لماذا لم تعد تَتّصل لماذا لم تعد تَأتى

تابعنا على:   10:04 2019-01-20

أحمد جمال دبدوب

سؤال واحد يتكرّر ، مُنذُ الصباح ، وظلّ يُلاحقنى حتى الآن

يحوم السؤال حولي ،

أحسست الجدران تسألني ، أزهار القرنفل و الورد ، تسألني ، عيون الناس في الطريق تسألنى ، و قبلهم جميعاً أنت : ( لماذا لم تَعُدْ تتّصل )

يسألني جهاز الهاتف ، وقلمي ، و الكتب و المجلات المبعثرة في كل ركن ،

تسألني حّبات الزَهْر ، و شريط التسجيل ، و اسمك سيجارتي، يلتهب طرفها ، تتسلّل إلى داخلي ناراً لتُواجَه بنار أقوى ، تحملنى إلى عالم آخر ،

تسألني ويسألونني : (لماذا لم تَعُدْ تتّصل ، لماذا لم تَعُدْ تأتي؟ (

فماذا أقول عندما تسألني عيناك: ( لماذا لم تَعُدْ تأتي. لماذا لم تَعُدْ تتّصل ،)

لا أستطيع مواجهة عينيك، ولا أستطيع أن أكذب عليهما

أأقول : (إننى ،لا أقدر على عينيك ، و عذاب الصمت (

أأدّعى الانشغال و أظل أبحثُ عمّا يُغيِّبُنى عنك كل ليله ؟ وأنت في كل قطرة في دمي ، في نبض عروقي ، وفي نَفَسي المكتوم

عذابُ البوح...عذابُ كلمةٍ لم تُقَل ؟

على حقاً لم نقلها، تلك الكلمة ؟

وما معنى أن نقولها ، و نحن نفعلها في كل يوم ، في كل ساعه في كل دقيقة

ما معنى أن نقولها ، ونحن نفعلها بالقربَ و بالبعدِ ؟

و الساعة تصل إلى الثانية

والسؤال لا زال يُحيطني :

( لماذا لم تَعُدْ تتّصل؟.... لماذا لم تَعُدْ تأتي؟ (

أحمد جمال دبدوب

لبنان / مخيم شاتيلا

اخر الأخبار