الم يأتي الوقت لان نتخلى قليلا عن منهجية تفكير المهزوم .. ؟

تابعنا على:   12:25 2014-07-24

شاكر جودة

لا تقاس الخسارة في الحروب بالخسائر البشرية والمادية بقدر ما تقاس بالخسائر النفسية للمهزوم وانعكاسها على منهجية تفكيره ومعنوياته , هذا بالنسبة للحروب بين الدول المتنازعة على حدود أو قضايا أخرى .. أما قضية النضال من اجل تحرير الوطن فهي أكبر من ذلك .. فلا تقبل القياس بمعيار الربح والخسارة.. وهذا ما دعاني للحيرة والتساؤل.. الم يأتي الوقت لان نتخلى قليلا عن منهجية تفكير المهزوم ؟ التي ترتكز على عملية إحصاء خسائر الحرب وتضخيمها للمطالبة بالتعويضات كمتضررين من الحرب ينتظرون من سيعوضهم .. ويبدون كأنهم يخوضون تلك الحروب فقط طمعاً في التعويضات التي تلي كل حرب ..هذا القالب الذي ارتضينا أن تشكل عليه في ظل وكالة الغوث طيلة السنوات الطويلة السابقة, والذي كان لشعبنا فيه بعض العذر المبرر بسبب اعتيادنا على الهزائم المتكررة عبر تاريخنا باستثناء بعض الانتصارات البسيطة التي تم تحقيقها هنا أوهناك والتي لم تتمكن من تغيير نمطية تفكير المهزوم فينا ... والذي بات من اللازم اللازب التحول عنها مع واقعنا الجديد الذي فرضته انتصارات المقاومة منقطعة النظير على هذا العدو في هذه الحرب الأخيرة واستبدالها بإستراتيجية جديدة وبمنهجية تفكير المنتصر التي لا ترتكز على عملية إحصاء خسائرها بل ترتكز على عملية إحصاء خسائر العدو وإبرازها . يا أبناء وطني المخلصين ألا يحق لنا رفع رؤوسنا عاليا منتشين بمعنويات بالنصر؟ .. نعم.. بلا .. وكيف لا ونحن لأول مرة نقف نداً قوياً على المجال العسكري لأعظم جيش في المنطقة .. \" الجيش الذي لا يهزم\" كما أطلقوا عليه نذيقه الهزيمة المرة ونذله بل ونتركهم عسكريين وسياسيين في حيرة المذهول من قوة مقاومتنا ... ومن أهم مظاهر هزيمتهم ونصرنا التي سأعتمد عليها كعامل مهم لتغيير إستراتيجية ونمطية تفكيرنا المهزوم إلى إستراتيجية ونمطية المنتصر وهي على سبيل الذكر لا الحصر , بداية لقد عجزوا عن النيل من قياداتنا الميدانية ومناضلينا واكتفوا بقتل أطفالنا ونسائنا وبالمقابل كان مقاتلينا نبلاء في حربنا معهم ، حيث تمكن مقاومينا من قتل قياداتهم العسكرية وجنودهم وبعضاً من مستوطنيهم ... قاموا هم بإخلاء مناطقهم واختبئوا في الملاجئ ... وشعبنا المغوار الحامي لمقاومته يتجول بحرية في كل مناطقنا ... تفاقمت خسائرهم الاقتصادية نتاج تعطل أعمالهم بسبب صواريخ المقاومة وبشكل خاص في مجال السياحة والزراعة ، إضافة إلى عملية استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط وتعطيل أعمالهم وبناءً على ذلك لقد فاقت خسائرهم خسائرنا أضعافاً مضاعفة .. فرضوا علينا الحصار طوال سنوات الاحتلال وبتفاوت من فترة لفترة على مدى تاريخنا .. وفي هذه المرة حاصرناهم كما حاصرونا فمطاراتهم محاصرة ومعطلة عن العمل بعد قيام معظم شركات الطيران وعلى رأسها حليفهم أمريكا بإلغاء رحلات طيرانها منها واليها .. أما على مستوى المعنويات فنحن وبالرغم من توديعنا للشهداء المدنيين عند كل لحظة وبيوتنا تهدم إلا أن معنوياتنا في السماء مؤمنين بحتمية النصر, أما هم فقد باتوا ولأول مرة في تاريخهم معنا الجيش المقهور وشعب المهزومين .. والنصر الأم كان على المستوى الإعلامي حيث لطالما اعتدنا أن لا نصدق إعلامنا العربي والفلسطيني ووسائله وشخوصه تاريخيا منذ خطابات أحمد سعيد ومرورا بالصحاف حتى إعلام سلطتنا في العصر الحديث , لذلك كنا نتحول في بعض الأوقات لاستقاء أخبارنا من إعلامهم باللغة العبرية أو المترجم عنها أحيانا واهمين لفترة طويلة بأنهم لا يكذبون على شعبهم , إلى أن أثبتت لنا مقاومتنا المبدعة عكس ذلك خاصة عند إخفاء العدد الحقيقي لقتلاهم ، وعدم الاعتراف بالجندي المخطوف وإنكاره لمدة يومين من تاريخ إعلان المقاومة عن خطفه .. وصدقت بالوعد مقاومتنا وأثبتت كذبهم وكذب إعلامهم وصدق إعلام مقاومتنا .. وهذا غيض من فيض حيث لا يتسع المجال هنا لذكر أكثر من ذلك .. ألا تكفي كل هذه الانتصارات لتغيير إستراتيجية تفكيرنا والبدء بالتفكير بمنهجية المنتصر ؟!!

اخر الأخبار