دحلان ليس القاتل وتوفيق الطيراوي حياته الآن في خطر

تابعنا على:   21:19 2016-12-06

د. طلال الشريف

في يوم 17/11/2016م كتبت مقالا رمزيا يصور مشهدا دراميا تحت عنوان "الجرس والخرس" وصفت المشهد في خاتمته بأنه حلم مزعج .. كنت قرأت كما كل شعبنا باطن جنون عباس حين قال في سياق حديثه بأنه يعرف قاتل أبو عمار وكان مفهوما للقاصي والداني أنه قد رتب لتوجيه ضربة من الافتراء للقائد دحلان في سياق الصراع الدائر والمستعر اعتبرها هو بجنونه أنها ستكون القاضية وينهي أحلامه المقضة لمنامه من دحلان ولكن بطريقة الفهلوة الخرفانة في عصر الثورة الرقمية وبندقة الناس وفهمهم الأمور عالطاير في هذا العصر وفكر عباس بخرفنته بأن ما يصدره من اشاعات وما يقوم به من حيل سوف يصدقه الناس وهو معذور في فضيتين الاولي قضية الخرف والجنون والثانية قضية الخوف المتواصل من دحلان عليه وعلي أبنائه كما حرضه وصور له الشركاء في الجريمة ... علي أي حال هو بتمريره ورقة او بتمريرها من مكتبه او أيا كان من عصابة الأربعة للاسرائليين ليتحدث بها الاعلام الاسرائيلي فهي كما فهمها الجميع أنه يتعاون في خططه للتخلص من دحلان مع الاسرائيليين بشكل واضح وهو يريد أن يغطي عليهم في قتل الرئيس عرفات كما غطي عليهم بمنعه استخدام تقرير جولدستون ... هنا حديثي ليس لتفنيد ألآعيب عباس وعصابته وشركائه الاسرائيليين التي تجلت شراكتهم بوضوح بتسهيلاتهم للمؤتمر السابع فهذا يمكن الحديث عنه في مقال لاحق ... حديثي هنا هو اعادة نشر دراما الجرس والخرس ليتذكرها الجمهور ولأحذر من محاولات اغتيال أو تغييب رجل يحترمه الشعب الفلسطيني وهو قائد فتحاوي كبير اسمه توفيق الطيراوي يقف حجر عثرة في طريق أكاذيب عباس وتلفيق التهم للقائد محمد دحلان .. فأنا استشعرت الخطر علي حياة توفيق والآن استشعر الخطر أكثر وهذا مقالي قبل أقل من شهر ........... الجَرَسْ والخَرَسْ

في مسرحية "الجَرَسْ والخَرَسْ" يتبين مدى الاستهتار بصوت قرع الجرس من الأصحاء واستمرار الطرش ليس لدى الصم البكم فقط بل الأخطر هو هذا التماهي والتعود على الطرش من السميعة والبرامين في مدرسة الصم والبكم.

ناظر المدرسة يرفض التقاعد وترك موقعه بكل الطرق ويتآمر على كل من هو قادم للنظارة الجديدة للمدرسة مع بداية كل عام دراسي جديد.

في العام الماضي طرد أمين السر بعد أن شك في علاقته بالمدرس الكفء القوي المرشح لنظارة المدرسة وعاقب مدير المشاريع الأكفأ لأنه تصور أنه قد شرب القهوة مع من يحظى بفرصة التعيين للنظارة.

الخرسان والطرشان في المدرسة أصبحوا محترفين في معرفة دَقَة الجرس دون سماعها عندما يرون بواب المدرسة الأبكم الأصم ينظر لساعته ويقترب من حبل الجرس ليسحبه إلى الأسفل عدة مرات والسميعة الآخرون في المدرسة لا يعيرون صوت الجرس اهتماما.

في نهاية العام الشهير مات الناظر التاريخي للمدرسة دون معرفة أسباب الموت المفاجئ وقرر الأستاذ الحاكي السامع الوحيد في الفصل أن يأخذ تلاميذه الصم البكم في رحلة استكشاف لجبل الجليد الذي قيل أنه قد تسبب بوفاة الناظر التاريخي ولكن من أين أتى هذا الجليد المزعوم فهم في بلد ليس به جليد ومناخهم متوسطي ويبعد عن سيبيريا آلاف الكيلومترات.

ذهب الاستاذ وتلامذته يجمعون الأدلة ويتحرون كل المشبوهين عن انهيار الجبل الجليدي الذي قتل ناظرهم السابق ومكثوا طويلا يتأملون ويحللون كل شاردة وواردة وعلم الناظر الحالي برحلتهم قبل الإنطلاق حين استأذنوا منه وسارت الأحداث والبُكم والصُم فرحين برحلتهم الاستكشافية فهم مثل الأصحاء يعرفون أن الحياة عبارة عن اكتشاف واستكشاف والناظر لا يعير ذلك اهتماما.

كان الاستاذ وتلامذته في واد والناظر في واد آخر، هم منشغلون في رحلتهم لا يعرفون على وجه الدقة كيف انهار الجبل الجليدي الافتراضي وكان الناظر منهمكا في موضوع بعيد عما يسعون إليه ، كان هو منشغلا في استعراض كل الطرق والحيل لعدم تمكين الناظر الجديد وهو الذي كان صديقه قبل أن تتهيأ الظروف ليصبح على وشك النظارة الجديدة.

وقبل بداية التحضير لاحتفالات العام الجديد وصل الناظر المتمترس في المدرسة لفكرة شبه مضمونة لمنع الناظرالمرشح الجديد فقام بفصله من المدرسة قبل مدة واستمر يحاربه خارج المدرسة لأنه الأكفأ وقبل الاحتفال بالعام الجديد بأيام شعر الناظر أن المسؤولين عن التعليم يرددون اسم المدرس الكفء وهم من يستطيعون تعيينه مكانه حيث انتهت صلاحياته وقد يستدعون هذا المدرس الكفء للوظيفة من جديد.

قرر الناظر أن يكشر عن أنيابه بعد أن ضاق الخناق عليه لترك النظارة وبدأ يهذي ويخبط يمنة وشمالا لا يعرف ماذا يفعل وسار في الشوارع هائما يتهم التلامذة والمدرسين بعدم الولاء عمال على بطال ويقطع عن المدرسة الماء والكهرباء والدواء.

قبل الاحتفال بالعام الدراسي الجديد بأيام قليلة والاستاذ الحاكي والسامع الوحيد وتلامذته يُحضِرون متاعهم للعودة من رحلة استكشاف جبل الجليد وبينما كانوا يقطعون الشارع للجهة الأخرى جاءت سيارة مسرعة لتدهس الاستاذ وبعضا من تلامذته فتوفي الاستاذ الشاهد الوحبد وذهب الناظر الهاذي للإحتفال ليقول ما يشاء ولا أحد من الخُرْس يستطيع الكلام فالحاكي السامع قد مات والآن يستطيع الناظر توزيع الاتهامات كيفما يريد .. حلم مزعج صحاني من نومي.

اخر الأخبار