لماذا لم تعد تَتّصل لماذا لم تعد تَأتى
أحمد جمال دبدوب
سؤال واحد يتكرّر ، مُنذُ الصباح ، وظلّ يُلاحقنى حتى الآن
يحوم السؤال حولي ،
أحسست الجدران تسألني ، أزهار القرنفل و الورد ، تسألني ، عيون الناس في الطريق تسألنى ، و قبلهم جميعاً أنت : ( لماذا لم تَعُدْ تتّصل )
يسألني جهاز الهاتف ، وقلمي ، و الكتب و المجلات المبعثرة في كل ركن ،
تسألني حّبات الزَهْر ، و شريط التسجيل ، و اسمك سيجارتي، يلتهب طرفها ، تتسلّل إلى داخلي ناراً لتُواجَه بنار أقوى ، تحملنى إلى عالم آخر ،
تسألني ويسألونني : (لماذا لم تَعُدْ تتّصل ، لماذا لم تَعُدْ تأتي؟ (
فماذا أقول عندما تسألني عيناك: ( لماذا لم تَعُدْ تأتي. لماذا لم تَعُدْ تتّصل ،)
لا أستطيع مواجهة عينيك، ولا أستطيع أن أكذب عليهما
أأقول : (إننى ،لا أقدر على عينيك ، و عذاب الصمت (
أأدّعى الانشغال و أظل أبحثُ عمّا يُغيِّبُنى عنك كل ليله ؟ وأنت في كل قطرة في دمي ، في نبض عروقي ، وفي نَفَسي المكتوم
عذابُ البوح...عذابُ كلمةٍ لم تُقَل ؟
على حقاً لم نقلها، تلك الكلمة ؟
وما معنى أن نقولها ، و نحن نفعلها في كل يوم ، في كل ساعه في كل دقيقة
ما معنى أن نقولها ، ونحن نفعلها بالقربَ و بالبعدِ ؟
و الساعة تصل إلى الثانية
والسؤال لا زال يُحيطني :
( لماذا لم تَعُدْ تتّصل؟.... لماذا لم تَعُدْ تأتي؟ (
أحمد جمال دبدوب
لبنان / مخيم شاتيلا