العدو الإسرائيلي يستنزف الفلسطينيين مع استمراره بالاستعداد لمواجهة التهديدات والمخاطر المحيطة به

تابعنا على:   10:35 2018-10-22

د. محمد أبو سمره

أعلن الجيش الإسرائيلي، أنَّه أنهى بناء الحاجز الإسمنتي على طول ( الخط الأزرق ) ، أي الحدود الفلسطينية اللبنانية ، ومن الواضح أنَّ الجنرال غادي أيزنكوت / رئيس أركان العدو ، معني في نهاية عمله في هذا المنصب الهام، بإنهاء المشاريع الكبيرة التي بدأ العمل عليها في ولايته، وجعل الجيش الصهيوني في أقصى درجات التأهب والاستعداد لكافة احتمالات التصعيد والحرب ، سواء أكانت في الشمال على الجبهتين اللبنانية والسورية ، أوعلى جبهة قطاع غزة ، أو على الجبهتين (المُفترضتين ) البعيدتين جداً: إيران والعراق ، أو لمواجهة الحرب على أكثر من جبهة في آنٍ واحد.

ومع نهاية السنة العبرية الماضية ، واحتفال الكيان الإسرائيلي بالسنة العبرية الجديدة ، أجرى بعض الخبراء الإسرائيليين الأمنيين والعسكريين والإستراتيجيين تقييماً ومراجعة لما تم تحقيقه من انجازات أمنية وعسكرية وسياسية في العام الماضي ، وللتوقعات والتحديات الأمنية والعسكرية للعدو الصهيوني ، في العام العبري الجديد.

وجرت العادة مع اقتراب الأعياد اليهودية في كل عام ، أن تُصدر الجهات الأمنية والعسكرية الصهيونية ( تقديرات موقف)  حول طبيعة التهديدات والمخاطر المحيطة بالكيان الصهيوني ، وظهر واضحاً أنَّ تعدُّد جهات التهديد في غزة ولبنان وسوريا والضفة الغربية، لها ما بعدها من تبعاتٍ وآثار داخلية على مستوى إدارة الحكم في الكيان الصهيوني من جهة، ومنح الجيش هامشاً أوسع في مستويات صنع القرار من جهة ثانية، وخارجية على مستوى تكبيد خصوم الكيان الصهيوني اللدودين، دروساً مكلفة وباهظة، وفي ضوء هذه المعطيات والتطورات والتهديدات ، فقد دأبت المؤسسة العسكرية على عقد اجتماعات دورية، سرية وعلنية، يمكن أن يُستَشف منها كلام كثير ومهم وخطير في آنٍ واحد، على سبيل المثال:

1ــــــ ستكون السنة العبرية الحالية مليئة بالتحديات الأمنية والعسكرية.

2ـــــ على الجيش أن يكون على أتم الاستعداد لذلك.

3ـــــ عرض خطط العمل للسنة الحالية بالتطرق لاستخلاصات نتائج الحروب السابقة.

ومن المعتاد أن يُجري الجيش الصهيوني بين الحين والآخر ( دراسة مهنية ) حول : ( الوضع الاستراتيجي للدولة العبرية)، وكذلك حول انتشار قواته العسكرية، لا سيما وأنَّ الوضع الحالي للجيش الصهيوني مختلف قبل عشر سنين، عندما كانت الدولة العبرية في ظرفٍ آخر فيما يتعلق بالفلسطينيين، وتناولت النقاشات التي دارت بين كبار ضباط هيئة الأركان الصهيونية ، الخيارات العسكرية المتعددة التي تواجهها الدولة العبرية في المنطقة، وفي أكثر من عاصمة، مما أدي ببعض كبار المحللين العسكريين والأمنيين الصهاينة ، للقول أنَّ : ( تزاحم هذه الخيارات قد يجعل حكام تل أبيب يغضون النظر عن خيارات، ويلجأون لأخرى، على النحو الذي جعل كبار الجنرالات والساسة يقفون أمام واحدة من عمليات المُفَاضَلة بين الخيارات الأكثر إرباكاً في التاريخ السياسي العسكري الأمني الإسرائيلي ، وتعتقد "إسرائيل" أنَّ أي مواجهة حربية تمتد على عدة جبهات معاً، أو أي منها، قد لا تتوقف تبعاتها الجيوـــــ سياسية عند حدود خط المواجهات المذكورة، بل قد تصل الضربات هذه المرة لعمق "إسرائيل" الحيوي، وربما يصل الموقف لفتح جبهة خامسة في الضفة الغربية، قد تكون الأكثر خطورة على أمن "إسرائيل" بسبب قدرة العناصر المُسلَّحة الموجودة في الضفة على الوصول ضمن فترة وجيزة إلى أي مكان في العمق الإسرائيلي) ، وأوضح هؤلاء الخبراء الصهاينة ، أنَّ : ( الأنظمة العربية التي ظلت تتعاون حالياً مع "إسرائيل" ضمن ما يُعرَف بـ"المعتدلين العرب"، ستتعرض للمزيد من السخط، وربما الانهيار السياسي، وقد تتضرر الجهود الأمريكية الإسرائيلية، وقد تزداد عزلتهما في الشرق الأوسط). وأضافوا بالقول : ( في نفس الوقت ترى الأوساط الأمنية الصهيونية ، أنَّ الظرف العسكري الأكثر دقة في هذه المنطقة المشتعلة، يحتم على الدولة أن تسعى لوضع جدول أولويات عسكرية يمكنها من تحقيق مطالبها الأمنية).

وفي ظل طبيعة وإمكانيات وقدرات الجبهات الأربع، حماس وحزب الله وسوريا وإيران، فقد أجمَعَ الخبراء العسكريون الصهاينة ، على :( خطورة التهديد الاستراتيجي الذي تشكله هذه الجبهات على إسرائيل، بالنظر لضخامة التبعات التي قد تترتب على أي مواجهة مع مختلف الأطراف ، مع إمكانية أن تخرج الأمور عن النص، وأن يكسر أي من أطراف المواجهة قواعد اللعبة، مع أن تل أبيب بادرت لكسرها عبر عمليات القصف في مختلف الجبهات ) ، وتُشكِّل مثل هذه التقديرات الإستراتيجية قراءة لأبرز التهديدات الأمنية والعسكرية التي تواجهها الدولة العبرية ، مع ترجيحٍ متوقع من الخبراء الصهاينة ، لـــ : (إمكانية خوص الجيش الإسرائيلي مواجهة عسكرية ضارية، سواء في أزقة غزة، أو قلب جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت ، أو على مرتفعات الجولان، أو عبر ضربة جوية "بسرعة البرق" نحو المفاعلات النووية الإيرانية في بوشهر وأصفهان!).

ومَن يقرأ آراء وتحليلات الخبراء والمراقبين والمحللين العسكريين والأمنيين والإستراتجيين الصهاينة ، يكتشف بعض آليات السياسة الصهيونية، وهذه الآليات هي جزءٌ من المخطط الصهيوني، من أجل إستنزاف القضية الفلسطينية، وتفكيك مقوماتها ومبادئها الأيديولوجية، والسعي الصهيوني الحثيث والدؤوب لتحويلها من قضية فلسطينية /عربية /إسلامية / إنسانية / مركزية وعالمية، إلى قضية فرعية حياتية، تهم فقط الفلسطينيين والمحتلين الصهاينة ، أما المخطط الصهيوني الآخر الأشد خطورة ، فهو تجريد القضية الفلسطينية من بُعدها العربي والإسلامي بذكاءٍ شديد، وذلك بنزعِ قداستها من أذهان العرب والمسلمين ، باستخدام مناكفات ومصائب ومؤثرات الانقسام الفلسطيني الأسود ، والعمل على تشويه صورة النضال والمناضلين الفلسطينيين الوطنيين، وللأسف الشديد هذا ما جرى بالفعل!!.. الأمر الذي جعل الكثير من الجماهير والشعوب والأنظمة العربية والإسلامية يندمون على دعمهم للقضية الفلسطينية، ولم يُفلح الفلسطينيون في إعادة ضبط البُعد المركزي الإسلامي والعربي والإنساني والدولي لقضية فلسطين، بسبب إستمرار الإنقسان الفلسطيني البغيض ، الذي تسبب في جعل الصورة مُلتَبَسَة وغير واضحة لدى الكثير من الناس ...

أما غزة، فقد أصبحت حكايتها تراجيديا فلسطينية إنسانية من نوعٍ خاص ، في ظل إستمرار الحصار الصهيوني الظالم لها للعام الثاني عشر على التوالي ، وكذلك إستمرار الإنقسام الفلسطيني البغيض وعزلها عن الجزء الآخر من النظام السياسي الفلسطيني ، وعن الضفة والقدس والمناطق المحتلة عام 1948 ، وعندما حاولت غزة لفت أنظار العالم للظلم والحصار الصهيوني الواقع عليها ، ولوضعها المأساوي الكارثي من خلال مسيرات العودة وفك الحصار التي انطلقت يوم 30/3/2018 ، عبَّرَت الدولة العبرية عن إستيائها وغضبها الشديد  من المسيرات الشعبية السلمية ، وخاصة بعد التسبب لها بالحرج الشديد أمام الرأي العام الدولي والغربي ، واستنكار وشجب المنظمات الدولية ، والكثير من دول العالم لقتل المواطنيين الفلسطينيين الأبرياء العُزَّل ، من النساء والشبان والأطفال والفتيات والمعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة والمسعفين والممرضين والصحافيين أمام كاميرات التلفزة ومختلف وسائل الإعلام ، وكذلك جلبها لتعاطف الأشقاء العرب والمسلمين ، والكثير من أنصار ومؤيدي القضية الفلسطينية ، لذا فإنَّ العدو الصهيوني سَعَى منذ اليوم الأول لتحويل هذه المسيرات الشعبية السلمية إلى ( مسيرة حربية) ، ومحاولة جرها نحو ( العَسكَرَة ، والعنف الفلسطيني بمختلف أنواعه ) لتعزيز النظرية الصهيونية بـ : ( بقاء غزة في خانة الإرهاب ) ، فأمعنوا في القتل والإصابات والتسبب بأكبر عدد ممكن من الإعاقات الكليَّة أو الطرفية للمصابين ، والهدف الواضح والصريح والمكشوف ، هو جر الفلسطينيين ، نحو الرد العنيف، ولذلك شرع جنود العدو الصهيوني بالقنص، وإطلاق الصواريخ، ومطاردة المتظاهرين السلميين بالطائرات ـــ بدون طيار ــــ ، واستهداف المدنيين العُزَّل الأبرياء ، ودون أن تكون تظاهراتهم ومسيراتهم وفاعلياتهم السلمية ، تُشكِّل أي خطر مباشر على جنودالعدو وقطعان المستوطنين!!!...

وكان ضرورياً أن تُبرمَج هذه الهبة الشعبية وفق المفهوم السالف، ووفق الحنكة السياسية، وأن يُحتفظ بها ورقة ضغط شعبية سلمية، وأن تُجنَّب أيَّ فعل أو رد فعل يجعل الدولة العبرية قادرة على توظيفه ليدعم مزاعمها الكاذبة ، لكي تُهزَم مؤامرتُها، وأن يجتهد الفلسطينيون والتجاوب مع الجهودالمصرية لتقوية الصف الفلسطيني ، وتحقيق المصالحة ، وإنهاء الانقسام، وتعزيز الجبهة الفلسطينية ، وإنَّ أبرز أعراض نقص الخبرة الدبلوماسية والسياسية الفلسطينية ، سيجعل القضية الفلسطينية إحدى البضائع الثانوية في سلَّةِ ( صفقة القرن) ، قد نحملها بأيدينا مُنوَّمين إلى حيثُ سيجري شطرُها نصفَيْنِ!!

*****

ـ تقديرات وتقييمات صهيونيةللمخاطروالتحديات،التي تهدد بالكيان الصهيوني :

تناقلت وسائل الإعلام الصهيونية الكثير من (المواقف والتحليلات وتقديرات الموقف) لبعض هؤلاء الخبراء ، ونورد هنا بعض ماتم نشره ، في الصحف والمواقع الإخبارية والبحثية العبرية ، من هذه التقييمات والتقديرات الصهيونية :

1ــــ تحدث الكاتب والمحلل الصهيوني أفيد كلينبرغ في مقاله الذي نشره في صحيفة ( يديعوت أحرونوت ) الصهيونية بتاريخ 11/8/2018 ، عن عدم امكانية التسوية والتهدئة مع حركة حماس ، فقال إنَّ: ( إسرائيل ليست معنية بتسوية مع غزة لسببيْنِ: الأول، لأنَّها بعقدها صفقة تهدئة مع غزة، فإنها تنتقص من صيغة، إسرائيل القوية، المنيعة، القادرة على هزيمة دول المحيط!، فكيف تعقد إتفاقاً مع حركة إرهابية؟! الثاني: أية تسوية مع غزة ستثير أزمةً داخل حكومة نتنياهو، لذا، فإنَّ حكومة إسرائيل ملتزمة بسياسة الأمر الواقع، أي: إبقاء غزة "إرهابية" محكومة بحماس ، كحزبٍ "إرهابي"، يهدف لتدمير إسرائيل! فإذا عُقدتْ هدنةٌ معها، فإن صيغة الإرهاب ستزول، مما يجعل محاصرتها وإغلاق معابرها عملا غيرَ مُبرَّرٍ) ، وأضاف الكاتب ، بالقول : ( حماس، قوية جداً في غزة، والسلطة ضعيفة جداً في رام الله، هذا الصورة هي الأفضل لاستمرار البناء الاستيطاني!! ، فالحالة الراهنة هي أفضل الحالات لجني الأرباح، لذلك، لا نيَّة لحكومة نتنياهو أن تهزم حماس، وتشعل حربا جديدة!! ، والحالة المُريحة، هي كيانان منفصلان متصارعان)، ويتساءل، أفيد كلينبرغ السؤال الأهم، والذي يجري تطبيقُه اليوم: (كيف نُساعد غزة على الحياة، بدون أن نقوِّي حركة حماس، أي بتقليل الأزمة الإنسانية؟)، فأجاب على هذا السؤال بالقول : (يمكن تحقيق ذلك ببناء جزيرة، أو ميناء تحت مراقبة إسرائيل )..

2ـــ توقع المستشار السابق للشؤون العربية لدى بعض رؤساء حكومات العدو ، والخبير الأمني الصهيوني المستشار عاموس غلبوع في مقاله الذي نشره يوم السبت 8/9/2018 ، على ( موقع نيوزون ) الصهيوني ، أن تشهد : (السنة اليهودية الجديدة تطورات إسرائيلية واضحة في المستويين الأمني والعسكري، أهمها أنَّ إسرائيل لم يتم استدراجها إلى أي مغامرات عسكرية) ، وأكد أنَّ : ( مراهنة إسرائيل على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ثبت نجاحها، لكننا فشلنا في التعامل مع ظاهرة الحرائق في غلاف غزة ، وخلاصة السنة اليهودية الماضية من الناحية الأمنية يعطيها تقييماً إيجابياً، لكن الإنجاز الأهم أنَّ إسرائيل لم تتورط في حروب أو أنصاف حروب، ولم تُصَب بالجنون، رغم أن فرصاً مهمة ليست هينة توفرت أمامها في الجبهتين الشمالية والجنوبية، والعديد من المحللين طالبوها بالخروج لتلك الحرب التدميرية) ، وأوضح قائلاً إنَّ : ( إسرائيل نجحت في عدم الانزلاق للحرب التي تشهدها سوريا، رغم الإغراءات التي قدمت أمامها، لكننا في الوقت نفسه حافظنا على مصالحنا هناك، ومنعنا قيام تواجد إيراني من خلال قواعد عسكرية في الأراضي السورية من خلال تفاهمات سياسية وعسكرية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مما منحنا حرية الحركة العملياتية داخل الأجواء السورية) ، وأضاف : ( شهدت الضفة الغربية تراجعاً ملحوظاً في حجم العمليات المسلحة بمختلف أنواعها: الطعن وإطلاق النار وعمليات الدعس، ومن أصل 171 عملية وهجوم شهده العام 2016، فقد تراجع العدد إلى 82 في 2017، ووصل العدد حتى سبتمبر 2018 إلى 28 هجوماً فقط، وهذا يعني أننا أمام إنجاز دراماتيكي ، وهذا الإنجاز الأمني في الضفة تزداد أهميته إذا أخذنا بعين الاعتبار أننا نعيش مرحلة حساسة وحرجة، أعقبت اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل"، ونقل السفارة إليها، فيما تواصل فيه حماس تفعيل المسيرات على طول الحدود مع غزة، ودعت لتنفيذ هجمات وعمليات، وكثير من الإسرائيليين والعالم توقعوا اندلاع انتفاضة فلسطينية، وحذروا منها ) ، وأوضح أنَّه : ( تركزت الأزمة الأمنية في قطاع غزة، لكننا استطعنا استيعابها مع قتيل إسرائيلي واحد، و لم تنجح جميع محاولات حماس لاجتياز واختراق الجدار الحدودي ، ومع ذلك فقد فشلنا في مواجهة الطائرات الورقية المشتعلة، واندلاع سلسلة الحرائق في مستوطنات غلاف غزة، ويمكن البحث عن كثير من الإنجازات في الجبهة الغزية بالذات، كأن لم يقع قتلى إسرائيليون، وأنَّ الحديث يدور عن حرائق زراعية وليس عمليات إطلاق نار، وهي وسيلة صبيانية ووجود رادع أخلاقي منعنا من إطلاق النار على من يستخدم هذه الطائرات ) ..

3ــــ توقع الجنرال المتقاعد أمير بوخبوط الخبير العسكري الصهيوني في مقالٍ له ، نشره يوم السبت 8/9/ 2018 موقع (واللا) العبري الإخباري ، أن: ( تفسح حماس المجال لمزيدٍ من التصعيد العسكري على حدود غزة ، بعد أن شعرت أن ظهرها بات للحائط، في ظل فشل المصالحة مع السلطة الفلسطينية ) ، وأكد أنَّ : ( الحدود اللبنانية تشهد هدوءً غير مسبوق، رغم أنَّ المخاطرة الحقيقية القادمة من الجبهة اللبنانية، تتمثل في كمية ونوعية الترسانة الصاروخية التي يحوزها حزب الله، لكن التقديرات الإسرائيلية تؤكد أنَّ هذه الترسانة سيتم تشغيلها وتوجيهها نحو إسرائيل بقرارات وتعليمات قادمة من طهران ، وأنَّ "استخدامها وإخراجها من مخازنها مرهون بالعلاقة الإسرائيلية الإيرانية، وستكون ساعة الصفر لتوجيهها، في الوقت الذي تستهدف فيه إسرائيل القواعد الإيرانية في قلب طهران) ، واعتبر أنَّ : (إسرائيل خذلت سكانها ، واعترفت بانتهاك سيادتها في غزة ، مما يعني وجود بقعة سوداء في ثوب الانجازات الأمنية للعام الحالي ، رغم وجود انفتاح إيجابي تحت الأرض في العلاقات الإسرائيلية مع دول الخليج، خاصة السعودية، وتعاون أمني مع مصر لمواجهة داعش في سيناء).

4ــــ رأى أمير بوحبوط في مقالٍ آخر ، نشره على موقع ( واللا) الصهيوني ، صباح يوم الإثنين 17/9/2018  بأنَّ : (الأحداث الأخيرة التي شهدتها الجبهة الشمالية من قصفٍ لمواقع ومخازن أسلحة إيرانية على الأراضي السورية ، والجبهة الجنوبية من المظاهرات الحدودية وعودة البالونات الحارقة ، وفي الضفة الغربية من العمليات الأخيرة ضد الأهداف الإسرائيلية ، والتي كان آخرها عملية الطعن التي وقعت يوم أمس "الأحد16/9/2018 " ، والتي أسفرت عن مقتل مستوطن إسرائيلي ، تشير إلى أنَّ الهدوء الأمني لا يزال بعيداً عن الواقع) ، وأكدَّ بوحبوط أنَّ : ( الإيرانيين لن يتنازلوا بسهولة عن قبضتهم العسكرية القوية في سوريا ، حيث أنهم أنفقوا الملايين من أجل إحكام قبضتهم على الأراضي السورية ، كما أنَّ الوضع الأمن القائم في الضفة الغربية لا يزال هشاً وضعيفاً وقابل للاشتعال في أي لحظة كانت ، أما على صعيد غزة فإنَّ حماس قد تلجأ خلال الفترة القريبة إلى جر إسرائيل لجولة تصعيد جديدة في ظل تعثر المفاوضات حول التهدئة وتفاقم الأزمة الانسانية في غزة ) ، وأوضح ، بأنَّ : ( الوقائع تشير إلى أن الحديث عن التهدئة على كافة الجبهات خلال الفترة المقبلة بمثابة خيال وهمي ، بالرغم من رغبة إسرائيل الشديدة لتحقيق الهدوء الأمني وترسيخه على كافة الجبهات الشمالية والجنوبية والضفة الغربية)..

5ــــــ كتب المحلل والخبير الأمني الصهيوني يوآف ليمور ، مقالاً بعنوان : ( ما بين غزة وإيران ــــ لا تزال الضفة الجبهة الأكثر تعقيداً )، نشرته صحيفة ( يسرائيل هيوم ) ، يوم الثلاثاء 18/9/2018 ، حذر فيه من الأوضاع في الضفة الغربية ، على خلفية عملية الطعن الأخيرة ، وقال : ( بسبب الانشغال بقضية التواجد العسكري الإيراني في سوريا، وباحتمالية اقتراب التصعيد مع قطاع غزة، نسينا الضفة الغربية، وهناك حقيقة بسيطة، وهي أنَّ الجبهة الأكثر تعقيداً التي يتعامل معها الجيش الإسرائيلي، هي الضفة الغربية ، والاحتكاك الدائم بين مليوني فلسطيني ومئات آلاف الإسرائيليين، والحاجة للدفاع عن مئات المستوطنات ، وآلاف الكيلومترات من المحاور، وطرق الوصول السهلة إلى مركز البلاد، كل هذه هي مرتكزات أساسية لاستمرار العمليات الأمنية، سواء كان منظمة أو فردية) ، وأوضح ، أنَّ : ( السبب الذي يقف خلف هذه العمليات، مثل عملية الطعن في مفترق "جوش عصيون" هو الإحباط، فكل ليلة تجتاح قوات الجيش الإسرائيلي، المناطق الفلسطينية، إستناداً إلى معلومات توفرها المخابرات الإسرائيلية، وتقتحم بيوت عشرات الشبان الفلسطينيين، ممن توجد معلومات حول الاشتباه بنيتهم تنفيذ عمليات، وفي السنة الماضية اعتقل الجيش الإسرائيلي نحو 4 آلاف شاب كانوا يخططون لتنفيذ عمليات طعن )، وتحدث عن تفاصيل العملية الفدائية الأخيرة ، فقال : ( العملية التي وقعت بجوش عتسيون، كانت مخيبة للآمال، ليس فقط بسبب نتيجتها الفتَّاكة، بل أيضاً لأنَّه كان ثمة خطوة واحدة فقط بين تنفيذها وبين إحباطها، فلم يكن لدى المنظومة الأمنية معلومات مسبقة عن المنفذ، والذي نجح في اجتياز كافة الحواجز والإجراءات الأمنية بدون أن يتم الكشف عنه ، ولقد تبين من تحقيقات الشاباك، أنَّ المنفذ خرج في الصباح من بيته في قرية يطا، وسافر إلى منطقة الخليل، وبعد تجولٍ طويلٍ ودون أن يجد هدفاً، واصل نحو مفترق جوش عتسيون ، وتقدم نحو المتجر ونفذَّ عملية طعن هناك ، وكان أوري فولد، الذي تصارع مع المنفذ، هو القتيل الثامن في سبع عمليات منذ بداية السنة ، سبعة من القتلى كانوا في الضفة، وواحد في البلدة القديمة في القدس) ، وأضاف قائلاً : ( يمكن أن نتعرف من ذلك على القبضة الشديدة لـقوات الأمن الإسرائيلية، في مناطق التماس، وعلى الصعوبة النسبية التي يواجهها منفذو العمليات، في الدخول إلى الخط الأخضر) ، وطالب يوآف ليمور الأجهزة الأمنية الصهيونية بـ : ( بذل المزيد من الجهود والإجراءات لمنع تنفيذ عمليات فدائية ) ، وقال : ( المطلوب الآن من المنظومة الأمنية الإسرائيلية، بذل جهود أكبر لإحباط متزايد لمثل هذه العمليات، وخصوصاً في فترة الأعياد،  حيث تكون الطرقات ومراكز الاستجمام مليئة بالإسرائيليين ) ، وأضح : ( في كل سنة في "عيد الغفران" يتم فرض إغلاق كامل على المناطق حتى منتهى العيد، لتخفيف الخطر على السكان اليهود في الضفة، خصوصاً على خلفية الدعوة العلنية من قبل المنظمات الفلسطينية وعلى رأسها حماس، لتنفيذ العمليات).

6ـــــ في سياق تطورات الأوضاع على جبهة قطاع غزة ، واستمرار المسيرات النهارية ، وابتكار مسيرات الإرباك الليلة على الحدود الشرقية للقطاع ، وتشكيل مجموعات شبابية جديدة ، أطلقت عليها حركة حماس ، إسم :(مجموعات الإرباك الليلي) ، تطرقت وسائل الإعلام العبرية ، يوم الخميس 20/9/2018 إلى ما أسمته : ( نشاطات الإزعاج التي يقوم بها الشبان الفلسطينيين على الجدار الحدودي الشرقي لقطاع غزة في ساعات الليل  من كل يوم ) ، واعتبرت الصحافة الصهيونية ، أنَّ : ( هذه الظاهرة خطيرة جداً ، حيث تتسبب هذه الأعمال في إزعاج وإرباك جنود الجيش الاسرائيلي المنتشرين على طول الحدود مع قطاع غزة ، وكذلك سكان المستوطنات القريبة من الحدود في غلاف غزة ) ، وأوضحت وسائل الإعلام الصهيونية ، أنَّ : ( الشبان الفلسطينيون يتجمهرون في كل ليلة من الساعة العاشرة والنصف بالقرب من الجدار الحدودي مع قطاع غزة ، لمباشرة الأعمال الإزعاجية بما في ذلك توجيه إشعاعات الليزر باتجاه القوات ، وإطلاق الألعاب النارية وصافرات الانذار) .

7ـــــ أثار الصاروخ الذي تم إطلاقه من غزة فجر يوم الأربعاء 17/10/2018 ، نحو مدينة بئرالسبع المحتلة عام 1948، وأصاب أحد المنازل إصابة مباشرة دون أن تعترضة القبة الحديدية ، وكذلك دون أن تعمل صافرات الإنذار ، وكذلك الصاروخ الذي سقط في البحر على بعد مئة وخمسين متر من ساحل تل أبيب ، التساؤلات المحيِّرة لدى الإعلام الصهيوني ، ولتبرير عدم إعتراض القبة الصاروخية الصهيونية للصاروخ الفلسطيني ، قال رونين مانيليس الناطق باسم جيش العدو لصحيفة (هآرتس) الصهيونية ، يوم الأربعاء 17/10/2018 ، رداً على عدم اعتراض القبة الحديدية للصواريخ التي أطلقت من غزة :( قدرات القبة الحديدية ليست مطلقة) .

وحاول الكيان الصهيوني استغلال ما حدث اليوم بقوة، حيث نقلت قنوات التلفزة العبرية أخبارها الرئيسية يوم الأربعاء 17/10/2018 ، من أمام المنزل الذي أصابه الصاروخ في بئر السبع، وأظهرت الدمار الذي حلَّ به ، وأكد المراسلون العسكريون في القنوات العبرية ، أنَّ :( المؤسسة الأمنية والسياسية، تذهب إلى أن حماس لا علم لها بما حدث ليلة الثلاثاء،  خاصة في ذروة الجهود المصرية، ومن أطلق الصواريخ هي عبارة عن منظمات "مارقة" تسعى لإحراج حماس).

8ــــ قال الصحافي الصهيوني عميت سيجل ، يوم الأربعاء 17/10/2018  ، إنَّ : ( الوضع السياسي سيء ، لذلك المستوى السياسي غير قادر على اتخاذ أي قرار)، وشكك سيجل في : ( مقدرة الكابنيت على الخروج بأي قرار حتى عملية أو تصعيد محدود، لأنَّ الفجوة بين الأطراف كبيرة جداً ، وإنَّ ما نسمعه من تصريحات و تجاهل للضائقة التي يعيشها الشعب ، يدل على أننا نعيش في أصعب ظرف ، والأقوال بعيدة جداً عن الأفعال كل يوم يقولون سندمر ، سنضرب ، سننفذ، ولم يهدد نتنياهو وليبرمان وباقي الوزراء) ، وأشار إلى أنَّ : ( نتنياهو وليبرمان وباقي الوزراء لأول مرة، لم يهددوا وتصريحاتهم مكررة ولا أعتقد أنَّها ستصبح عملاً على الأرض ، لأنَّ التصريحات عالية جداً والتنفيذ منخفض جداً).

وقالت قناة ( كان ) العبرية، إنَّ : ( وزير الجيش ليبرمان يدفع إلى مواجهة واسعة وتوجيه ضربة قاسية لغزة، ونتنياهو يعارض أي عملية عسكرية ، لكنه يذهب إلى موقف الجيش والذي يقوم على توجيه موجة من الاستهدافات المحدودة في القطاع) ، وأضافت القناة : ( يتهم الوزراء ليبرمان بأنَّه يتصرف كمعارضة ونسي أنه وزير جيش، لذلك لا يستخدم الكثير من صلاحياته، ويكتفي فقط بالتصريحات الحربية ) .

9ـــــ قالت مراسلة القناة (11 ) الصهيونية ، إنَّ : ( ليبرمان سيمنح غزة التسهيلات لكن بعد توجيه ضربة قاسية كما قال لحماس وبذلك غمز لنتنياهو، وبينيت هاجم ليبرمان ).

واعتبر مراسل القناة الصهيونية العاشرة، تسفيكا يحزقيلي، يوم الأربعاء 17/10/2018 ، إنَّ : ( ماحدث ، هو إعادة غزة على جدول أعمال السياسة العالمية مرة أخرى، وإخراج أبو مازن خارج المعادلة) .

وقال تسفيكا يحزقيلي، في (القناة 14) ، إنَّ : ( حماس تسعى لأن تكون كلمتها هي العليا، وأن تكون هي من تقرر، وتحاول استنزاف "إسرائيل"، وإذا ما ردت "إسرائيل" فسيكون ردها هو استهداف للمباني والبنى التحتية الخاصة بحماس).

وحسب استطلاع لصحيفة ( يديعوت أحرونوت) الصهيونية ، أجرته يوم الأربعاء 17/10/2018 ، فقد أكد ( أكثر من 51‎%‎ من الإسرائيليين أنهم يعارضون الدخول في مواجهة مع قطاع غزة في هذه الفترة) .

10ــــ أظهر هرتسي هيلفي قائد المنطقة الجنوبية في جيش العدو ، أنَّ : ( الجيش الإسرائيلي ربما اكتفى بما حدث يوم الأربعاء من استهدافات ، وهو جاهز لأي سيناريو، لكن قد تأتيه تعليمات جديدة).

وأكد ألون بن دافيد مراسل القناة الصهيونية العاشرة يوم الأربعاء 17/10/2018 ، أنَّ : (حماس لا علاقة لها بإطلاق الصواريخ، وهي حاولت اليوم عبر تصريحاتها إثبات أنها غير مسؤولة عما حدث) ، وأوضح أنَّ : ( الوزير الإسرائيلي نفتالي بينيت يريد ضربة جوية ، وليبرمان يريد ضربة قاسية ، ونتنياهو ربما يذهب لاستهدافات لا تجر لمواجهة شاملة ، وحماس اليوم أثبتت قدرتها على ضبط الأمور فلم يتم إطلاق أي صاروخ رغم الاستهدافات الجوية).

وأعرب الوزير الصهيوني تساحي هنغبي ، وهو مقرب من نتنياهو ، في تصريحاتٍ خاصة لإذاعة جيش العدو ،عن : ( عدم رغبة "إسرائيل" في الدخول في مواجهة واسعة مع غزة) ، وأضاف : (سياستنا هي ضبط النفس، وأنا أتفهم إحباط الجمهور الذي يريد ردود عسكرية أشد ) ، وأكد : ( نحن لا نريد جبهات أخرى ، وعلينا التركيز على الجبهة الشمالية، والمستوى العسكري يقوم بمهامه على أحسن وجه، وينفذ قرارات الكابينت بامتياز) ، وكشف : ( لدى إسرائيل أدلة على مصداقية إعلان الفصائل بعدم مسؤوليتها إطلاق صاروخ على بئر السبع، وتوضيحات حماس والجهاد بهذا الصدد لم يسبق لها مثيل ) .

11ــــ أعلن جيش العدو صباح يوم الأربعاء 17/10/2018 عن تنفيذه غارات على 20 هدفاً في قطاع غزة بعد سقوط صاروخين أحدهما في فناء منزل ببئر السبع تسبب بأضرار كبيرة و4 إصابات بـ (الهلع !!) ، فيما سقط الآخر في منطقة نتنانيا(غوش دان) عند ساحل وسط فلسطين المحتلة ، وأدت سلسلة الغارات الصهيونية على قطاع غزة، إلى إستشهاد شاب وإصابة 3 آخرين، وكشفت تسريبات الجنود الصهاينة من خلال صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الإجتماعي ، تدل على أنَّ الدولة العبرية ، قد استدعت الاحتياط وتقوم بحشد الدبابات ، وأطلقت وزارة الحرب الصهيونية ، على العدوان الصهيوني المرتقب اسم ( الشتاء الساخن ) ، وقد سعى وزير الحرب الصهيوني أفيغدور ليبرمان ، لاستثمار اطلاق الصاروخين ، واطلاق التهديدات بشن الحرب على غزة ، وقال بــ : ( أنَّ الجيش الإسرائيلي لن يقلق لوجود مدنيين أثناء الاستهداف )...!! ، ولكننا نأمل أن تنجح الشقيقة الكبرى مصر في نزع فتيل الحرب والعدوان الصهيوني ..

12ـــــ يبدو أنَّ حركة حماس تريد فرض تهدئة بالقوة ، لكنَّ القوة غير متكافئة ولا متناسبة ، ولهذا صنعت الدولة العبرية من صاروخ بئر السبع ضجةً إعلاميةً وسياسيةً كبيرة ، من أجل الدخول إلى العدوان الصهيوني ـــــ لوقررت تنفيذ العدوان ـــــ كنوعٍ من : (المدافع عن النفس ضد "الإرهاب") ، وهذا ما يكشفه ارتفاع حدة وعنف وتهديدات الكثير من التصريحات الصهيونية بشن عدوان عسكري صهيوني جديد واسع النطاق ، وفرض المزيد من العقوبات على قطاع غزة المحاصرة، وقالت صحيفة (هآرتس) مساء يوم الأربعاء 17/10/2018، إنَّ : ( أفيغدور ليبرمان، لم يترجم ذلك إلى خطة عملياتية واضحة، ولم يحدد أهداف عملية عسكرية من هذا القبيل ) ، وكشفت الصحيفة : ( تعتقد القيادة السياسية في إسرائيل ومعها مسؤولي الأجهزة الأمنية، أنَّ "اللهجة القتالية" التي يعتمدها ليبرمان مؤخرًا، خلافاً لموقف الجيش وأعضاء الحكومة المصغرة للشؤون الأمنية والسياسية نابعة من شعوره بأنَّه في ورطة سياسية) ، وأضافت ( هآرتس ) : ( شهدت تصريحات ليبرمان خلال الأيام الماضية تصاعدًا في اللهجة، ساق خلالها التهديد والوعيد للقطاع وسكانه وحركة حماس ، والكثير من الحديث عن الحاجة الإسرائيلية المُلِّحَة إلى عملية عسكرية موسعة في قطاع غزة). وقد جدد ليبرمان : ( رفض تل أبيب لطلب "حماس" رفع الحصار المفروض على قطاع غزة)، ولوَّحَ بــ : ( توجيه ضربة عسكرية شديدة للحركة) ، ودعا إلى:(توجيه ضربة لحركة "حماس" في قطاع غزة ) ، وقال الصحيفة : (خلال اليومين الماضيين، أعلن ليبرمان أنه سيطلب من الوزاري المصغر المصادقة على توجيه "ضربة عسكرية قاسية لحركة حماس من أجل تحقيق الهدوء في غزة، وأنَّه لا يرى أي إمكانية سوى توجيه ضربة شديدة لحماس في القطاع ) ، وأضافت : ( أعلن ليبرمان، نهاية الأسبوع الماضي، عن قراره وقف توريد النفط والغاز والوقود إلى غزة، "طالما لم يتوقف العنف في غزة بشكل تمام، بما في ذلك إطلاق البالونات الحارقة وإشعال الإطارات المطاطية"، على الرغم من معارضة المسؤولين الأمنيين والمستوى السياسي، كما أعلن ليبرمان اليوم إغلاق المعابر إلى غزة وتقليص منطقة الصيد المسموح بها لثلاثة أميال بحرية ) واعتبرت الصحيفة ، أنَّ : (الرسائل التي حاول ليبرمان إيصالها من خلال تصريحاته وتسريبات من الدائرة الضيقة المحيطة به، بأنَّه عازم على شن عملية عسكرية واسعة في غزة، إلا أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو والجيش منعا ذلك ) ، وبحسب (هآرتس)، فإنَّ : ( نتنياهو ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، بالإضافة إلى معظم أعضاء الوزاري المصغر يعتقدون أنَّ على إسرائيل الاستجابة للطلب المصري واتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة الهدوء إلى غزة).

13ــــ كشفت صحيفة ( هآرتس ) على موقعها الإليكتروني ، مساء يوم الأربعاء 17/10/2018 السر وراء تشدد ليبرمان في تصريحاته ومطالبته بشن ضربة عسكرية قوية لحماس وغزة ، فقالت : ( ربط مسؤولو الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وسائر أعضاء الوزاري المصغر، التغيير في موقف ليبرمان إلى دوافع سياسية، حيث يستغل الأوضاع الراهنة للترويج لحزبه "يسرائيل بيتينو" الذي يعاني في معظم استطلاعات الرأي الإسرائيلية ويتذيل قائمة تمثيل الأحزاب في انتخابات تجري اليوم، بالإضافة إلى المناكفة السياسية مع وزير التعليم نفتالي بينيت، الذي يسعى إلى الفوز بمنصب وزير الأمن ، ويصف سياسات ليبرمان في غزة بأنها "يسارية" و"ضعيفة ) .

ويرى البعض الآخر ، وفقًا لـماقالته ( هآرتس ) ، أنَّ : ( تصريحات ليبرمان الأخيرة لا تتعدى كونها ورقة مساومة محتملة في سياق المنافسة المحتملة مع بينيت للفوز بمنصب وزير الأمن في الفترة القادمة، بالإضافة على مدى تأثيره في تعيين رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي في خلافة آيزنكوت) ، وأشارت الصحيفة إلى أنَّ : ( آيزنكوت، ينظر إلى ليبرمان على أنَّه وزير أمن بالوكالة عن نتنياهو، الذي في طبيعة الحال الرجل الأقوى في الحكومة ، وهو من يحدد السياسات العريضة للوزارة ، ومن سيقود أي تحرك عسكري) .

14ــــ انعقد المجلس الوزاري الصهيوني المصغر (الكابينيت)، مساء يوم الأربعاء17/10/2018 ، واستمر حتى وقتٍ متأخر من الليل ، وذلك لبحث الأوضاع في غزة، وقطع آيزنكوت زيارته إلى الولايات المتحدة ، وعاد خصيصًا للمشاركة في الاجتماع في ظل التطورات في غزة ، وذكرت وسائل الإعلام الصهيونية ، صباح يوم الأربعاء، أنَّ : ( ضباطا في الجيش الإسرائيلي قالوا في إيجاز صحافي إنَّ منظمة خارجة عن طوع "حماس" هي التي أطلقت الصاروخين) ، بينما قال رون بن يشاي المحلل العسكري الصهيوني في موقع (يديعوت أحرونوت ) الإلكتروني ، في نفس اليوم ، إنَّ : ( سقوط القذيفتين يستوجب رد فعل إسرائيلي "من نوع آخر". وبالإمكان الاستنتاج أيضا، أن الرد "من نوع آخر" لا يعني تغيير الإستراتيجية الإسرائيلية تجاه قطاع غزة بعدم شن حرب أو عملية عسكرية واسعة) .

15ـــــ إعتبر المحللون الصهاينة ، الذين يستمدون المعلومات لتقاريرهم من الجيش الصهيوني مباشرة، أنَّه : ( لا يبدو معقولاً أنَّ قيادة حماس هي التي أمرت بإطلاق القذيفتين) . وتعليقاً على إعلان حركتي حماس والجهاد الإسلامي أنهما لم تأمرا بإطلاق القذيفتين، بل وأنهما تعارضان ذلك ووصفته بغير المسؤول، اعتبر المحللون الصهاينة ذاتهم أنَّ : ( كلتا الحركتين الفلسطينيتين بادرتا إلى إطلاق القذيفتين، كتهديد هدفه إنقاذ المفاوضات مع المصريين حول التهدئة ، من الطريق المسدود الذي وصلت إليه ، ولذلك امتنعت الحركتان عن تحمل المسؤولية عن إطلاق القذيفتين ) .

واعتبر الجيش الصهيوني أنَّ الصاروخين حملا رسالة إلى الكيان الصهيوني، وأن سقوط إحداهما في البحر قبالة شواطئ وسط فلسطين المحتلة كان متعمداً، وهذه الحقيقة دفعت العدو الصهيوني إلى اتخاذ القرار بعدم شن حربٍ واسعة، لأنها لن تحقق أية نتائج من خلالها ، ولإدراك الجيش الصهيوني أنَّه لن يحقق شيئاً من خلال الحرب وعدوانٍ جديد يشنه ضد غزة ، وبنفس الوقت فإنَّ بنيامين نتنياهو، ليس معنياً بحربٍ كهذه عشية الإنتخابات العامة ، التي يتأمل أن تبقيه في الحكم ، ولهذا فقد أرجأ نتنياهو انعقاد الكابينيت (الحكومة الصهيونية الأمنية المصغرة) إلى حين عودة آيزنكوت .

وفي المقابل فقد أطلق وزراء صهاينة أعضاء في (الكابينيت ) التهديدات وطالبوا بالعودة إلى سياسة الاغتيالات ، لكنَّ المحللين العسكريين والمراقبين الصهاينة ، أجمعوا بأنها تصريحات موجهة نحو الداخل الصهيونية ، وإلى اللجنة المركزية لحزب الليكود الحاكم أكثر مما هي موجهة ضد حماس.

ــ الكيان الصهيوني والمصالحة الفلسطينية :

يبدو أنَّ الوضع الحالي للعلاقة وطريقة التعاطي الصهيوني مع حماس وقطاع غزة ، مريح جداً لقادة الكيان الصهيوني من الناحية العسكرية والأمنية والسياسية والإقليمية والدولية ، لأنَّ إستمرار الصراع بين الكيان الصهيوني وقطاع غزة بشكله الحالي، مع استمرار تحييد الضفة الغربية على المستوى الجماهيري والفصائلي ، يعزز الإنقسام الفلسطيني بين قطاع غزة والضفة الغربية ، ويعطِّل الجهود المصرية والفلسطينية لتحقيق المصالحة الفلسطينية ، وكذلك يسمح باستمرار حالة الإستنزاف للوضع الفلسطيني برمته ، ولهذا باتت المعادلة الصهيونية للتعامل مع الموضوع الفلسطيني ، بالغة الوضوح : فالكيان الصهيوني لا يريد شن حرباً واسعةً ضد قطاع غزة ، بينما يريد إبقاء القطاع محاصراً ومعزولاً، ولا يرد الكيان الصهيوني خوض أية مفاوضات مع السلطة الفلسطينية ، حتى لا يوافق أو يسمح بقيام الدولة الفلسطينية ، في نفس الوقت الذي يستمر فيه بابتلاع ومصادرة كافة مقومات الدولة الفلسطينية ، مع استمرار وتغول الإستيطان والتهويد بسرعة كبرى في القدس والضفة الغربية المحتلة.

ومن الواضح أن تحديات كبيرة ومعوِّقات كثيرة تنتظر تطبيق وتنفيذ بنود إتفاق المصالحة الفلسطينية الذي نجحت القاهرة في إنجازه بعد أحد عشر عاماً من سنوات الإنقسام الفلسطيني المؤسف ، حيث أنَّ سنوات الإنقسام راكمت كمية كبيرة جداً من المشاكل والآثار والتعقيدات ، والتي لايمكن إزالتها بسهولة ، أو بمجرد البدء بتطبيق بنود الإتفاق ، خصوصاً في ظل رغبة محلية للكثيرين ممن إستفادوا على المستوى من وجود الإنقسام ، وتضرر اكثر من طرف ولاعب إقليمي من إستعادة الفلسطينيين لوحدة صفوفهم ، وتوحيد النظام السياسي الفلسطيني ، وإعادة القضية الفلسطينية إلى مكانتها الرئيسة بين قضايا وإهتمامات الأمة الإسلامية والعربية ، وبنفس الوقت فالعامل الأهم في إعاقة إنجاح المصالحة الرغبة الصهيونية في استمرار الإنقسام الفلسطيني ، وإبتعاد الفلسطينيين عن التماس والتفاعل مع قضاياهم وأمورهم الأساسية ، وخصوصاً النضال ضد تقسيم المسجد الأقصى المبارك وتهويد القدس الشريف ، وضد الإستيطان في الضفة الغربية ، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، وحق العودة ، وغير ذلك من المطالب الهامة للشعب الفلسطيني ، حيث أن وحدة الصف الفلسطيني ستدفع بالقيادة الفلسطينية للمطالبة بنيل وإستعادة كافة الحقوق الفلسطينية ، وتحقيق المزيد من الإنجازات والمكاسب الفلسطينية ، وفي مقدمة ذلك الحصول على الإعتراف الأممي بعضوية كاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة ، وبالطبع فإن الرهان الفلسطيني الأكبر من أجل تجاوز كافة العوائق والعراقيل التي تعترض المصالحة ، هو مصر الشقيقة الكبرى ، التي رعت وتحتضن المصالحة ، وتشكل الضامن الأساس لنجاحها واستمرارها ، ونحن نتوقع لمصر النجاح في تجاوز كافة العقبات.

وكان مركز الدراسات الصهيوني المعرف باسم: ( يروشليم لدراسة الجمهور والدولة ) ، نشر مؤخلااً تقييمموقف للمصالحة الفلسطينية ، اعتبر فيه أنَّ : ( كلاً من واشنطن والرياض والقاهرة ، ترى أنَّ إنجاز المصالحة بين حركتي فتح وحماس يعد أهم المتطلبات الأولية التي يتوجب توفرها ، قبل البدء في التطبيع بين إسرائيل والدول العربية التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، لاسيما السعودية) ، وأوضح المركز الصهيوني ، أنَّ (الدول العربية تشترط انفتاحها على التطبيع الكامل والمعلن مع إسرائيل بالبدء في مفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية) ، وأضاف : ( في حين أنَّ بدء المفاوضات يستلزم إنجاز المصالحة بين فتح وحماس، وذلك لقطع الذرائع على إسرائيل للإدعاء بأنَّ محمود عباس لا يمثل كل الفلسطينيين. وإنجاز المصالحة سيمهد الطريق أمام عقد مؤتمر إقليمي في "شرم الشيخ" لبحث حل الصراع بمشاركة قادة إسرائيل ومصر ودول الخليج والأردن والولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية، وهي نقطة تحول فارقة نحو تشريع التطبيع العلني بين إسرائيل والدول العربية ، بغض النظر عن مصير ونتائج المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية ) ، وكشف المركز ، قائلاً : ( على الرغم من موقفها المعادي لحركة حماس، إلا أنَّ السعودية تحمست للمصالحة الفتحاوية الحمساوية ، من أجل ضمان "سلخ" حماس عن الإخوان المسلمين وإبعادها عن إيران، إلا أنَّ إيران التي فطنت إلى مرامي المصالحة سارعت لدعوة قادة حماس إليها للتباحث معهم حول خطوات الحركة المستقبلية لضمان عدم التأثير على مستقبل العلاقة بين الجانبين ) .

وأـضاف المركز بالقول : ( زعم ، إنَّ العائق الآخر أمام انجاز المصالحة يتمثل في الموقف الأردني، لأنَّ المواقف التي عبر عنها ملك الأردن عبد الله الثاني خلف الأبواب المغلقة تتعارض تماماً مع ترحيبه المعلن بالمصالحة، و أبدى خلال اللقاء الذي جمعه مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ، مخاوفه من أن يسمح تطبيق اتفاق المصالحة بتعزيز مكانة حركة حماس في الضفة الغربية، مما ينعكس إيجاباً على مكانة الإخوان المسلمين في الأردن).

ومن المؤكد أن المصالحة الوطنية الفلسطينية التي تقودها وتحتضنتها وترعاها الشقيقة الكبرى مصر بين فتح وحماس ، ستنزع عن الدولة العبرية حجتها وذريعتها المتصلة بحالة الإنشقاق والإنقسام الداخلي الفلسطيني ، وستوضع أمام استحقاق مرحلة مغايرة من مراحل البحث عن حلول جذرية للإحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية ، وستقف الدولة العبرية أمام مفترق طرق حقيقي، خصوصاً وأنَّ المجتمع الدولي بات مهيئاً لقبول فلسطين كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة ،

ولذلك فإنَّ بنيامين نتنياهو، وأركان حكومته اليمينة الصهيونية المتطرفة ، يسعدون دوماً لوضع العراقيل أمام المصالحة الفلسطينية .

ومنذ سيطرة حركة حماس على قطاع غزة صيف عام 2007، وبداية الإنقسام الفلسطيني السياسي والجغرافي ، أصبح الإنقسام الفلسطيني ركناً رئيساً في الإستراتيجية الصهيونية تجاه الفلسطينيين، فمن جهة أراد العدو تعزيز الإنقسام الفلسطيني والحفاظ عليه ، ومن جهة أخرى أراد إضعاف طرفيّ الإنقسام، حيث سعى إلى محاصرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس / أبومازن ، وحركة فتح والسلطة الوطنية الفلسطينية سياسياً وإقتصادياً، بينما سعت إلى إضعاف حماس من خلال محاصرتها اقتصادياً وجغرافياً ، مع توفير المناخ المناسب لاستمرار المناكفات السياسية المؤسفة ، ممايساهم في إضعاف حضور وتأثير القضية الفلسطينية ، وإنشغال  الفلسطينيين بأنفسهم ، بينما يستمر العدو الصهيوني في مصادرة وتهويد الأراضي الفلسطيني ، والتمدد والتوسع الإستيطاني والتهويدي في القدس والضفة المحتلة ، واستمرار هجمات قطعان المستوطنين ضد المسجد الأقصى المبارك والمقدسات الإسلامية والمسيحية ، سعياً نحو إكمال عملية التهويد للقدس المحتلة ، وتمهيداً لتقسيم المسجد الأقصى المبارك زمانياً ومكانياً ، وتقويض كافة مقومات الدولة الفلسطينية...

ــــ الكيان الصهيوني واحتمالات الحرب مع حزب الله :

حول احتمالات الحرب والمعركة مع حزب الله ، صرَّح رئيس الأركان الصهيوني : ( لقد بات علينا أن نحسب بعد الآن أن لا غارات على لبنان من دون وقوع حرب شاملة مع حزب الله، وبات علينا أن نحسب أنَّ حلبة الصراع أصبحت واسعة جداً، فحزب الله وضع صواريخه في لبنان بكامله تقريبا، وخصوصاً في كامل جبال لبنان ووديانه، باستثناء مناطق قليلة من المناطق المسيحية والدرزية، كذلك نشر صواريخ البعيدة المدى في الأراضي السورية وعلى حدود العراق السورية ، وباتت حلبة الصراع كبيرة جداً) ، وأضاف : ( علينا أن نفهم هذه الرسالة التي أرسلها حزب الله إلينا في إسرائيل، أنَّ مبدأ الاحتفاظ بالرد لم يعد موجوداً في قاموس حزب الله. وهذا يعني عسكرياً أنَّ أي غارة تشنها إسرائيل سيرد حزب الله عليها بقصف صاروخي ) ، وكشف رئيس الأركان الصهيوني : ( لدينا مشكلة مع رئيس حكومة إسرائيل نتنياهو ، وبخاصة مع وزير الدفاع ليبرمان، الذي حذرناه من حجم صواريخ حزب الله التي وصل عددها إلى 150 الف صاروخ، فكان الجواب من رئيس الحكومة نتنياهو ووزير الدفاع ليبرمان أنَّ صواريخ حزب الله هي مفرقعات في الجو، ولا يجب أن تؤثر في قوة 1000 طائرة إسرائيلية) ، وأوضح : ( نحن غير خائفين ولدينا القدرة العسكرية على التدمير، لكن باتت الحلبة من حدود سوريا والعراق إلى كامل الأراضي السورية ، إلى شبه كامل الأراضي اللبنانية، وفي سنة 2006، كان عدد الصواريخ 40 ألف صاروخ، منها فقط 12 الف صاروخ بعيد المدى ، أمَّا اليوم فيملك حزب الله 150 ألف صاروخاً منها 60 في المئة صواريخ بعيدة المدى تصل إلى مسافة 800 كلم، أي أنها تجتاز كامل اسرائيل وتصل إلى القدس، وكامل جنوب إسرائيل، إضافة إلى شماله في الجليل، إضافة إلى أهم مدينتين حيفا وتل ابيب، لكن الأهم تل أبيب وكيفية الدفاع عنها، حيث يسكنها مليونا مواطن إسرائيلي وتتمركز فيها أكثر من 2500 شركة إسرائيلية وأوروبية وأميركية وصينية ويابانية وكورية، ومن كل العالم، وهي أكبر مدينة إقتصادية في البحر الابيض المتوسط، وبورصتها هي الأولى في المنطقة ) .

وشرح في عدة مقابلات ظهر فيها على محطات التلفزة الصهيونية : ( الوضع خطر ، والسؤال هو : أنَّ ضربة صاروخية كبرى سيتم توجيهها ضد إسرائيل مقابل قيام اسرائيل بإرسال 1000 طائرة لقصف مناطق في العراق وسوريا ولبنان ومحاولة تدميرها كليا ، لكن صواريخ حزب الله ستصيب اسرائيل بأضرار ضخمة جداً، كما أنَّ حزب الله يملك صواريخ أرض ــــــ بحر، ولدينا معلومات عسكرية أنَّ حزب الله يمتلك صواريخ بكميات كبيرة من صواريخ سام 7 ، وهي تعطل أي حركة للطوافات العسكرية الإسرائيلية، وتعطل حركة الطائرات الاسرائيلية إذا قصفت عن علو 10 آلاف قدم أهداف في لبنان، انما نحن نستعمل ارتفاع 20 ألف قدم وما فوق، لكن بالنسبة إلى الطوافات فإنها تستعمل ارتفاع 6 إلى 8 آلاف قدم ، وصواريخ سام 7 هي صواريخ قاتلة للطوافات، ولذلك سيكون صعباً علينا دعم الوحدات العسكرية البرية الإسرائيلية بصواريخ الطوافات الحربية الإسرائيلية ) ، وأضاف : ( هذا يعني أنَّ الرد من حزب الله سيكون قوياً، ولذلك فأي غارة ستؤدي إلى رد صاروخي، ويعني ذلك حرباً شاملة ، والخطر في الموضوع أنَّ سوريا امتلكت 600 صاروخ إسكندر الشيطان، وهي أهم الصواريخ الروسية ، وتدمر على مسافة 700 كلم أي هدف بالإصابة النقطية أي بدائرة 50 متراً في الهدف وحوله بدقةٍ بالغة، وتحمل شحنة  300 كلغ من المتفجرات ، والحشد الشعبي الشيعي العراقي لديه صواريخ أرض ــــ أرض ، ولديه صواريخ مضادة للدبابات ، وهو خطر وقد وصل عدد منها الى مناطق في لبنان نقوم برصدها في منطقة سهل البقاع اللبناني وجنوب لبنان أي شمالي إسرائيل) ، وقال إنَّ : ( الوزير ليبرمان أخذ الموضوع جدياً وقرر البحث في كيفية مواجهة المرحلة المقبلة ، وعدم شن أي غارة على لبنان إلاَّ بعد التحضير لحرب شاملة، مع الأخذ في عين الاعتبار أنَّ الضربة الصاروخية القادمة على إسرائيل ستكون كبيرة ) .

ــ تطوير القدرات القتالية والمنظومة الصاروخية لجيش العدو :

أعلنت وزارة الحرب  الصهيونية ، في سياق تطويرها للمنظومة الصاروخية، يوم الاثنين20/8/2018، عن اتمام صفقة أسلحة كبرى مع شركة ( تعس ) الصهيونية ، لتزويد الجيش الصهيوني بــ ( منظومات قذائف وصواريخ متقدمة وتطوير أخرى بمئات ملايين الشواقل، في إطار خطة وزير الجيش، أفيغدور ليبرمان لبناء ذارع صاروخية تغطي المنطقة ) ، وسيتسلح الجيش الصهيوني ضمن هذه الصفقة بــ ( صواريخ يصل مداها، ما بين 30 و 150 كلم ) ، وقالت الوزارة ، أنَّ :( التسلُّح بمنظومات الصواريخ التي تطورها الصناعات العسكرية الإسرائيلية ، يُطوِّر القدرات الهجومية الصاروخية للجيش ، من ناحية الدقة ، والمسافة ، والسرعة ، وتُقلِّص تكاليف المنظومات الثانية التي يلجأ إليها الجيش ).

وكشف موقع ( إسرائيل ديفنس ) يوم الإثنين 17/9/2018 ، أنَّ : ( شركة رفائيل للصناعات الأمنية ، أجرت تجربةً عملياتية ناجحة على نسخة مصغرة عن " منظومة معطف الريح / تروفي "، المستخدمة في حماية الدبابات والمركبات المدرعة من تهديدات الصواريخ المضادة للمدرعات )، وأكد الموقع الصهيوني الإليكتروني : ( قيام شركة رفائيل بتطوير النسخة الجديدة من منظومة معطف الريح بهدف ملائمتها للعمل على ناقلات الجند الأمريكية التي من نوع برادلي ، وقد اختار الجيش الأمريكي منظومة معطف الريح لتركيبها على دباباته ، ويدرس تزويد ناقلات الجند التابعة له بمنظومة معطف الريح أو منظومة سهم النيص الاسرائيليتين الصنع ) .

وفي سياق تطوير القدرات القتالية لكتائب الجيش الصهيوني ، قالت صحافة العدو ، يوم الأحد  26/8/2018 :(أدرك المسؤولون في الجيش ، أنَّ هناك حاجة إلى تعزيز كتائب المقاتلين، فبلور خطة امتيازات ثورية تتيح حرية العمل وتقلص الاعتماد على التبرعات الخارجي في الأشهر الأخيرة، وعملت لجنة في الجيش الإسرائيلي لمدة تزيد عن سبعة أشهر ، للعثور على طرق لمساعدة الكتائب ، حددت فيها الفوارق الهامة في شروط خدمة المقاتلين وبلورت عدداً من التوصيات ، وأقيم برنامج بموجب هذه التوصيات، وسيتم تطبيقه في العامين القادمين في الوحدات الميدانية).

وشارك سلاح الجو الصهيوني في أضخم مناورة جوية دولية في تاريخه ، وتحمل اسم ( العلم الأزرق ) ، وانطلقت من قاعدة ( عوفدا العسكرية الجوية الصهيونية ) ، في مدينة إيلات المحتلة ، في مطلع شهر نوفمبر / تشرين الثاني2017 ، واستمرت لمدة أسبوعين ، وشاركت 100 طائرة، ومئات الطيارين، في المناورة التي تعد الأضخم، وتم خلالها تنفيذ مهام قتالية جوية مختلفة ، ومن بين الدول التي شاركت في المناورة : أميركا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا واليونان وبولندا والهند، بالإضافة الى 40 دولة مراقبة .

ــ تصدّع نظرية التفوق الجوي الصهيوني :

أصاب اسقاط سوريا لمقاتلة صهيونية متطورة من طراز( F16 ) الدوائر العسكرية الأميركية والصهيونية بالذهول والحيرة، في البعد العسكري، وللتداعيات السياسية المترتبة عليه، وتشكيله نقطة تحول مفصلية في الصراع الدائر على وفي سوريا؛ وأتت المواجهة الأخيرة في سياق التدخل العسكري المباشر لواشنطن  وتل أبيب في سوريا كدليل على انتفاء حاجتهما بالاعتماد على القوى الإرهابية والتكفيرية ، بعد سلسلة الهزائم التي تلقتها من الجيش السوري، وبعد الكشف عن حالة "الذهول والصدمة" البارزتين، بات من المهم  القاء مزيد من الضوء على الخطط المستقبلية لسلاح الطيران من الجيل الأحدث في الترسانة الأميركية، والصهيونية، وهل باستطاعته الحلول مكان الجيل الرابع،( الإف ــــــ 16) ، وبأداء قتالي أفضل، كما تجري تلميحات بهذا الشأن، وخصوصاً أنَّ الاشتباكات الجوية المتكررة فوق الأجواء السورية/اللبنانية ، شملت أيضاً طائرات ( إف ـــــــ 35 / الشبح ) ؛ وأصيبت طائرة واحدة على الأقل في منتصف تشرين الأول / أكتوبر من العام 2017 خلال مواجهة عند الحدود السورية في منطقة بعلبك ، وأعلنت وسائل الإعلام الصهيونية يوم16/10/2017، عن إصابة مقاتلة صهيونية من طراز( إف ــــــ 35 ) ، وزعمت أنها : ( تعطلت بعد اصطدامها بطير؛" أثناء قيامها بعملية قتالية) ، بينما أكدت الرواية السورية والروسية على : ( تصدى اللواء 16 المرابط في ريف دمشق لهجوم شنته مقاتلة قاذفة إسرائيلية من طراز إف-35، وأصابها باستخدام بطاريات الدفاع الجوي " إس ـــــ 200  في أ فيغا" ) ، وهو نموذج من السلاح المضاد للطيران ، من العهد السوفياتي يعود لعام 1970 وصل مداه المعدل إلى 190 ميلاً، ودخل الترسانة السورية مطلع ثمانينيات القرن الماضي، إبان العدوان الصهيوني على لبنان 1982، وأضافت الرواية الروسية أنه : ( ربما تمكن الطيران “الإسرائيلي” من إلحاق الضرر بهوائي ورادار إضاءة الهدف؛ ويعتقد أن الجيش السوري تمكن من إعادة تلك الوحدة للخدمة بشكل كامل).

ـــ نهاية عصر طائرات F16 :

إستراتيجياً، انعكست المواجهة وإسقاط طائرة F16 على تحذيرٍ أميركي لخصته نشرة عسكرية متخصصة بتحليل مقاتلات أسلحة الجو المختلفة، ( آفياشن أناليسيز وينغ Aviation Analysis Wing) ، بالقول أنَّ : ( ما تم من استهداف واحدة من أكثر الطائرات المقاتلة تقدماً من الجيل الرابع، يمكن أن يؤثر تأثيراً خطيراً على قدرات إسرائيل الجوية في حال نشوب حرب ، وهذه الواقعة تشكل ضربة قوية لسيادة إسرائيل الجوية في المنطقة) ، وكشفت  النشرة أيضاً عن : ( إصابة وإسقاط الدفاعات السورية أكثر من طائرة مقاتلة ، إحداها من طراز F15، لكنها استطاعت الهبوط اضطرارياً بنجاح).

وانكبت القيادات العسكرية الأميركية ، على الدراسة والتيقن من طبيعة الصاروخ الذي أسقط طائرة F16 ، ودراسة مواصفاته التقنية، لا سيما وأنَّ المقاتلة هي عماد سلاح الجو الأميركي والصهيوني ، ودول أخرى بما فيها تركيا ، وكثَّفَّ العدو الصهيوني جهوده لمعرفة جملة من الأمور من بينها : كيفية إصابة قبطان الطائرة ومساعده، ومقتل أحدهما لاحقاً، وما إذا قررا النجاة بعد تيقنهما من الإصابة الصاروخية أم خلال الثواني الأولى للحادث؛ وكذلك البحث في تداعيات إمكانية سقوط طيار صهيوني على الأراضي السورية، وما سينجم عنها من تطورات ميدانية غير مضمونة النتائج.

وأجمع الخبراء الأميركيون على أنَّ سوريا لم تتلقَ بطاريات صواريخ روسية متطورة من طراز( إس ـــــ300 ) ، أو (إس ـــــــ 400) ؛ ويرجحون تبلور تعاون كوري سوري أثمر بإدخال تعديلات على رادارات صواريخ ( إس ــــــ 200 )، وربما تكون سوريا حصلت على ( منظومة صواريخ أرض ــــــ جو كورية متطورة ) ، تشبه ( إس ــــ 300 ) الروسية، والمعروفة بمنظومة ( كاي أن 6/ KN ـــــــ 06) ، والتي بدأت كوريا الشمالية إنتاجها على نطاق واسع في ربيع 2017 ، وكان الزعيم الكوري كيم جونغ أون ، أعلت عن دخول منظومة (كاي أن 6) الخدمة العملياتية ، عقب سلسلة تجارب ناجحة في 28/5/2017، وتكهنت نشرة ( آفياشن أناليسيز وينغ Aviation Analysis Wing) باستخدام الجيش السوري صواريخ أرض ـــــ جو من طراز سام ـــــــ 5 التي "هي نتاج تقنية تعود إلى عقد الستينيات" من القرن الماضي، لاسقاط الإف ــــــ 16 آي " ، وحصل العدو الصهيوني على نسخ الطائرة المعدلة عام 2004 ، وتحمل خزانات وقود إضافية تتيح لها التحليق الإضافي بنسبة 40%

ـــ التعويل على طائرة (الإف ــــ 35 ):

عكفت البنتاغون الأميركي على بدء العمل لإنتاج طائرة مقاتلة متطورة ومتعددة المهام منذ اواخر عقد ثمانينيات القرن الماضي، وبوشر العمل بشكل رسمي عام 2001؛ واكبها سلسلة عقبات تقنية وفنية منذ الإعلان عن نموذج إف ــــــ 35 الشبح ، رغم مليارات الدولارات التي أُنفقت وتأجيل الإنتاج لما يزيد عن عقد من الزمن المفترض ، وبلغت الكلفة الباهظة لبرنامج إنتاج المقاتلة حتى منتصف عام 2016 نحو (1500 مليار دولار) ، بينما يبلغ ثمن الطائرة الواحدة نحو 95 مليون دولار ، والميزة الكبرى للمقاتلة ـــــ وفق مواصفات البنتاغون ــــ هي قدرتها على التخفي عن شبكات الرادار مع سرعة تحليق تبلغ نحو 1900 كلم/الساعة (1.6 ماخ)؛ ينتج منها عدة نماذج، إحداها نسخة خاصة بسلاح البحرية الأميركية، (إف ــــــ 35 بي) ، تتمتع بالقدرة على الإقلاع القصير والهبوط العامودي على متن السفن الحربية، دخلت الخدمة العملياتية العام الماضي 2017 .

ومع نهاية شهر أب/أغسطس 2017 أعلن الكيان الصهيوني عن صفقة لشراء17 طائرة مقاتلة أميركية من طراز ( إف ــــــ 35 ) ، بالإضافة إلى 33 مقاتلة أخرى كان قد طلبها، شريطة إجراء تعديلات عليها تخص طبيعة المهام المنوطة بها ، كإضافة خزانات وقود احتياطية ، وتسليحها بصواريخ وقنابل من صناعاته العسكرية .

وتم إطلاق إسم (إف ــــــ 35 آي) ، على نموذج المقاتلة الخاصة بالعدو الصهيوني ، وأبرزت الأسبوعية الأميركية ( ناشيونال إنترست ) نهاية شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2017، مزايا مقاتلة الجيل الخامس ( إف ــــــ 35 ) بأنها ، تختلف عن نظيراتها الأخرى؛ بسبب إشتراط الدولة العبرية أن تتم تهيئتها لمهام محددة ، ووضع على متنها معدات إدارة ومراقبة وإتصال مزودة بتقنية(  C4I) ، وتزويدها بخزانات وقود إضافية.

وكشفت  الوكالة الفرنسية للأنباء، يوم 27 آب/ أغسطس 2017، أنَّ : ( الهدف الرئيس للصفقة هو لتعزيز الرد الإسرائيلي على التهديد الإيراني، لأنَّ الدفاعات الجوية الإيرانية لا تستطيع رصدها ، خصوصاً بطاريات صواريخ إس ــــــ 300 التي تسلمتها ايران من روسيا) ، ونقلت ( فرانس برس ) على لسان وزير الحرب الصهيوني أفيغدور ليبرمان قوله ، أنَّ : ( تلك القاذفات ستشكِّل عنصراً مركزياً لضمان الدفاع عن إسرائيل على طول حدودنا، وما بعد هذه الحدود).

ــــ تجارب أميركية على لمعرفة النموذج الأفضل من طائرة ( إف 35) :

أجرت شركة (لوكهيد مارتن) المصنعة للمقاتلة إف  ــــــ 35 جملة تجارب عليها بمشاركة أطقم البنتاغون العسكرية، لاختبار قدراتها "النظرية" ، وتوسيع مروحة مبيعات سوق السلاح الأميركي وإقناع "الحلفاء" بالاستثمار في شراء أغلى مقاتلة حربية في العالم، الأمر الذي لم يلقَ النتائج والترحيب المرجو، مما دفع بالرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى ممارسة ضغوط عالية على بعض الدول، من بينها اليابان وكوريا الشمالية، لإبرام صفقات شرائها ، وعوَّلت البنتاغون على معرض باريس العسكري، الذي انعقد في حزيران / يونيو 2017، لإبراز أحدث انتاجاتها واجراء تجارب عليها "مدروسة بعناية" أمام الزوار، ، كما أشرفت البنتاغون على تجارب مقارنة بين مقاتلتي إف ــــــ 35 و إف ــــــ 16، مطلع عام 2015، نقلت نتائجها المجلة الإستراتيجية الشهرية المرموقة ( ساينتيفيك أميركان Scientific American) تحت عنوان مثير : ( ماذا حصل من خطأ مع الإف ــــــ 35) ، وقالت أنَّ : ( التجربة شملت نموذج إف ـــــ 35أيه/ F-35A، وحلقت دون حمولة أسلحة أو ذخيرة أو خزانات وقود إضافية؛ مقابل أداء إف ــــــ 16 دي، شملت حمولتها خزاني وقود إضافيين سعة كل منهما 370 غالون النتيجة، وبالرغم من المزايا المتعددة للمقاتلة الجديدة ، فإنَّ قبطان التجربة أوضح أن الإف ـــــــ 35 أيه ، عانت من قلة المرونة ، بل كانت أدنى وأقل شأناً من مثيلتها إف ــــــ 16 دي ، في عملية قتالية حية ) ، وكشفت المجلة النقاب عن خطأ مزاعم قدرة المقاتلة على التخفي بالقول أنها : ( تظهر على شبكات الرادار أصغر حجماً من المعتاد، ربما أشبه بطائر بدل طائرة، لكنها غير مخفية عن الرصد لبعض موجات الرادار المتعددة، مما يجعلها عرضة للرصد والتتبع واصابتها باستخدام اسلحة حديثة بل قديمة أيضاً ، وأنَّ تقنية التخفي ـــــ الشبح للمقاتلة الحديثة سبق وأن استخدمت عام 1999 من قبل سلاح الجو الأميركي في عمليات قتالية في كوسوفو شنتها مقاتلات مسلحة بها من طراز إف ــــــ 117، والتي تمت مراقبتها واسقاطها بصاروخ أرض ــــ جو ورادار سوفياتي قديم).

بناءً على ما تقدم من حقائق وتقييمات علمية، يمكننا القول أنَّ الترويج الأميركي لميزات أحدث وأغلى مقاتلة في ترسانته لا تقارب الحقيقة العملياتية ، ولم يتم التغلب على التحديات والعقبات التقنية البارزة بشكل مريح؛ فضلاً عن التذكير بإصابة أحداها فوق الأجواء السورية بصواريخ قديمة نسبياً.

لا بد من الإشارة الى الإعتماد الاستثنائي للكيان الصهيوني على سلاح الجو وضمان تفوقه كعاملٍ وجودي له ، واعتادت قياداته استخدام ما تعتبره ذراعها الطويلة للعمليات النوعية، ليس في شن حروبها العدوانية فحسب بل في عمليات الإغتيال للقيادات والكفاءات العلمية، الفلسطينية والعربية.

ونستطيع الإستنتاج أنَّ العمليات الجوية وفرق الاغتيال في عمليات استخباراتية تشكِّلَان الأدوات الثابتة في النهج الصهيوني لضمان صورة معنوية متفوّقة في ذهنية الرأي العام الصهيوني والغربي المؤيّد، وأي اختلال يهدد هذه الصورة له تداعيات خطيرة وحاسمة على ميزان القوى وعلى مسار الصراع.

وإنَّ عمل صهيوني نشط سيتركز على محاولة إزالة الخلل عبر رزمة من الخطوات الهادفة الى ترميم ثقة متهورة، منها استخدام الصواريخ البعيدة المدى أرض ــــــ أرض ، وأرض ــــ بحر في استهداف مكونات الدفاع الجوي السورية ، بالإضافة إلى عمليات خاصة، وتكثيف الاستطلاع بالتعاون مع الجيش الأميركي من خلال الأقمار الإصطناعية وطائرات التجسس التي تحلق عالياً بعيداً عن مدى صواريخ الدفاع الجوي، وطائرات بدون طيار ، مع احتمال استخدام ال F-35 لإختبار امكانية تجاوزها لمنظومة الدفاعات الجوية السورية؛ ولانستبعد أن تفشل أيضاً، ولكن المجازفة ستكون أمرا إضطرارياً.

ومن المتوقع تنفيذ عمليات إغتيال لقادة بارزين سوريين ، وأيضاً لبنانيين وإيرانيين وفلسطينيين في الساحة السورية واللبنانية ، لترميم فقدان التوازن المعنوي، لدى العدو الصهيوني .

ـــ شكاوي وتعيينات جديدة في جيش العدو:

كشف الموقع الإليكتروني لجيش العدو يوم الخميس 13/9/2018 ، عن : ( موافقة قائد الذراع البري بالجيش الصهيوني على سلسلة تعيينات جديدة ، بانتظار مصادقة رئيس الأركان الجنرال غادي أيزنكوت ).

وتشمل قائمة التعيينات الجديدة ، ما يلي :

1ـــ تعيين الرائد أيوب كيوف قائداً جديداً لــ (كتيبة الاستطلاع 631 )التابعة للواء جولاني، وترقيته إلى رتبة مقدم.

2ــــ تعيين المقدم أفراهام مرتسيانو قائداً جديداً لــ ( الكتيبة 13 جدعون ) التابعة للواء جولاني .

3ــــ تعيين المقدم عوديد زيمان قائداً جديداً لـ ( كتيبة الاستطلاع 5135 ) التابعة للواء المظليين .

4ـــ تعيين الرائد شمر رفيف قائداً جديدة لــ ( كتيبة 890 ) التابعة للواء المظليين ، وترقيتها إلى رتبة مقدم.

5ـــ تعيين الرائد غل ريتش قائداً جديدة لـ ( الكتيبة 93 ) ، التابعة للواء كفير ، وترقيتها إلى رتبة مقدم.

6ــ تعيين الرائد نير أيبرغان قائداً جديداً لـ ( الكتيبة 94 ) ، التابعة للواء كفير ، وترقيته إلى رتبة مقدم.

7ـــ تعيين الرائد عيدو بن عنات قائداً جديداً لــ ( الكتيبة 931 ) التابعة للواء الناحل/النخبة، وترقيته إلى رتبة مقدم 8ـــ تعيين الرائد تل كوريتسكي قائداً جديداً لـ ( كتيبة 932) ، التابعة للواء الناحل ، وترقيته إلى رتبة مقدم.

9ـــ تعيين المقدم نتنائيل شمخا قائداً جديداً لـ ( كتيبة الاستطلاع 849 ) ، التابعة للواء جفعاتي .

10ـــ تعيين الرائد بار بشان قائداً جديداً لـ ( الكتيبة 424 ) ، التابعة للواء جفعاتي ، وترقيته إلى رتبة مقدم .

11ــ تعيين الرائد إيتمار ميخائيلي قائداً جديداً لـ (الكتيبة 75) التابعة للواء المدرع السابع،وترقيته إلى رتبة مقدم.

12ــــ تعيين المقدم إلعاد بيتان قائدا جديدا للكتيبة 77 التابعة للواء المدرع السابع.

13ـــ تعيين الرائد إيتي زعفروني قائداً جديداً لـ ( الكتيبة 74) التابعة للواء المدرع 188 ، وترقيته إلى رتبة مقدم.

14ــ تعيين الرائد نتنائيلي لسري قائداً جديداً لـ ( الكتيبة 9) ، التابعة للواء المدرع 401 ، وترقيته إلى رتبة مقدم.

15ـــ تعيين الرائد نعمان هيلر قائداً جديداً لـ ( الكتيبة 46 ) ، التابعة للواء المدرع 401 .

16ـــ تعيين الرائد (ع ) قائداً جديداً لـ ( وحدة موران )، وترقيته إلى رتبة مقدم .

17ـــ تعيين الرائد إليران دهان قائداً جديداً لـ ( وحدة فارس السماء ) ، وترقيته إلى رتبة مقدم .

18ــــ تعيين الرائد ( ط ) ، قائداً جديداً لـ ( وحدة زيك )، وترقيته إلى رتبة مقدم .

19 ـــ تعيين المقدم دنيال كرويزمان قائداً جديداً لـ ( الكتيبة 55 ) ، التابعة لفوج عمود النار المدفعي .

20 ـــ تعيين المقدم عومري تلر قائداً جديداً لــ ( كتيبة الهندسة 605 ) ، التابعة للواء بارك .

21ـــ تعيين المقدم أوري رون قائداً جديداً لـ ( كتيبة الهندسة 603 ) ، التابعة للواء عاصفة من الجولان .

ــــ ومن ناحيةٍ أخرى كشفت صحيفة (هآرتس ) العبرية ، الصادرة صباح يوم الخميس 13/9/2018 ، عن إرسال الجنرال إسحاق بريك (مفوض شكاوى الجنود) في جيش العدو، تقريراً من 200 صفحة إلى وزير الحرب الصهيوني أفيغدور ليبرمان، ورئيس الأركان الصهيوني غابي إيزنكوت، وأعضاء لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الصهيوني ، ولعددمن كبار الجنرالات وقادة الألوية في الجيش الصهيوني ، ووصفت ( هآرتس) هذا التقرير، إنَّه : ( يتناقض مع تقريرٍ آخر نشره رئيس الأركان إيزنكوت الشهر الماضي حول جهورية الجيش لأي حرب مقبلة) ، وقالت : (وجه الجنرال بريك ، في تقريره انتقادات قاتلة حول عدم جهوزية وكفاءة الجيش الإسرائيلي للحرب، الأمر الذي يتنافى مع تقريرٍ آخر حول استعدادات وجاهزية الجيش ، أصدره رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال غادي ايزنكوت الشهر الماضي ) ، وأضافت :(على ضوء الخلاقات مع قيادة الجيش الإسرائيلي، فقد طالب مفوض شكاوى الجنود بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة برئاسة قاضي من المحكمة العلياالإسرائيلية لفحص مدى جاهزية الجيش للحرب ).

ــ احتمالات تقديم موعد إنتخابات الكنيست الصهيوني :

نشرت صحيفة ( إسرائيل اليوم ) يوم الجمعة 24/8/2018 ، عدة تقارير حول احتمال تقديم موعد إجراء انتخابات الكنيست الصهيوني ، وتوقعت فيها أن  :( تجري الانتخابات الإسرائيلية في الشتاء القادم ، ويقدّر المقربون من نتنياهو أنَّ الانتخابات القادمة للكنيست ستُجرى في شهرفبراير/ شباط ، أومارس/ آذار 2019، وهذا ما يعتقده ويقدره المستشارون المقربون من نتنياهو، في ظل الأزمة السياسية ووضع نتنياهو والليكود الآخذ بالتحسن في الاستطلاعات ، ولا يشير المقربون من نتنياهو إلى سبب خاص، ولكنهم يعرضون هذه الإمكانية في ظل نهاية أربع سنوات منذ تشكيل الحكومة وبسبب الوضع السياسي ) ، وأضافت الصحيفة:( يعتقد شركاء آخرون في الائتلاف أنَّ الانتخابات ستُجرى في وقت أبكر، ومن بينهم موشيه كحلون رئيس(حزب كلنا) ووزير المالية،بسبب قانون التجنيد الذي يُشكِّل خلافاً بين وزير الدفاع ليبرمان وبين الأحزاب الدينية تسبب بفجوة لا يمكن جسرها ) .

ـــ القلق والإرتباك الصهيوني :

كتيرة هي المؤشرات حول حالة القلق والارتباك والخوف من التهديدات الداخلية والخارجية التي يعاني منها الكيان الصهيوني ، ومثال على الارتباك والقلق الصهيوني ، مانشره موقع صحيفة ( يديعوت أحرنوت ) يوم الثلاثاء 12/9/2018  ، حيث قال : (هرعت الطائرات الحربية الصهيونية ، لإجراء تمشيطات جوية في أجواء غلاف غزة ، في أعقاب رصد حركة مشبوهة في أجواء الخلاف لطائرة غير معروفة ، وتبين بعد إجراء التمشيطات بأنَّ طياراً إسرائيلياً مدنياً ، قد دخل إلى أجواء الغلاف بطائرته الشراعية عن طريق الخطأ وبدون تبليغ أبراج المراقبة الجوية) ، وأضاف موقع الصحيفة الصهيونية ، أنَّ : ( الطيار الاسرائيلي أقلع بطائرته الشراعية من منطقة "ريشون لتسيون "باتجاه الجنوب ، وعند دخوله في أجواء مدينة إسدود ، حاولت وحدة المراقبة الجوية التابعة للمنطقة الجنوبية بالاتصال مع الطائرة ، إلا أنَّ منظومة الاتصال الخاصة بالطائرة كانت معطلة ، وبعد ذلك قام الطيار بالهبوط بطائرته الشراعية في منطقة قريبة من الحدود مع قطاع غزة ، ومن ثم عاد للإقلاع من جديد وعاد أدراجه للهبوط في مهبط " ريشون لتسيون " بدون التبليغ ، الأمر الذي دفع وحدة المراقبة الجوية إلى استنفار الطائرات الحربية المقاتلة للبحث عن الطائرة ، ومعرفة فيما إذا كانت طائرة معادية أو لا ؟، وقد أبلغ سلاح الجو،الشرطة الاسرائيلية عن الحادثة ، وقامت باعتقال الطيار للتحقيق معه ومن ثم الإفراج عنه ).

وفي جانبٍ آخر ، يعكس مدى حالة الخوف والقلق التي تسيطر على العدو الصهيوني ، وخصوصاً الجالية اليهودية الصهيونية في الولايات المتحدة ، كشف موقع ( بازام) العسكري الصهيوني يوم الإثنين 17/9/2018،عن:(تشكيل ميلشيا يهودية في أمريكية باسم ميلشيا " سيف جدعون " ، تهدف إلى تدريب الجالية اليهودية الأمريكية على كافة التدريبات العسكرية) ، وأضاف الموقع  :( تم تشكيل الميليشيا اليهودية قبل نحو خمسة أعوام ، من قبل ضباط وجنود سابقين في الوحدات العسكرية المقاتلة بالجيش الاسرائيلي ، وتهدف إلى تدريب وإعداد يهود الولايات المتحدة الأمريكية عسكرياً ، خوفاً من وقوع محرقة ثانية ضد اليهود في أمريكا!! ، وتقوم الميليشيا بتدريب اليهود في غابات ولاية بنسلفانيا الأمريكية ، لحماية أنفسهم من الهجمات التي قد تنفذها التنظيمات الإرهابية والجماعات المعادية للسامية ضد اليهود في أمريكا) ، وكشف الموقع الصهيوني : ( اقترح الجيش الإسرائيلي على الميليشيا تزويدها ببنادق من نوع " تافور " الإسرائيلية ، ولكنها فضلت التزود ببنادق من نوع إم 16 ، لعدم  ملائمة بندقية التافور للبيئة الأمريكية).

ــــ خطةصهيونيةجديدة /قديمة ،لتجاوز السلطة الفلسطينية في الضفةالغربية:

كشف موقع ( القناة العبرية السابعة ) يوم الأحد 16/9/2018 ، عن خطة صهيونية (قديمة/جديدة) لتجاوز السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية ، وذلك بالتزامن مع إحياء الذكرى الخامسة والعشرين لتوقيع ( اتفاقيتي أوسلو) ، وفي هذا السياق فقد شارك نحو 150 شخصاً من بينهم شخصيات فلسطينية وصهيونية وأوروبية في مؤتمر عقده المجلس الإستيطاني الصهيوني شومرون في مقر البرلمان الأوروبي ، وأوضحت القناة الصهيونية أنَّ : (المشاركين في المؤتمر ، أكدوا على ضرورة التعاون بين الفلسطينيين ومستوطني الضفة الغربية من اليهود لتشكيل تحالف لتجاوز السلطة الفلسطينية ، التي تسببت في إلحاق أضرار بالسكان الفلسطينيين والمستوطنين الاسرائيليين منذ اتفاق أوسلو ) !! ، وقال رئيس مجلس شومرون الإستيطاني يوسي دغان خلال المؤتمر : ( من يعتقد أنَّ اتفاق أوسلو لم يضر سوى باليهود المستوطنين فهو مخطئ ، وذلك لأنَّ الاتفاق أضر أيضا بالسكان الفلسطينيين الذين عانوا سنين طويلة من فساد السلطة الفلسطينيية ، والأخطاء التي ارتكبتها بحقهم خلال هذه السنوات ، وحان الوقت لسلك طريق مشترك ، يجمع بين اليهود المستوطنين وفلسطيني الضفة الغربية من أجل تحقيق ازدهار اقتصادي في المستقبل بعيداً عن مسار السلطة الفلسطينية ).

ــ استمرارالعدوان الصهيوني ضد سوريا،في ظل التوتر الروسي ـ الصهيوني :

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، يوم الثلاثاء، 18/9/2018 ، أنَّ : ( طائرة “إيل ــــ20” الروسية أُسقِطَت بصاروخ من منظومة “إس-200” السورية للدفاع الجوي) ، وقالت الوزارة إن :( الطيارين الإسرائيليين استعملوا الطائرة الروسية كغطاء لتصبح عرضة للنيران السورية، فاستهدفها الصاروخ السوري بالخطأ على أنها إسرائيلية ) ، وذلك بسبب الاعتداءات الصهيونية ضد سوريا ، وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، أنَّ : ( طائرة “إيل ـــــ20 التي تتميز بسطح عاكس فعال ، أكثر من طائرات “اف ــــــ 16″ ، أُسقطت بصاروخ من منظومة إس ـــــ 200”) ، وأوضح أنَّ : ( إسرائيل لم تبلغ قيادة مجموعة القوات الروسية في سوريا عن عمليتها المخطط لها في منطقة اللاذقية ، ولم تنبه قيادة مجموعة القوات الروسية في سوريا بشأن العملية المخطط لها ، وتم استلام إشعار عبر “الخط الساخن” قبل أقل من دقيقة واحدة من الهجوم، الأمر الذي لم يسمح بإبعاد الطائرة الروسية إلى منطقة آمنة )،وأضاف :( نتيجة للأعمال الإسرائيلية غير المسؤولة، قُتِلَ 15 جندياً روسياً، وتقيِّم روسيا التصرفات الاستفزازية لإسرائيل على أنها عدوانية، وروسيا تحتفظ لنفسها بحق الرد).

وعبَّرَّ المسؤولون الروس يوم الثلاثاء18/9/2018 ، عن غضبهم الشديد تجاه الكيان الصهيوني، في أعقاب إسقاط الطائرة  الروسية في سورية، وبادر وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، بالاتصال هاتفياً مع نظيره الصهيوني، أفيغدور ليبرمان، وبحسب بيان وزارة الدفاع الروسية، فإنَّ شويغو قال خلال المحادثة إنه:(على الرغم من الاتفاق بين إسرائيل وروسيا حول منع الحوادث الخطيرة بينهما، تم إبلاغ الجانب الروسي فقط قبل دقيقة من توجيه المقاتلات الإسرائيلية إف ـــ16 ضربات على سورية )، وحمَّلَّ شويغو الكيان الصهيوني المسؤولية عن سقوط الطائرة ومقتل الجنود الروس ،واستدعت وزارة الخارجية الروسية ،السفير الصهيوني في موسكوغاري كورين ، وأبلغته بتحميلها كامل المسؤولية عن إسقاط الطائرة الروسية ومقتل طاقمها للكيان الصهيوني ، وقد ازداد غضب الروس ، بعدما تأكد لهم أنَّ الطائرة الصهيونية "اختبأت" من الصواريخ المضادة السورية خلف الطائرة الروسية التي تم إسقاطها.

ونقلت صحيفة (هآرتس ) العبرية، عن المتحدث باسم الجيش الصهيوني ، مساء يوم الثلاثاء18/9/2018 ، تحميله لــ : (دمشق وإيران و"حزب الله" المسؤولية الكاملة عن حادث إسقاط الطائرة الروسية إيل ــــــ 20 ) ، واعترف الناطق بلسان جيش العدو أنَّ : (الطائرات الإسرائيلية قصفت مواقع القوات المسلحة السورية ) ، وقال : ( قصفت مقاتلات الجيش الإسرائيلي الليلة الماضية منشآت تابعة للقوات المسلحة السورية ، وأنظمة لصنع الأسلحة الفتاكة الدقيقة، التي كان سيتم نقلها في القريب العاجل إلى "حزب الله" في لبنان، بناءً على طلب من إيران") ، وأضاف : ( أعربت "إسرائيل" عن استعدادها لتقديم المعلومات الضرورية للتحقيق في حادث إسقاط الطائرة الروسية "إيل ــــ 20"، قبالة السواحل السورية).

وتحدثت وسائل الإعلام الصهيونية ، يوم الأربعاء 19/9/2918 ، عن : ( موافقة السلطات الروسية على استقبال قائد سلاح الجو الإسرائيلي، الجنرال عميكام نوركين، في موسكو، لعرض نتائج التحقيق الإسرائيلي حول سقوط طائرة "إيل ــــ20" الروسية في أجواء الساحل السوري ، خلال غارة إسرائيلية ضد أهداف زعمت أنها إيرانية في اللاذقية، فجر الثلاثاء18/9 ) ، وأشارت وسائل الإعلام العبرية ، إلى أنَّ : ( الموافقة الروسية جاءت بناء على العرض الذي قدمه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الثلاثاء، في اتصال هاتفي ناقشا خلاله حادثة سقوط الطائرة) ، وأوضح البيان الصادر عن مكتب نتنياهو ، أنَّه أكد خلال الاتصال الهاتفي مع بوتين ، على : ( استعداد إسرائيل لتحويل جميع التفاصيل المطلوبة للتحقيق في الحادث إلى الجانب الروسي ، وعرض إرسال قائد سلاح الجو الإسرائيلي إلى موسكو لهذا الغرض ، وأعرب نتنياهو عن أسفه لمصرع العسكريين الروس ، وشدد نتنياهو على "أهمية استمرار التنسيق الأمني بين إسرائيل وروسيا، الذي نجح في تجنب خسائر كبيرة في كلا الطرفين خلال السنوات الثلاث الماضية ، وإنَّ إسرائيل مصرة على صد التموضع العسكري الإيراني في سورية والمحاولات التي تبذلها إيران، التي تدعو إلى تدمير إسرائيل، لتحويل أسلحة فتاكة إلى حزب الله ضد إسرائيل).

ومن ناحيته اتهم الرئيس بوتين : ( إسرائيل بعد الالتزام باتفاق روسي ـــــــ إسرائيلي ،  يقضي بأن تنسق إسرائيل مع الجانب الروسي هجماتها على أهداف سورية أو إيرانية في سورية بشكلٍ مسبق، لتجنب أي حوادث مشابهة)، واعتبر إنَّ : (الغارات الإسرائيلية انتهاك للسيادة السورية) ، وأكد أنَّ :( مقاتلات إسرائيلية تسترت بالطائرة الروسية واختبأت خلفها، ما جعل الأخيرة عرضة لنيران أنظمة الدفاع الجوي التابعة للنظام السوري ).

وقال الجيش الصهيوني، في بيانٍ صدر عنه يوم الأربعاء 19/9/2018 ، أنَّ : (وفدًا بقيادة نوركين، ويرافقه رئيس قسم العلاقات الخارجية في الجيش الإسرائيلي، العميد إيرز مايسيل، وضباط آخرون من شعبة الاستخبارات والقوات الجوية والعمليات ، سيتوجه إلى موسكو الخميس  20/9 ، وسيُقدِّم الوفد المعلومات الأولية والنتائج الرئيسية للتحقيقات التي قام بها الجيش بشأن إسقاط الطائرة الروسية في سورية ) .

وتُصِّر الدولة العبرية على عدم تحميلها مسؤولية إسقاط الطائرة الروسية ، إلا أنَّها تتخوف من خطوات روسية قد تؤثر على كل الوضع في سورية ، وحمَّلَّت موسكو تل أبيب المسؤولية الكاملة عن إسقاط الطائرة، ومقتل 15 شخصًا كانوا على متنها، واعتبر رون بن يشاي المحلل العسكري لصحيفة ( يديعوت أحرونوت ) الصهيونية ، في مقاله الذي نشره يوم الأربعاء 19/9/2018 ، أنَّ : ( أقوال بوتين حملت إشارات على إمكانية قيام روسيا بتسليم السوريين منظومة "إس 300" المتطورة، ودعم الترسانة السورية بصواريخ متطورة لمنظومة "إس 200" الموجودة لدى الجيش السوري حالياً) ، ولكنه أوضح أنَّ : ( نتنياهو سيعمل على إقناع بوتين بعدم القيام بهذه الخطوة ، التي ستؤثر بشكل كبير على قدرات إسرائيل بالعمل بحرية في الأجواء السورية ضد أهداف عسكرية سورية أو إيرانية ) ، وتوقع بن يشاي أنَّ : ( الحادثة لن تؤثر على عمليات القصف التي تنفذها إسرائيل ضد أهداف سورية وإيرانية في سورية، وأنَّ الحادثة ستعزز من عمليات التنسيق الروسي الإسرائيلي، وسترفع مستويات الحذر الإسرائيلي خلال الغارات الإسرائيلية في سورية) .

وقالت السفارة الروسية في تل أبيب في بيانٍ رسمي، أصدرته اليوم الخميس 20 /09/2018 ، أنَّ : ( موسكو تعتبر غارات سلاح الجو الإسرائيلي في سورية غير مسؤولة، وعليه فإنَّ روسيا ستقوم باتخاذ كافة الخطوات والإجراءات اللازمة من أجل إبعاد ومواجهة أي تهديدات تستهدف قواتها التي تحارب التنظيمات المسلحة بسورية) ، وجاء الرد الرسمي للسفارة الروسية بتل أبيب، بالتزامن مع تصريحات لبعض القادة العسكريين والسياسيين الصهاينة ، حملَّت فيها النظام السوري المسؤولية عن إسقاط الطائرة الروسية والتسبب بمقتل طاقمها، وكذلك لتبرير غاراتها على أهداف في سورية بزعم التصدي للتموضع الإيراني بسورية ومنع نقل أسلحة وترسانة إلى حزب الله.

ووصل قائد سلاح الجو الصهيوني، عميكام نوركين، يوم الخميس 20 /09/2018 إلى موسكو، ويرافقه رئيس قسم العلاقات الخارجية في الجيش الصهيوني، العميد إيرز مايسيل، وضباط آخرون من شعبة الاستخبارات والقوات الجوية والعمليات ، لعرض نتائج التحقيق حول سقوط الطائرة الروسية في أجواء الساحل السوري ، وبالتزامن مع زيارة عميكام نوركين إلى موسكو ، نقلت إذاعة الجيش الصهيوني، يوم الخميس 20/9/2018 عن وزير الحرب الصهيوني، أفيغدور ليبرمان، مزاعمه إنَّ : (الدفاعات الجوية السورية التابعة لنظام بشار الأسد هي التي أسقطت الطائرة الروسية قبالة سواحل اللاذقية، وليس إسرائيل، وتم ذلك بعد أن غادرت طائرات السلاح الحربي الإسرائيلي المنطقة وكانت في البلاد ) ، وأضاف : (يمكننا أن نتفهم الروس، بحيث لا يمكن أن تحكم على شخص بلحظة حزنه، فالطائرة الروسية أسقطت من قبل أشخاصٍ غير مسؤولين في نظام الدفاع الجوي السوري ، الذي أطلق النار عندما عادت طائرات سلاح الجوي الإسرائيلي إلى البلاد)؟؟!!..

وفي محاولة أخرى من القيادة العسكرية الصهيونية للتهرب من المسؤولية عن إسقاط الطائرة الروسية ، وتبرير غاراتها واعتداءاتها ضد سوريا، أعرب رئيس أركان الجيش الصهيوني، غادي آيزنكوت، عن : ( آسفه لحادث إسقاط الطائرة الروسية)، وأضاف قائلاً: (للأسف، القوات السورية ضربت الطائرة الروسية ) ، وقال آيزنكوت: ( تعكس القوة التشغيلية والتكنولوجية للجيش " الإسرائيلي " نشاطاً واسعاً في بناء القوة وفي استخدام القوة، والذي يتم بمهنية وحسن تقديريين كبيرين ، لمنع أعدائنا من الحصول على القدرات المتقدمة التي تهدد دولة إسرائيل ، ولهذه الأسباب نشط الجيش مجددا هذا الأسبوع في الشمال) .

وجنَّدَت وزارة الحرب الصهيونية ( جهاز الخبراء والمحللين العسكريين والأمنيين الموالين والتابعين لها ) للدفاع عن عدوانية الكيان الصهيوني ، وتبرير كافة اعتداءاته وجرائمه ضد سوريا ، وكتب رون بن يشاي، المحلل العسكري في موقع (يديعوت أحرونوت ) الإلكتروني، يوم الأربعاء 19/9/2018 ، نقلاً عن : (مسؤولين موثوقين ومطلعين، وهم متخصصون في تفعيل منظومات جوية قولهم ، إنَّ : الاتهامات الروسية "لا أساس لها ) ، وتمنَّى بن يشاي : (ألاَّ يؤثر هذا الحدث غير المألوف مباشرة على عمليات الجيش الإسرائيلي لإحباط التمركز الإيراني في سورية ، وربما ستتغير إجراءات تنسيق وتوثيق وسائل الحذرالإسرائيلية ـــــ الروسية، ولكن ليس أكثر من ذلك) ، وأوضح بن يشاي أنَّ : ( إسرائيل ليست معنية بمواجهة دبلوماسية مع الروس، وأنَّ مكتب ليبرمان أكد إجراء المحادثة بينه وبين نظيره الروسي، وبالإمكان التوقع أن الوزير الروسي تحدث بغضب ، فيما رفض ليبرمان ادعاءاته بخصوص "اختباء" الطائرات الإسرائيلية خلف الطائرة الروسية ، وتحميل إسرائيل مسؤولية إسقاطها)، وأكد أنه : ( من الناحية الدبلوماسية والقانونية ليس بإمكان روسيا إثبات أنَّ إسرائيل هي التي ضربت الطائرة الروسية، وذلك لأنَّ السوريين، الذين أطلقوا النار بشكل عشوائي إلى جميع الجهات، كان بإمكانهم أن يُشَّخصِّوا بوضوح، على شاشات راداراتهم، الطائرة الروسية البطيئة والكبيرة ، والتمييز بينها وبين الطائرات المقاتلة والصواريخ الإسرائيلية ، التي تم إطلاقها ، وبالإمكان الادعاء أيضاً أنه كان بمقدور الرادارات الروسية في قاعدة حميميم أن ترصد جيداً الطائرات الإسرائيلية، حسب ادعائهم، وتحذير طائرة التجسس الروسية أن تبتعد من المنطقة ، وألَّا تقترب من أجل الهبوط أثناء تنفيذ الهجوم الإسرائيلي) ، وزعم بن يشاي أنَّ : ( طائرة التجسس الروسية، التي أُسقطت ، دخلت عملياً إلى وضع كانت فيه في خط النار، ولكن بحسب الجيش الإسرائيلي أصيبت الطائرة لأنَّ جنود الدفاعات الجوية المرتبكين في جيش سورية أطلقوا النار في جميع الاتجاهات ، بهدف اعتراض الصواريخ التي أطلقتها الطائرات الإسرائيلية. وقد حدث هذا، وفقاً لبيان الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، بعد أن كانت الطائرات المقاتلة قد غادرت المنطقة ) .

ــــ وكشف روني دانييل المحلل العسكري في ( شركة الأخبار / القناة الصهيونية الثانية سابقا) ، يوم الأربعاء 19/9/2018 ، إنَّ : ( رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أوعز للوزراء وأعضاء الكنيست "بالتزام الصمت المطلق"، لأنَّ الحديث يدور عن "وقتٍ بالغ الحساسية") ، وأضاف : ( هذه التطورات تأتي عشية يوم الغفران، الذي يشل إسرائيل بالكامل حتى مساء غد) ، وأشار دانييل إلى أنَّ : ( تحميل روسيا لإسرائيل مسؤولية إسقاط الطائرة وتلويحها برد، "يرسم سقف توتر لم نشهد مثله طوال سنوات الوجود الروسي والحرب في سورية ، والاعتقاد هو أنَّ لدى إسرائيل تفسيرات للحادث، لكن يحتفظون بهذه التفسيرات سرية، ولا يتحدثون حتى الآن) ، ومن أجل إقناع الرأي العام الصهيوني بعدم مسؤولية الكيان الصهيوني عنها، كتب دانييل أنَّ : ( الاتهامات الروسية لإسرائيل تتعلق بما تصفها جهات أجنبية بأنها "قصف سلاح الجو لأهداف إيرانية في منطقة اللاذقية" ، وأنَّ التنسيق الروسي ــــ الإسرائيلي في سورية يقضي بأن "تحذر إسرائيل قبل دقائق من شنها هجوم على أهداف في سورية ) ، وأضاف : ( هكذا تصرفت إسرائيل في حالات كثيرة ، وخاصة عندما كان هدف الهجوم بقرب مواقع روسية ، أو معسكرات روسية ويتواجد فيها جنود روس ) ، ورأى أنَّه : ( يصعب توقع رد فعل روسي شديد ضد إسرائيل. وهنا سيكون الامتحان الحقيقي للعلاقات بين إسرائيل وموسكو، أو بشكلٍ أدق بين بوتين ونتنياهو) .

ـــ ونقل عاموس هرئيل المحلل العسكري في صحيفة ( هآرتس)، يوم الأربعاء 19/9/2018 ، عن ضابط كبير في الجيش الصهيوني قوله:( من دون علاقة بإسقاط الطائرة الروسية، ينبغي أن نتذكر دائماً الدرس الأول في التاريخ العسكري: لا تستفز الروس ) ، ورأى هرئيل أنَّ : ( إسرائيل تواجه ورطة شديدة مع الروس،على خلفية الحادثة في سماء ، من شأنها أن تؤثر سلباً على حرية العمل الإستراتيجي الذي يتمتع به سلاح الجو في الجبهة الشمالية) ، وأوضح أنَّ : ( التبعات المحتملة للحادث واسعة، مثلما يدل على ذلك بيان التنديد الشديد الصادر عن موسكو ، وتأكيد وزارة الدفاع الروسية بإنَّ : "إسرائيل كانت تعلم بالتأكيد بوجود الطائرات الروسية في المنطقة. ومن الواضح لنا أنَّ الطيارين شاهدوا الطائرة على وشك الهبوط ، ورغم ذلك نفذوا العملية الاستفزازية ) ، وأضاف هرئيل أنَّ : ( الحادث أحرج الروس، خاصة أنهم اتهموا فرنسا بداية، ثم حمَّلوا إسرائيل المسؤولية، وليس مريحاً بتاتاً للروس الاعتراف بأنَّ سلاحاً : "صواريخ المضادات الجوية التي بأيدي النظام السوري" ، زودوه لحلفائهم أدى إلى موت جنود روس. واختارت موسكو تحميل إسرائيل المسؤولية ) ، وقال هرئيل : ( بحسب بيان الجيش الإسرائيلين فإنَّه أجرى تحقيقاً، بمشاركة نتنياهو وليبرمان ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي آيزنكوت، وضابط كبير في سلاح الجو، وادَّعى في أعقابه أنَّ الطائرات الحربية الإسرائيلية كانت في الأجواء الإسرائيلية ، عندما بدأ إطلاق الصواريخ المضادة للطائرات وأصابت الطائرة الروسية ) ، وكشف ، أنَّ : ( الأمور باتت معقدة الآن ، ولا يزعج الروسي أنَّ إسرائيل وإيران تتبادل الضربات بينهما ، لكن عندما تتدحرج الأمور، بشكلٍ عفوي، إلى مقتل جنودهم، فإنَّ رد الفعل الروسي سيكون مختلفاً بالكامل) ، ونصحَ هرئيل : ( نتنياهو أن يجمع في الأيام القريبة المقبلة كافة خبرته وقدرته الدبلوماسية ، من أجل تهدئة التوتر مع موسكو ) ، ورأى أنَّه : ( إذا قررت روسيا انتهاج خط متشدد لفترة طويلة ، فإنَّها قادرة على عرقلة حرية العمل الإسرائيلية في سماء سورية ، وهذه مسألة بالغة الأهمية بالنسبة لإسرائيل، لأنَّ الإيرانيين سيكونوا متحمسين جداً لاستغلال التهدئة في نشاط سلاح الجو من أجل تسريع تهريب الأسلحة إلى لبنان ، وتعزيز تواجدهم العسكري في سورية ) ، وحذَّرَ هرئيل من ، أنَّه : ( في أعقاب الأزمة الدبلوماسية بين روسيا وتركيا بعد إسقاط الأخيرة طائرة حربية روسية قبل سنتين، شهدت تركيا في الأشهر التالية سلسلة هجمات سايبر غامضة ، وإنَّ البيان الروسي هذا الصباح حول الحق بالرد على مقتل الجنود يجب بكل تأكيد أن يُضيء مصابيح حمراء لدى منظومة دفاع السايبر الإسرائيلية أيضا).

ـــ وكما توقع الخبراء العسكريون والإستراتيجيون الصهاينة ، وكذلك المراقبين والخبراء الدوليين والمتخصيين في الشؤون الشرق أوسطية ، وفي ملف الصراع العربي الصهيوني ، ، أبلغت روسيا يوم الخميس 20/9/2018 الكيان الصهيوني ، وفي إطار ردها الأولي على اسقاط طائرتها ، بمنع تحليق الطائرات الصهيونية في سماء سوريا ، وهددت بإسقاط أية طائرة حربية صهيونية تحاول الاقتراب من المجال الجوي السوري ، وتتخوف دولة العدو من استمرار منع طيرانها الحربي من العمل في الأجواء السورية لمدة طويلة ، من طرف القوات الروسية في سوريا ، وتتخوف كذلك من تزويد روسيا بمنظومات مضادة للطيران أكثر تطوراً وحداثةً من الموجودة لدى سوريا .

وفي ظل هذه التطورات الدراماتيكية بين روسيا والكيان الصهيوني ، تم عقد اجتماع يوم الخميس 20/9/2018 بين الفريق أول سيرغي سوروفيكين ، قائد سلاح الجو الروسي وكبار ضباطه من الطيارين الروس ، مع الجنرال عميكام نوركين ، قائد سلاح الجو الصهيوني ، وعدد من كبار طياريه ، في غرفة العمليات الجوية بوزارة الدفاع الروسية ، ونشرت صحيفة (كومسومولسكايا برافدا ) الروسية ، الصادرة يوم الجمعة 21/9/2018 ، تقريراً بعنوان : ( كيف تبرأ قائد سلاح الجو الإسرائيلي في موسكو من إسقاط إيل ـــــ20 ) ، وتضمن التقرير نص المقابلة التي أجراها المعلق العسكري الروسي في الصحيفة، فيكتور بارانيتس، مع مصدر عسكري روسي مطلع ، سلَّطَّ فيها الضوء على ( أدلة البراءة !! ) ، التي حملها معه من تل أبيب الوفد العسكري الصهيوني برئاسة قائد القوات الجوية الجنرال عميكام نوركين، وبماذا أجابه قائد القوات الجوية الفضائية الروسية، الفريق أول سيرغي سوروفيكين، خلال الاجتماع ، وجاء في التقرير أنَّ : ( نحو 15 جنرالاً شاركوا في الاجتماع من الجانب الروسي)، وقال المصدر الروسي المطلع ، للصحيفة ، أنَّ : ( وجوه المجتمعين من الطرفين كانت عابسة جداً ، لأنَّ الجميع أدركوا أنَّ الحديث سيكون مُعقداً للغاية ) ، وقال المصدر الروسي ، أنَّه عند عرض الجنرالات الصهاينة ، على العسكريين الروس الرواية الصهيونية بــ : ( شأن مأساة الطائرة الروسية، حمل قائد سلاح الجو الإسرائيلي الحكومة السورية كامل المسؤولية عن الحادث الكارثي، وشدد على أنَّ الدفاعات الجوية السورية هي التي أسقطت "إيل ـــــــ 20"، فإنَّ أحد العسكريين الروس الحاضرين رفض الاتهام الإسرائيلي الرئيسي بحجة مضادة حديدية، وأوضح لهم ، أنَّه لولا خرق مقاتلاتكم "إف ــــــــ16" المجال الجوي السوري وتحريضها للدفاعات السورية على فتح النيران، لما حدثت أي مأساة أصلاً) ، وأضافت الصحيفة نقلاً عن المصدر الروسي القول : ( أعاد قائد القوات الجوية الروسية تذكير الوفد الإسرائيلي ، بما قاله وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إنَّ مسؤولية إسقاط الطائرة ومقتل طاقمها يتحمله الجانب الإسرائيلي، وإنَّ هذا موقفنا المبدئي ) ، وقالت الصحيفة أنَّ الجنرال سوروفيكين ، أكد للوفد العسكري الصهيوني ، أنَّ : (الجانب الروسي تتوفر لديه معلومات ووثائق يختلف مضمونها عن الرواية الإسرائيلية ، وتتفق مع رواية الجيش السوري، والبيانات المقدمة من إسرائيل تحتاج إلى التحقق الدقيق من مدى صحتها ومتابعتها "في الدقائق والثواني"، فضلاً عن إثباتها بـ"براهين واقعية"، وليس ترجيحات ) ، وأوضح المصدر الروسي المطلع ، أنَّه : (حينما سُئِلَ الوفد الإسرائيلي لماذا لم يُبلِّغ الطيران الإسرائيلي الجانب الروسي ، بعملياته إلاَّ قبل دقيقة واحدة من الهجوم، فلاحظ المصدر أنَّ هذا السؤال لم يكن مريحاً للإسرائيليين، واضطروا للاعتراف بأنَّ الطيران الإسرائيلي لم يتأكد من عدم وجود طائرات روسية في المنطقة وقت الاستهداف ) ، وأكدَّ المصدر إنَّ : (نوركين والأشخاص من الوفد المرافق له حاولوا التهرب من التطرق إلى المسائل الفنية الدقيقة المتعلقة بكيفية تحطم الطائرة الروسية ، ولفت الانتباه إلى أمور أخرى غير متعلقة بالموضوع مباشرة، مثل مساعي إيران إلى تعزيز وجودها في سوريا ونقل الأسلحة لـ"حزب الله" اللبناني) ، وتساءل المصدر الروسي : ( لكن ما علاقة هذا الموضوع بإسقاط "إيل ــــــ20" ؟ ، بينما الشيء الرئيس الذي يهم الجانب الروسي ، ما إذا كانت إسرائيل ستعترف بأنَّ تصرفات طياراتها تسببت بتعريض الطائرة الروسية للخطر وإسقاطها؟) ،  وأكد المصدر أنَّ : ( المجتمعين لم يطرحوا تقييم موسكو لتصرفات الطيارين الإسرائيليين ، بأنَّها عدائية وغير مهنية ، وأن موسكو تحتفظ بالحق في الرد المناسب) ....

وتحدَّثَت العديد من الإعلام الروسية هذا الاجتماع ، ونقلت عنهما تفاصيل ماجرى العديد من وسائل الإعلام العربية والدولية والصهيونية ، ووصفت العديد من الصحف هذا الاجتماع ، بأنَّه : ( الأعنف بين الطرفين ، وشهد اشتباكاً كلامياً ، ووقع خلافاً كبيراً ، وتم تبادل التهديدات المباشرة بينهما ، وهددت روسيا الكيان الصهيوني ، بالرد على مقتل الضباط والجنود الروس ، ما لم يتم معاقبة الطيارين الصهاينة ، وقائد وحدة العمليات الذي أعطى الأوامر بقصف اللاذقية دون الأخذ بعين الاعتبار وجود الطائرة الروسية ) ، وأوضح الإعلام الروسية ، أنَّ : ( الجنرالات الصهاينة رفضوا المطالب الروسية ، فما كان من روسيا إلآَّ أن تحدت العدو إسرائيل ، وأرسلت " 12 طائرة سوخوي 35 S " ، لتحلق فوق سواحل فلسطين المحتلة) ...

هذا وقد أصبحت الأجواء بين الطرفين متوترة ، بالرغم من الكلام الديبلوماسي الهادئ الذي يصدر عنهما ، لكن الأوضاع العسكرية متوترة جداً ، وقواعد الاشتباك قد تنطلق بين أي لحظة ولحظة ، وخصوصاً وأن الرئيس الروسي بوتين رفض قبول الإعتذار الذي قدمه رئيس حكومة العدو نتنياهو، خلال الاتصال الهاتفي الذي بادر به نتنياهو يوم الأربعاء 19/9/2018 ، وطالبه بوتين بــ : ( تشكيل لجنة تحقيق روسية ــــــ صهيونية ، مكونة من طيارين في سلاحي الجو الروسي والصهيوني ، وبمعاقبة الطيارين الأربعة ، ومساعدي الطيارين الأربعة الآخرين ، الذين قادوا طائرات الـصهيونية عند قصف مواقع في اللاذقية، وقائد العمليات في سلاح الجو الصهيوني الذي تابع مهمة طائرات العدو التي نفذت الاعتداء ، وأعطى إشارة قبل دقيقة واحدة فقط من وصول الطائرات إلى مدينة اللاذقية ، فيما كانت الطائرة الروسية أيل 20 على مسافة 3 دقائق ونصف من الهبوط في مطار قاعدة الجو الروسية العسكرية بحميمم ) .

ومما أكدته وتناقلته الصحافة الروسية ، أنَّ : ( قائد سلاح الجو المعتدي الذي يرافقه قائد وحدة العمليات الجوية ، وقائد سرب طائرات الـ اف 16 التي نفذت  4 طائرات منها العدوان على اللاذقية فقدم تعازيه ثم قدم اعتذاره عن مقتل الضحايا الــــ 14 وعن اسقاط الطائرة الروسية، ثم شرح أنَّ طائراته وصلت قبل دقيقتين إلى اللاذقية قبل وصول الطائرة الروسية ، لكنَّ صواريخ الدفاع الجوي السورية أطلقت صواريخها بطريقة عشوائية على الأهداف الجوية ، مما أدى إلى إصابة الطائرة الروسية ، ولم يركز فقط على الطائرات المعادية له ، فغضب قائد سلاح الجو الروسي من هذه اللغة ، ورفض قبول الإعتذار والتعازي، وقال له: كيف تفرق على الرادار بين 5 أهداف جوية ، 4 منها إسرائيلية ، وواحدة روسية؟ ولماذا دخلت طائراتكم في مجال هبوط الطائرة الروسية في قاعدة حميمم ؟ ولماذا لم تعطوا خبرا قبل 15 دقيقة؟ حيث أنَّ الطائرة الروسية كانت حينها فوق قبرص ) ، فأجاب الجنرال الصهيوني بأنَّ : ( الأقمار الإصطناعية أعطتنا صوراً فورية لإنزال بضائع ومعدات عسكرية في مركز عسكري في اللاذقية ، فتم إصدار أمر عاجل إلى طائراتنا للتوجه فوراً لقصف الهدف في اللاذقية ، ولم يكن في الإمكان إبلاغ أحد عن عملية قصفنا الجوي للاذقية ، لأن الأمر قد ينكشف ، و نعرّض طيارينا الأربعة للخطر) ،  فأجاب قائد سلاح الجو الروسي غاضباً : ( أية أخلاق عسكرية ، وأية مهنية عسكرية ، وأي إنضباط عسكري ، وأي قيم ومبادىء عسكرية تجعلكم تعملون على الحفاظ على طياري 4 طائرات عسكرية إف 16 ، قادرة على التحليق عالياً بسرعة ، والانكفاء والابتعاد و المناورة ، فيما تتركون طائرة نقل تقع في مضرب صواريخ الدفاعات الجوية ، ويستعملها طياروك الجبناء كدرعٍ للاحتماء بها من نيران الدفاعات الجوية المضادة )، وأضاف غاضباً : (أنتم مسؤولون عن مقتل الضحايا الــــ 14 الروس ، ومن يقوم بالتعويض عن حياة هؤلاء لعائلاتهم ولشرف الجيش الروسي ، ولذلك الاعتذار نرفضه ، والتعازي نرفضها ) ، وهدد بشدة وحدة : ( من الآن وصاعداً أي طائرة إسرائيلية تقترب من الساحل السوري سنُسقِطَها فوراً ، وعلى كل حال الأمر لا ينتهي هنا، ومطلوب تحقيق في الموضوع ) ، وسأله بحدة وغضب : ( عندما اقتربت طائراتكم إكتشفت على رادارها الطائرة الروسية ، فلماذا أكملتم الطريق للقصف ، وجعلتم الطائرة الروسية تُصاب بصواريخ الدفاعات الجوية السورية بسببكم ، كي تقصفوا هدف يبعد 6 كلم عن القاعدة الجوية الروسية الحربية ؟؟) ، وأضاف بنفس نبرة الغضب : ( في ذات الوقت، استخدمت طائراتكم الطائرة الروسية كدرعٍ وساتر لها ، وأصبحت طائرتنا بين طائراتكم الأربعة ، ولم يتصرف طياروك بمسؤولية ، بل تصرفوا  بشكلٍ جبان ، واحتموا بطائرتنا ، فتسببوا بمقتل جنودنا بسبب سوء أدائهم وجبنهم وخبثهم ، ونحن نعتبر أنَّ قائد وحدة العمليات في سلاحكم الجوي هو مسؤول عن قتلهم أيضاً ، وبالنسبة إلينا هو قاتل الضحايا الــــ 14 ، ولن نقبل إلا بالتحقيق ، ومعاقبة الطيارين ، ومعاقبة قائد وحدة العمليات الذي أعطى الأوامر بإرسال الطائرات الأربعة ) ، فرد عليه قائد سلاح جو العدو :( نحن في حالة حرب مع إيران وحزب الله وسوريا ، ولا يمكننا القبول بإجراء تحقيق ، ولذلك نرى أنَّه علينا قصف أي مركز نشتبه بوجود إنزال معدات عسكرية فيها من إيران لصالح القوات الإيرانية وحزب الله في سوريا) ، فأجابه قائد سلاح الجو الروسي : ( نحن المسؤولون عن أمن سوريا وأجوائها، ولقد تركنا لكم المجال الجوي من مطار دمشق حتى حدود الجولان ، ولم نعترض على تحليقكم وقصفكم ، وكان بإمكاننا إسقاط طائراتكم بواسطة منظومات الدفاع أس 400 وأس 300 ، لكن من اليوم فإن منظومة الدفاع أس 300 ، قد تم نشرها في كافة أرجاء سوريا، واذا رفضتم التحقيق فلن نسمح لأي طائرة لكم بالتحليق في الأجواء السورية) ، وواصل الفريق أول سيرغي سوروفيكين تهديده لقائد سلاح الجو الصهيوني ، قائلاً : (سنُسقط كل طائرة تخترقها ، كما أننا سنرسل طائراتنا فوق الساحل الإسرائيلي ، وإذا اعترضتنا طائراتكم،  فسنشتبك معها ، وليربح من يربح في القتال الجوي ) ..

وإثر هذا الاشتباك الكلامي الحاد جداً، وقف قائد سلاح الجو الروسي ، وقال للوفد العسكري الصهيوني : ( إنتهت الجلسة معكم ، لديكم أسبوع واحد لاجراء التحقيق مع لجنة جوية عسكرية روسية، وما لم يحصل ذلك، ستكون العواقب وخيمة على سلاحكم الجوي وعلى إسرائيل ) ، فرد قائد سلاح الجو الصهيوني : ( نحن نملك سلاح جو قادر على العمل في كل المنطقة ، وكلامكم هذا تهديد لنا ) ، وجاءه الجواب الروسي العملي فوراً : ( الليلة سأرسل 12 طائرة من طراز سوخوي أف 35 S فوق الساحل الإسرائيلي ) ، وبالفعل نفذت روسيا تهديدها وتحديها للكيان الصهيوني ، وأرسلت 12طائرة ، من طائرات الأسطول الجوي الحربي الروسي ، وحلَّقت لفترة طويلة فوق سواحل فلسطين المحتلة ، وأكّد أليكس فيشمان مُحلّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، في تقريرٍ نشره يوم الأحد23/9/2018 ، نقلاً عن مصادر واسعة الاطلاع في المؤسستين الأمنيّة والسياسيّة في الدولة العبريّة، أنّ : ( الأزمة مع روسيا هي أزمة خطيرة وعميقة وحقيقيّة للغاية، وقد فشلت زيارة قائد سلاح الجوّ الإسرائيليّ، الجنرال عميكام نوركين، إلى موسكو فشلاً مُدوّيًا، واجتماعه إلى قادة سلاح الجوّ الروسيّ ، أدّت إلى تصعيد الأزمة بين البلدين والأزمة ما زالت تتصاعد، وروسيا عاقدة العزم على استثمارها وجباية الثمن الغالي من إسرائيل على فعلتها في قضية إسقاط الطائرة الروسيّة ) ، وأضاف نقلاً عن المصادر الصهيونية المطلعة ، أنّ : ( الدولة العبرية عولّت على الزيارة لتهدئة الأزمة، ووضع حدٍّ لاشتعال الحريق بين الطرفين، ولكنّها جلبت عكس المُتوخّى منها، ووسّعت الخلافات بينهما ، وأبلغ الروس الإسرائيليين بطريقتهم الخاصّة بأنّهم ليسوا معنيين بقيام مسؤولين أمنيين وسياسيين من تل أبيب بزيارة موسكو لتوضيح وجهة النظر الإسرائيليّة ، وأوضحوا لقائد سلاح الجوّ الإسرائيليّ، خلال الاجتماعات معه، والتي اتسّمت بالبرودة والعصبيّة وعدم الثقة، بينما الوفد الإسرائيليّ صبّ عرقًا خلال الاجتماع، أنّ التفسيرات الإسرائيليّة، التي قام بتقديمها هي تفسيراتٍ كاذبةٍ بكلّ ما تحمل هذه الكلمة من معانٍ، وشدّدّ الجنرالات الروس أمام الجنرال نوركين على أنّ الادعاءات الإسرائيليّة هي تمثيليّة فاشلة جدًا ، لا يُمكِن لعاقلٍ أنْ يُسّلِم بها أوْ أنْ يُصدّقها)، وأشار إلى أنّ : ( زيارة نوركين إلى موسكو لم تجلب أيّ شيءٍ إيجابيٍّ، وحديثه لم يترك انطباعًا بالمرّة على الروس، الذي اعتبروا الزيارة بمثابة تمثيليةٍ لا أكثر، واهتّموا بقدرات سلاح الجوّ الإسرائيليّ ) ، وصفت المصادر الروسيّة، التي اعتمد عليها فيشمان : ( اللقاء الذي تمّ بين نوركين ونظيره الروسيّ بأنّه كان صعبًا للغاية، وافتقد للثقة، ولم يبتسم الاثنان خلال اللقاء ولو مرّةً واحدةً، حيثً طلب الروس بادئ ذي بدء من الإسرائيليين الاعتراف بمسؤوليتهم عن إسقاط الطائرة ومقتل 15 من عناصرها فوق اللاذقيّة السوريّة، وقالوا لنوركين بالحرف الواحِد إنّ : موقفهم المبدئيّ هو أنّ إسرائيل، وإسرائيل فقط، هي التي تتحمّل مسؤولية التراجيديّة التي حصلت، وعرضوا على الجنرال الإسرائيليّ نتائج التحقيق الذي قاموا بإجرائه، والذي أكّد بحسب الروس، أنّ إسرائيل هي المسؤولة الوحيدة عن إسقاط الطائرة ) ، ولفت إلى أنّ : (الرسالة الروسيّة الحادّة كالموس التي وصلت لتل أبيب عبر قائد ساح الجوّ ، هي رسالة سياسيّة واضحة ، ولا تحمل أيّ تأويلاتٍ: الروس لا يُريدون ولا يرغبون بمُواصلة سلاح الجوّ الإسرائيليّ بالتحليق فوق الأراضي السوريّة وتوجيه الضربات العسكريّة لمواقع تزعم أنّها عسكريّة، أوْ على الأقّل لا ترغب موسكو في السماح لإسرائيل بأنْ تُواصِل الطيران بحريّةٍ في الأجواء السوريّة، كما كان قبل ذلك ، وأبلغت موسكو تل أبيب بصورةٍ واضحةٍ بأنّ حادثة إسقاط الطائرة الروسيّة هي بمثابة فرصة لا تُعوّض من أجل تغيير التفاهمات التي كانت سارية المفعول بين إسرائيل وروسيا ) ، وقالت المصادر الصهيونية لفيشمان، إنّ : ( الموقف الروسيّ الواضح يضع إسرائيل أمام مُعضلةٍ دراماتيكيّةٍ فيما يتعلّق بخطر الأزمة بين البلدين، وأنّ حلّ الأزمة بين الدولتين لا يبدو في الأفق بتاتًا، والوضع الجديد الذي نشأ بعد إسقاط الطائرة وتحميل الروس إسرائيل المسؤولية عن إسقاط الطائرة يضع الدولة العبريّة أمام تحدٍّ جديدٍ لم يظهر في السابق، فمن ناحيةٍ، إسرائيل لن تُوقِف مساعيها العسكريّة من أجل منع إيران من تزويد حزب الله بصواريخ دقيقةٍ، مُتقدّمةٍ ومُتطورّةٍ، ومن الناحية الأخرى، باتت تل أبيب تعرف أنّ روسيا تقف لها بالمرصاد، وبالتالي، تُعوّل إسرائيل على عامِل الزمن في أنْ يؤدّي إلى حلّ الأزمة العميقة بينها وبين روسيا).

ـــ التعاون الأمني والعسكري بين العدو وأذربيجان :

كشف موقع ( إسرائيل ديفنس ) يوم الإثنين 17/9/2018 ،أنَّ : ( إسرائيل تدعم أذربيجان في حربها ضد أرمينيا ، وقد اتفق وزير الجيش الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان في زيارته الأخيرة لأذربيجان مع نظيره الأذربيجاني على تعزيز التعاون الأمني والعسكرية بين الدولتين ) ، وأضاف الموقع الصهيوني : ( أعرب ليبرمان خلال لقائه مع وزير الدفاع الأذربيجاني عن دعم اسرائيل لأذربيجان في حربها ضد أرمينيا ، التي وصفها بأنها دولة معتدية وتدعم الإرهاب وتشكل تهديداً على الاستقرار الاقليمي في المنطقة ) ، وأوضح الموقع : ( ناقش ليبرمان مع نظيره الأذربيجاني سبل تعزيز التعاون  الامني بين الدولتين ، مؤكداً بأن أذربيجان تعتبر من أكبر مستهلكي الصادرات العسكرية والأمنية الاسرائيلية).

ــ العلاقات الفلبينية الصهيونية ، وتطوير التعاون الأمني والعسكري بينهما :

ــــ تحظى العلاقات بين مانيلا وتل أبيب بتاريخٍ طويل من التنسيق والعمل المشترك، فمنذ تولي دوتيرتي منصبه عام 2016، توثقت العلاقات بين البلدين، وفي مناسبات عديدة، أعربت الفلبين عن تأييدها لسياسات نتنياهو بمختلف القضايا، وامتنعت عن التصويت على العديد من القرارات المثيرة للجدل في الأمم المتحدة ، وتمحورت بداية العلاقة بين البلدين حول موقفين مهمين للفلبين، يعكسان المواقف السياسية للقيادة الفلبينية في حينه، وترسّخ ذلك في الوعي الصهيوني والفلبيني معًا، أولهما: قرار الرئيس الفلبيني فتح أبواب الفلبين أمام اليهود في أثناء الحرب العالمية الثانية، في وقتٍ رفضت معظم دول العالم استقبال الفارين اليهود من المحرقة النازية "المزعومة "، وقد استضافت الفلبين في حينه نحو 1300 يهودي قادم من أوروبا.أما الموقف الثاني، فهو تصويت الفلبين لصالح قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181، عام 1947، الذي مهَّدَّ الطريق أمام إقامة الدولة العبرية والاعتراف الأممي بها، وكانت الفببين ، هي الدولة الوحيدة في جنوب شرق آسيا التي تدعم هذا القرار وقتها. وشكّلَّ هذان الموقفان، إشارات أولية للتوجهات الفلبينية تجاه إقامة علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني، وربما عكس أيضًا مكانة اليهود بالنسبة للرئيس الفلبيني في حينه، مما رسّخ لدى الصهاينة شعورًا قويًا بأنَّ الفلبين من الممكن أن تكون قاعدة انطلاق تجاه دول جنوب شرق آسيا.وكانت ( جماعة ضد الافتراء ADL) ، قد أجرت بحثاً كشفت فيه ، أنَّ : ( الفلبين تُعتبر إحدى الدول القليلة التي يُعتبر فيها العداء للسامية شبه معدوم ) .وفي تشرين أول / أكتوبر 2017، هاتف نتنياهو دوتيرتي ، في إطار جهوده لحشد الدعم ضد قرار منظمة اليونسكو التي اعتبرت القدس مدينة مُحتلة، وامتنعت الفلبين عن التصويت بالجمعية العامة للأمم المتحدة ، على رفض نقل الولايات المتحدة سفارتها إلى القدس، الإجراء الذي صوتت لصالحه أكثر من 120 دولةً ، ووصل مساء يوم الأحد02/09/2018  الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي، إلى الكيان الصهيوني ، في زيارة رسمية هي الأولى ، التي يقوم بها رئيس فلبيني إلى الدولة العبرية ، منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينها وبين الفلبين عام 1957، ووصل دوتيرتي على رأس وفد من 400 شخص، من ضمنهم وزير الدفاع ،وسبعة وزراء آخرين ، و 150 رجل أعمال ، واستمرت أربعة أيام قبل أن ينتقل لزيارة الأردن، واجتمع مع بنيامين نتنياهو، ثم بالرئيس الصهيوني رؤوفين ريفلين ، وزار متحف ( تخليد ذكرى المحرقة "المزعومة" / ياد فاشيم) في القدس المحتلة، وشارك في مراسم افتتاح  (نصب تذكاري لإنقاذ اليهود خلال أحداث المحرقة "المزعومة") ، ولم تكن هذه الأنشطة العلنية هي البرنامج الحقيقي للزيارة ، والتي جاءت في سياق ترتيب العلاقات وصياغة التحالفات العسكرية والأمنية والاستراتيجية بين الفلبين والكيان الصهيوني ، وكان من بين أحد الأهداف السرية للزيارة ، مشاركة الرئيس الفلبيني في معارض للأسلحة والمعدات العسكرية الصهيونية الحديثة والأكثر تطورًا بإشراف وزارة الحرب الصهيونية، من أجل عقد عدة صفقات لشراء الأسلحة والمعدات العسكرية والأمنية الصهيونية، وخصوصاً أنَّ الكيان الصهيوني هو المصدر الرئيس المزوِّد للأسلحة للفليبين ، ويحرص دائماً كيان الاحتلال الصهيوني على اخفاء طبيعة ونطاق صادراته العسكرية إلى العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم، وقد كشفت المواقع الرسمية ، وصفحات التواصل الاجتماعي في الفلبين عن العديد من صفقات الأسلحة التي أُبرِمَت مع العدو الصهيوني ، وقد أعدت السفارة الفلبينية لدى الكيان الصهيوني جدولاً مستقلاً لوفد من كبار الضباط المتقاعدين من الجيش والشرطة الذين رافقوا الرئيس الفلبيني في زيارته ، من أجل معاينة آخر الصناعات والتطورات في المعدات العسكرية والأمنية الصهيونية . وتم التوقيع خلال الزيارة على ( اتفاقية لتحسين ظروف العاملين الفلبينيين في مجال التمريض ) في الكيان الصهيوني ، والبالغ عددهم 30 ألف عامل، وبحث الرئيس الفلبيني إمكانية إنشاء خط طيران مباشر من العاصمة الفلبينية مانيلا إلى مطار اللد المحتل ، وكذلك تم التوقيع على رخصة للتنقيب عن النفط لصالح شركة (راتيو أويل إكسبلوريشن /Ratio Petroleum ) المملوكة للكيان الصهيوني ، وقالت صحيفة ( هآرتس ) الصهيونية الصادرة يوم الأحد02/09/2018 : ( فازت شركة "راتيو أويل" منذ ثلاث سنوات بحقوق التنقيب البحري عن النفط في مناقصة تابعة لوزارة الطاقة الفلبينية ، وانتظرت الشركة الإسرائيلية طيلة الأشهر الستة الماضية، توقيع الرئيس الفلبيني على اتفاق الامتياز، والذي تأخر، بسبب الإجراءات البيروقراطية بالإضافة إلى الانتقادات التي طاولت سياسة منح التصاريح التي اعتمدتها حكومة دوتيرتي ، بما في ذلك التساهيل الضريبية الممنوحة) ، وأكدت الصحيفة العبرية ، أنَّ : ( كبار مسؤولي الشركة طلبوا المساعدة من وزارة الخارجية الإسرائيلية ، بالضغط الرئيس الفلبيني دوتيرتي للتوقيع خلال زيارته) ، وتمتلك "راتيو" 15% من حصص حقل "ليفياتان" لإنتاج الغاز الطبيعي في البحرالأبيض المتوسط ، في وقتٍ ذكرت وسائل الإعلام الفلبينية أن منطقة الاستكشاف بالفلبين تحمل إمكانات كبيرة من النفط . ونقلت صحيفة ( معاريف) الصهيونية ، الصادرة يوم الإثنين17/09/2018 ، عن وكالة الأنباء الفلبينية ، نية شركة (سيلفر شادو) الصهيونية، المتخصصة في صناعة الأسلحة ، لـــ :( افتتاح مصنع للأسلحة بالفلبين باستثمار يصل إلى نحو 15مليون دولار ، على أن يوفر المصنع 160 فرصة عمل محلية فور تشغيله مطلع العام المقبل ) ، وقالت الصحيفة، أنَّ : ( الشركة الإسرائيلية المتخصصة في تطوير وتصنيع الأسلحة الخفيفة والتي طورت أيضا بندقية من طراز "هجلبوع"، ستستثمر بمصنع للأسلحة بالفلبين ، بعد إبرام اتفاق بهذا الخصوص مع شركة أسلحة محلية، حيث من المتوقع تدشين المصنع مطلع العام المقبل ، وسيوفر فرصة عمل لحوالي 160 شخصا) ، وأكدت الصحيفة العبرية  ، أنَّ : ( رئيس مجلس إدارة شركة "سيلفر شادو" الإسرائيلية، عاموس غولان، وقع أتفاق مبدئي بهذا الشأن مع رئيس مجلس إدارة شركة "رايو لومينار" الفلبينية، أوغستو غاماشو، ومن المتوقع استكمال الاتفاق خلال شهر أيلول/سبتمبر الجاري ، وكانت الاتصالات للتعاون العسكري بين الشركتين وافتتاح المصنع الإسرائيلي في الفلبين، أجريت قبل زيارة دوتيرتي للبلاد ) ، وأضافت (معاريف)  : ( شكلت الزيارة ركيزةً أساسية إضافية في العلاقة الأمنية المزدهرة بين الفلبين وإسرائيل، بعد توقيع أكثر من 20 اتفاقية بقيمة 83 مليون دولار خلال الزيارة) ، وعارضت الزيارة ( المجموعة الحقوقية ، التي يرأسها المحامي الصهيوني إيتاي ماك ) ، من منطلق : (الاعتراض على بيع الأسلحة الإسرائيلية للفلبين، لأنها تستخدم في الحملة الدامية لتصفية تجار المخدرات) ، وكتبت المجموعة تقول : (بالتأكيد ليس هناك مكان لقاتلٍ ، وشخص يدعم الاغتصاب ، ويطلق النار على النساء في أعضائهن التناسلية ، ويفجر المدارس كي يلتقي رئيس إسرائيل).وقال الرئيس الفلبيني في تصريحات للإعلام الصهيوني ، خلال الزيارة إنَّه : ( أمر المسؤولين الأمنيين في بلاده بشراء أسلحة من إسرائيل فقط، لأنها لا تفرض قيوداً على استخدام الأسلحة ) ، وفضلَّت الحكومة الصهيونية ألاَّ يكون معظم برنامج الزيارة متاح لوسائل الإعلام، كإجراء وقائي تحسبًا لأي زلات قد يتفوه بها رئيس الفلبين ، والذي برر زيارته لـلكيان الصهيوني ، بأنَّها : ( تهدف للاطمئنان على الرعايا الموجودين فيها فقط، حيث يعيش ويعمل بها نحو 76 ألف مواطن فلبيني ، وأيضًا تحسين ظروف الفلبينيين العاملين بمجال التمريض) ، وكان من المثير للاهتمام عبور طائرة الرئيس الفلبيني الأجواء السعودية مباشرةً نحو فلسطين المحتلة، ونقل إيتمار آيخنر مراسل الشؤون السياسية في صحيفة (يديعوت أحرونوت ) العبرية ، عن مصادر حكومية صهيونية رفيعة ، أنَّ : ( الطائرة الرئاسية الفلبينية مرت مباشرةً فوق الأجواء السعوديّة نحو فلسطين المحتلة ، وهذا الأمر لم يأتِ من فراغ، بل كان منسقًا مسبقًا، وحصلت تل أبيب ومانيلا على موافقة رسمية من السلطات الرسمية السعودية ، وقدعبَّرت المصادر الصهيونية المسؤولة عن سعادتها بهذه الخطوة السعودية ) .

ومن المعروف عن الرئيس الفلبيني الديكتاتور ، أنَّه منذ وصوله للسلطة، كان منفتحًا للغاية في ميله إلى السلاح الصهيوني، بعد قوله علنًا عام 2016: ( لا نحتاج إلى طائرات مقاتلة أمريكية أو غواصات، في مسألة السلاح، قلت، لا تشترِ من أي شخص إلا من إسرائيل) ، وقد حرص من خلال هذه الزيارة على تحسين وتطوير التعاون الأمني والعسكري والاستراتيجي مع الكيان الصهيوني ، خاصة بعد تدهور علاقات الفلبين مع الولايات المتحدة ، وبرزت الفلبين كشريك جديد مهم بالنسبة لـلدولة العبرية ، حيث باعت للفلبين ثلاثة أنظمة رادار و100 عربة مدرعة، في صفقة بلغت قيمتها (21 مليون دولار)، واعتمدت مانيلا على الأسلحةً الصهيونية ، مثل بنادق ومسدسات (جليل "Galil") ، كسلاح رئيس لأكثر من 120 ألف شرطي ورجل أمن، يتولون المعركة ضد تجارة المخدرات والجرائم الأخرى ، وسعى الرئيس الفلبيني لإتمام صفقة طائرات، ووفقًا لبيانات حكومة العدو، فقد : ( بلغت قيمة الصادرات للفلبين 143 مليون دولار لعام 2017) ، وقالت صحيفة (تايمز أوف إسرائيل) الصهيونية ، إنَّ :( الفلبين ظهرت كعميلٍ جديدٍ مهم للأسلحة الإسرائيلية في 2017، وتوقعت إبرام صفقاتٍ أكبر بكثير، في وقتٍ تخطط مانيلا لإصلاحاتٍ بمليارات الدولارات لقواتها المسلحة) ، وأعدت سفارة الفلبين في تل أبيب ، جدولاً مستقلاً لوفد من كبار الضباط المتقاعدين من الجيش والشرطة الذين انضموا إلى الرئيس الفلبيني في زيارته ، لمعاينة آخر التطورات في المعدات العسكرية الصهيونية، وزيارة بعض القواعد العسكرية الصهيونية.وفي الجانب الأكثر أهمية من صفقات السلاح بالنسبة للكيان الصهيوني ، حرصت الدولة العبرية على استغلال زيارة الرئيس الفلبيني لتنتزع منه : ( اعترافًا فلبينيًا بالقدس كعاصمة لها) ، حيث بعث دوتيرتي برسالة إلى حكومة العدو، في شهر ديسمبر/كانون الأول 2017 الماضي، أكدَّ فيها ، أنه : ( معني بنقل السفارة الفلبينية إلى القدس ) ، وترددت أنباء سبقت الزيارة ، قالت إنَّه : ( ينوي إعلان نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس) ، وأنَّ : ( هناك آمالًا بأن يخرج الرئيس الفلبيني بمفاجأة ، ويعلن نقل سفارة بلاده إلى القدس ) ، ولكن الرئيس الفلبيني تراجع عن وعده لقادة العدو بنقل سفارة بلاده من تل أبيب المحتلة، إلى القدس المحتلة، والاعتراف بها عاصمةً أبديةً موحدةً للكيان الصهيوني ، خشيةً من ردود الفعل الفلسطينية والعربية والإسلامية الغاضبة نحو الفلبين.

ـــ الخلاصة :

من الواضح أنَّ العدو الصهيوني يعطي الأولوية لتحصين جبهته الداخلية ، وتعزيز قدراته العسكرية واللوجيستية والأمنية والتكنولوجية ، ومتابعة مايجري شمالاً في لبنان وسوريا وشرق العراق ، باعتبارها جبهة واحدة متصلة تشكل خطرأً مشتركاً متواصلاً ومستمراً ضده ، ولذلك فإنَّ جُل اهمتمامه ينصب على رصد مايحدث على امتداد هذه الجبهة الواسعة ، مع عدم إغماض العين عن تطورات الأضاع والأحداث في جبهة الجنوب في قطاع غزة ، بينما تبقى عيونه مفتحة على مدار الساعة لرصد أنفاس الفلسطينيين في القدس المحتلة والضفة الغربية ، مع الاستمرار في مصادرة وسرقة الأراضي والممتلكات الفلسطينية ، وتنفيذ أوسع عملية تهويد واستيطان منذ نشأة الكيان الصهيوني في القدس والضفة والداخل المحتل ، ومواصلة وضع العوائق والأفخاخ أمام أية احتمالات لإستئناف المفاوضات الفلسطينية ـــ الصهيونية ، وبالتالي منع إقامة دولة فلسطينية ، والسعي الحثيث نحو القضاء كلياً على حل الدولتين ، ومايحلم بتنفيذه ويسعى إليه العدو الصهيوني : التحضير لصناعة نكبة فلسطينية ثالثة ، تعتمد على  الطرد والتمييز العنصري والتهجير القسري للفلسطينيين من القدس المحتلة وضواحيها ، ومن العديد من الأماكن في الضفة الغربية المحتلة ، وهذا ما يؤسس له ( قانون القومية اليهودية ) ، الذي أقره الكنيست الصهيوني ... ولذلك فإنَّ الوجود الفلسطيني فوق أرض فلسطين التاريخية ، بات كله في خطرٍ شديد، والفلسطينييون جميعاً ــــ مهما كانت انتماءاتهم ، هم في عين العاصفة والخطر الشديد ، وفي قلب مؤامرة العدوان الصهيوني المستمر والمتواصل ضد الحقوق الفلسطينية ، فهل نفيق ، وننقذ أنفسنا وشعبنا وقضيتنا قبل فوات الآون ؟؟!!

ولكي تتم وتتحق هذه الإفاقة الفلسطينية ، فلابد من التجاوب الفوري دون أي تقاعس ، او تردد ، مع الجهود الجبارة المشكورة التي تقوم بها الشقيقة الكبرى مصر من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية ، والتي هي بحد ذاتها ستكون أحدأهم الانتصارات الفلسطينية المعاصرة في وجه مؤامرات العدو الصهيوني لمحاصرة وتصفية القضية الفلسطينية ، والمصالحة هي الممر الإجباري ، نحو إعادة توحيد النظام السياسي الفلسطيني ، ورفع الحصار الصهيوني الظالم عن قطاع غزة ، والنهوض بالوضع والمشروع الوطني الفلسطيني ،  فالوحدة وإنهاء الانقسام الفلسطيني البغيض ستفشل جميع مخططات العدو ، وستنهض بالحالة الفلسطينية والعربية ، وستعود فلسطين إلى مكانتها في عقول ووجدان وضمي الأمة : قضيتها المركزية.

اخر الأخبار