ثقافة الموت وراء اغتيال ناهض حتر

تابعنا على:   00:35 2016-09-26

محمود الشيخ

ليس مفاجئا ان نسمع كل يوم عن قتل مثقف ومفكر واديب وكاتب في عالمنا العربي، اذ تنتشر وبكل سهولة ويسر ثقافة الموت، التي تزرعها تنظيمات تدعي انها تتبنى الفكر الإسلامي وهو بريء منها.

امطاها الغرب وجعل منها قوة لعبت دورا رئيسيا في تدمير دول كليبيا واليمن وسوريا والعراق ويبدو ان الأردن هو المرشح للدخول في المرحلة القادمة من عمليات التدمير هذه.

وبطبيعة الحال عندما يريد المستعمر تدمير بلد واستمرار السيطرة عليها لا بد من وجود جماعة يسهل السيطرة عليها ليديرها بطريقة التي تلعب دورا اساسيا في تنفيذ مشاريعه الخاصة بالبلد المنوي تدميرها او السيطرة عليها.

فعندما نجحت حكومة مصدق في إيران اوائل الخمسينات وباعتراف المخابرات المركزية الأمريكية انها قامت بتجنيد فئات في إيران تقوم بقذف المصلين في الجوامع بالحجارة اثناء صلاتهم ليتهموا حكومة مصدق بانها وراء قذف المصلين وبالتالي يخرج الناس في تظاهرات عارمه تطالب بإسقاط حكومة مصدق، وفعلا نجحت في مؤامرتها وسقطت الحكومة ونفذت امريكا مخططها في إيران بان استولى شاه إيران على السلطة فيها وجعل من إيران مزرعة لأمريكا، وفي التشيلي صنعت الأمر نفسه.

لنتحدث هنا بصوت مرتفع عمن يتعاونون مع الغرب لتنفيذ خططه، عندما صرحت بانها تنوي تغير خريطة منطقة الشرق الأوسط بشرق اوسط جديد، للأسف فقد اعتمدت على الحركات الإسلامية والتي تدعي انها جهاديه، وبينها وبين الجهاد بعد السماء عن الأرض، ومن اجل تنفيذ ذلك اعتمدت امريكا بناء تنظيم جديد اسمته القاعدة مظهره متدين وباطنه عميل لأمريكا، احتلت افغانستان بعد ادعائه بمسؤوليته عن هجمات 11 سبتمبر، ثم توالت مسؤوليتها في صنع تنظيمات جديده باسم داعش والنصرة ودفعت حكام الخليج ادواتها في المنطقة لدعم الحركات الإسلامية التي تصالحت معها لتدمير سوريا والعراق وليبيا واليمن، وبدأت الفتاوي غير الطبيعية تنشر الحلال والحرام والمسموح وجميعها ساندت مخطط الغرب لتدمير جيوش تلك الدول واقتصادها وحضارتها وبدأ التدمير في العراق في حملة اغتيال العلماء والمفكرين والشعراء.

ففكر هؤلاء ادعياء التدين والإيمان يقوم على استبدال الحياة بالموت والوعي بالجهل، اعتمدوا الفتنة الطائفية والمذهبية اسلوبا لنشر فكرهم بسرعة ليسهل صيد عقول الجهلة من الناس، اذ قبل احتلال امريكا للعراق لم نكن نسمع عن شيعة وسنه عن يزيدين واراميين، وكنا نكن كل تقدير واحترام ومحبة لحزب الله ولقائده نصر الله، اما اليوم وعلى ايدي هؤلاء المبرمجون من الغرب الاستعماري نسمع عن حزب ربنا كما يقولون وحزب الشيعة ونسينا تماما النصر الذى حققه هذا الحزب على اسرائيل الذى لم تحققه كل الجيوش العربيه، وبدأ الحديث عن السيدة عائشة وصحابة رسول الله وما يقولون عنهم وعن زواج المتعة وغير ذلك من الأحاديث التي تقوم على استمرار تجهلينا وتجنيدنا لصالح نشر الفتنة والطائفية المقينة.

ولأنهم يعتمدون الخطاب الديني في الجوامع من جهة، وفي نشر فكرهم يصدقهم الناس الطيبون الكثر من الشعب العربي لذلك تجدهم ينجحون في نشر اشاعاتهم، لدى من عقولهم مغلقه، لذلك يقومون بذبح الناس دون وازع من ضمير ودون رحمة لأنهم يعتقدون انهم يذبحون الكفرة الذين سيدخلونهم الجنة، ان ذبحوهم، وسيفوزون بالحوريات، دليل تعلقهم بغرائزهم الجنسية قبل تعلقهم بالدين، فلو اطلعوا على ما يدعوا له الدين من حق الاجتهاد والتفكير والتسامح ودعوته للعلم من المهد الى اللحد، لادركوا ان الدين يدعونا الى ارفع درجات المعرفة والعلوم والثقافة، انه دين حياة وليس موت، دين تطور وليس تخلف، دين وعي وليس جهل، اما هؤلاء تقوم دعوتهم على التجهيل والقتل.

وسلوكهم استمرار قيامهم بأعمال القتل وبأشكل عده الحرق والذبح غير نتاج فقدانهم لعقولهم المغشي عليها، ولذلك قتل اليوم الكاتب الأردني ناهض حتر انه ضحية الجهل ضحية سكوت حكوماتنا على انتشار فكرهم الداعشي، وعدم حمايتها للمفكرين والمثقفين، اساس تطور بلداننا وتقدمها ولذلك سنبقى نسمى دول العالم الثالث دول التخلف الحضاري، دول تابعه وليس متبوعه.

اخر الأخبار