تعقيبا على استقالة سليم النفار من جبهة النضال الشعبي

تابعنا على:   21:27 2016-06-30

شفيق التلولي'

لعل القاصي والداني يعلم مستوى العلاقة الحميمية التي تربطني بالصديق والزميل العزيز الشاعر سليم النفار؛ مما يترتب عليه التعقيب على استقالته من جبهة النضال الشعبي التي نحترمها ونقدر تاريخها الوطني الطويل ودورها النضالي الكبير مع الأخذ بعين الإعتبار بأن هذا التعقيب لا يعتبر تدخلا في الشأن الخاص للجبهة أو أي تداعيات حزبية لهذه الاستقالة، لكن صداقتي الكبيرة لسليم وزمالتي الأدبية له تجيز لي التالي:

أولا: على الرغم من شعوري بالحزن والأسى والأسف على الحالة الوطنية والفصائلية المقيتة التي أوصلت العزيز سليم إلى الإستقالة؛ لكنني أعتبرها خطوة جريئة يجب أن تتوقف عندهها مجمل مكونات الطيف الفلسطيني وتصويب مسارها بما يليق بتضحيات شعبنا الجسام.

ثانيا: أؤكد كصديق للنفار وككاتب وكعضو زميل في الإتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين بأن استقالته من حزبه لا تعني بالمطلق الإستقالة من مهامه الأدبية وخروجه من المشهد الثقافي وخاصة من عضويته في الأمانة العامة للإتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين؛ إذ أنه لا يزال على رأس عمله فيه، وما يحدد هذا الأمر هو المؤتمر العام للإتحاد الذي ينتخب أمانته العامة في محطته الدستورية، وظني بأن الاتحاد الذي انتخبه في مؤتمره الأخير لن يخسر هامة أدبية بحجم الشاعر سليم النفار.

ثالثا: أعتبر إستقالة الشاعر سليم النفار من جبهة النضال الشعبي خسارة حزبية للجبهة وخسارة وطنية للكل الفلسطيني؛ فهو قامة كبيرة على مستوى الأدب والإبداع والنضال الفلسطني، ومن أسرة مناضلة تنتمي إلى الشهيد الأب الفتحاوي مصطفى سليم النفار قائد عملية نهاريا الشهيرة.

إن ما أقدم عليه الشاعر المبدع سليم النفار لا يعتبر نزقا أو ترفا بقدر ما يعتبر قرارا جريئا وخطوة إيجابية في الإتجاه الصحيح لن تزيده إلا احتراما وتقديرا بين كل من عرفوه وأحبوه، بل وستكرس دوره الأدبي والثقافي؛ مما يشكل رافدا للحياة الإبداعية التي هي بأمس الحاجة لإنتاجه الشعري الباذخ؛ وبالتالي لا يضيق صدر الشاعر والإنسان سليم النفار:

" ضاق الزمانُ …

هنا سليمُ

لم تُشْفني من دائها بلدٌ ,

ولا انفضّتْ هنا من حولنا

حربٌ سمومُ

هو هكذا العمرُ انقضى

وتلبدت ْ في العقل أوهام ٌ ,

وشابَ القلبُ من حزنٍ مُقيمُ

لا رغبة ُ الماضي ,

تواسي جُرحها

في حاضر ٍ مهدورُ

لا حاضر ٌيأتيْ بأحلام الفتى :

وطناً … وأحباباً ,

على خُسر ٍ , وفي خُسر ٍ تدورُ

وخرافة ٌ …

تبني على أحلامنا :

ألقاً … تُعاضدهُ الجسورُ"

باقة محبة للصديق العزيز سليم النفار، وأمنيات بقادم أجمل شاعرنا البهي الصادق والصدوق.

 

والله من وراء القصد.

 

اخر الأخبار