بعدما تتحرر مدينة الموصل من قبضة تنظيم داعش فلا خيار للتنظيم سوى الصحراء في حال فقدانه مدينة الموصل، فإن لدى التنظيم خطة استراتيجية وهي خطة طوارئ خطة طوارئ أي التراجع المؤقت لعناصر التنظيم إلى الصحراء، فإن خسارة الأراضي لا تعني لهم الهزيمة، وتنظيم داعش على مايبدو بأنه سيواصل القتال حتى النهاية، ثم يتراجع إلى الصحراء، والتحضير للعودة مرة أخرى، وهذا ما عناه أبو محمد العدناني في خطاب ألقاه في شهر أيار الماضي عن أن الإنحياز أي التراجع إلى الصحراء، مثلما فعلوا بين عامي 2007 و2013، لكن يرى المسؤولون العراقيون بالفعل بأن هناك علامات على تراجع تنظيم داعش إلى الصحراء، كما أن تنظيم داعش رجع إلى المناطق المحررة منذ ديسمبر/كانون الأول عام 2014 ويقوم بتنظيم عمليات الكر والفر والهجمات الانتحارية في المناطق المأهولة بالسكان.

ومما لا شك فيه فإن الصراع في سورية يزيد من تعقيد الوضع في العراق، لأنه لو تم طرد داعش خارج المناطق المأهولة بالسكان في سورية والعراق، لكن كما هو معلوم بأن الحدود الصحرواية مفتوحة بين البلدين ستجعل ملاحقة تنظيم داعش صعبة، ومن هنا فلا يمكن كسب الحرب ضد تنظيم داعش دون أن لا يتم ملئ الفراغ السياسي والأمني الموجود الآن في كثير من أنحاء الدولة العراقية، ومن هنا فالحكومة إذا ما لم تقم بملئ العراقيين السنة من سد الفراغ، فربما سيعود تنظيم داعش مرة أخرى في الصحراء البلدين الواسعة .