الإمارات وفلسطين ... بعد جغرافي لا يلغي التماهي

تابعنا على:   16:59 2016-07-01

فراس عبد الله

جسدت دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجا في تكريس مفهوم ومضمون التكافل والتكامل والدعم المفترض وجوده بين كافة الأقطار العربية, فدولة الإمارات ومنذ تأسيسها في ستينيات القرن الماضي استطاعت أن تشكل نموذجا حيا لما يجب أن تكون عليه الأمة العربية, من وحدة حقيقية شكلا ومضمونا, وإلغاء للحدود ونظام حكم واحد ونظام اقتصادي واجتماعي موحد.

ومن هنا كان انتماء دولة الإمارات لأمتها العربية, هذا الانتماء لم يكن مجرد شعارا يرفع, أو بوقا إعلاميا لأغراض سياسية ضيقة, ولكنه كان انتماءا تجسد في تقديم الدعم بكل أشكاله السياسية والاقتصادية والإعلامية لقضايا الأمة العربية, وفي مواجهة كافة الأخطار التي تعصف بعالمنا العربي من محيطه إلى خليجه.

وتشكل القضية الفلسطينية نموذجا لمدى الدور الذي تلعبه دولة الإمارات العربية في قضايا العالم العربي, هذا الدور انعكس في مستوى الدعم المتنوع وفي معظم المجالات في مسيرة الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه وتحرير أرضه من الاحتلال الإسرائيلي, ويسجل لدولة الإمارات أنها بكل حكامها بداية من مؤسسها الشيخ / زايد بن سلطان آل نهيان "رحمه الله" إلى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان, فإن دعمها المتواصل للقضية الفلسطينية لم يتوقف أو ينقطع لأي سبب كان, وبدون محاولة دولة الإمارات استثمار هذا الدعم أو المزاودة لكسب مواقف سياسية إقليمية, فدعم الإمارات انطلق من أصالة ونخوة عربية وكرم لا محدود, وانتماء أصيل للأمة العربية وقضاياها وآلامها.

وعلى الرغم من البعد الجغرافي بين فلسطين ودولة الإمارات العربية المتحدة, إلا أن هذا البعد لم يقف حائلا أو مانعا لعدم قيام الإمارات بدعم القضية الفلسطينية, ورغم أن هذا البعد الجغرافي كان يمكن استغلاله سياسيا وتقدير المبررات بعدم وجود دولة الإمارات على حدود التماس المباشرة للصراع العربي – الإسرائيلي, وعدم انعكاس نتائج هذا الصراع على دولة الإمارات بشكل مباشر, إلا أن دولة الإمارات كانت على قدر كبير من المسئولية والإحساس والتماهي القومي مع الشعب الفلسطيني, مما جعلها في مقدمة الدول الداعمة للشعب الفلسطيني وقيادته في معركته المقدسة لنيل حقوقه المشروعة وفق قرارات الشرعية الدولية.

لقد استطاعت دولة الإمارات العربية المتحدة أن تكون علامة مضيئة بمواقفها الداعمة وبشدة للشعب الفلسطيني, دعم اقتصادي وسياسي, سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي, دعم متواصل لا يخضع للمزاج السياسي وتقلباته, ولكنه ينطلق من ثبات الأخلاق العربية الأصيلة ومن عمق الانتماء الراسخ والإحساس القومي النقي الذي لا تشوبه شائبة.

دولة الإمارات حققت النموذج الحلم في الوحدة العربية, وليس غريبا عليها أن تحقق نموذجا آخر رائعا في دعم الشعب الفلسطيني, والإحساس بآلامه ودعم مسيرته بكل الوسائل, سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي, سواء على المستوى الإقليمي أو المستوى الدولي, شكرا من قلوبنا دولة الإمارات العربية المتحدة حكاما وقيادة وشعبا.

اخر الأخبار