رحل صديق بعض القادة العرب

تابعنا على:   16:01 2016-09-28

م. عماد عبد الحميد الفالوجي

رحل ثعلب " الكيان الاسرائيلي " الماكر والداهية السياسي عند الكثيرين شمعون بيريس ، صاحب النظريات السياسية حول السلام المزعوم من خلال تحقيق المصالح لدولة الكيان ،، رحل صاحب الكلمات المعسولة التي أعجب بها الكثيرين ، رحل اكبر معمر سياسي داخل الكيان الإسرائيلي والذي تقلد كل المناصب السياسية والأمنية ،، رحل آخر المؤسسين للكيان وأهم المنظرين له ،، رحل الزعيم الذي تجول في غالبية الدول العربية التي تخفي أو تعلن عشقها للكيان الإسرائيلي ،، سيحزن على رحيله كل هؤلاء الذين ربطتهم بصداقة شخصية او مصلحية مع هذا الرجل سواء علنية او سرية ،، ولعل البعض منهم ارتاح بعض الشيء لرحيله مع غصة في حلقه لأنه يخشى ان يكتب مذكراته في حياته وهي بالتأكيد تحمل الكثير من الأسرار التي قد تكشف حقيقة الكثيرين ..

مات شمعون بيريس صاحب التاريخ الطويل في الحرب والسلام ، مات المؤسس للبرنامج النووي الإسرائيلي ومات الحاصل على جائزة نوبل للسلام ،، مات أقدم عضو كنيست " البرلمان الإسرائيلي " الذي أقر وصوت ضد كافة الحقوق الفلسطينية ، مات صاحب الكلام العذب حول التعايش والسلام ،، مات أحد وزراء الدفاع والجيش الإسرائيلي وأحد رؤساء الوزارات ، مات الذي قاد الدبلوماسية الماكرة للكيان الإسرائيلي واستطاع اختراق كل المنظومات الدولية ليبني للكيان مجدا وتاريخا وحضورا ..

بالتأكيد من حق الكيان الصهيوني ان يقيم له بيت عزاء يليق بمنجزاته التاريخية لصالحه ، وان يقيم له جنازة رسمية مبالغ فيها ، وأن يتم دعوة كافة أصدقائه من كافة أنحاء العالم ، وأن ينكس إعلامه حزنا على رحيله ، وان يكتب عنه المؤرخون حول انجازاته السرية والعلنية ..

ولكن هل سيتمكن كل أصدقائه من الحضور او التعزية برحيله ؟ هل يملكون الشجاعة التي كان يملكها شمعون بيريز حين زارهم في عواصمهم ؟ هل يملكون الشجاعة في الجهر بحزنهم عليه كما هو امتلك الشجاعة في إعلان محبته لهم ؟

الفرق كبير بين قائد عمل ونجح وحقق الانجازات للكيان والأمة التي ينتمي لها وسخر لها كل طاقاته حتى أخر نفس من الولاء والإخلاص والشجاعة ، وبين القائد الفاشل الجبان الذي يتهرب ويتوارى من مسئولياته تجاه شعبه وأمته ،، الانجازات لا تخفى على كل عاقل ويراها نتائجها الجميع والفاشل يحاول دائما إيجاد المبررات لفشله ..

شمعون بيريس وصل اسمه عند الجميع وتقلد كل المناصب ، وفشل في النجاح في أغلب الانتخابات الداخلية ولكنه لم ينقطع عن العمل ،، ومات وهو بلا منصب ، ولكن بحضور كبير سواء في فكره أو من خلال مركزه " مركز بيرس للسلام " ،،

لا حزن على من مات وهو يحتل أرضنا ويقهر شعبنا ،، ولكن ليس عيبا ان نتعلم من عدونا كيف نخدم قضيتنا .

اخر الأخبار