لحظة شغف

تابعنا على:   16:44 2017-02-26

حازم موسى أبو كرش

وانا جالس في حضرة الضجر “شيطان الظهيرة”، أقرأ ما سرده اصدقائي في العشرين ساعة الماضية على موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك"، انبثقت من العدم في بالي فكرة كتابة مقالتي الجديدة، وبدأت تركض كالثور الهائج لاترى أمامها، مثيرة الرعب بين مليارات الخلايا العصبية في عقلي، لقد انقلبت على مخيلتي وسيطرت على رأسي. وللتغلب على هذا التوتر النفسي فعلت ما يفعله قدماء الأسبان، واجهت مخلوقي الهائج وبدأت معه لعبة الترويض، كراعي بقر شجاع يمتطي ثور غير مسرج. حسناً حسمت امري سأكتب عن أحلام ومساعي الفلسطيني المستقبلية في العصر الحديث منذ الفترة المتأخرة من حكم الدولة العثمانية حتى يومنا هذا. بدأت أكتب أفكاري على مسودة لتذكر الأمور الواجب ذكرها في مقالي. في ما يلي محطات قطار أفكاري: صولات وجولات أجدادنا وآباؤنا. هل حملت الأجيال المتعاقبه نفس الحلم هل بقيت دواليبه ومقوده وسكت قطاره حتى لا يتوقف. هل استحسنت منه شيئاً جديدا. الثقافة الفلسطينيه والموروث الشعبي هل عملت على تعزيز الهوية الوطنية الفلسطينية للجيل الحالي أم أن الموروث ما هو إلا مادة "أنثربيولوجية" مبثوثة في صفحات الباحثين عن التاريخ. الجيل الحالي يستقي احلامة من الثقافات الوافدة تصل إلى حد الذوبان والاندماج فيها. هل حقا الكبار يرحلون والصغار ينسون. سالني عقلي هل يركب كوب قهوة في هذا القطار، تجاهلته واكملت كتابة أفكاري، شخصيات فلسطينية مبدعة حققت نجاحات كبيرة، ولأن الأسماء كثيرة وكبيرة كان علي أن أعد قائمة لعددٍ من أعلام الفلسطينيين "الايقونات الفلسطينية"، ليس حسب منظوري الشخصي وانما من خلال عملية انتقاء ممنهجة، فطرحت سؤالي على محرك البحث غوغل واجابني فى ثوانى معدودة بالآلاف من النتائج وربما الملايين. وكعادتها ويكيبيديا تصدرت نتائج البحث وسيطرت على صفحته الاولى، ولأني أردت أن أعرف عنه شيئاً من باب الفضول وليس التعمق في المعرفة، في البداية أكتفيت بقراءة النص المعروض في قالب مقتطف بأعلى صفحة نتائج البحث، ولان الفضول دافع فطري غرقت بين النصوص أقرأ عن طلال أبو غزالة. حفظت مسودتي، وجاملت نفسي "لقد وضعت أفكارا تكفي لكتابة رواية". ادخلت حاسوبي في سبات ، وذهبت.

في المساء وعندما فتحت حاسوبي مجددا وجدت مسودتي على حالها ولكني فقدت شغف الظهيرة. لن أكتب المقال أو أدس أنفي في هذا الموضوع. أعرف، أن كافة الأفكار المندفعة تخضع لقوانين الفيزياء، حيث يصبح ضياع الشغف كالمكابح يلجم اندفاع الفكرة، وأن بدت لك تتحرك فذلك قصورها الذاتي فقط.

اخر الأخبار