فلسطين من الداخل

تابعنا على:   18:12 2019-01-20

ماهر حسين

يوجد العديد من الإنجازات التي تُحققها فلسطين في المحافل الدولية حيث تتحقق هذه الإنجازات رغم التحديات الإقليمية والدولية ، ورغم الإنحياز الأمريكي الظالم والواضح والعلني لصالح إسرائيل حيث باتت وللأسف أمريكا طرفا" في الصراع بممارستها الضغط المباشر على القيادة السياسية الفلسطينية بهدف إجبارها على التنازل .

وللحقيقة بأن القيادة الفلسطينية وعلى رأسهـــــــا الرئيس محمود عباس ما زالت الأقدر والأفضل في مواجهة الضغوطات الأمريكية ولم ترضخ قيادتنا لأي ضغوطات لإيمانها المطلق بالحق ولأنها قيادة تاريخية حافظة للعهد .

طبعا" كل الإنجازات السياسية الدبلوماسية تتحقق بالعمل الجاد وبالتعاون مع العديد من الأشقاء والأصدقاء في العالم مع تقديري التام لأن هذه الإنجازات تأتي في الوقت الذي تعيش فيه الأمة العربية أصعب الظروف المرتبطة بتزايد الأخطار على الأمة جمعاء حيث بات الخطر يهدد هوية دولنا العربية ، وبالمقابل يجب أن نعترف بأن هناك تراجع عام في متابعة القضية الفلسطينية ودعمها عربيا" وإسلاميا" وشعبيا" كذلك حيث بات الشأن الداخلي للدول هو الأهم.

من جديد نكرر ونقول ...

يوجد إنجازات لا ينكرهـــــــــــا سوى من لا يريد أن يرى هذه الإنجازات من باب المعاندة والمكابرة والجهل أو من باب العداء والكراهية .

هذه الإنجازات مصدر فخر لكل فلسطيني وهي مثال على قدرة الفلسطيني والعربي على أن ينتصر لقضاياه بلغة العصر .

لنتفق تماما" على وجود إنجازات على الصعيد السياسي والدبلوماسي والدولي والأهم بالنسبة لي بأن فلسطين مرت من أزمة الربيع العربي بتوازن كبير ، وهذا موقف مُعتبر ومحترم ، فقيادتنا ومن خلفها شعبنا وقفت مع فلسطين الجامعة لكل العرب ولم تقبل قياداتنا أن تكون جزء من أي خلاف داخلي بأي دولة عربية وحافظت قيادتنا على هذا النهج وأصرت على أهمية مصلحة الدول العربية كما هي مصلحة فلسطين ولولا إنحياز الإخوه في حماس لمشروع الجماعة الإخوانية وعلى حساب فلسطين لما تورطت حماس في موقفها وبشكل خاص في مصر و سوريا وهذا الأمر يأتي ذكره هنا لأهمية أن نتعلم بأن لا نقحم فلسطين في أي قضية عربية .

حتى الان فإن أغلب ما تحدثت به هو الإيجابيات التي لا يراها البعض ، ولكن بنفس الوقت علينا أن نٌقر بوضوح ومن باب أهمية معرفة الواقع بكل جوانبه بأننا نعيش العديد من الأزمات الصعبة داخليا" وأقصد في فلسطين ، أتحدث عن الأرض التي يجب أن تكون أرض دولتنا الحرة المستقلة فهناك إنقسام مؤلم وهناك تناحر إعلامي وهناك تحريض داخلي وهناك تشكيك وتخوين وللأسف هناك تكفير وهناك إحباط عام من العملية السياسية التي لم تحقق المطلوب منها وهناك غياب لفكرة السلام في المنطقة مما يجعل الإحباط والتطرف ينمو في صفوف الأجيال القادمة وهناك إحباط من إمكانية تحقيق آمال شعبنا بالتحرر وبإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على أراضينا المحتلة عام 1967 وللأسف هناك العديد من المشاكل الإقتصادية والإجتماعية وهناك ملاحظات على أداء السلطة الوطنية الفلسطينية الداخلي خاصة في ظل غياب العملية الديمقراطية المتمثلة بإجراء إنتخابات تشريعية ورئاسية ، وللأسف هناك طبقات جديدة باتت تظهر وهي طبقات لم يعتدها مجتمعنا مما جعل مجتمعنا أقرب للإستهلاك من الإنتاج وأقول بأنه هناك تنمية ضعيفة في مجالات حيوية منها الزراعة والصناعة التي تحتاج الى تفاعل كبير وتعاون كبير جدا" بين القطاع الخاص والحكومي لتحقيق التنمية في القطاعات المذكورة وطبعا"وللأسف أقر وأعترف بأنه هناك ترهل إداري كبير في الجهاز الحكومي وهناك بطالة مقنعه .

كل ذلك يتطلب حل ويتطلب فاعلية وطنية لمواجهة هذه التحديات ولإفشال مخططات الفشل لفلسطين .

لقد بات التركيز على التحديات في فلسطين من الداخل أكثر أهمية من الإنجازات السياسية وبل بات وكما يبدو أكثر أهمية من مواجهة الصفقة القادمة للمنطقة ، بالنسبة لي وبلا تردد أقول هناك ضرورة تقتضي تقوية الجبهة الداخلية الفلسطينية لتعزيز قدرتها على المواجهة من خلال تجاوز كل التحديات التي يعيشها شعبنا .

هناك ضرورة لإستنهاض الهمه في مواجهة التحديات الداخلية في الوطن وهناك ضرورة لإعادة الإعتبار للمؤسسات بكل أشكالها وهناك أهمية خاصة لمشاركة الشعب الكاملة في الحفاظ على مشروعنــــــا الوطني وعنوانه السلطة الوطنية الفلسطينية .

أخيرا" أقول بأن الإنجازات الخارجية لا يمكن التقليل منها ولكن هناك أهمية لأن يكون البيت من الداخل أقوى من خلال جبهة داخلية متماسكة ووطنية وقادرة على المواجهة والصمـــــــــــــود لتحقيق أهدافنــــا الوطنية المشروعة .

اخر الأخبار