عروسُ البحر تَحكي

تابعنا على:   22:51 2018-07-15

د. عز الدين حسين أبو صفية

هاج البحر وماج
و تَصارَعَت فيه الأمواج
وخَرَجَت لشاطِئِه 
الأصداف والمحار
ذهب الناس لشاطئه 
فى الليل والنهار
يداعبون الموج الهائج
ليكشف لهم 
ما يُخبئ من أسرار
ألقت عاشقة ٌ 
محارةً في البحر
لتعرف ما تُخبئ 
لها الأمواج 
وما ستبوح به الأقدار
تلقفتها موجةٌ
ٱنتظرتها منذ خَلقِها 
تنهدت وقالت : آ آ ه
آ آ آ آ آهٍ 
يا موجةٍ
جئتُكِ لأعرف 
منك شيئ
عن حبيبي الغائب 
يومَ أن غَرِقَ قارِبَه
بينكِ وبين التَيار
فأخبريني ...
أقادمٌ هو ؟
أم غائبُ 
في متاهةِ الأعمارِ ؟
هو ليس بسبّاحٍ
ولا هو بَحار
جاءكِ تلكَ الليلة
لتقرأي له الأخبارَ
فأبحر بقاربِ حُبِهِ
وغادَرَ الديارَ
ولم يَعُد ...
لا عِلمٌ لي عَنه
ولا حلمٌ
ولا أخبار
شاهدتُ صورته 
في المحارِ
باللهِ يا موجة 
ردي إليَّ المَحارَ
أو إقرأي لى عنه
أيّ شئ
ولا تتركيني
بحيرةِ المِحتارُ ...

*******
هاجَت الموجةُ 
وتلاطَمت
وبضحكَتِها أفزَعَت 
كل الأمواج 
فتلألأت في الأعماقِ
كل الأصداف والمحار
هبت عاصفة الشوق
واستلقىٰ جسدي
على رمال الشاطئ
تُخاطبه محارةَ الحُبِ 
وتقول لي :
لا تقلقي 
فمعشوقكِ يا بُنيتي
صارَ معه ما صارَ
أنقذتَهُ أنا ... وخَبَأتَهُ بعيداً 
عن الامواج والأصداف 
وعن المحار
من انتِ ؟
أنا الصدفةُ التي 
في البحرِ
ألقيتِها
بعد أن هَمَستِ لها
أن تقرأ لكِ حظكِ
وأخبار حبيبك الغائب 
في عمق البحرِ
ومالك يا صَدَفةُ 
أصبحتِ 
غير الصَدَفَةِ !!
وقد تغير شكلك !ِ ؟
قالت :
أنا عروسُ البحر
أعرفُُ سِرَهُ وجَهرَه
ومن أين جئتِ ؟
جِئتُ من جزيرة الحُب 
في أعماقِ البحرِ
حَفِظتُ فيها حبيبُكِ
وخبأتُ سِرَه
فانتظري هُنا
فَمَع غروبِ الشمس
سيأتيكِ 
ليقبل جيدك 
شوقاً
ويزينه بالمَحارِ

اخر الأخبار