لا حرمة لأقصانا في أواخر رمضان

تابعنا على:   13:48 2016-06-26

خالد معالي

هكذا إذن؛ تنتهك سلطات الاحتلال حرمة المسجد الأقصى المبارك؛ في أكثر الأيام حساسية وقدسية لدى 12 مليون فلسطيني، ومليار ونصف من المسلمين؛ وهي العشر الأواخر من شهر رمضان؛ متحدية الملايين الهادرة من جموع المسلمين؛ وكأنه لا وزن ولا وجود ولا اعتبار لهم ولا لحرمة مقدساتهم؛ في استخفاف واستهتار غير مسبوق.

اقتحام قوات من الشرطة ومجموعة من المستوطنين تقدر ب 14 مستوطنا؛ صباح اليوم الأحد، المسجد الأقصى، مطلقة قنابل الصوت، ما أدى إلى وقوع إصابات بين المصلين واعتقالات؛ هو مؤشر خطير على تدنيس الأقصى وتحدي سافر؛ له ما بعده.

جرت عادة الاحتلال أن تتوقف عمليات اقتحام المسجد الأقصى في العشر الأواخر، حيث شهد المسجد الأقصى اقتحامات شبه يومية من قبل مستوطنين، مع أيام شهر رمضان وما قبلها؛ الأمر الذي تسبب خلال الشهور الماضية باندلاع مواجهات عنيفة في الأراضي الفلسطينية؛ وتسبب باندلاع انتفاضة القدس.

عواقب السلوك الغير مسبوق؛ اتجاه المسجد الأقصى والمصلين المسلمين في شهر رمضان؛ لا تعني سوى أمرا واحدا؛ أن الاحتلال معني بحرب دينية لا تبقي على الأخضر ولا اليابس؛ كعادة اليهود بإشعالهم للحروب الدينية والعالمية؛ "كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ".

لو كان هناك اعتبار وخوف من أمة المليار ونصف من المسلمين؛ لما تجرأ الاحتلال على المس بأكثر الأماكن قدسية للمسلمين؛ ولكن الأمة هانت على نفسها؛ فاستهان بها الأعداء واسترخصوا مقدساتهم.

القدس والمسجد الأقصى لا يخص المسلمين لوحدهم؛ فهو يخص كل مسلم في العالم؛ والنكوص عن الدفاع عنه وفي رمضان أو غير شهر رمضان؛ يعتبر أمرا لا يمكن تبريره ولا قبوله، فالأقصى شهد حروب طاحنة سابقا؛ لحمايته قدم فيها المسلمين عشرات آلاف الشهداء لحمايته؛ وليس لتدنيسه.

لا يكفي الاستنكار وشجب ما يقوم به الاحتلال من تدنيس؛ وعدم احترام قدسية الأماكن المقدسة للمسلمين، فأكثر ما يسعد "نتنياهو" هو الشجب والاستنكار؛ الذي صار لغة الرد الوحيدة على اعتداءات الاحتلال؛ والتي لا تجدي نفعا بالمرة ولا تعطي نتيجة تذكر، سوى تغول الاحتلال وتشجيعه على مواصلة ممارساته العدوانية.

 الرد الصحيح على تدنيس المسجد الأقصى يكون بتحريره؛ وعدم ترك المقدسيين وحدهم في معركة الحفاظ عليه من الاحتلال، وحتى يحين موعد تحريره على الأقل يجب دعم المقدسيين والمرابطين فيه؛ وهو اضعف الإيمان في هذه المرحلة الصعبة.

على الأمة الإسلامية أن تخرج بمظاهرات صاخبة وقوية احتجاج على اقتحام المسجد الأقصى؛ ولكننا لا نشهد ولو مظاهرة واحدة ردا على الاقتحام الذي حصل صباح اليوم؛ وهو ما يشير إلى أن الأمة بحاجة إلى من يوقظها من سباتها ونومها العميق.

في كل الأحوال لن يدوم الاحتلال، وسيحرر المسجد الأقصى؛ وحتى ذلك اليوم؛ لا بد من العمل على أن يكون ذلك اليوم قريبا وليس بعيدا؛ وذلك بإطلاق الطاقات الخلاقة وتوحيدها في سبيل مواجهة الاحتلال الظالم.

  

اخر الأخبار