العالول: خروج الرئيس عن النص وإشارته لي لا تعني أني"خليفته"..ولا زلنا متمسكين بخيار "حل الدولتين"!

تابعنا على:   14:14 2018-01-21

أمد/ رام الله: أكد نائب رئيس حركة التحرر الوطني الفلسطيني "فتح" محمود العالول (أبو جهاد) أن السلطة الفلسطينية جادة في تطبيق قرارات المجلس المركزي حتى لو كلف ذلك انهيارها، معتبراً أن مصطلح "يخرب بيتك" جاء تعبيراً عن ألم وخذلان، وأنه ربما كان يفضل القول "يخرب بيتكم "لأن كل الإدارات الأمريكية المتعاقبة شاركت إسرائيل احتلال فلسطين.

وشدّد العالول في حوار مع صحيفة "القدس العربي" اللندنية على أن الخيار الوحيد المطروح هو "حلّ الدولتين" الذي "ترفضه إسرائيل ولا تقول ما هو تصوّرها"، وقال "اذا كانت تريد بقاء شعبنا تحت الاحتلال، فهذا خيار لم يعد ممكناً أبداً".

أما الموقف من دول عربية قد تؤيد "السلام الإقليمي" المطروح أمريكياً فلخّصه العالول بالقول: "نسعى إلى أن تكون لنا علاقات إيجابية مع الجميع، مع أمتنا العربية ومع العالم، ومن له موقف آخر حيال قضيتنا وحيال الأمة العربية نتركه لشعبه ولا نفتح معركة معه". وفي ما يلي نص الحوار:

■ دعنا نبدأ بما يتعلق بالشكل واللغة لا بالجوهر، هل فوجئ محمود العالول باستخدام الرئيس مصطلح "يخرب بيتك" في حديثه عن رئيس الولايات المتحدة؟

■ الرئيس في القسم الكبير من الخطابات يخرج عن النص كما حصل مع الخطاب الأخير. المصطلح يستخدم في عاداتنا وقصصنا في أحيان كثيرة، وهو تعبير عن الألم والخذلان من الأمريكيين

■ لو علمت مسبقاً هل كنت ستنصحه باستخدام هذا المصطلح؟

■ ربما كنت أنصحه باستخدام مصطلحات أخرى أشد من هذا. لا أعرف لماذا التركيز على المصطلح، هذا تعبير عن الشعور عن مدى الخذلان، وهو واضحٌ تماماً في هذا السياق. وقد اضطررنا في الآونة الأخيرة لاستعراض كل علاقتنا مع كل الإدارات الأمريكية المتعاقبة خلال السنوات الماضية وليس إدارة ترامب فحسب. وقد قيّمنا أنه لن يخرج منهم أبداً أي خير للشعب الفلسطيني وللأمة وهذا واضح تماما.

■هذا تقييمك أم تقييم القيادة الفلسطينية؟ هذا تقييم كل القيادة الفلسطينية. إذا استعرضت العلاقة مع كل الإدارات الأمريكية يظهر أنها لم تقدم أي شيء حقيقي للفلسطينيين، بل عملت على سحب البساط من تحت أقدامهم بممارسة الضغوط عليهم وتدعم عدوهم المحتل أراضيهم بكل ما تستطيع من قوة

■ أكان من الأفضل القول إذن "يخرب بيتكم" لكل الرؤساء الأمريكيين؟عم بالتأكيد، من الواضح أن خطوة ترامب الأخيرة بشأن القدس المحتلة جاءت مرتبطة بخطوات أخرى وليس بالقدس فحسب، كخطوته الخاصة التي بدأ يعمل عليها وترتبط بملف اللاجئين وملف وكالة غوث اللاجئين "أونروا". واضح تماماً أن الجانب الأمريكي يمارس شراكة مع الاحتلال الإسرائيلي في احتلال فلسطين. وقضية القدس كانت خطوة صارخة في عدوانها فأخرجت الناس عن طورهم

■ سقنا الأسئلة السابقة حول لغة الخطاب ومصطلحاته لأن إسرائيل وظفت المصطلح في دعايتها لإلقاء الكرة مجدداً في الملعب الفلسطيني فكيف تابعت وقيّمت ردود فعل إسرائيل على الخطاب وعلى التوصيف المذكور؟

■ الموضوع ليس ردود فعل إسرائيل على أجزاء من خطاب الرئيس أبو مازن، فالأهم هو إسرائيل وخاصة حكومتها الحالية غير معنية أبداً بالسلام، ولا تقرّ بأي أفكار تفضي الى التسوية، ولا تعترف بحل الدولتين، ولا تتحدّث عن ذلك على الإطلاق، وترفض وقف الاستيطان وإنهاء الاحتلال وأي حديث عن الحدود… كل ذلك لا علاقة له بما قاله الرئيس أبو مازن والردود عليه. نعم هم حاولوا توظيف الخطاب لأغراضهم الدعائية وهذا ليس بجديد. سياسة أبو مازن العقلانية المرنة والمعتدلة في الفترة الماضية وضعتهم في الزاوية أمام العالم. أبو مازن كسب العالم الى جانب الفلسطينيين في مواجهة الإسرائيليين في هذا الموضوع، ولذلك كنت تراهم يتحدثون عن هذا الرجل المعتدل وهم يشيرون الى ممارسته "الإرهاب الدبلوماسي" وإنه ليس شريكاً أو أنه معادٍ للسامية الخ… خلال الفترة الماضية كلها ناصبوه العداء والتحريض.

■ قرر المجلس المركزي تجميد الاعتراف بإسرائيل واتفاق أوسلو وتأكيد فقدان الشريك الإسرائيلي للسلام وغيرها من القرارات الصارمة، ولكن السلطة متمسكة بتسوية الدولتين وبالبحث عن مفاوضات في مسارات أخرى فكيف يستوي هذا مع ذاك؟

■ ما ورد من قرارات المركزي غير موجه لإسرائيل فقط. إسرائيل لا تريد السلام وهذه مسألة محسومة تماما. لكن قرارات المركزي موجهة الى أطراف عدة، الى الغرب وإلى العالم كله. وبالنسبة الى عملية السلام، فحتى الآن لا يوجد شيء مطروح على الطاولة غير تسوية الدولتين، رغم أنه آخذ بالتآكل الى درجة كبيرة. نتوجه للاتحاد الأوروبي وللأمم المتحدة وإلى العالم لبناء مرجعية دولية بديلة عن الدور الأمريكي

■ تدّعي أوساط فلسطينية، خاصة المعارضة ربما، أن السلطة الفلسطينية متمسكة بمفهوم الدولتين والرهان على المفاوضات لأنها ترغب في الحفاظ على مصالح مكوناتها هي، ماذا تقول عن هذه التقييمات؟

■ لا علاقة لهذا الموضوع بالمصالح. هذا موضوع مصيري مرتبط بمصير الشعب الفلسطيني وبقضيته الوطنية وليس غاية جزئية لها علاقات بمصالح هنا أو هناك. ما نبحث عنه مرتبط بحرية واستقلال الشعب الفلسطيني ولن نترك وسيلة أو طريقاً إلا سنسلكها من أجل هذه المسألة. من الصعب التقاط نتائج قرارات المجلس المركزي بشكل جزئي، أو بما يقوله فلان أو علان أو معارضة، أو بأي حديث عن مصالح. ينبغي أن نرى الصورة شاملة. لم يعد لدينا أوهام أبداً بأن الولايات المتحدة يمكن أن تعمل من أجل السلام. "غسلنا أيدينا" من الولايات المتحدة بهذا الموضوع، ولذا نبحث اليوم عن وسيلة توصلنا الى حرية شعبنا وإنهاء الاحتلال، هذا هو الأساس. لقد يئسنا من الولايات المتحدة، ولهذا نتوجه اليوم الى الاتحاد الأوروبي وللأمم المتحدة، ونتوجه الى العالم لبناء مرجعية دولية بديلة وللعمل على بلورة مؤتمر دولي، هذا هو الاتجاه العام. هكذا ينبغي قراءة مجمل قرارات المجلس المركزي ولا يجوز النظر إاليها بشكل جزئي، بمعنى هذا صرّح وهذا قال أو علق، فالمسألة ليست هكذا

■ كان د. صائب عريقات قال للقناة "الثانية" الإسرائيلية

اخر الأخبار