المصالحة فى بيت عزاء ,,,

تابعنا على:   23:43 2014-04-24

ياسر خالد

المصالحة الحقيقية التى تنبنى على اسس واضحة قابلة للحياة , لا المصالحة التى يقوم بها مأزومون مستقبلهم السياسي مهدد بالضياع , للعودة الى المشهد السياسي بثوب جديد مزركش مبنى الغش و الضغينة و الاحقاد الدفينة , انها استراتيجة الاستيلاء والاطماع التى فى عقولهم ,,

عندما قسم الوطن و فتت الشعب قام كل طرف باغتصاب ضحيته بطريقته الخاصه , و غذى عناصره و اتباعه على رفض و تخوين الاخر فبات الشعب مجزأ تسوده ثقافة الكراهية و الغل على الاخر , و الارض اصبحت مرتعا للمستوطنين يستولون عليها دون اعتبار لاحد ,,,

الجميع استحق العلامة الكاملة فى فشله فى ادارة منطقته و ما تحت نفوذه و سيطرته و حين اصبح غير قادر على مواصلة الطريق قرر القبول بان يدخل فى استراحة و التقاط الانفاس ليخفف الضغط عليه ,,

فحماس عزلت عن العالم و لم تعد قادرة على القيام بمهامها من توفير ابسط مستلزمات الحياة للمواطنين بمن فيهم اتباعها , و اغلاق المعبر و تدمير الانفاق كان ضرره جسيم و حول الحياة فى غزة الى جحيم , و رفض مصر للتعامل مع اى فرد ينتمى الى حركة حماس الا بعد تنفيذ شروط مصرية ليس بمقدور حماس تنفيذها لانها تتعلق بايدولوجية و ثقافة الحركة و كافة المحاولات التى قام بها السيد ابو مرزوق من تصريحات و مواقف ما هى الا محاولة لرأب الصدع بأت بالفشل لاصرار المصريين على شروطهم ,,, كما و ان اعلانهم المتكرربانهم حركة مقاومة لم يعد ينطلى على احد فهى حركة تريد الحكم .

اما حركة فتح ممثلة برئيسها و لجنتها المركزية فحالها يدمى القلوب فهى فشلت فى كل مناحى الحياة و عجزت عن تقديم خدمة مقنعة للمواطنين , مع صدمة الناس و هى ترى بام اعينها التهاما للارض و مستوطنات تبنى و قدس تهود و يطرد ساكنيها العرب و هى لا تحرك ساكنا , بل و عاندت الجميع و ذهبت للمفاوضات عارية من اى دعم او حتى من رضى الساكتين ارضاءا للامريكان و الاسرائليين فما كان الا ان تضاعف المستوطنات و تزايد اعداد المستوطنين الى اكثر من خمسة اضعاف خلال فترة حكم الرئيس و تنشط اسرائيل بعزل مدن الضفة الغربية عن بعضها فباتت الضفة الغربية تشبة الكانتونات او فى طريقها الى ذلك و خروج المسلحين فى شوارع و ازقة نابلس و جنين تنذر بالخطر و تضع العديد من علامات الاستفهام حول استمرار السلطة و هذا ارهق المسئولين و القادة قبل المواطنين لتنتهى المدة المحددة مسبقا للمفاوضات دون تحقيق نتائج تغرى احد بالموافقة او حتى السكوت على تمريرها فالكل بات مطعون فى شرفه الوطنى ان لم يكن مشكوك فى انتمائه جراء هذا الصمت على المفاوضات ,,

و لان الرئيس فاقد للشرعية بل و منتهى الصلاحية و مع ذلك فهو المالك لكافة خيوط اللعبة و تتجمع لدية كافة المعلومات عبر كافة مندوبينه , بات يستشعر الخطر على نفسه فقرر ان يجس نبض من هم حوله و شجع زبانيته على ابلاغة بادق التفاصيل بداية بانه يريد من فتح ان تبحث عن خيار اخر غيره فهو عازف عن الحكم و لن يرشح نفسه فى اى انتخابات قادمة لتبدأ بورصة الاشاعات تشتعل والتى كان مصدرها مكتب الرئيس بان الرئيس يسعى لتسويق د. صائب عريقات كبديل ثم د.محمد اشتية ,,, فقامت عليهم الدنيا و لم تقعد , فتعميق الانقسام كان وراءه مستفيدين ,, ثم قام بتعديل الاشاعة الى اختراع تعيين نائب للرئيس و ما هى الا لعبة اخرى , ليكتشف بعدها ان كل من حوله طامعين كارهين له و لاسلوبه فقام بالقاء خطاب العار اتهم فيه الجميع ,,

و بدأت مرحلة اخرى لتوريطه ممن كان يعتقد بانهم رجاله فالمنصب القادم على درجة عالية من الاغراء تفرض على الجميع استخدام كافة الطرق من اجل نيل او حتى المنافسة على هذين المنصبين ,,فسوقوا له الرجوع لمنظمة التحرير باعتبارها المرجعية العليا للسلطة و الدعوه عبر الاجتماع المركزى لتجديد الشرعيات المتهالكة و المنتهية و الدعوة لانتخابات عامة تشريعية و رئاسية حتى لو تمت فى الضفة , ليكتشف انه ليس المرشح المفضل بين الناس فهناك تنظيم مشرذم و موظفين ساخطين و امانى ناس باتت سراب بعدما قفز عليها الفقر و استوطنها المرض ,,, و حتى و ان فاز بالرئاسة فلن يحقق برلمانا مغيب يمنحه الثقة المطلقة , فرئيسنا متسلط و لا يعمل ضمن فريق و يرفض المشاركة السياسية و ينتقم اشد الانتفام ممن يخالفه الرأى ,,

اذا لا طريق الا المصالحة ,التى سوف تشرعن له سرقة مدة زمنية للحكم , و اشغال الناس بان ورائهم قيادة لم تكن يوما ضد رغباتهم فهى تنازلت من اجلهم لتوفير مستقبل افضل لهم و لابناءهم , برغم ان اتفاق المصالحة عبارة عن برميل من البارود , مع حرارة الطقس فى هذه الايام و التى هلت علينا قبل اوانها كفيلة باشعاله و تفجيره دون تدخل من احد,,,,

و لعل قادم الايام يهزمنى و تتحقق المصالحة ,,,,

اخر الأخبار