عرب التبرع لإسرائيل

تابعنا على:   17:22 2019-01-20

خالد صادق

بين تصريحات وزير الحكم المحلي في السلطة الفلسطينية حسين الأعرج المسيئة للحراك الشعبي الذي يطالب بإلغاء قانون الضمان الاجتماعي, والحديث عن سعي إسرائيل لإبرام صفقة تبادل للأسرى مع حماس, وتحذيرات الصحة من توقف الخدمات في خمس مستشفيات في قطاع غزة نتيجة نقص الوقود, والأزمة الإسرائيلية المفتعلة حول نقل الأموال القطرية إلى قطاع غزة, رغم أهمية كل هذه الملفات السياسية وحساسيتها, إلا أنني أجد أن أخطرها على الإطلاق ما تحدثت عنه الصحافة العبرية بهبوط طائرة إماراتية الخميس الماضي في مطار بن غوريون وعلى متنها وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، ومدير جهاز الاستخبارات الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، اللذان توجها برفقة وفد إماراتي رفيع المستوى إلى تل أبيب», الزيارة في حد ذاتها ليست مستغربة لأنها تكررت مرات عديدة, لكن آل نهيان اخذوا على عاتقهم تقديم عقارات مقدسية لليهود بغرض تهويد القدس وتهجير سكانها الفلسطينيين منها, بعد ان يقوموا بشراء تلك البيوت بأثمان باهظة جدا وعن طريق وسطاء فلسطينيين تجندهم الإمارات لهذا الأمر.
لقد أصبحت فلسطين بمقدساتها الإسلامية والمسيحية وشعبها قربانا للعرب يتم تقديمه للاحتلال كي يرضى عنهم, ويحميهم من غضبة شعوبهم وثوراته, ويضمن لهم استقرارا امنيا في أوطانهم, بعد ان فقدوا العدل وحكمتهم شريعة الغاب, ان ما تحدث عنه نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل الشيخ كمال الخطيب عن وفد إماراتي يزور إسرائيل حاليا بالغ الخطورة له تداعيات كاراثية في ظل استمرار الهجمة الإسرائيلية على مدينة القدس المحتلة», ونوه الخطيب إلى أنه تحدث قبل فترة عن «محاولة شراء البيت المحاذي للمسجد الأقصى التي فشلت، رغم عرض 20 مليون دولار على أصحاب البيت، وأضاف: «صاحب المنزل المجاور للمسجد الأقصى، تحدث معي شخصيا قبل 3 أسابيع، وأكد لي أن رجل الأعمال المقدسي الذي عرض عليه بيع البيب هو موفد طحنون بن زايد». وكشف الخطيب أن «طحنون بن زايد هو من طلب من رجل الأعمال المقدسي شراء هذا المنزل المحاذي للأقصى بمبلغ 20 مليون دولار».
لا يمكن لأحد ان يتصور ان حجم هذا الخذلان والتخلي عن القضية الفلسطينية وصل إلى هذا الحد, هناك من العرب من يتبرع لإسرائيل حتى دون ان تطلب منه, بأن يساهم في تثبيت القدس كعاصمة موحدة لهذا الكيان المجرم, وهناك من العرب من يلهث وراء إسرائيل لإقامة علاقات مباشرة معها رغما عن عدم رضى شعبه عن ذلك, وهناك من يحاول اشراك «اسرائيل» في حلف عبري لمواجهة ما يسمى بالخطر «الإيراني» على اعتبار ان إيران اخطر عليهم من «اسرائيل» وكما قال الشيخ كمال الخطيب في تعليقه على زيارة الشخصيات الإماراتية لـ»إسرائيل»، «ان حاجز الخوف والتستر كسر، وبات العمل على المكشوف»، مؤكدا أن «قضية القدس والمسجد الأقصى تتعرض لهجمة شرسة وهي في خطر كبير، ليس أمام الموقف الأمريكي أو التعنت الإسرائيلي، وإنما أمام وجود طرف فلسطيني هزيل بل ومتآمر، وهنا أتحدث بشكل واضح عن السلطة الفلسطينية» التي تقف عاجزة أمام مواجهة هذه الأخطار التي تتعرض لها القضية الفلسطينية والقدس, ولا تفضح ممارسات الخونة الذين يتآمرون على شعبنا ويتاجرون بقضيتنا الفلسطينية.
الشعب الفلسطيني مطالب بالحفاظ على قضيته, والتصدي لكل محاولات الالتفاف على حقوقه, وأهلنا المقدسيون عليهم ان يفخروا بذاك الرجل الفلسطيني المقدسي, الذي يحاذي بيته المسجد الأقصى المبارك, والذي فتحت له كنوز الإمارات وخزائنها كي يبيع بيته, ويعيش في أي مكان بالعالم حياة هانئة ومستقرة وملكية, لكنه رفض من اجل القدس, وأصر على ان يتمسك ببيته, ويرفض أكثر من عشرين مليون دولار, وربما لا يوجد في بيت هذا الرجل عشرة دولارات, لكنها القدس التي لا تقدر بمال, وهم الرجال الذين ينتمون إلى دينهم وشعبهم وأرضهم, ولا تغريهم ملايين الدولارات, بمثل هؤلاء الرجال ننتصر, وبمثلهم نعلو ونزدهر, وشعبنا يحفظ لهذا الرجل موقفه, وعلى السلطة التي أطلقت سراح ذاك العميل المدعو عصام عقل الذي يحمل الجنسية الامريكية والذي سبق ان باع بيته لليهود, ان تعلم أنها بفعلها هذا تمرر سياسة الاحتلال الصهيوني, الهادفة إلى تهويد القدس, وتهجير أهلها منها, واعتبارها عاصمة موحدة لإسرائيل, وتشجع السماسرة وضعاف النفوس على بيع أراضيهم والتخلي عنها طمعاً في المال الوفير المسخر لهذا الغرض.

اخر الأخبار