فلسطين _ بلال كايد : النجم الساطع في سماء الحقيقة..!؟

تابعنا على:   18:11 2016-08-29

باقر الفضلي

تلك الشعلة المتوهجة، رغم كل المحاولات الفاشلة لإطفائها، ظلت تزداد توهجاً كل يوم، بل وكل لحظة؛ لينتصر أخيرا، المناضل الفلسطيني بلال كايد، ليثبت للجميع، بأن الحق لا يضيع، وأن النجوم الساطعة في سماء الحقيقة، تظل في عنفوانها وسطوعها، طالما كان هناك من ينذر نفسه للوصول اليها؛ وما كان ثبات بلال كايد، طيلة 71 يوماً، إلا المثل الحي على ذلك الصمود، وتلك إلإرادة؛ التي عكست حقيقة موقف الشعب الفلسطيني من مضطهديه، وثباته في المحن، ورفضه للإحتلال؛ فهل ستدرك الإدارة الإسرائيلية يا ترى، ومن يقف خلفها من الدول المساندة، أمثال أمريكا والدول الغربية، التي لا يمثل الإحتلال الإسرائيلي بالنسبة لها إلا أمتداد لمصالحها في المنطقة، وإن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بالنسبة لها، لم يك مجرد قضية شعب حسب، بقدر ما هو عبارة عن مصالح متداخلة؛ والشأن الإسرائيلي لا يمثل لها، إلا مجرد ذريعة، يمكن العبور من خلالها، لتحقيق تلك المصالح، وإن كان ذلك على حساب مصالح شعوب المنطقة، وفي مقدمتها مصالح الشعب الفلسطيني، الذي ذاق الأمرين، جراء إحتلال أرضه، وتشريده في الشتات، وتسليط المستوطنين، كأدوات لقمع مقاومة الشعب الفلسطيني، وإخضاعه وإن كان ذلك بالقوة، أو من خلال التشريعات العنصرية، لتكبيل إرادة الشعب ونخبه الوطنية؛ فهل أدركت أو ستدرك إسرائيل ومن يقف ورائها تلك الحقيقة..!؟

وما حالة بلال كايد، إلا ذلك المثل، الذي يعكس إرادة الشعب الفلسطيني مجسدة، بأرادة المناضل الفلسطيني بلال كايد ومن سبقه من المناضلين الفلسطينيين، من الذين واجهوا جبروت وطغيان الإحتلال، بسلاح الأمعاء الخاوية، في غياهب السجون والمعتقلات، ناهيك عن من إستشهد منهم على يد المحتلين من المستوطنين، أومن رجال الإحتلال نفسه..!؟؟

حالة بلال كايد وإن بدت في ظاهرها، حالة شخصية، فهي لا تحسب في ميزان النجاح والخسارة، ولا قي ميزان الخيبة أو الإنتصار، رغم ما لهما من معنى وقصد؛ إنما هي في واقعها المعاش، حالة فيها كل التعبير الصادق، عن تثبيت وتأكيد لموقف وطني سياسي، جسده وعي إرتفع في مستواه الى درجة الجود بالنفس، رغم قسوة المعاناة، وألم التحمل..!!(**)

وكل هذا، يمثل صورة إنسانية وجدانية، لما يعنيه نضال الشعوب من أجل حريتها وكرامتها، فكيف بنضال شعب مثل الشعب الفلسطيني، الذي تجرع قسوة التقسيم والإستيطان والنفي والإحتلال، لما يزيد على ستة عقود متواصلة، بكل ما فيها من عنت وجبروت، وحرمان من الحرية، وشعور عال بالإضطهاد والتعسف، ناهيك عن قسوة السجن وإذلال الحجز، وثقل العقوبات، والحرمان من العودة للوطن..!؟

وماحالة الصراع العربي _ الإسرائيلي، إلا النموذج الأكثر تراجيدية في المنطقة وفي العالم، وتمثل فيه أوضاع الفلسطينيين، النموذج الأكثر تضرراً في تلك الحالة، الأمر الذي دفع اخيراً، بالشرعية الدولية، بإتخاذ مجلس الأمن قراره/ 242 القاضي بحل الدولتين المتخذ في 22 نوفمبر/ 1967، بعد الحرب العربية الإسرائيلية الثالثة عام/1967 في حزيران 1967 ..!(1)

إنه ورغم ذلك، فلا زالت الشرعية الدولية وحتى اليوم، وبتأثير مصالح الدول التي تقف الى جانب إسرائيل، تتعثر في وضع قرار مجلس الأمن /242 موضع التطبيق، رغم أن الرأي العام العربي، والى جانبه التوجه العام الوطني الفلسطيني، لا تجد غضاضة في ذلك، الأمر الذي وعلى العكس من ذلك، باتت تلك المصالح تدفع إسرائيل الى المزيد من التعنت، والإيغال في برامج الإستيطان والإضطهاد بحق الفلسطينيين..!؟

إن إنتصار المناضل بلال كايد ، حدث ملموس وموقف واضح المعالم، على المستويين السياسي الفلسطيني والدولي، ورسالة بليغة، موجهة الى المجتمع الدولي والشرعية الدولية، وفي مقدمتهم مجلس الأمن؛ بأنه قد حان الوقت لبذل أقصى الجهد من أجل وضع قرار مجلس الأمن/ 242 موضع التنفيذ؛ وفي هذا السياق، تأتي مبادرة جلالة الملك عبد الله الثاني ملك المملكة الأردنية الهاشمية، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في وقتها المناسب، لتفعيل قرار مجلس الأمن المذكور حول حل الدولتين، كأحد أهم الحلول المناسبة لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، وتجنيب المنطقة ويلات التأزم، وتفويت الفرصة على قوى التطرف والإرهاب، حيثما وجدت؛ [[حيث تم التأكيد على ضرورة كسر الجمود فى الموقف الراهن، والعمل على استئناف المفاوضات وفقاً للمرجعيات الدولية، وصولاً لتنفيذ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.]]ٍ(2)

اخر الأخبار