ربيع بوتفليقة وخريف أميركا

تابعنا على:   12:14 2014-04-19

سميح صعب

عندما زار وزير الخارجية الاميركي الجزائر قبل أيام ليبارك اعادة انتخاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية رابعة على رغم وضعه الصحي المعروف، بدا ان ادارة الرئيس الاميركي باراك أوباما قد قررت ان تقفل ملف ما سمي \\\"الربيع العربي\\\" وتدعو الى تداول السلطة في الشرق الاوسط. وبذلك يكون الرؤساء السابقون زين العابدين بن علي وحسني مبارك ومعمر القذافي وعلي عبدالله صالح قد سقطوا في غفلة من زمن استثنائي في تاريخ المنطقة.
هل هي الخيبات التي أصابت أميركا في الاعوام الاخيرة ما يحملها على التخلي عن الاصرار على المطالبة بالتغيير والاصلاح السياسي في العالم العربي؟ أم ان واشنطن قررت ان تنتهج نهجاً آخر بسبب حصاد السنوات الاخيرة.
وليست سوريا وأوكرانيا وحدهما عنوان التعثر في السياسة الاميركية. من العراق انسحبت الولايات المتحدة قبل ثلاثة اعوام من غير ان تتمكن من الاتفاق مع الحكومة العراقية على ابقاء جنود أميركيين على الاراضي العراقية لرفض رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي منحهم حصانة من المثول امام المحاكم العراقية. وفي أفغانستان ليس مضموناً ان يلاقي الاتفاق الامني مع الرئيس الافغاني المقبل حظاً أفضل مما لاقاه مع الرئيس المنتهية ولايته حميد كرزاي.
واذا كانت سنوات \\\"الربيع العربي\\\" تحسب في خانة النجاحات للسياسة الاميركية، فإن الواقع يقول العكس. فليبيا التي \\\"حررها\\\" حلف شمال الاطلسي من القذافي تعتبر اليوم بلداً غير صالح للسكن نظراً الى الفوضى الامنية والسياسية التي تسود البلاد من العاصمة الى الاطراف في ظل دعوات الى الفيديرالية والتقسيم على أساس قبلي ومناطقي. وبات تمكن ناقلة نفط من شحن حمولتها والابحار الى وجهتها بمثابة قصة نجاح.
ولا يبدو ان النموذج اليمني أفضل حالاً على رغم اقرار الفيديرالية رسمياً والاتجاه الى حكم الاقاليم، بينما حرب الاستنزاف التي تشنها \\\"القاعدة\\\" لتدمير الدولة المركزية لا تظهر علامات على التراجع، ولا يزال الجنوبيون غير مقتنعين بأن الفيديرالية يمكن ان توصلهم الى حقوقهم.
وفي مصر، ليست واشنطن متاكدة من اتجاهات الريح بعد ان يصير المشير عبد الفتاح السيسي رئيساً في انتخابات ايار المقبل. ولا تنظر الولايات المتحدة بارتياح الى اعادة بث الروح في العلاقات المصرية – الروسية.
وفي الخليج، لم تتمكن أميركا من اقناع حلفائها في المنطقة بجدوى المضي نحو اتفاق تاريخي مع ايران يضمن لطهران ان تصير دولة نووية بلا قنبلة ويعترف لها تالياً بنفوذ واسع في هذه المنطقة.
وكما اعتادت أميركا الانفلاش بعد انهيار جدار برلين، قد يكون عليها الآن تدريب النفس على سنوات الانكفاء.

عن النهار اللبنانية

اخر الأخبار