نص خطاب عباس في جدة كاملا..التنسيق الأمني ليس عارا..ولن نسمح بانتفاضة جديدة تدمرنا

تابعنا على:   11:21 2014-06-19

أمد/ دعا رئيس دولة فلسطين محمود عباس، منظمة التعاون الإسلامي إلى وقفة جادة لحماية القدس التي تتعرض للتهويد والعدوان الإسرائيلي.

وقال الرئيس في كلمة بالدورة الحادية والأربعين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في مدينة جدة السعودية الأربعاء - 18 يونيو 2014، إن منظمة التعاون الإسلامي مطالبة اليوم وأكثر من أي وقت مضى بوقفة صارمة وجادة إزاء ممارسات إسرائيل في القدس الشريف.

وقال إن الدعوة الدائمة لزيارة القدس الشريف تأتي بهدف التأكيد على حق العرب والمسلمين والمسيحيين في زيارتها والصلاة فيها، وإظهار الدعم لأهلها الصامدين، مؤكدا أن زيارة السجين لا تعتبر تواصلاً مع السجان ولا تطبيعا معه.

وفيما يتعلق بالإسرائيليين الثلاثة الذين اختفت آثارهم جنوب الضفة الغربية، قال سيادته رغم أن وجودهم في الأراضي المحتلة في مناطق لسنا مسؤولين عن أمنها وهي مناطق 'سي'، إلا أننا حريصون على أرواح كل البشر، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي وجدها فرصة مناسبة ليبطش بنا ويدمر كل شيء وليعيث بالأرض فسادا خاصة في الخليل وليحملنا المسؤولية عن هذا الحادث.

وفيما يتعلق بالمفاوضات أكد الرئيس أن الحكومة الإسرائيلية هي التي أوقفتها وحدها، وقال: ما زلنا مستعدين أن نذهب لمفاوضات جديدة مدتها 9 أشهر، ولكن بالمقابل على الحكومة الإسرائيلية أن تفي بالتزاماتها وأن تطلق سراح 30 أسيرا، ثم أن نذهب إلى مفاوضات مكثفة حول نقطة واحدة وهي ترسيم الحدود ونعطي لأنفسنا 3 أشهر، وخلال هذه الأشهر الثلاثة على إسرائيل أن توقف النشاطات الاستيطانية.

وفيما يلي نص كلمة الرئيس:

صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل

أصحاب المعالي وزراء الخارجية ورؤساء الوفود،

معالي الأخ إياد مدني، أمين عام منظمة التعاون الإسلامي،

أصحاب السعادة، السيدات والسادة،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بداية أقدم لكم الشكر العميق على هذه الدعوة الكريمة لإلقاء كلمة أمام مجلس وزراء الخارجية المنعقد اليوم.

نهنئ بهذه المناسبة صاحب السمو الأمير سعود الفيصل على توليه رئاسة الدورة الحادية والأربعين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، ونحن على ثقة بقيادته الحكيمة لهذه الدورة.

نقدم الشكر للملكة العربية السعودية وجلالة خادم الحرمين الشريفين على حسن الضيافة والاستقبال. ونشكر الرئيس السابق للمجلس معالي وزير خارجية غينيا السيد لونسي فال على جهوده خلال الدورة  السابقة وعلى كلماته الطيبة العظيمة التي تحدث فيها حول قضية فلسطين والقدس.

أيها الإخوة الكرام

 إن هذا اللقاء هو فرصة لوضعكم في صورة آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية. لكنن أريد بداية أن أقدم لكم الشكر على وقفتكم المشرفة، إلى جانب دولة فلسطين والتصويت لرفع مكانتها في الأمم المتحدة، الأمر الذي منحنا أدوات سياسية إضافية لتثبيت حقوقنا الشرعية، والوصول لأهدافنا في الحرية والسيادة والاستقلال.

أريد أن أبدأ أيها الإخوة الكرام بعملية السلام كيف بدأت. أنتم تعلمون أننا بعد أن ذهبنا للأمم المتحدة وحصلنا على دولة مراقب بأغلبية كبيرة ساحقة ساهمتم أنتم أيها الإخوة بالوصول إليها، أصبحنا عضوا مراقب في الأمم المتحدة ومن حقنا أن ننضم لكل المنظمات الدولية والمعاهدات والمواثيق في هذه الفترة. وبعد مضي حوالي شهرين من هذا الحدث جرى اتصال بيننا وبين الإدارة الأميركية كانت نتيجته أن الرئيس الأميركي باراك أوباما قام بزيارة  لنا في رام الله، وكانت زيارة بالمناسبة عظيمة جدا، حيث تحدث بأنه مؤمن بعملية السلام وبأنه يوكل الأمر هذا إلى وزير خارجيته السيد جون كيري، والتقينا مع السيد جون كيري هنا في المملكة العربية السعودية واتفقنا على استئناف المفاوضات على أساس أن المفاوضات تتم على حدود عام 1967، ومرّ حوالي أسبوع على هذا الاتفاق ثم عقدنا اتفاقا آخر منفصلا تماما عنه، وهو أن تطلق إسرائيل سراح  104 أسرى من أولئك الذين مكثوا في السجون من قبل 1994 مقابل أن نمتنع نحن عن الذهاب إلى المنظمات الدولية، أي أن نمتنع عن طلب عضوية للمنظمات، وفعلا بذل الوزير الأميركي جهودا خارقة والتقينا به عشرات المرات، سواء اجتماعات ثنائية أو ثلاثية، من أجل الوصول إلى حل، ومضت الأشهر التسعة دون أن نتمكن من وضع الأمور في نصابها الصحيح من أجل أن نمسك بخيوط العملية حتى نصل إلى الحل السياسي. وفي هذه الأثناء وبطبيعة الحال بعد تسعة أشهر كان من المفروض أن تطلق إسرائيل سراح الدفعة الرابعة من الأسرى الذين يبلغ عددهم حوالي 30 أسيرا، وهنا رفضت إسرائيل أن تطلق سراح الأسرى وفي نفس الوقت أعلنت عن آلاف وحدات السكن الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية.

 في هذه الأوقات حصلت قضية المصالحة الفلسطينية، لكن سأتكلم عليها لاحقا ولكن اعترضت إسرائيل عليها بشدة مما أدى بها إلى أن تعلن في الرابع والعشرين من شهر نيسان، أنها تخرج من المفاوضات.

 إذن الحكومة الإسرائيلية هي التي أوقفت المفاوضات وحدها، بينما كنا نحن وما زلنا مستعدين أن نذهب لمفاوضات جديدة مدتها 9 أشهر، ولكن قلنا بالمقابل على الحكومة الإسرائيلية أن تفي إسرائيل بالتزاماتها وأن تطلق سراح 30 أسيرا، ثم أن نذهب إلى مفاوضات مكثفة حول نقطة واحدة وهي ترسيم الحدود ونعطي لأنفسنا 3 أشهر، وخلال هذه الأشهر الثلاثة على إسرائيل أن توقف النشاطات الاستيطانية. يعني لم نطلب تدمير الاستيطان ولم نطلب شيئا أكبر من هذا، إنما طلبنا أن توقف إسرائيل خلال فترة ترسيم الحدود أو الاتفاق على ترسيم الحدود، النشاطات الاستيطانية. هذا ما قدمناه للإدارة الأميركية وهذا ما تعمل عليه الآن الإدارة الأميركية، لأننا على اتصال دائم معهم من أجل استئناف المفاوضات على هذا الأساس. إطلاق سراح الأسرى والذهاب إلى مفاوضات حول الحدود، ترسيم الحدود بيننا وبين الإسرائيليين هذه المدة تكون 3 أشهر ومدة المفاوضات 9 أشهر، حتى إذا تمكنّا من إنهاء موضوع الحدود نتابع بقية القضايا الست التي وردت في اتفاق أوسلو.

هذا الموضوع الآن رهن الحديث بيننا وبين الإدارة الأميركية، وسبق قبل شهر تقريبا أن التقيت مع السيد وزير الخارجية كيري ومع السيدة تسيبي ليفني، وتحدثنا في هذا الموضوع ولكن المشكلة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يرفض العودة للمفاوضات والاعتراف بحكومة الوفاق.

 الآن إذن أردنا أن نتحدث عن حكومة الوفاق الوطني.

بعد الانقلاب في غزة في 2007 التجأنا إلى جامعة الدول العربية، لأننا نريد أن ننهي ذيول الانقلاب وأن ننهي الانقسام، ولم يكن أمامنا أي طريق إلا أن نلجأ إلى الجامعة العربية التي أوكلت الملف لمصر باعتبار أنها ممكن أن ترعى المصالحة للوصول لنتيجة طيبة. منذ عام 2007 إلى يومنا هذا ماذا حصل بعد الانقلاب بأشهر قليلة، كانت هناك مبادرة كريمة من خادم الحرمين الشريفين حيث استدعينا جميعا إلى مكة المكرمة وبجانب الكعبة أقسمنا على أن نسير في طريق المصالحة وبعد ثلاثة أشهر وقع الانقلاب ولم يحصل شيء بعد ذلك، ثم استمر الحوار بيننا وبينهم إلى أن وقعنا اتفاقين في آن معا، يعني اتفاقين مختلفين يحملان نفس الموضوع: النقطة الأولى أن نشكل حكومة تكنوقراط من المستقلين، وبعد فترة قصيرة من 3 إلى 6 أشهر يمكن أن تجري الانتخابات لا أكثر ولا أقل، وتم هذا الاتفاق في الدوحة وفي القاهرة ومضت 3 سنوات دون أن يتحقق شيئ، ثم في فترة المفاوضات كان هناك حوار بيننا وبين حماس ووافقت حماس على هذين البندين، ثم قامت القيامة لدى إسرائيل وأعلنت أن هذا لا يمكن، وأن علينا أن نختار بين المفاوضات أو حماس مع أنها كانت تقول بالماضي مع من نتفاوض مع غزة أو الضفة؟ وعندما توحدنا قالت عليكم أن تختاروا.

 طبعا نحن اخترنا شعبنا ووحدتنا وقررنا أن نسير في المصالحة رغم أن إسرائيل تعارض هذا. شكلنا الحكومة دون أن يكون فيها أحد من أي تنظيم وبالذات من حماس، لا من قريب ولا من بعيد، وبرنامجها ملتزمة ببرنامج منظمة التحرير الفلسطينية، وينص البرنامج على أن الحكومة تعترف بإسرائيل ونحن معترفون بإسرائيل، والحكومة تنبذ الإرهاب ونحن ننبذ الإرهاب، الحكومة تعترف بالشرعية الدولية ونحن نعترف بالشرعية الدولية، ونحن أضفنا إلى ذلك أن الحكومة تؤمن بالمفاوضات وإن كانت لا تمارس هذه المفاوضات، ثم الحكومة تؤمن بالمقاومة السلمية الشعبية، وهناك نقطة غير شعبية وغير محبوبة أن الحكومة تؤمن بالتنسيق الأمني مع إسرائيل، حيث إن هناك من يلومنا على التنسيق الأمني، ولكن هذا من مصلحتنا أن يكون هناك تنسيق لنحمي شعبنا حتى لا نعود إلى الفوضى كما كان الحال في الانتفاضة الثانية. لا نريد أن نعود إلى وضع يدمرنا وهذا لا يمكن أن نسمح به، التنسيق الامني ليس عارا، وهناك تنسيق أمني في غزة وقع في عهد الرئيس محمد مرسي، هذه السياسات تلتزم بها الحكومة، عندما سمعت أوروبا وأميركا أن هذه هي سياسات الحكومة أعلنت أنها تؤيد حكومة الوفاق الوطني وكندا وأستراليا التي لنا كلمة عليها، أن النائب العام الأسترالي الذي أعلن أن القدس ليست محتلة وهو مخالف للشرعية الدولية، نأمل أن تتبنى أستراليا هذه الشرعية التي ترى أن الأراضي الفلسطينية محتلة بما فيها القدس.

الآن ننتظر من الأميركان الرد على الأفكار التي بيننا وبينهم، أما بالنسبة للحكومة الإسرائيلية التي تصعد حاليا، وهذا بحد ذاته مشكلة كبيرة حصلت لنا بسبب أن 3 شبان اختطفوا بجانب إحدى المستوطنات، وبطبيعة الحال رغم أن وجودهم في الأراضي المحتلة في مناطق لسنا مسؤولين عن أمنها وهي مناطق 'سي'، وقد علمنا بالحادث بعد وقوعه وهم أبلغونا به. رغم ذلك فنحن ننسق معهم للوصول إليهم، لأنهم بشر ونحن حريصون على أرواح البشر، والأميركان أبلغونا أن أحدهم أميركي. قلنا لهم نحن حريصون على أرواح كل البشر، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي وجدها فرصة مناسبة ليبطش بنا ويدمر كل شيء وليعيث بالأرض فسادا خاصة في الخليل وليحملنا المسؤولية عن هذا الحادث.

نحن نبحث في هذا الحادث ومن قام بهذا العمل، الحقيقة من قام بهذا العمل يريد أن يدمرنا، لذلك سيكون معه حديث آخر وموقف آخر أيا كان من قام بهذا العمل، لأننا لا نستطيع أن نواجه إسرائيل عسكريا وإنما سياسيا، ونحن توازنّا معهم ولم نتغلب عليهم، فقد أصبحت أميركا وأوروبا وكل دول العالم، تأخذ موقفا مناصرا للحق الفلسطيني، هذا دليل على أن العالم بدأ يؤيدنا وأن إسرائيل بدأت تفقد سمعتها إذ ليس لها مصداقية، وبدأ العالم يميل لنا ويصدق ما نقول ولذلك الحكومة الإسرائيلية تتخذ مثل هذا الموقف المتعنت من المفاوضات، وحكومة الوفاق الوطني، وموضوع الثلاثة المخطوفين هذا هو الجو العام.

أما في موضوع القدس، فأقول إن القدس الشرقية التي نصمم أنها عاصمة دولة فلسطين وبدونها لا يوجد دولة مستقلة، ونوجه نداء لكل إخوتنا أن القدس في خطر وتهود والمقدسات الإسلامية تقسم مكانيا وزمانيا كما حدث في الحرم الإبراهيمي، فهيا شدوا الرحال إلى القدس، قال عليه الصلاة والسلام 'لا تشد الرحال إلا إلى ثلاث: المسجد الحرم والمسجد الأقصى ومسجدي هذا'، قالها والقدس محتلة من قبل الرومان، لم يقلها وهي محررة، والقدس بقيت تحتل وتحرر منذ فجر الإسلام إلى يومنا هذا، ومع ذلك لم ينقطع زوار القدس والمقدسون الذين يذهبون إلى الحرم المكي والمسجد النبوي والى القدس، ونحن نعرف أن الوضع صعب وأن الاحتلال يضع العراقيل، لكن بنفس الوقت القدس بحاجة للجميع وجهد الجميع وبحاجة إلى دعم الجميع، وتذكرون أن الرسول عليه السلام قال عندما سئل عن بيت المقدس، اتتوه وصلوا فيه. ومن لم يستطع أن يأتي إليه، فليأت إليه زيتا تسرج في قناديله، ومن أهدى إليه زيتا كان كمن أتاه.

إخوتنا مناشدة حقيقة أننا علينا جميعا أن نضع القدس نصب أعيننا،وأن نفكر كيف ندعهما وكيف نهديها شيئا وكيف نصلّب مواقف أهلها، لأنه إذا استمر الوضع هكذا فإن القدس تضيق على الناس حتى يخرجوا، حتى يرحلوا بسبب ضيق العيش وبسبب الضرائب وبأي سبب آخر بعدم وجود مشاريع وعدم وجود زوار، لأن الزائر العربي أو المسلم الذي يزور القدس لا تتصورون ما هو الانطباع وما هو تأثير النفسي والإنساني والبشري على كل أهل القدس عندما يرون أن إخوتهم إلى جانبهم، لذلك نتمنى أن تكون هناك مواقف، ليس زيارة فحسب بل نفكر بمشاريع أو أي شئ آخر، ومن يستطيع أن يفعل أو يعمل.

بخصوص زيارة البابا، قبل أسبوعين زارنا البابا فرانسيس ومعه لأول مرة البطريرك المسكوني الأرثوذكسي، وتعرفون أنهما من طائفتين مختلفتين لم تلتقيا منذ عام 1965. التقوا عندنا لأول مرة والمرة الثانية التقينا في الفاتيكان بعدها مباشرة، لكن كانت زيارة البابا رائعة جدا، وأظن الجميع شاهده وهو إلى جانب جدار الفصل العنصري يصلي، وهذا كان أكبر وأعظم موقف أنه ضد هذا الجدار وعلى الحكومة الإسرائيلية إزالته.

يضاف إلى كل هذا أن البطريرك الماروني اللبناني بشارة الراعي، قرر أن يزور القدس وقامت بوجهه موجة وزوبعة من الانتقادات من مختلف الاتجاهات، لكنه قال أريد أن أزور القدس مهد المسيح وزيارة أهلنا وشعبنا في القدس، وجاء وزارنا، وبالنسبة للبنانين لا أحد يأتي لكنه اخترق كل الحواجز وجاء وزارنا في بيت لحم وزار القدس والناصرة والأهل في أراضي ال48 والقرى المسيحية المهجرة شمال فلسطين، وعمل أشياء كثيرة وعاد، ونشهد بالله أنه رجل بطل.

إخواننا المسيحيون والمسلمون يجب أن يشدوا من أزرنا بهذا الموضوع، أن نقف إلى جانب بعضنا البعض، وهذه لجنة المتابعة التي شكلت من قبل منظمة التعاون الإسلامي نعتبرها نقطة بداية. الآن وجودها هنا لتنطلق إلى المحافل الدولية والى كل العالم لتقول للعالم فلسطين في خطر، وما ذكره سمو الأمير سعود الفيصل ووزير خارجية غينيا، وما يذكر أن القدس بخطر ولا بد أن نحمي هذه المدينة المقدسة قبل أن تهوّد.

الآن وقت الحماية، لأنه بصراحة فلسطين بدون القدس ليست دولة، ولن نقبل أن تكون لنا دولة فلسطينية إذا لم تكن القدس الشرقية عاصمة لها، وقرار الأمم المتحدة بتاريخ 29-11-2012 قال إن أراضي عام 1967 بما فيها القدس الشرقية هي أراضي دولة محتلة، وهذا الفرق بين الماضي والحاضر، حيث إنه بالماضي كانت إسرائيل ترى أن القدس أراض متنازع عليها ويبنون في كل مكان تحت هذه الحجة. الآن بعد القرار أصبحت أراضي دولة تحت الاحتلال بما فيها القدس، وبناء عليه نحن بسبب عدم إطلاق سراح الأسرى سارعنا للانضمام إلى 15 منظمة ومعاهدة دولية بما فيها وعلى رأسها اتفاقيات جنيف الأربع، التي تقول باختصار إن الدولة المحتلة لا يجوز لها أن تنقل سكانها إلى الأراضي التي احتلتها، ولا يجوز أن تبعد سكان الدولة المحتلة عن أراضيهم.

 إذن لو وضعنا هذا البند موضع التطبيق لحاكمنا إسرائيل دوليا، ونحن نريد أن نحاكمها دوليا إذا لم تنفذ القرارات الدولية، وإذا نفذت أهلا وسهلا بها، هناك المبادرة العربية للسلام التي أطلقها خادم الحرمين، الكل مستعد أن يعترف بإسرائيل وأن يطبع علاقته مع إسرائيل، شريطة أن تخرج من الأراضي العربية والفلسطينية المحتلة، أما بدون هذا سنواجهها في المحافل الدولية وفي كل مكان دبلوماسية وسياسيا، لن نستعمل السلاح. لا نريد استخدام السلاح وإنما نريد أن نواجه بالكلمة ومن على المنابر الدولية أن نواجه إسرائيل، لأن هذه المواجهة الأكثر فعالية وثبتت نجاعتها ونجاحها، وسنستمر في هذا إن شاء الله.

 اعتقد أنني حاولت بقدر ما استطيع أن أوضح موضيع المفاوضات حكومة الوفاق الوطني، واختطاف الإسرائيليين الثلاثة، ثم ما يجري الآن على الأرض الفلسطينية.

أريد أن أقول كلمة أخيرة نحن نعاني في المخيمات بسوريا. بالمناسبة لم نتدخل في أحداث سوريا أو غيرها لأنه ليس من شأننا وهي شؤون داخلية، ثانيا عانينا الأمرّين من تدخلات في غير مكانها وتبنا من ذلك، لن نتدخل، لكن الذي حصل في المخيمات أن هناك من تدخل في المخيمات ومن أقحم أهلها إلى درجة أنها أصبحت عرضة للقتل والقتال والتهجير، وكان آلاف لدينا، آلاف المهجرين والقتلى بالذات من مخيم اليرموك ولكن نحاول كل جهدنا مع الحكومة السورية وأطراف المعارضة ليجنبونا هذا، لكن للأسف الشديد جاءتنا أثقال وأحمال أخرى، غير ما نحمله، أما في باقي البلاد خاصة في لبنان لا يوجد تدخلات.

بالنسبة للأحداث العربية التي جرت نتمنى للأمة العربية أن تعود إلى وضعها وإلى مكانتها، أن تحافظ على وحدتها، ونتمنى لمصر التقدم فيما أقدمت عليه والنجاح فيما وصلت إليه لأن نجاح مصر هو نجاح لنا جميعا.

أشكركم، باسم الشعب الفلسطيني، وباسمي شخصياً، على كل جهد تبذلونه، وكل موقف تقفونه، ودعم مادي أو معنوي تقدمونه لفلسطين أرضاً وشعباً وقضية، لتمكيننا من جعل استقلال دولة فلسطين، وعاصمتها القدس الشرقية حقيقة ناجزة على ترابنا الوطني الفلسطيني، وبما يمكن شعبنا من العيش بحرية وكرامة وسيادة واستقلال في  وطنه، سائلين الله أن يحفظ دولكم وشعوبكم جميعاً، ويمن علينا جميعاً بنعمة الأمن والأمان والسلام والاستقرار، داعين الله جل وعلا أن يمكننا ذات يوم قريب من أن نستقبلكم في رحاب القدس الشريف، وقد تحررت من  الاحتلال الإسرائيلي البغيض.

 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

اخر الأخبار