شعبنا ليس نَوَرْ وليس شحات يا سيادة الرئيس

تابعنا على:   11:31 2018-01-16

م.زهير الشاعر

بالرغم من السقف العالي الذي خرج به البيان الختامي للمجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية والذي حمل قرارات لن ترى النور وستبقى حبيسة الأدراج ، إلا أنه مما لا شك بأن خطاب الرئيس محمود عباس في الجلسة الإفتتاحية للمجلس المركزي أعطى دلالة بأن الرئيس عباس لازال يتمتع بصحةٍ جيدة وذاكرةٍ قوية ، خاصة وهو يسرد التاريخ الذي ظهر وكأنه يحمل معه عبرة ودروس للأجيال القادمة سواء كان ذلك عن قصد أم عن غير قصد ولكن الحقيقة تقول أنه كان يحاول أن يظهر بإن لديه قدرات ثقافية وإدراك بتحديات الواقع وفهم للتحديات القائمة وهذا ما يجعله يتعاطى بهذه الديكتاوتوىورية وسلوكيات حكم الفرد ظناً منه بأن لا أحد غيره يعرف ما يعرفه عن تاريخ الصراع ما بين الفلسطينيين والإسرائيليين وإستخفافاً بقدرات الآخرين.
لكن المثير هنا، هو أن لغة الجسد التي كانت تعبر عما تحمله مضامين خطاب الرئيس عباس بين الحين والآخر ، كانت تعبر عن حالة توتر وقلق داخلي بالغين، حيث أن الرئيس عباس لم يبدأ حديثه بالتحية على الحضور كما جرت العادة في كل الخطابات المهمة وفي مثل هذه المناسبات، في إشارة مقصودة منه، لإرباك الحضور وتشويقهم وحرف أنظارهم عن ضعف الطرح الذي سيطرحه .
كما أن خطابه حمل تحدياً مدروساً كان على ما يبدو بأنه يحاول من خلاله أن يطمئن مناصريه بأنه لا زال قوياً ومتمسك بالثوابت من ناحية ، ومن ناحية أخرى بأنه لا زال يمسك بزمام الأمور بإقتدار !. الرئيس محمود عباس كان ممثلاً بارعا وهو يسخر جميع الأحداث التي فشل في تحقيق أي نتائج منها، وذلك لصالحه وصالح منظومته ، لكن في نفس الوقت كان واضحاً بأنه كان يتحدث ولسان حاله يقول بأن هذا الخطاب لربما يكون هو الأخير وكأنه خطاب الوداع في مسيرة الكذب والخداع وبيع الأوهام التي مارسها طوال فترة حكمه ، والتي أذل خلالها أبناء شعبه بطريقة غير مسبوقة وبالغة الخطورة ولها توابعها الإنسانية والإجتماعية السلبية.
ايضاً ابتدأ خطابه متوتراً ومتهجماً على من لم يشاركوا في هذا الاجتماع ، علماً بأن الأنباء تتحدث عن أن خلافات حادة كانت قد طغت خلال اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الذي عقد ليل السبت- الأحد في مقر الرئاسة في المقاطعة وسط مدينة رام الله، وذلك على خلفية إدارته العلاقات الداخلية والمفاوضات والعلاقات مع إسرائيل، والخطوات الواجب اتخاذها من جانب المجلس المركزي للمنظمة.
الرئيس الفلسطيني تعمد أن يخاطب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بطريقة خطابية شعبية ولكنها فوقية لكي يدغدغ بها مشاعر الحضور ومشاعر الشاعر الفلسطيني، وكان هذا هو الهدف بالتحديد من وراء هذا الامر.
الرئيس الفلسطيني لم يكن موفقاً أبداً وهو يخاطب الحضور او لربما كان يريد أن يُحَقر من شأنهم عن عمد وهو يخاطب شعبه الهائج ، حيث نعتهم بالبقر تارةً وبالنَوَر والشحاتين تارة أخرى.
خلاصة الأمر ، أن عباس حاول أن يشتري المزيد من الوقت ليبقى محافظاً على منظومته ، وهو يدرك بأن ما يقوم به هو حلقة من مسلسل مشبوه لا زال متسيد المشهد الفلسطيني وتغول على كرامة الشعب الفاسطيني لا با نعته بالشعب النوري والشحات وهو يعلم جيداً بأن هذا الشعب هو ولي نعمته وهو من تحمل الآلام والأوجاع لا بل ، تحمل المر من أجل الحفاظ على وحدة الوطن الذي قسمه عباس وأهانه وجوع أبنائه وأذلهم !.

اخر الأخبار