الأحمد وصحبه قادمون

تابعنا على:   00:34 2014-04-21

محمد نجيب الشرافي

تراوحت تعليقات من تعرضوا لزيارة الوفد الذي شكله الرئيس إلى غزة بين اعتبارها فرصة ذهبية وفرصة أخيرة لتحقيق المصالحة وتحويل الاتفاقات من حبر على ورق وطموح وامنيات الى واقع ملموس ومعاش.

أيا ما كان الأمر, وبغض النظر عن تصريحات استباقية استهلاكية فان هذه الزيارة تحديدا تمهد لنزول آمن لحماس عن شجرة العناد والاعتقاد أنهم قادرون على \\\"الصمود\\\" في حكم غزة سنوات طويلة.

المراقبون للشأن الفلسطيني يحذرون من أن غياب نتائج عملية ايجابية عن لقاء الفصائل مع حماس سيكون له انعكاسات غير مسبوقة وتحديدا على غزة بكل ما فيها. ذلك لأننا نعيش اسبوعا حاسما قبل أن يقرر المجلس المركزي مصير السلطة الوطنية ووجهة البوصلة في التعامل مع الاحتلال.

يقول هؤلاء ان قادة الحركتين (فتح وحماس) تحاورا في رحاب الكعبة المشرفة ولم يتغير شيئ. كان أحدهما يريد أن يوقع لا ليفاوض, فيما الثاني يريد أن يفاوض لا أن يوقع. وما كان زمن الدوحة والقاهرة من محادثات أدت الى توقيع الاتفاق بين فتح وحماس لم يعد موجودا. وما كان متوقعا أو ممكنا اجراؤه من انتخابات في أهم مناطق الشتات اصبح متعذرا فيما الفلسطينيون يبحثون عن مكان آمن من قتل عشوائي ومتعمد وتدمير لاماكن تواجدهم.

الأحمد وفريقه يدرك اليوم أن خلافا على وضوح, خير من اتفاق على غموض. يريد اختصار طريق المحادثات مع حماس: إما أن تكون تحت المظلة الشرعية الفلسطينية أو أن تظل تحت مظلة جماعة الاخوان.

اسرائيل تفرك يديها وتبذل كل ما في وسعها لسلخ غزة عن واقعها, ولتكن في غزة امارة أو مملكة أو جمهورية. عاش أهلها أو ماتوا غرقا في البحر أو الظلم والقهر لا فرق.

تعتقد حماس أن السلطة في مأزق بسبب فشل المفاوضات وأن بإمكانها فرض شروطها للمصالحة والمحافظة على حصتها في (كعكة) السلطة, فيما تدرك السلطة بفصائلها المتعددة أن حماس تعيش مأزقا وأزمة لم يسبق لها مثيلا منذ نشأة حكومتها وأن المخرج الوحيد يتمثل في انهاء الانقسام كشرط لتوفير أهم عوامل القوة الوطنية القادرة على مجابهة التصعيد السياسي والعسكري لحكومة نتنياهو واختصار عمر الاحتلال.

وتدرك حماس أن اخوانهم في مصر تمت شيطنتهم وبالتالي استحالة عودتهم إلى الحكم أو حتى المشاركة السياسية فيه وأن شيطنتها هي الأخرى تعني أن الحصانة المعنوية والاخلاقية والسياسية لها باعتبارها حركة فلسطينية مقاومة ستصبح محل طعن عربيا أيضا, وليس مصريا فقط. وبالتالي فان مصير هذه الحركة مرتبط صعودا وهبوطا بالحركة الأم (جماعة الاخوان المسلمين), وأن عليها أن تتجاوز تسديد فواتير خطايا الاخوان. حينها لن يسأل أحد (من سيربح المليون؟).

ويدرك كل من له علاقة بالشأن الفلسطيني, أن غزة تعيش حصارا وبؤسا يستدعي تدخلا وطنيا. المواطنون في غزة معنيون بالمصالحة أكثر من إخوانهم في الضفة الغربية رغبة في إنهاء الحصار. يعرفون أن المصالحة لا تحرر شبرا لكنها قادرة على تحسين شروط المفاوضات مع الاحتلال واختصار عمره في المناطق المحتلة. لا يهم الناس كثيرا أكان الوفد خمسة أشخاص أم خمسين. ما يهمهم هو نتائجها: عيش كريم وحرية. ومن يتجاهل تلك الحقائق يكون كمن يقف في منطقة لا يصلها ارسال الهاتف النقال.

 

رئيس سابق لوكالة الأنباء \\\"وفا\\\"

اخر الأخبار