من الجزائر(أحمد بن بللا)

تابعنا على:   03:00 2014-04-18

تيسير ابوبكر

تمر هذه الأيام الذكرى الثانية لرحيل الثائر العربي أحمد بن بللا الرئيس الأسبق للجزائر،فقد كان أحمد بن بللا من أبرز قادة الحركة الوطنية الجزائرية،حيث انخرط في صفوف حزب الشعب الجزائري وبرز مناضلا سياسيا عنيدا في مواجهة الاستعمار الفرنسي وتقدم الصفوف ليكون واحدا من اهم قادته الثوريين،قبل ان تتشكل حركة انتصار الحريات الحريات الديمقراطية،والتي مارست كافة اشكال النضال السياسي ضد الاستعمار،وفي نفس الوقت ترأس المنظمة السرية،التى نفذت عمليات نوعية ضد الفرنسيين،هذه المنظمة التي ضمت خيرة الشخصيات الثورية الجزائرية(محمد بلوزداد،حسين آيت أحمد،مصطفى بن بولعيد،ديدوش مراد،العربي بن مهيدي،محمد بوضياف)،وأحمد بن بللا أحد القادة الثوريين التسعة الذين فجروا ثورة أول نوفمبر1954،واحمد بن بللا هو أول من اعلن للعالم بداية الثورة على المستعمر الفرنسي عبر اذاعة القاهرة،وكان أول رئيس حكومة للجزائر المستقلة في سبتمبر1962 قبل ان ينتخب رئيسا للجمهورية في سبتمبر عام 1963.

في لقاء جمعني الى جانب الشهيد القائد ابوالعباس مع الرئيس الجزائري الأسبق احمد بن بللا في منزله بالجزائر بعد عودته من المنفى،في صيف عام 1992 ،احمد بن بللا هده القامة العربية الشامخة ،احمد بن بللا احد ابرز رموز الثورة الجزائرية العظيمة والتي كانت من اهم ثورات القرن العشرين في العالم و قدمت فداء للجزائر مليون ونصف المليون شهيد من ابناء الشعب الجزائري البطل من اجل دحر المستعمر الفرنسي، احمد بن بللا رفيق درب جمال عبد الناصر والذي كان مؤمنا بالعروبة حتى النخاع ما يفسر درجة الثقة والعلاقة اللافتة مع الزعيم الخالد عبدالناصر، احمد بن بللا الرجل الدي اجمعت عليه افريقيا واحدا من اهم حكماءها الى جانب نلسون مانديللا،في تلك الحقبة التي التقينا بها كانت قد بدأت احداث الجزائر الدامية تأخد مجراها ويلوح في الافق مستقبل دموي زاهر برائحة القتل والموت للأبرياء ، بعد ان انهينا حديثنا عن القضية الفلسطينية وتطوراتها حيث كان شديد الشغف بسماع اخبارنا واسدى لنا الكثير من النصائح بحكم تجربته الثورية الغنية،سأله الشهيد ابوالعباس مستفسرا عن تصوره لاحوال ومستقبل الجزائر خاصة ان شرارة العنف قد بدأت في الجزائر،وان حركات اسلامية متنوعة التسميات والمسميات بدأت تتبنى قتل الشعب الجزائري مطالبة بتحقيق الديمقراطية بالجزائر،قال الرئيس احمد بن بللا بالحرف وقد فاجأني بجوابه لانه كان رجلا متدينا الى ابعد الحدود قال:يا اخوتي ان الشعب الجزائري شعب مسلم وقد ثار بمجمله ضد الاستعمار الفرنسي وطرده شر طردة ،انه بمجرد ان تطلق مسمى حزب اسلامي على شريحة من الشعب الجزائري فهدا يعني انك بدأت بتقسيم المجتمع ،عندما تقول بأن هذاا الحزب اسلامي يعني تلقائيا ان الآخرين من الشعب الجزائري ليس لهم علاقة بالدين الاسلامي ومن هنا نبدأ بتفجير مجتمعنا الجزائري ، هذه هي الفتنة بعينها وملامح العنف والارهاب التي نراها الآن لا تبشر خيرا للشعب الجزائري ليس من حق اي جزائري الادعاء بالاسلام لنفسه ونزعه عن الآخرين من ابناء جلدته ، سترون معي سوء الايام القادمة فيما لو استمرت تلك الحركات التي تدعي الاسلام كيف ستكون سببا في خراب ودمار الجزائر لقد صدق بن بللا فقد كانت رؤيته صائبة لأن الجزائر عاشت عشر سنوات دامية ذهب ضحيتها اكثر من مائتي الف قتيل،وبعد كل هذا الثمن الباهظ من دماء الشعب الجزائري انتهت الحركات التكفيرية الى فشل ما بعده فشل ،فقد انجزت المصالحة الوطنية بين ابناء الشعب الجزائري الواحد ، لكن لم مثل هذا الثمن ومن اجل من ؟رحم الله احمد بن بللا الثائر المقدام والقائد العربي الهمام هو من دق جرس الانذار مبكرا ،ليتنا نتعظ من بن بللا ،نتعظ من التاريخ، نتعظ من الدم الجاري بلا حساب ونضع سدا منيعا امام النهر الاحمر رأفة بشعوبنا وبأوطاننا ومستقبل اطفالنا.

اخر الأخبار