التقرير الأسبوعي حول الانتهاكات الإسرائيلية في الأرض الفلسطينيــة (23– 29 يونيو 2016)

تابعنا على:   14:55 2016-06-30

أمد/غزة: واصلت قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي خلال الأسبوع الذي يغطيه التقرير الحالي (23/6/2016 – 29/6/2016)، انتهاكاتها الجسيمة والمنظمة لقواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة.  كما واصلت إفراطها في استخدام القوة المسلحة، وتحديداً في أراضي الضفة الغربية، بادعاء أن مواطنين فلسطينيين كانوا يحاولون تنفيذ عمليات دهس أو طعن ضد جنودها ومستوطنيها. وبالتوازي مع تلك الانتهاكات، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي سياسة الحصار والإغلاق، والاستيلاء على الأراضي وتهويد مدينة القدس، والاستمرار في  بناء جدار الضم (الفاصل)، والاعتقالات التعسفية، وملاحقة المزارعين والصيادين في اختراق واضح للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وفي ظل صمت من المجتمع الدولي، الأمر الذي دفع بإسرائيل وقوات جيشها للتعامل على أنها دولة فوق القانون.

وكانت الانتهاكات والجرائم التي اقترفت خلال الأسبوع الذي يغطيه هذا التقرير على النـحو التالي:

* أعمال القتل والقصف وإطلاق النار:

استمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي في اقتراف المزيد من جرائم حربها في الأرض الفلسطينية المحتلة، وأوقعت المزيد من الضحايا بين قتيل وجريح، فيما واصلت استخدام القوة المفرطة ضد المدنيين الفلسطينيين الذين يشاركون في المسيرات السلمية، ومعظمهم من الأطفال والفتية.  وخلال الأسبوع الذي يغطيه هذا التقرير، قتلت تلك القوات امرأة فلسطينية في مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية، وأصابت (43) مواطناً، بينهم امرأة واحدة في الضفة أيضاً، أصيب (40) منهم في المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة، فضلا عن إصابة (19) آخرين بكدمات ورضوض، من بينهم صحافيان، داخل المسجد الأقصى أيضا.  وفي قطاع غزة، استمرت قوات الاحتلال في استهداف الصيادين الفلسطينيين في عرض البحر، ولاحقتهم في مصادر عيشهم.

ففي الضفة الغربية، بتاريخ 24/6/2016، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة على مدخل مستوطنة “جفعات خارصينا”، شرقي مدينة الخليل، المواطنة المجد عبد الله الخضور، 18 عاماً، من سكان بلدة بيت عينون، شرقي المدينة.  قُتِلَت المذكورة عندما أطلق جنود الاحتلال النار بشكل كثيف تجاه مركبة من نوع “مازدا” تحمل لوحة تسجيل صفراء “إسرائيلية”، كانت تقودها.  وفي أعقاب تنفيذ هذه الجريمة، نشرت سلطات الاحتلال مقطع فيديو للحادثة، ادعت أن المواطنة الخضور حاولت الوصول بمركبتها إلى الموقف المخصص للركاب على مدخل المستوطنة المذكورة من أجل القيام بعملية دهس متعمدة.

وفي تاريخ 24/6/2016، أصيب شاب من مخيم الدهيشة، وذلك عندما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة الدوحة، غربي مدينة بيت لحم، وتجمهر عدد من الشبّان، وألقوا زجاجات حارقة تجاه آلياتها.  وعلى الفور رد جنود الاحتلال بإطلاق الأعيرة النارية وقنابل الغاز تجاههم، ما أسفر عن إصابة الشاب بعيار ناري في قدمه اليمنى.

وفي تاريخ 25/6/2016، أصيب مواطنان فلسطينيان عندما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة طولكرم، فتجمهر عدد من الفتية والشبّان، ورشقوا آلياتها بالحجارة والزجاجات الفارغة.  ردَّ جنود الاحتلال المتحصنون داخل آلياتهم المصفحة، بإطلاق القنابل الصوتية، وقنابل الغاز، والأعيرة النارية لتفريقهم، ما أسفر ذلك عن إصابة مواطنين بأعيرة نارية في الأطراف السفلى، أحدهما في الثانية والعشرين من عمره، والآخر في الخامسة والعشرين من عمره.

وفي مدينة القدس المحتلة، ففي تاريخ 26/6/2016، اقتحمت قوات خاصة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، المسجد الأقصى عبر باب المغاربة، لتأمين اقتحامات المستوطنين إليه.  تزامن ذلك مع تواجد عشرات المعتكفين في ساحات المسجد، وداخل المسجد القبلي.  أطلقت قوات الاحتلال القنابل الصوتية، والأعيرة المعدنية داخل المسجد القبلي، ما أسفر عن إصابة24  معتكفاً، نقل (7) منهم إلى مستشفى المقاصد في المدينة لتلقي العلاج.  أصيب (5) منهم بالأعيرة المعدنية وشظايا القنابل الصوتية، فيما أصيب (اثنان) بجراح في رأسيهما، وأصيب (17) بكدمات ورضوض جراء تعرضهم للضرب.

وفي تاريخ 27/6/2016، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الثاني على التوالي، المسجد الأقصى، وأنتشر أفرادها في ساحاته، بعد إغلاقهم أبواب المسجد القبلي بالسلاسل الحديدية ومحاصرة المعتكفين داخله، وقاموا بإخلاء المتواجدين بالقوة، وبخاصة الساحة المقابلة للمسجد القبلي، بعد أن قاموا بإطلاق الأعيرة المعدنية المغلفة بطبقة رقيقة من المطاط والقنابل الصوتية وغاز الفلفل.  تزامن ذلك مع تأمين وحماية 90 مستوطنا اقتحموا المسجد مستفزين مشاعر المتواجدين فيه.  وحسب ما أفادت به عيادات الأقصى فإن أكثر من 35 مصليا أصيبوا بالأعيرة المعدنية وشظايا القنابل الصوتية، وكان من بين المصابين مسؤولة ملف المؤسسات في حركة فتح – إقليم القدس، حيث أصيبت بعيار معدني.  وذكر شهود عيان أن قوات الاحتلال اعتدت بالضرب والدفع على الطواقم الصحفية التي تواجدت في ساحات المسجد، ما أدى لإصابة الصحفيين أحمد جرادات، وأسيد عمارنة بكدمات ورضوض.

وفي قطاع غزة، وفي إطار استهدافها لصيادي الأسماك الفلسطينيين في عرض البحر، ففي تاريخ 27/6/2016، فتحت زوارق الاحتلال الحربية المتمركزة قبالة منطقة السودانية غربي بلدة جباليا، شمالي القطاع، نيران رشاشاتها في محيط تواجد قوارب الصيادين الفلسطينيين، وقامت بملاحقتها.

وفي تاريخ 28/6/2016، فتحت زوارق الاحتلال الحربية المتمركزة قبالة منطقة السودانية أيضاً، نيران رشاشاتها بشكل كثيف في محيط تواجد قوارب الصيادين الفلسطينيين، وقامت بملاحقتها. أدى إطلاق النار لإعطاب محرك قارب صيد “لنش جر” وكشافات الإنارة ومولد كهربائي على سطح القارب.  هذا وتمكنت قوارب أخرى من سحب القارب حتى ميناء غزة البحري.

* أعمال التوغل والمداهمة:

استمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي في ممارسة أعمال التوغل والاقتحام، واعتقال المواطنين الفلسطينيين بشكل يومي في معظم محافظات الضفة الغربية، وبعض أجزاء من مدينة القدس الشرقية وضواحيها، حيث تقوم تلك القوات بتفتيش المنازل المقتحمة والعبث بمحتوياتها، وبث الرعب في نفوس سكانها عدا عن التنكيل بهم، واستخدام كلابها البوليسية في العديد من الاقتحامات.  وخلال الأسبوع الذي يغطيه التقرير الحالي، نفذت تلك القوات (40) عملية توغل على الأقل في معظم مدن وبلدات ومخيمات الضفة، فيما نفذت (5) عمليات اقتحام أخرى في مدينة القدس الشرقية المحتلة وضواحيها.  وخلال هذا الأسبوع اعتقلت قوات الاحتلال (55) مواطناً فلسطينياً على الأقل، من بينهم (18) طفلا، أعتقل (28) منهم، بينهم (15) طفلا في مدينة القدس المحتلة وضواحيها.

وخلال هذا الأسبوع، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى مرتين لتأمين دخول عشرات المستوطنين إليه، وأثناء محاولات المصلين المسلمين من منعهم، استخدمت قوات الاحتلال القوة ضدهم، وأوقعت عشرات المصابين في صفوفهم، فضلا عن اعتقال (20) مواطنا، معظمهم من الأطفال داخل المسجد، وعلى بواباته الخارجية.

* الحصار والقيود على حرية الحركة

واصلت سلطات الاحتلال الحربي الإسرائيلي فرض سياسة الحصار غير القانوني على الأرض الفلسطينية المحتلة، لتكرس واقعاً غير مسبوق من الخنق الاقتصادي والاجتماعي للسكان الفلسطينيين المدنيين، لتحكم قيودها على حرية حركة وتنقل الأفراد، ولتفرض إجراءات تقوض حرية التجارة، بما في ذلك الواردات من الاحتياجات الأساسية والضرورية لحياة السكان وكذلك الصادرات من المنتجات الزراعية والصناعية.

 ففي قطاع غزة، تواصل السلطات المحتلة إجراءات حصارها البري والبحري المشدد  لتعزله كلياً عن الضفة الغربية، بما فيها مدينة القدس المحتلة، وعن العالم الخارجي، منذ تسع سنوات متواصلة، ما خلف انتهاكاً صارخاً لحقوق سكانه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وبشكل أدى إلى تفاقم الأوضاع المعيشية لنحو 1،8 مليون نسمة من سكانه.  منذ عدة سنوات قلصت سلطات الاحتلال المعابر التجارية التي كانت  تربط القطاع بالضفة الغربية وإسرائيل من أربعة معابر رئيسية بعد إغلاقها بشكل كامل إلى معبر واحد” كرم أبو سالم”، جنوب شرق القطاع،  والذي لا تتسع قدرته التشغيلية لدخول الكم اللازم من البضائع والمحروقات للقطاع، فيما خصصت معبر ايرز، شمال القطاع لحركة محدودة جداً من الأفراد،  ووفق  قيود أمنية مشددة، فحرمت سكان القطاع من التواصل من ذويهم وأقرانهم  في  الضفة وإسرائيل، كما حرمت مئات الطلبة من الالتحاق بجامعات الضفة الغربية والقدس المحتلة.  أدى هذا الحصار إلى ارتفاع نسبة الفقر إلى 38،8% من بينهم 21،1% يعانون فقر مدقع، بينما ارتفعت نسبة البطالة في الآونة الأخيرة إلى 44% . وهذه نسب تعطي مؤشرات على التدهور الاقتصادي غير المسبوق لسكان القطاع.

وفي الضفة الغربية، تستمر قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي في تعزيز خنق محافظات، مدن، مخيمات وقرى الضفة الغربية عبر تكثيف الحواجز العسكرية حولها و/ أو بينها، ما خلق ما أصبح يعرف بالكانتونات الصغيرة المعزولة عن بعضها البعض، والتي تعيق حركة وتنقل السكان المدنيين فيها.  وتستمر معاناة السكان المدنيين الفلسطينيين خلال تنقلهم بين المدن، وبخاصة على طرفي جدار الضم (الفاصل)، بسبب ما تمارسه القوات المحتلة من أعمال تنكيل ومعاملة غير إنسانية وحاطة بالكرامة.  كما تستخدم تلك الحواجز كمائن لاعتقال المدنيين الفلسطينيين، حيث تمارس قوات الاحتلال بشكل شبه يومي أعمال اعتقال على تلك الحواجز، وعلى المعابر الحدودية مع الضفة

اخر الأخبار