لماذا لستُ أنجو ؟

تابعنا على:   11:05 2019-02-17

أحمد جمال دبدوب

تعرف أنك ابتعدت بما فيه الكفاية ، 
حين تفتح عينيك بشكل مفاجئ ، 
وتدرك أنّ حياتك ما عادت حياتك التي تعرفه ، 
وأنّ الغياب سرق قدرتك على تمييز طريق العودة ، 
أصدقائك انزلقوا من صدرك ، 
ابتساماتهم ما عادت في متناول يدك 
وأحاديثهم الطويلة بشكلٍ أو بآخر ،
صارت تتسبّب في رنين جرس الإنذار بداخلك ، 
اهرب ، ارجع إلى عزلتك ، 

أقررتَ بالهزيمة والفشل ، 
اختفى طعم المرارة من فمك وتصالحت مع الحقيقة .. 
أخيرًا ، 
اتّضحت الرؤية ، 
بدأت في الالتفات إلى أمور لم تكن تدرك وجودها أصلاً !
وكأنك شخص غريب يطل من الأعلى على منظرٍ لا يعرفه ، مُريب ،
تقتات على ما يجول داخل رأسك ، 
صار السكوت أبلغ من أي شيء آخر ،
تقاوم الإحباط، إلى ان تقاوم رغبتك العارمة بالحُب ، 
لتقاوم شعورك بالذنب على الفائض من الأشياء في حوزتك وتقاوم
في الوقت ذاته ، 
شعور قلبك بالحسرة ، 
لأنّ في متناول يده كل ما لا يحب ، 
والشيء الوحيد الذي يحبه لا يصل إلى يده ،
تعيش في سريرك معزولاً عن العالم.
لا تقرأ كما كنت في السابق ، 
لا ترقص ، 
لا تغنّي ، 
لا تشرب الشاي ، 
تفكر وتفكر وتفكر إلى أن يغلبك النوم ،
النجاة صورةٌ تؤرّقني في الذاكرة ، 
لماذا لستُ أنجو ؟

أحمد جمال دبدوب 

اخر الأخبار