات والصراعات اﻻقليميه ان تتخذ مثل هذا الموقف وذلك بحكم عﻻقة الصداقه التاريخيه وعدم وجود ارث عدائي ببن هاتين الدولتين العظميين وبين اﻻمه العربيه ..نقول في هذه اﻻيام الي يتصاعد بها العدوان وفي ظل زحمة المبادرات من مصريه وقطريه وتركيه وامريكيه والحديث يجري عن مبادرات اخرى عربيه واقليميه ودوليه وعن خيارات اخرى وكلها تطرح بهدف وقف العدوان والوصول الى تهدئه ..في ظل هذا التجاذب والجدل بين هذه المبادرات بين مؤيد ومعارض ومتحفظ ﻻ نجد ما يوحي لﻻسف بوجود اي فاعليه للقرار الوطني الفلسطيني المستقل والذي تمسكت به وحافظت على تفعيله منظمة التحرير الفلسطينيه في اقسى معاركها سواء كان ذلك في احداث ايلول باﻻردن او اثناء حرب لبنان واجتياح بيروت عام 82..في اطار زحمة هذه المبادرات تمارس اسرائيل هوايتها المفضله في مواصلة العدوان وتصعيده ﻻبادة اكبر عدد من المدنيين ونزوح اكبر عدد من السكان وهدم اكبر عدد من البيوت وبذلك تستخدم حالة التجاذب والجدل بين المبادرات للمضي في انتهاج سياسة المناوره والمراوغه وهو اسلوب ليس غريبا على طبيعه هذا الكيان الخادع الذي ﻻ يلتزم باﻻتفاقيات وﻻ يتقيد بالتعهدات والضمانات التي يتم التوصل اليها بعد كل جوله من الحروب العدوانيه .... اما على صعيد التهدئه التي تسعى هذه المبادرات على اختﻻف بنودها للتوصل اليها فان الحاجه اصبحت ماسه لتفعيل القرار الوطني الفلسطيني المستقل وهي حاجه اصبحت ملحه وعاجله وتتناسب مع صمود المقاومه في مواجهة العدوان وتتناسب ايضا مع شﻻل الدم الذي نزفه شعبنا ..الحاجه ماسه لصياغة مبادره فلسطينيه واحده تحوز على اجماع وطني من قبل النظام السياسي الفلسطيني بكافة مكوناته من سلطه وطنيه وفصائل مقاومه وذلك بهدف الوصول الى تهدئه تكون مدخﻻ لتسويه شامله للقضيه الفلسطينيه ومقدمه لحل نهائي للصراع الفلسطيني اﻻسرائيلي بما يضمن تحقيق كامل الحقوق الوطنيه التي اعترفت بها الشرعيه الدوليه وذلك حتى ﻻ تتكرر هذه الحروب التي يدفع فيها الشعب الفلسطيني ثمنا غاليا من دماء ابنائه فﻻ يجوز ان يكون بعد كل هذا الصمود والتضحيات والتعديل الذي اصبح واضحا في ميزان القوى حيث تحققت ﻻول مره في هذه الجوله من الحروب العدوانيه في تاريخ الصراع الفلسطيني اﻻسرائيلي معادلة الرعب المتبادل بفضل تطور اداء فصائل المقاومه بحيث اصبحت كل منطقه في دولة الكيان تحت مرمى صواريخها وهو شيء لم يحدث قبل ذلك في المعارك والحروب التي خاضتها هذه الدوله الصهيونيه العنصريه ضد الشعب الفلسطيني والبلدان العربيه المجاوره ﻻيجوز بعد كل هذا التطور اﻻستراتيجي النوعي القبول بتهدئه مقابل تهدئه ويبقى اﻻحتﻻل كما هو جاثما على ارض دولة فلسطين التي اعترفت بها اﻻمم المتحده حيث القبول بتلك التهدئه تحت ضغط بعض اﻻطراف التي تشعر باعمق القلق والمخاوف من هذا التطور النوعي في اسلوب المواجهه القبول بهكذا تهدئه ﻻ تستثمر هذا اﻻنجاز والتي يسعى اليها الكيان الصهيوني والقوى التى تسانده نكون قد حققنا مطلبه اﻻساسي في الكف عن ممارسة المقاومه والرضوخ لمشروع التسويه اﻻسرائيلي الصهيوني ..

اخر الأخبار