دليل القائمة

تابعنا على:   23:59 2016-08-26

أمير المقوسي

أعجبني قبل سنوات، أثناء مشاهدتي برنامج تلفزيوني، يتناول كيف يقوم المرشح لمنصب رئيس البلدية، في إحدى مدن دولة أجنبية ما، بإقناع الشارع بنفسه كمرشح، حيث كان المرشح يقوم بطرق كل أبواب المنازل، وتوقيف المارة بعد إستئذانهم، والتحدث مباشرة مع المقترعين، محاولاً إقناعهم ببرنامجه الإنتخابي، ويتحاور معهم، ويدون ملاحظاتهم المهمة، ومن ثم يودعهم، طالباً منهم إنتخابه، حتى لو أخبروه في البداية أنهم سينتخبون مرشح آخر.

ونحن على ابواب هذا العُرس الديموقراطي "إنتخابات المحليات"، نشاهد على وجوه المواطنين، أثار التعطش لممارسة حقهم الديموقراطي، الذي اشتاقوا إليه، منذ أكثر من تسع سنوات عجاف، بسبب الظرف الإستثنائي، الذي يُعاني منه المواطن والوطن الفلسطيني "الإنقسام".

وهناك خنجراً دائماً غرسه، في خاصرة قضيتنا الفلسطينية، ألا وهو الإزدواجية التي رسخها الإحتلال بأفعاله، وبالفصل الجغرافي، ورسختها أيضاً بعض الممارسات غير المسؤولة من قِبل البعض، لذا فعلى المُرشح وحزبه أن يعيا، أن هناك مزاج إنتخابي مختلف تماماً، بين شقي الوطن، الضفة الغربية وقطاع غزة، وأن ما سيحقق نتيجة هنا، من الممكن أن لا يحقق نفس النتيجة المرجوة هناك، والعكس صحيح.

لذا فإنني كمواطن ماذا أريد أن أرى من المرشح حالياً؟وكيف سيقوم بإقناعي كي أصوت لقائمته؟

-المُرشح الذي تخصصه ومجال عمله بعيداً كل البُعد عن العمل الخدماتي، عليه أن يسعى لتطوير ذاته، والبحث عن ما يُعطيه خلفية، تؤهله لمثل هذا العمل، وأن يتزامن ذلك مع وجوده، واتصاله المباشر، في الوقت الحالي مع المواطن، كي يتمكن من إقناعه بالتصويت له.

-على الكل أن يُدرك تماماً، أن المقترِع الفلسطيني، غير المحزب، على درجة كبيرة من الوعي، ولن تخدعه الشعارات الرنانة، وأنه على درجة من القناعة التامة بحالة من اثنتين: إما أن اقتنع بالبرنامج الإنتخابي واُصوت ، أو أنني سأحجب صوتي واُقاطع.

-على الكل أن لا يعتمد على أخطاء الآخرين السابقة، بل يعتمد على نهج، وفكر، وخُطط عملية جديدة، تُمكنه من أن يقوم بواجبه، على هذه الساحات الخدماتية.

-على الجميع أن يتذكر كيف كان العمل الخدماتي التطوعي إبان الإحتلال في الداخل والخارج؟ حيث هو الذي كان يسود، وينال إعجاب وإطراء الجميع.

-على الكل أن يستحدث في دعايته الإنتخابية، ودعونا من التقليد، والتخوين، والحملات المضادة، الخالية من أي مضمون.

-على كل قائمة إنتخابية، أن تُجهز برنامج عمل لما بعد النجاح، تتناول فيه كيفية إدارة البلدية وطرق توفير، وتنفيذ إحتياجات كل بلدية، وكمواطن لن اعتبره فقط برنامج إنتخابي، ولكنني ساعتبره وثيقة، ساستخدمها كمستند إدانة إن فشلت.

-دعوكم من إستطلاعات الرأي، و"الأرزقية"، والثقة الزائدة في النفس، خلال عمل حملاتكم الإنتخابية، فهي التي اخذتنا تجاه الهاوية، إبان إنتخابات التشريعي عام 2006.

يستحضرني حالياً مشهد التنقل على الطريق السريع، بين محافظات مصر، ووجود بوابات تفصل بين كل محافظة وأخرى، حيث يقوم السائق بدفع رسوم عبور من خلال منافذ هناك، كي يتمكن من إجتيازها، الإنتخابات المحلية، هي أول ما سندفعه من أجل عبورنا، وتجاوزنا لهذه المرحلة السقيمة، وهي حق ديموقراطي، يجب على كل الألوان الفلسطينية، أن تُدرك تماماً، وتعمل أيضاً، على أن يتبعها إنتخابات رئاسية، وتشريعية، بعد أن نجتاز مرحلة الإنقسام السياسي الحالية، والتي سيكون أول مسمار في نعشها، نجاح إنتخابات المجالس المحلية.

اخر الأخبار