ابتزاز أمريكي رخيص

تابعنا على:   10:51 2017-11-20

د. خالد معالي

تبتز الإدارة الأمريكية السلطة الفلسطينية بشكل رخيص جدا، عبر اشتراطها تجديد الإذن الدوري لمكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن بالعمل، بوقف انضمام فلسطين إلى محكمة الجنايات الدولية وإحالتها بعض الملفات إلى المحكمة لملاحقة مجرمي الحرب في كيان الاحتلال الذين قتلوا أطفال ونساء وشيوخ.

تريد أمريكا تحصين الاحتلال من الملاحقة واعتقال قياداتها السياسية والأمنية والعسكرية، فلا يوجد قائد في دولة الاحتلال، إلا وركب موجة القيادة على ظهر الشعب الفلسطيني من قتل وقصف والتفاخر بذلك، ظنا منه انه لا يوجد رقيب أو حسيب، وانه سيفلت من العقاب في الدنيا والآخرة.

أمريكا ليست طرفا نزيها، بل هي منحازة للاحتلال والظلم، وان تظاهرت بغير ذلك، فالأعمال هي الدليل على انحيازها على حساب الضحية، ويخرج إعلام أمريكا ويتساءل ويقول: لماذا يكرهنا العرب  والمسلمون كل  هذه الكراهية.

إدارة "ترمب" بابتزازها للطرف الفلسطيني الضعيف وصاحب الحق والمظلومية، إنما تعطي ضوءًا أخضر بالاستمرار في القتل والمجازر دون أي رادع، فعندما يشعر "نتنياهو" انه محصن هو وقادة جيشه من الملاحقة  على القتل والقصف العشوائي للمدنيين، فانه يكررها  مرة تلو مرة، فمن امن العقوبة أساء الأدب والفعل.

يا لسفالة ووقاحة أمريكا! حيث تشترط فتح المكتب بانخراط الفلسطينيين في مفاوضات غير مشروطة مع الاحتلال، تلك المفاوضات التي كان من المفترض أن تقيم دولة منذ 24 عاما، وأقيم مكانها دولة للمستوطنين في الضفة الغربية.

يأمل الكل الفلسطيني من القيادة الفلسطينية رفض كل هذه الضغوط والانحياز إلى شعبها وتعزيز قدراته على الصمود وفِي مقدمتها تحقيق المصالحة والوحدة الفلسطينية وإنهاء الانقسام البغيض، والمسارعة وعدم التلكؤ، فالوقت يمضي سريعا.

جيد ما أعلنه أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، أن السلطة الفلسطينية ستعلق اتصالاتها بالإدارة الأميركية، إن لم تعِد فتح مكتب تمثيل المنظمة في واشنطن، لكن يبقى الأمل أن يبقى مصمما  على قراره وعدم الاستسلام أمام الضغوط الأمريكية والعربية التي تتماهى مع السياسة الأمريكية الظالمة للشعب الفلسطيني.

تبقى الأعمال بخواتيمها، والتنازل لا يصح في هذه الحالة، وإلا فان "نتنياهو" سيكمل ويجهز على الضفة الغربية بالاستيطان، وسيسارع لشن عدوان جديد  على غزة في حالة الخضوع لشروط أمريكا، حيث أن التنازل يغريه للمزيد من الظلم والأعمال العدوانية التي لا رادع لها سوى رفض الضغوط.

فشلت أمريكا سابقا في ترتيب العالم حسب رؤيتها من خلال خلق شرق أوسط جديد، وستفشل أيضا هذه المرة في صفقة القرن، لأنه بكل بساطة تقوم على الظلم، والاستخفاف بشعوب العالم قاطبة، وكان الله لم يخلق غير أمريكا في  هذا العالم، مع أن الله تعالى يقول في الآية الكريمة:"وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا".

رؤية حركة حماس كانت صائبة بسرعة انجاز المصالحة، فيد واحدة لا تصفق، فمواجهة الضغوط الأمريكية في ظل مصالحة وتجميع مختلف القوى الفلسطينية في  بوتقة تحدي الاحتلال ومقاومته، يشد من عضد القيادة الفلسطينية في مواجهة ضغوط أمريكا وغيرها، فمن يسند ظهره لشعبه وقواه، ينتصر في كل الأحوال والظروف.

اخر الأخبار