لهذه الأسباب ستفشل المصالحة الوطنية

تابعنا على:   16:39 2014-04-19

د. وليد خالد القدوة

المصالحة الوطنية وإنهاء ملف الانقسام بين شطري الوطن أصبح حُلم يراود الفلسطينيين بسبب المعاناة والظلم والقهر والاضطهاد والفقر والجوع والحرمان والبطالة التي تعاني منها الأغلبية الساحقة من أبناء شعبنا الفلسطيني .

بكل أسف السلوك البشري والإنساني في كل دول العالم تحكمه المصالح الشخصية والحزبية الضيقة .... فهناك مسئولون لديهم الاستعداد الكامل لتدمير كل مقومات الدولة وحاضرها ومستقبلها وخلق معاناة لشعوب بأكملها من اجل البقاء في كرسي الحكم .

نحن الفلسطينيون كان لنا دور بارز في تدمير جزء كبير من تاريخنا النضالي ، وإضعاف الروح المعنوية لدى قطاعات كبيرة من أبناء شعبنا من اجل البقاء في سلطة وهمية تعيش على فتات العالم ... وخير دليل على ذلك الانقسام بين شطري الوطن وعدم انجاز ملف المصالحة الوطنية منذ سبع سنوات .

وأنا هنا أريد أن أوضح بعض الأسباب الهامة والإستراتيجية التي ستؤدي إلى فشل ملف المصالحة الوطنية ..

أولاً : عدم وجود ضغط جماهيري قوي ومؤثر على حركتي فتح وحماس لانجاز ملف المصالحة الوطنية .

ثانياً : وجود العديد من الأنظمة العربية والإسلامية التي لا ترغب في انجاز ملف المصالحة الوطنية الفلسطينية للتهرب من مسؤولياتها التاريخية تجاه القضية الفلسطينية ، وعدم تقديم الدعم السياسي والاقتصادي لدعم صمود الشعب الفلسطيني.

ثالثاً : استمرار الانقسام مصلحة إسرائيلية تهدف من وراءه إلى كسب المزيد من الوقت وفرض واقع صعب على الأرض الفلسطينية .... إضافة إلى استمرار حالة اللا سلام واللا حرب واللا مقاومة ... فحركة فتح غير قادرة على الاستمرار في المفاوضات مع إسرائيل في ظل الهيمنة الإسرائيلية والانقسام الفلسطيني ، وحركة حماس لا ترغب بالدخول في مواجهات عسكرية جديدة مع الكيان الصهيوني بسبب الضغوط الاقتصادية والنفسية والاجتماعية التي يعاني منها شعبنا في محافظات غزة.

رابعاً : وجود مصالح شخصية ضيقة لمجموعة من المنتفعين والمتسلقين والانتهازيين الذين لا يرغبون في إنهاء ملف المصالحة الوطنية ، لأنه سيمس مصالحهم وامتيازاتهم ومشاريعهم الخاصة الناتجة عن الانقسام .

خامساً : وجود قناعات شخصية لدى بعض القيادات الفلسطينية في حركتي فتح وحماس بان الطرف الأخر اقتربت نهايته .... حيث توجد قيادات في فتح تراهن على قرب انهيار حماس في غزة ، كما توجد قيادات في حماس تراهن على قرب انهيار السلطة في رام الله ، وفي النهاية الشعب الفلسطيني يدفع ثمن هذه القناعات الوهمية التي قد تستمر سنوات طويلة .

أتمنى من الله العلى القدير أن تتم المصالحة الوطنية بين حركتي فتح وحماس بالمحبة والود والتوافق والاحترام المتبادل بعيداً عن الاتهامات المتبادلة عبر وسائل الإعلام من اجل إنهاء هذه الصفحة المظلمة في حياه الشعب الفلسطيني .

اخر الأخبار