"طاقم سياسي جديد" برئاسة عشراوي..الأنسب راهنا!

تابعنا على:   09:27 2017-01-22

كتب حسن عصفور/ قبل استلام الرئيس الأمريكي مهامه خرج علينا "أمين سر تنفيذية منظمة التحرير"، صائب عريقات - يصرأنه كبير المفاوضين رغم غياب المفاوضات والمفاوضين أصلا - ، واعلن أنه سيتقدم باستقالته من "منصبه التفاوضي"، دون أن يحدد ما هو المنصب اساسا، هل هو رئيس دائرة شؤون المفاوضات التي "حاز عليها" في زمن تمرير الخطة الأمريكية لخلق "قيادة فلسطينية أفضل"، بديلا للخالد أبو عمار كما قرر جورج بوش الإبن، أو من المهمة التفاوضية ذاتها، والتي لا وجود لها أصلا، رغم كل مظاهر التوسل والتسول لها..أم من العمل غير الموجود!

وبدون إنتظار "الاستقالة التي قد لا تأت ابدا"، يفضل أن يقوم الرئيس محمود عباس ذاته، بإجراء تعديلات في طاقم العملية السياسية برمتها للتواصل مع الإدارة الأمريكية الجديدة، خاصة وأن الطاقم القديم ارتبط بعلاقات "شخصية وحميمية" مع إدارة إوباما ما يخلق تنافرا مسبقا بينها وإدارة ترامب..

وقد سجلت الأيام الأخيرة من عهد أوباما سلوكا بدأ أنه "صبياني" في عالم السياسة، عندما تصرف الوفد المرسل من رام الله الى واشنطن، وكأن عهد أوباما بدأ، ودون التوقف طويلا أمام ما حدث وما تم تسريبه، فالمسألة لم تعد بها أسرار، ولذا فإعادة تشكيل طاقم الرئيس عباس السياسي وفقا للمرحلة الترامبية الجديدة، قد يكون عنصرا هاما وواجبا، وتلك قضية تحدث كثيرا في عالم السياسة..

ودون اجتهاد كبير، فهناك الدكتورة حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظة التحرير، يمكنها أن تكون "الخيار المناسب" للمرحلة المقبلة من تواصل مع "عهد ترامب"، وهي الشخصية التي كان حضورها طاغيا خلال فترة مؤتمر مدريد - واشنطن عام 1991 في زمن الرئيس جورج بوش الأب، ووزير الخارجية جيمس بيكر، جسدت صورة مشرقة للفلسطيني، دون إبتذال..

حنان عشراوي تتمتع بقبول خاص في الساحة الأمريكية، وهذه ليست نقيصة سياسية ما دامت تأتي في إطار  خدمة القضية الوطنية، ولذا من المهم الاستفادة مما لها من "ميزات ايجابية"، بعيدا عن "مرض الشخصنة" الذي حضر مع بعض من تسللوا الى عالم المشهد الفلسطيني، ضمن سياق لم يعد مجهولا..

اعادة ترتيب أوراق الرئيس عباس وفريقه الخاص، هو أولوية للتعامل مع المرحلة الترامبية بكل تفاصيلها، وضرورة الاستفادة من كل عناصر قد تخدم القضية الوطنية، دون حسابات صغيرة..اذا كان هناك رغبة اساسا بالبحث عما يخدم فلسطين وليس أناس في فلسطين!

العهد الترامبي قد يحمل كثيرا من المفاجآت، بل ولا يكون مفاجئا ان يقدم على عقد "الصفقة التاريخية" لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ضمن مساومة مؤلمة ومريرة، وتتجاوز الرغبة الوطنية، لكنه مشروع يتم الاعداد له، وهو ما يتطلب الاستعداد الداخلي الفلسطيني الجاد، بعيدا عن "الحركة الاستعراضية" التي سادت طويلا..

عهد ترامب لن يكون كما قبله، وربما هو "المفاجأة السياسية" التي تحمل كثيرا مما هو مختلف، ومن المهم اعادة قراءة كلمات ترامب لصهره كوشنر المبعوث الجديد لعملية السلام، أنه يثق بقدرته على الانجاز، معترفا انه يسمع دوما أنه الأصعب..كلمات ترامب لصهره تحتاج قراءة غير متسرعة أو مستخفة، كما جرت العادة لدى فرقة الكلام..

اعادة ترتيب الأوراق والأولويات ليس نقيصة، وتبديل الاشخاص ومهامهم في ظل تغيير سياسي واجب، ويرسل رسالة ايجابية للشعب الفلسطيني قبل الآخرين، ان هناك ما هو مختلف ..وسيكون أكثر ايجابية لو تم الاستفادة من طاقات الشعب بعيدا عن "الفئوية السائدة" راهنا والعودة  لما كان في عهد الخالد.

الى جانب أن المرحلة المقبلة ايضا، تتطلب تفرغ د.عريقات لمهتمه كأمين سر اللجنة التنفيذية في ظل الاستعداد لعقد مجلس وطني جديد، وهي مهمة تحتاج الى دوم متواصل وعمل شاق ومتبعة تفصيلية، بعيدا عن "طقوس التفاوض الغائب"!

ملاحظة: الحراك الوطني لحماية المشروع الوطني وفرض الحضور السياسي لايقتصر على "مظاهرات الكشافة وطلبة المدارس"..الفعل يجب أن يكون وطنيا عاما ومتواصلا وضمن رؤية وليس على طريقة "ما قسم"!

تنويه خاص: لو خرج فنان فلسطيني أو عربي وقال انه فكر أن يفجر القصر الرئاسي لحاكم  فاز ضد هواه..شو كان صار بحاله..ارهابي مجنون مطارد..كلام قالته الممثلة الأمريكية مادونا ولا سؤال ولا يحزنون..حتى بهاي عنصريين!

اخر الأخبار