أبرز ما تناولته الصحافة العبرية 24/05/2016

تابعنا على:   12:03 2016-05-24

نتنياهو يطالب فرنسا بتنظيم لقاء بينه وبين ابو مازن، ومصر تعد للقاء قمة ثلاثي في القاهرة

في ظل رفض نتنياهو المتواصل لانعقاد مؤتمر السلام الدولي الذي بادرت اليه فرنسا، وادعائه بأن المفاوضات المباشرة فقط يمكنها ان تحقق السلام، بل ومطالبته لنظيره الفرنسي، باستبدال المؤتمر الدولي بقمة تجمعه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في باريس، كما تنشر "هآرتس" اليوم، تكتب "يديعوت احرونوت" عن مبادرة مصرية لعقد قمة ثلاثية بين عباس، نتنياهو والسيسي في القاهرة، بهدف احياء المفاوضات.

وجاء في تقرير "هآرتس" ان بنيامين نتنياهو ابلغ نظيره الفرنسي مانويل فالس، امس، استعداده لتفريغ جدول اعماله والسفر الى باريس منذ هذا الأسبوع للقاء عباس.

وقال نتنياهو في بداية اللقاء مع فالس ان "المفاوضات المباشرة هي الطريق الوحيد لتحقيق السلام. ولن نحقق ذلك في مؤتمر دولي بطابع الامم المتحدة، او بإملاءات دولية تقرر بشأن امننا. السلام يتحقق فقط في المفاوضات المباشرة، التي سيضطر فيها الفلسطينيون الى الحسم بشأن ما اذا كانوا يعترفون بدولة اسرائيل او يواصلون الامل باختفائها. نحن نريد حل الدولتين للشعبين، ودولة فلسطينية منزوعة السلاح تعترف بالدولة اليهودية".

وقال نتنياهو لفالس ان المبادرة الفرنسية لا تمنح الفلسطينيين محفزا على استئناف المفاوضات مع اسرائيل، وانما تفتح امامهم مسارا للامتناع عنه. "لا تجعلوا الفلسطينيين يتهربون من الحسم. اذا كنتم تريدون دفع السلام، فساعدوا على فتح مفاوضات مباشرة مع عباس. هناك مبادرة اخرى يمكن عقدها في باريس وتسميتها بالمبادرة الفرنسية، لكن الفارق هو انني سأجلس لوحدي ومباشرة مع الرئيس عباس في باريس".

واوضح نتنياهو انه سيكون مستعدا خلال لقاء كهذا لمناقشة كل المسائل المختلف عليها، وذكر مسائل الحدود، الاعتراف المتبادل، التحريض، اللاجئين والمستوطنات. لكنه لم يذكر مسألة القدس. وقال: "آمل ان تشجع الرئيس عباس على تقبل هذه المبادرة الفرنسية". واضاف: "هذا اقتراح مفتوح وآمل ان تدفعوه وامل من الفلسطينيين ان يدفعوه".

ورد فالس على نتنياهو قائلا بأنه سينقل الاقتراح الى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، واضاف: "كل ما يمكنه المساهمة في المفاوضات المباشرة نحن نؤيده". واكد انه جاء الى القدس كصديق لإسرائيل وكدولة يهمه امنها. وقال ان فرنسا معنية بدفع مؤتمر السلام وانه مستعد لتزويد نتنياهو بكل توضيح يطلبه بشأن المبادرة الفرنسية.

قمة في القاهرة

اما "يديعوت احرونوت" فتكتب انه في الوقت الذي يزور فيه رئيس الحكومة الفرنسية البلاد لدفع المبادرة الفرنسية لمؤتمر السلام الدولي، بدأ من وراء الكواليس في القاهرة، اعداد مبادرة سياسية مقابلة في محاولة لإحياء المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين.

وتجري في الأيام الأخيرة اتصالات دبلوماسية هامة بقيادة مصر في محاولة لتنظيم لقاء قمة بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي سيتوسط بينهما. وكما يبدو فان اللقاء سيعقد في القاهرة.

واكد مصدر فلسطيني رفيع هذا الأمر لصحيفة "يديعوت احرونوت"، امس، وقال "ان الاتصالات تجري بوساطة مصرية بهدف اجراء لقاء ثلاثي خلال الفترة القريبة". وعلى الرغم من ان هذه الجهود لم تنضج بعد الى حد التفاهمات، الا انه حسب الفلسطينيين، تتدخل كل الاطراف المعنية في الموضوع، ولم يقم احد بصد الباب امام اقتراح القمة.

وحسب تقديرات الجهات الفلسطينية، فان حقيقة وقوف الرئيس السيسي – الذي يعتبر صاحب تأثير كبير على القيادة الفلسطينية – وراء هذه المبادرة تزيد من فرص تحقيقها. وفي ضوء جوهر العلاقات الامنية القريبة بين القدس والقاهرة، يسود التقدير بأن اسرائيل ستجد صعوبة في رفض المبادرة المصرية – خاصة وان نتنياهو صرح مؤخرا بأنه مستعد لالتقاء ابو مازن واجراء مفاوضات مباشرة معه.

ورغم ان جهات رسمية مصرية رفضت تأكيد التقرير امس، الا انها لم تنكره. وقال مصدر مصري رفيع ان "مبادرة السيسي لعقد قمة بين نتنياهو وابو مازن في القاهرة، حتى خروج الدخان الأبيض، تبدو منطقية. من المهم ان نذكر بأن السيسي لم يتراجع عن خطته لإحياء العملية السلمية ومبادرة السلام العربية – حتى بعد التطورات الاخيرة في السياسة الاسرائيلية".

وكان الرئيس السيسي قد دعا، بشكل مفاجئ، في الأسبوع الماضي، اسرائيل والفلسطينيين للتوصل الى اتفاق سلام يضع حدا للصراع بينهم، واخد النتائج الايجابية لاتفاق السلام الإسرائيلي – المصري، كمثال. ورحب نتنياهو بالمبادرة وقال ان إسرائيل مستعدة للتعاون مع مصر ومع دول عربية لدفع العملية السلمية. مع ذلك، في اعقاب الاتصالات لضم ليبرمان الى الحكومة كوزير للأمن، رد المصريون بغضب. ورفض ديوان نتنياهو، امس، التعقيب على هذا التقرير.

تقرير جديد لمراقب الدولة يثير الشك بارتكاب نتنياهو لمخالفات جنائية

تناولت الصحف الاسرائيلية بعض ما يتوقع ان يتضمنه التقرير الجديد لمراقب الدولة المرتقب نشره بعد ظهر اليوم، والذي يثير الاشتباه بارتكاب نتنياهو لمخالفات جنائية.

وتكتب "هآرتس في هذا الصدد ان مراقب الدولة، يوسيف شبيرا، توصل الى ان سلوكيات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ومقربين منه، تثير الاشتباه بارتكاب مخالفات جنائية لعدد من القوانين التي تمنع موظفي الجمهور من الحصول على هدايا ورشاوى. وتتعلق الشبهات، ضمن امور اخرى، بتعيينات مزدوجة وحرف التمويل المالي، وعدم الوضوح بشأن اجراء الحساب مع شركة الطيران "ال-عال" بشأن استخدام عائلة نتنياهو لنقاط استحقاق للدولة واستغلالها لرحلات خاصة.

وجاء من وزارة القضاء، ردا على سؤال حول تحويل استنتاجات المراقب الى المستشار القانوني السابق للحكومة يهودا فاينشتاين، والمستشار الحالي ابيحاي مندلبليت، انه "يجري فحص المواد". وتعمل في فحص البيانات او التحقيق السري، طواقم في نيابة لواء القدس والوحدة القطرية للتحقيق في قضايا الخداع، بإشراف المحامي اوري كوريب، احد المدعين البارزين في ملفات رئيس الحكومة السابق، ايهود اولمرت، والضابط كورش بار نور. وحسب الرواية الرسمية للشرطة، فانه "لا يجري تحقيق علني يشمل استدعاء شهود".

وسيجري بعد ظهر اليوم، تقديم تقرير مراقب الدولة للعام 2015، الى رئيس الكنيست يولي ادلشتين، ومن ثم سيجري نشره رسميا في الساعة الرابعة. وتعتمد قاعدة أدلة الشبهات الجنائية، على التقرير، لكنه لا يشملها لكي لا يتم كشفها، والتسبب بتشويش التحقيق. ويصف التقرير نشاطات يرفضها المراقب بشكل مطلق، لكنها لا تصل حد المخالفة الجنائية على حد رأيه.

وجاء من نتنياهو انه لا يعرف عن أي ادعاء بشأن شبهات جنائية وان كل نشاطاته سليمة.

وتتعلق الشبهات بالفترة التي شغل نتنياهو خلالها منصب وزير المالية في سنوات 2003 – 2005، وفترة اجراء المراقبة لرحلاته مع زوجته واولاده.

يشار الى ان القانون يمنع الاقتباس من التقرير قبل نشره، لكن مكتب المراقب سمح بنشر بيان صباح اليوم بشأن الفصل الخاص بتمويل رحلات نتنياهو. ويوضح البيان الفارق بين التقرير والشبهات الجنائية. وجاء في بيان المراقب انه تم فحص "سفريات نتنياهو في اطار مهامه الرسمية وسفر ابناء عائلته معه الذي تم تمويله من قبل جهات خارجية بينها جهات شخصية؛ ومصروفات مدير مكتب رئيس الحكومة، واخفاقات في اجراءات تقديم طلبات لسفر الوزراء الى الخارج والمصادقة عليها من قبل الحكومة". وقال شفيرا ان سفر نتنياهو وابناء عائلته بتمويل من جهات خارجية خلال فترة شغله لمنصب وزير المالية يشذ عن الشروط المحددة في هذا المجال، والامر قد يظهر امكانية تلقي رشوة او حدوث  تناقض للمصالح. نتنياهو لم يتوجه الى لجنة الهدايا او اللجنة المكلفة بالتصريح لكي تفحص ما اذا كان الحصول على التمويل الخارجي يعتبر رشوة او هدية ممنوعة".

ويمكن لبعض الشبهات المشار اليها ان تذكر بملفات ايهود اولمرت: تلقي اموال من مقربين، بما في ذلك اموال نقدية بمغلفات، وتمويل مزدوج للسفريات الى الخارج. ويشتبه مكتب المستشار بان التمويل الخارجي من قبل جهة ترتبط بدولة اسرائيل من دون الحصول على تصريح بذلك، استخدم ايضا لتسديد ديون تراكمت من رحلات سابقة.

ويسود الاشتباه ايضا، بأنه تم في مكتب نتنياهو تعيين موظفين في سلك خدمات الدولة، كانت مهمتهم الأساسية العثور على ممولين للسفريات وتسديد الديون.

ويشير المراقب الى تباطؤ المستشار القضائي السابق للحكومة في معالجة المواد التي تم تحويلها اليه، الامر الذي سمح للمشبوهين بالاستعداد للتحقيق والتأثير على نتائجه. ويكتب في بيانه انه في كانون الاول 2012 تم تحويل مواد تتعلق بتمويل رحلات نتنياهو الى الخارج، لكن المستشار قام بعد 21 شهرا فقطـ، في ايلول 2014، بإعلان أنه "لم يتم التوصل الى وجود مكان لفتح تحقيق بشبهة ارتكاب مخالفة جنائية من قبل نتنياهو". لكن شفيرا واصل المراقبة في هذا الموضوع، وخلال ذلك ظهرت مسائل اخرى تثير الاشتباه بارتكاب مخالفات جنائية. وعليه قام شفيرا في ايار 2015 بتحويل مواد اخرى الى المستشار السابق، الذي انهى ولايته في شباط الماضي.

المفاوضات مع ليبرمان تواجه مصاعب يتوقع الليكود التغلب عليها اليوم

كتبت "هآرتس" ان مفاوضات توسيع الائتلاف الحكومي واجهت مصاعب، امس، واعلن رئيس اسرائيل بيتنا، افيغدور ليبرمان ان الاتصالات مع وزارة المالية في موضوع ضمان مخصصات التقاعد للمهاجرين من الاتحاد السوفييتي سابقا، وصلت الى باب موصد، واوضح بأنه لا ينوي المساومة عليها. واستؤنفت المفاوضات في وقت لاحق، واجرت الاطراف محادثات ليلية في محاولة لحل ازمة. وقال الوزير المسؤول عن المفاوضات من قبل الليكود، ياريف ليفين، امس، ان الفجوات هامشية. وفي المقابل يطالب رئيس البيت اليهودي، نفتالي بينت باجراء تغييرات في شكل عمل المجلس الوزاري الامني – السياسي.

وقدروا في الائتلاف، امس، بانه سيتم حل الخلافات قريبا. وقال رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، خلال اجتماع لكتلة الليكود، انه "في المفاوضات هناك دائما صعود وهبوط، دائما توجد ازمات وتفجيرات، لا شيء ينهار، هذا يحتاج الى وقت. اقترح عدم فقدان الأمل". وحسب مصدر في الليكود "لن يفاجأ أحد اذا ما تم تحديد موعد توقيع الاتفاق بشكل متزامن مع موعد نشر تقرير مراقب الدولة حول نتنياهو، من اجل حرف الأنظار عنه".

وعقد نتنياهو، صباح امس، جلسة عاجلة في محاولة لحل ازمة مخصصات التقاعد، التي كانت شرطا اساسيا طرحه ليبرمان للانضمام الى الحكومة.

وطلب وزير المالية موشيه كحلون رفض مطالب ليبرمان بادعاء ان تقبلها سيميز ضد قطاعات اخرى من المواطنين. وبعد اللقاء قال ليبرمان ان "رئيس الحكومة ووزير المالية كانا يعرفان منذ اللحظة الأولى ما هي المطالب، والاصرار على قلب الامور فجأة يمنح شعورا غير جيد بتاتا". وحسب اقواله "لقد اكدنا طوال الوقت اننا لا نتوقع الحصول على 100% من مطالبنا. تنازلنا في موضوع الدين والدولة وعقوبة الاعدام للمخربين، لكننا لن نساوم في مسألتين اساسيتين – الأمن والاصلاحات في مخصصات التقاعد".

وقال ليبرمان: "انا لا ادير مفاوضات. انا انتظر اقتراحا جيدا. كل ما تلقيناه حتى الآن لم يكن مقبولا علينا". وردا على ذلك قال وزير المالية موشيه كحلون، انه على الرغم من رغبته بانضمام اسرائيل بيتنا الى الائتلاف، الا انه لا ينوي التراجع عن موقفه في هذا الموضوع. وقال خلال جلسة كتلته: "هذا المال سيحظى به الجميع – اليهود والعرب والمسنين والشبان وقدامى المواطنين والمهاجرين، وعندما يحصل قطاع معين ولا يحصل قطاع آخر على المال، فهذا يعتبر وصفة مضمونة لتعميق الفجوات ولن نسمح بذلك. الاقتراح الذي قدمناه لإسرائيل بيتنا كان عادلا، وبالنسبة لنا هذا هو الاقتراح المطروح على الطاولة". وقال مصدر في الليكود ان الحزب الحاكم يشارك في مطلب كحلون بأن لا يتوقف الحل في مخصصات التقاعد على المهاجرين من الاتحاد السوفييتي السابق فقط.

في خضم ذلك سعى ليبرمان، امس، الى الاعتذار عن الاتهامات التي وجهها الى نتنياهو في الآونة الأخيرة، وقال انه "في ظل الحماسة السياسية تقال امور زائدة. انا اعتذر عن كل ما قلته، حتى لو لم نستكمل المفاوضات. لست كاملا".

من جانبه قال نفتالي بينت انه سيدعم توسيع الائتلاف وتعيين ليبرمان وزيرا للأمن شريطة ان يقوم نتنياهو بإجراء سلسلة تغييرات في شكل عمل المجلس الوزاري السياسي – الأمني. ومما يطالب به بينت تعيين سكرتير عسكري خاص بأعضاء المجلس الوزاري، واجراء جولات ميدانية وايصال المعلومات الاستخبارية الى الوزراء.

وعرض بينت مطالبه هذه كعبرة استخلصها من الاخفاقات في عمل المجلس الوزاري المصغر خلال عملية الجرف الصامد وحرب لبنان الثانية. وقال: "اعضاء المجلس الوزاري المصغر لم يطلعوا على المعلومات الاستخبارية النوعية، ولم يتم تأهيلهم كما يجب لمهامهم، ولذلك لم يؤدوا واجبهم كما يجب في ساعة الاختبار كمسؤولين عن الجيش". واضاف بينت، خلال اجتماع لكتلة حزبه، انه طرح الموضوع عدة مرات امام نتنياهو، لكنه لم يتقدم أي شيء، ولذلك، قال: "قمت بتحويل طلب الى رئيس الحكومة، امس، بتطبيق خطة لإصلاح الاخفاقات في المجلس الوزاري المصغر". وقال بينت: "لا نطالب بمنصب ما ولا نطالب بميزانية، نريد فقط الحفاظ على حياة مواطني اسرائيل".

وقال الوزير ياريف ليفين معقبا: "نحن لا ندير مفاوضات جديدة حول فتح الاتفاقيات الائتلافية مع أي شريك، خاصة البيت اليهودي. بيان البيت اليهودي يمس بالقدرة على استكمال توسيع الحكومة، واتوقع من قادته التصرف بالمسؤولية المطلوبة. من المناسب ان يجري النقاش المتعلق بالمجلس الوزاري المصغر، داخل المجلس".

نتنياهو يكرر  دعوته لهرتسوغ

الى ذلك عاد نتنياهو، امس، ودعا رئيس المعسكر الصهيوني يتسحاق هرتسوغ للانضمام الى الائتلاف. وقال في خطاب القاه خلال جلسة خاصة عقدتها الكنيست بمناسبة يوم هرتسل، انه يطمح الى تشكيل حكومة واسعة قدر الامكان. والقى هرتسوغ خطابا بعده تطرق فيه الى المفاوضات التي اجراها مع نتنياهو، وقال: "اخترت المخاطرة بمكانتي السياسية وفتحت الباب لتغيير حاضرنا ومستقبلنا جميعا. انا اعرف بأنني تسببت بالخيبة للكثيرين من انصاري، لكنني قررت رغم ذلك محاولة منح فرصة لهذه المسألة، لكن نتنياهو صد الباب امام التغيير وتحول الى اسير في ايدي مجموعة سياسية خطيرة ومتطرفة".

ثم توجه الى نتنياهو قائلا: "يؤسفني سيد نتنياهو، انك اخترت مرة اخرى التلاعب. يؤسفني انك اوصدت الباب، يؤسفني انك اخترت اهمال مصلحة الدولة لصالح مصالحك السياسية الضيقة. "التويتر" قد يذكرك بالخير، لكن التاريخ لن يفعل".

وبعد انتهاء خطاب هرتسوغ عاد نتنياهو فجأة الى المنصة ورد عليه: "النائب هرتسوغ، لم اغلق الباب. الباب مفتوح. توجد فرصة لتوحيد الشعب، توجد فرصة لدفع المصالحة القومية، وفرصة لدفع اتفاق اقليمي. انا ادعوك ورفاقك الى عدم تفويت الفرصة والانضمام الى الجهد القومي من اجل هذه الأهداف".

الى ذلك تكتب "يسرائيل هيوم" انه يزداد التوتر في حزب العمل، ويسود التخوف من تحول اجتماع مؤتمر الحزب، المتوقع عقده خلال الاسبوعين القريبين، الى "حلبة صراع" بين المعسكرات المختلفة في الحزب، لأنه سيطرح على الجدول، اقتراح رئيس الحزب يتسحاق هرتسوغ بعدم اجراء الانتخابات الداخلية لرئاسة الحزب قبل مطلع 2018، بينما يطالب المعارضون بانتخاب رئيس جديد للحزب خلال عدة أشهر.

اسقاط مقترحات بحجب الثقة

وتكتب "يسرائيل هيوم" ان الائتلاف الحكومي اسقط خلال اليوم الاول من الدورة الصيفية للكنيست، امس، اربعة اقتراحات بنزع الثقة عن الحكومة، قدمتها كتل المعارضة. وقد تغيب رئيس واعضاء حزب "إسرائيل بيتنا" عن التصويت، كما تغيبت النائب اورلي ليفي اباكسيس، التي استقالت من "اسرائيل بيتنا".

وتم اسقاط اقتراح المعسكر الصهيوني بغالبية 55 نائبا مقابل 48. كما تم اسقاط اقتراحات القائمة المشتركة وميرتس ويوجد مستقبل بنسب متشابهة.

القرا يطالب بوزارة

في سياق مشاكل نتنياهو مع كتلته، تكتب "يسرائيل هيوم" انه وقعت مواجهة بينه وبين نائب الوزير ايوب القرا، خلال جلسة كتلة الليكود، امس، على خلفية توزيع بعض المناصب الجديدة بين اعضاء الكتلة في الكنيست، حيث طالب القرا بتعيينه وزيرا.

وتم تعيين النائب يوآب كاش رئيسا للجنة الكنيست، والنائب عنات باركو رئيسا للجنة الفرعية لشؤون الأجهزة السرية في لجنة الخارجية والامن، والنائب افي ديختر رئيسا للجنة الخارجية والأمن. وتم تعيين هنغبي بمنصب وزير بلا حقيبة. وحسب تقسيم الحقائب في الحكومة، فانه يحق لليكود منصبا وزاريا آخر بعد استقالة يعلون. وقال ايوب القرا خلال الجلسة انه يستحق الجلوس حول طاولة الحكومة لأن نتنياهو وعده بذلك في بداية الدورة الحالية للحكومة. وخلال الجلسة اتهم القرا نتنياهو بأنه لا يسلمه حقيبة وزارية فقط لأنه درزي، ثم قام وغادر القاعة.

واجتمع نتنياهو بعد الظهر مع النائب ميكي زوهر، كما يبدو على خليفة انباء عن نية زوهر الاستقالة من الكنيست بسبب عدم تعيينه لرئاسة الائتلاف. ووافق زوهر خلال اللقاء على اعادة التفكير بمواصلة عضويته في الكنيست، لكنه في حال استقالته ستحل مكانه المحامية هيلا مارك. وفي المقابل ينضم الى كتلة الليكود غدا يهودا غليك الذي يدخل الى الكنيست بسبب استقالة يعلون. وكان غليك قد دخل امس الى الحرم القدسي، ما اثار غضب نتنياهو الذي وبخه خلال جلسة الليكود امس وطلب منه ان لا يكرر ذلك بعد اليوم.

ليبرمان سيصوت ضد مشاريع قوانين بادر هو اليها

وتكتب "هآرتس" في خبر منفرد يتعلق بالمفاوضات الائتلافية، ان حزب اسرائيل بيتنا، بزعامة ليبرمان، سيلتزم في الاتفاق الائتلافي بدعم اعادة القوانين في موضوع الدين والدولة الى ما كانت عليه في 2012، قبل تشكيل الحكومة السابقة. وسيطلب من ليبرمان الزام اعضاء كتلته على التصويت ضد قوانين كان ينوي هو تقديمها، ومن بينها حلف الزواج. كما سيلتزم ليبرمان بدعم كل بنود الاتفاقيات الائتلافية الموقعة مع الاحزاب الدينية، بما في ذلك الغاء واجب تعليم المواضيع الأساسية في مدارس المتدينين كشرط للحصول على ميزانيات رسمية. كما سيدعم الحزب الغاء اصلاحات التهويد وتجنيد المتدينين التي تم دفعها في الكنيست السابقة.

وحسب الاتفاق سيكون على ليبرمان اقناع نواب كتلته بالتصويت ضد كل قانون يتعلق بالدين والدولة اذا لم يكن مقبولا على الاحزاب الدينية الشريكة في الائتلاف، ما يعني انه ستنشأ حالة سيضطر فيها هو ورفاقه الى التصويت ضد قوانين بادروا هم اليها. ولا يمكن لنواب الكتلة الامتناع عن التصويت او التغيب عنه.

الشرطة نكلت به والمحكمة تفرض عليه الحبس المنزلي!

تكتب "هآرتس" ان المحكمة اطلقت، امس، سراح ميسم ابو القيعان (19 عاما) من حورة، الذي تعرض الى اعتداء من قبل قوة من الشرطة بالقرب من ساحة رابين في تل ابيب، امس الأول. ووافقت المحكمة على طلب محامي ابو القيعان واطلقت سراحه بشروط مقيدة، منها ابعاده عن المدينة، فيما بدأت وحدة التحقيق مع افراد الشرطة "ماحش" بجمع افادات من المواطنين الذين كانوا شهودا على حادث الاعتداء، تمهيدا للتحقيق مع افراد الشرطة تحت طائلة التحذير.

وفي حديث مع الصحفيين امس، نفى ابو القيعان ان يكون قد هاجم قوة الشرطة، وقال ان افراد الشرطة هاجموه بعنف ونعتوه بالعربي القذر. وقال: "الشرطي لم يكن بالزي الرسمي، واظهر لي بطاقة لكنني لم اصدق. بعد ذلك جاء مع اشخاص اخرين وبدأوا بدفعي وضربي. لم اضرب احد. انا لا اضرب الشرطة. هي يجب ان تدافع عنا، لماذا يجب ان اضرب شرطيا يدافع عني؟"

وحول اتهامه بعض احد افراد الشرطة قال ابو القيعان "ان احدهم وضع يده في فمي، وقالوا انني قمت بعضه". واضاف بأن الشرطة منعت عنه العلاج الطبي ولم تسمح له بالتحدث مع اسرته. وقال انه لن يرجع للعمل في تل ابيب.

وكان ابو القيعان يعمل خلال الاشهر الثلاث الأخيرة في فروع بورغر كينغ وسوبر يودا في تل ابيب، واقام في شارع الروزوروف في المدينة. وتم الاعتداء عليه يوم الاحد بالقرب من المتجر الذي يعمل فيه. وكتب ايرز كريسفين، الذي كان شاهدا على الحادث، على صفحته في "فيسبوك": "عامل عربي في سوبر يودا خرج لالقاء النفايات، فاقترب منه شخص يرتدي سروالا قصيرا، وقال له "اعطني هويتك". وقبل ان ينهي العامل قوله ان البطاقة في الداخل، تلقى ضربات قاتلة". ويظهر افراد الشرطة في شريط التقطته كاميرات الحراسة، وهم يضربون ابو القيعان حتى بعد سقوطه على الأرض. وفي نهاية الامر وصلت دورية شرطة الى المكان وقامت باعتقاله.

محامو الجندي القاتل يدعون التمييز ضده

كتبت "هآرتس" ان الجندي اليؤور ازاريا، المتهم بقتل فلسطيني في الخليل، نفى التهم الموجهة اليه. وفي رد طاقم الدفاع عنه على لائحة الاتهام في المحكمة العسكرية، تم الادعاء بأنه ليس من المؤكد ان النيران التي اطلقها ازاريا هي التي قتلت الفلسطيني. كما يدعي محاموه انه في حالات مشابهة وقعت سابقا اكتفت سلطات القانون بالتوبيخ فقط، ولذلك اعتبروا ان تقديم موكلهم الى المحاكمة ينطوي على تمييز.

واشار المحامون، كمثال، الى حادث اطلاق النار على شاب فلسطيني (17 عاما) من قبل قائد لواء بنيامين العقيد يسرائيل شومير، اثر قيام الشاب برشق سيارته بالحجارة، وقيام متطوع في الشرطة بإطلاق النار على مخرب في يافا في وقت سابق من هذه السنة. وحسب اقوالهم فانه لم يتم في هاتين الحالتين محاكمة مطلقي النار، ولذلك تعتبر لائحة الاتهام ضد ازاريا مرفوضة وانتقائية. ورد المدعي العسكري المقدم نداف فايسمان على هذا الادعاء قائلا ان الاحداث غير متشابهة وانه في حالة ازاريا من الواضح ويجب محاكمته.

وعقب وزير الامن الموعود افيغدور ليبرمان على القضية، امس، وقال: "يجب تمكين الجهاز من العمل بدون ازعاج. وسنتقبل كل قرار. ازعجني تحديد استنتاجات قبل ان تحدد المحكمة". ويشار الى ان ليبرمان كان قد حضر الى المحكمة في السابق واعرب عن دعمه للجندي.

وحسب المحامي ايلان كاتس، فانه "عندما يقف على رأس الجهاز شخص اعرب عن رأيه في الموضوع سابقا (ليبرمان)، فمن الواضح ان النيابة ستنظر الى الاعلى. انا اومن ان النيابة ستعمل الان بتوتر اقل".

قتل فلسطينية قرب جبعات زئيف

ذكرت "هآرتس" ان شرطة حرس الحدود، قتلت امس، فلسطينية بالقرب من مستوطنة جبعات زئيف، بعد محاولتها تنفيذ عملية طعن قرب الحاجز. وقالت الشرطة ان التحقيق يبين بأن الفلسطينية وصلت عند الساعة الثانية والنصف الى حاجز راس بدو، قرب المستوطنة، واثارت اشتباه افراد شرطة حرس الحدود المرابطة على الحاجز، فقاموا بتفعيل نظام اعتقال مشبوه، لكن الفلسطينية واصلت التقدم نحو الجنود واستلت سكينا من حقيبتها فاطلقوا عليها النار.

وقال قائد المعبر، الرائد (ن): "فهمت على الفور ان المقصود عملية. يقظة المحاربين بلا شك انقذت حياة المحارب الذي تواجد الى جانبي".

عائلة مقدسية تدعي وفاة ابنها في السجن جراء ضربه

تكتب "هآرتس" انه عثر في الاسبوع الماضي على معتقل فلسطيني من القدس المحتلة ،ميتا في السجن، بعد التحقيق معه في محطة شرطة القدس. وقد عثر على اشرف راشق (36 عاما) ميتا في محطة نفيه يعقوب في شمال القدس، التي سبق واستدعي اليها للتحقيق في شكوى قدمتها زوجته، المتواجدة في مؤسسة للنساء المضروبات. وتدعي الشرطة ان راشق انتحر وانه قام بكسر المصباح في غرفة الاعتقال وقطع شرايينه.

لكن ابناء عائلة راشق يرفضون هذا الادعاء وقالوا انهم على اقتناع بان شقيقهم مات جراء ما تعرض له من ضرب خلال التحقيق، وان الكدمات الظاهرة على جسمه تثبت ذلك. وقال شقيقه شريف ان العائلة تنتظر الان نتائج التحقيق، مشيرا الى ان "اشرف استدعي للتحقيق في 16 ايار، فذهبت معه امه، وهناك صرخت به شرطية "هل انت ولد صغير لتحضر امك معك"، وقاموا بطرد الوالدة فلحق بها اشرف، وعندها هجم عليه افراد الشرطة وضربوه وصعقوه بمسدس كهربائي. وقد شاهدت الام ذلك واخذت تصرخ. وفي اليوم التالي اتصلوا بها من الشرطة وطلبوا منها الحضور الى هداسا مع اولاده، وهناك فقط ابلغوها بأنه مات".

مقالات

وجه الحكومة

تكتب "هآرتس" في افتتاحيتها الرئيسية، ان الاعتداء الوحشي على ميسم ابو القيعان من حورة، الذي يعمل في متجر في تل ابيب، يعكس اجواء العنف العام ازاء العرب في اسرائيل، لكنه، اكثر من ذلك، يثبت السياسة العنيفة والخطيرة التي تقودها الحكومة، ايضا بواسطة اذرعها القانونية.

لقد تعرض ابو القيعان، امس الأول، الى اعتداء خطير من قبل ثلاثة من شرطة حرس الحدود الذين تجولوا بدون زي رسمي في منطقة ساحة رابين. هؤلاء شاهدوا الشاب يخرج من المتجر الذي عمل فيه، وتوجهوا اليه طالبين ابراز هويته، لأنهم اعتقدوا بأنه ماكث غير قانوني. ورفض العامل ابراز هويته فبدأوا بضربه.

ووصف شاهد عيان تواجد في المكان ما حدث على صفحته في فيسبوك: "عامل عربي في سوبر يودا، خرج لالقاء النفايات، فاقترب منه شاب يرتدي سروالا قصيرا وقال له: "أرني هويتك". فأجاب العامل: الهوية في الداخل. من أنت؟ ولم يكد ينهي كلماته حتى تعرض الى ضربات قاتلة من قبله ومن قبل صديق كان معه. ضربات لم تشاهدون مثلها في حياتكم. اسنان تطايرت في الهواء. العربي محطم".

ولم ينته الظلم الذي تعرض له ابو القيعان بذلك. فقد اعتقل حين كان في المستشفى، في الوقت الذي لم تعتقل فيه الشرطة المعتدين. صحيح ان المحكمة امرت بعدم تمديد اعتقاله، رغم طلب الشرطة، لكنه اطلق سراحه وفرض عليه الاعتقال المنزلي وابعاده عن تل ابيب. هكذا في الواقع المشوه، يتحول الضحية الى مجرم، والمجرم هو جزء من منظومة الحفاظ على القانون.

هذا تشويه، ولكنه طبيعي في الدولة التي يتصل فيها رئيس الحكومة دعما لعائلة الجندي الذي اطلق النار على مخرب فلسطيني يلفظ انفاسه، خلافا لنظم فتح النيران، ويتحول الجندي الى بطل في اعين الكثيرين؛ في دولة يتم فيها اقصاء وزير الامن الذي يدافع عن انظمة فتح النيران، واستبداله بمن تظاهر من اجل تسلل الفوضى والوحشية الى صفوف الجيش؛ في الدولة التي يصرح فيها شخص رفيع في المعارضة، والذي يفترض فيه عرض بديل سلطوي، بأنه يجب اطلاق النار على كل من يحمل مفك. هذا طبيعي في دولة تمارس العنف ضد الفلسطينيين وراء الخط الاخضر كأمر اعتيادي، وتدفع معايير التمييز المؤسساتي والشعبي في اراضيها. ليس صدفة ان عملية التنكيل التي تعرض لها ابو القيعان تم تنفيذها من قبل الشرطة. هذا هو وجه السلطة والحكومة في اسرائيل.

افراد شرطة حرس الحدود الذين ضربوا ابو القيعان، لم يرتدوا الزي الرسمي، لكنهم مثلوا السلطة. وحتى الان لم يجد أي شخص من قادة الدولة، وعلى رأسهم رئيس الحكومة، من المناسب فتح فمه وشجب ما حدث. باستثناء تحقيق "ماحش" المطلوب، يجب ان يشكل حادث الاعتداء على ابو القيعان صدمة لكل مواطن في اسرائيل. هذه هي اعراض الكارثة التي تقود الحكومة المواطنين اليها.

الخيار الثالث – حرب اهلية

يكتب شاؤول اريئيلي، في "هآرتس"، انه في وعي الجمهور الاسرائيلي والعربي والمجتمع الدولي ترسخ الاعتقاد بأن الطرفان، الاسرائيلي والفلسطيني، يمضيان بالضرورة نحو الحسم حسب امكانيتين: دولة واحدة، او دولتين للشعبين. لكن تطبيق كل واحدة من هاتين الامكانيتين لا يمكن ان يكون استمرارا طبيعيا للواقع، بسبب الفارق الجوهري والمبدئي بينها وبينه. تطبيقهما يحتم الاستعداد القومي بحجم اقامة دولة. حكومة بنيامين نتنياهو، التي تتهرب منذ عقد زمني من الحسم وتمتنع عن الاستعداد المطلوب، تقود الاطراف نحو البديل الثالث، المأساوي في أساسه.

تطبيق فكرة الدولتين يحتم الاستعداد القومي الذي يكلف موارد ضخمة، لمواجهة المحاولة التي جرت خلال 50 سنة لشطب الخط الأخضر ولتغيير الواقع الديموغرافي في الضفة الغربية. على الرغم من ان هذه المحاولة لم تحقق الهدف السياسي – خلق ظروف لضم الضفة دون المس بالرؤية الصهيونية لدولة ديموقراطية ذات اغلبية يهودية – الا انها نجحت بتحديد حقائق في مجالات كثيرة.

الاستعداد لإمكانية اقامة الدولتين يفترض ان يشمل، من جملة امور اخرى، اخلاء قسم من المستوطنين واستيعابهم في اسرائيل، واعداد القدس لتكون عاصمتين، من خلال التركيز على نظام موحد في الاماكن المقدسة، تدخل آلية دولية لتسوية مسألة اللاجئين، الانفصال الاقتصادي، الممر بين قسمي الدولة الفلسطينية، اقامة حدود جديدة ومنظومة شوارع ومعابر، اعادة انتشار الجيش وخطة لإدارة فترة الانتقال بين توقيع الاتفاق والوضع الدائم.

اصرار نتنياهو على الغاء المعايير المعروفة لترسيم الحدود المتفق عليها، وعدم التجاوب مع اقتراح الفلسطينيين بالاتفاق اولا على الحدود، يمنع الفلسطينيين، ايضا، الذين يعانون من قدرات سلطوية محدودة، من اعداد خارطة هيكلية تتفق مع الحدود المستقبلية لدولة فلسطين.

الاستعداد لدولة واحدة يعتبر اصعب. فيما يلي اربع تحديات، لم يبد انصار الدولة الواحدة وارض اسرائيل الكاملة رأيهم فيها: اسرائيل لن تتمكن من الامتناع عن ضم قطاع غزة بالإضافة الى الضفة، اذا وافق الفلسطينيون على دولة واحدة. التحدي الاخر يتعلق بحسم اهداف الجيش وطابعه، وطابع اجهزة الامن الاخرى. استيعاب السلطة الفلسطينية ذات الطابع المناسب لدول العالم الثالث، في الاقتصاد الاسرائيلي العضو في الدول المتطورة، سيحتم الاستعداد في مجالات التعليم، الصحة، الرفاه وغيرها. واخيرا، سيكون على الدولة الواحدة مواجهة استيعاب جزء من اللاجئين الذين سيعودون الى اراضيها.

تقديس الوضع الراهن من قبل نتنياهو، ما يضمن له البقاء السياسي كرئيس للحكومة، من المؤكد انه ليس خطة استعداد. وكذلك الامر بالنسبة لأفكار الضم الجزئي التي يطرحها نفتالي بينت، والتي تفتقد الى أي احتمال سياسي، امني، عملي وقانوني.

البديل الثالث يتطور في اعقاب غياب الحسم السياسي. هذا البديل هو استمرار مباشر للواقع القائم، والذي يمكن ان يتم فرضه على اسرائيل في ظروف معينة، تنهار فيها السلطة الفلسطينية وينهار جهاز المعيشة في غزة، ويندلع العنف مجددا وتتكاثف اذرع العرب في إسرائيل مع الفلسطينيين. يصعب رسم الخطوط العريضة لهذا البديل بشكل واضح، لكنه يمكن التحديد بأنه سينطوي على طابع الحرب الاهلية: فوضى سلطوية جزئية، في اعقاب التوتر المتزايد بين القيادة الامنية ووزراء الحكومة، عنف على المستوى الشخصي واليومي، في غياب تطبيق القانون من قبل الشرطة، انهيار مكانة المحكمة العليا ونشوء تنظيمات مسلحة. وهذا كله سيؤدي الى المس بالاقتصاد وبالتلاحم الاجتماعي، ويستدعي التدخل الدولي على شاكلة المقاطعة، المراقبين بل حتى العقوبات.

ضربة في البطن الضعيفة لنظام الأسد

يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس"، ان الهجوم الارهابي للمتمردين السُنة الذي اوقع، امس الاثنين، 148 قتيلا على الأقل في الجيب العلوي في شمال غرب سورية، هو ضربة في البطن الضعيفة لنظام الأسد. هذا الهجوم الذي نفذه تنظيم داعش (رغم نشر تنظيم احرار الشام بأنه المسؤول عنه)، اصاب منطقة يحاول النظام، بعد اكثر من خمس سنوات من الحرب القاتلة، الحفاظ على شبه حياة طبيعية فيه.

سكان الجيوب المحيطة بمدن طرطوس واللاذقية كانت محمية نسبيا، مقارنة بغالبية الجمهور المتماثل مع نظام الأسد. النظام وحلفائه – ايران، روسيا وحزب الله – حاولوا خلق هوامش دفاع واسعة لهذه الجيوب وابعاد تنظيمات المتمردين عنها. خلال الأشهر الأخيرة كان التهديد الأساسي الذي تعرض له العلويون في هذه المنطقة، هو نيران القذائف التي تم اطلاقها من مسافات بعيدة. هذا الهجوم القاتل يمكن تشبيهه، مع الفارق، بوقوع عملية ضخمة في مركز تل ابيب.

اذا افترضنا ان تنظيم داعش هو المسؤول عن الدمج المخطط جيدا بين الانتحاريين، سيارات مفخخة واطلاق صواريخ على عدة اهداف تمت مهاجمتها في وقت متزامن تقريبا – فهذا يبدو كهجوم مضاد ينطوي على اهمية في الوعي. فهذا الهجوم وقع بالذات في الوقت الذي يخضع فيه التنظيم لضغط كبير ويتواجد في حالة انسحاب في سوريا والعراق.

العدد الكبير للقتلى لا يعتبر استثنائيا بشكل خاص في مفاهيم المذبحة المتواصلة في سورية، لكن التسلل الى منطقة النظام المحمية يمكن اعتباره انجازا عسكريا لداعش. ومع ذلك لا يزال امام التنظيم الكثير من القلق. في شمال – شرق سورية يواجه التهديد مدينة الرقة التي اعلن عنها التنظيم عاصمة للخلافة الاسلامية. وفي وسط العراق بدأ الهجوم على مدينة الفالوجة ويتوقع، كما يبدو، شن هجوم على الموصل ايضا.

الخطر الفوري الذي يواجه داعش يتواجد في الرقة. قبل عدة ايام زار شمال سورية جنرال امريكي، قائد قيادة المركز في الجيش الامريكي. هذه الزيارة الاستثنائية على اراضي دولة لم يدعه اليها النظام، تدل، كما يبدو، على الاهمية التي يوليها الجيش الامريكي للهجوم المستقبلي المتوقع على الرقة.

الحرب في هذه المنطقة تدار من قبل قوات الأكراد ومتمردين سنة، تستعين الولايات المتحدة بالتحالف الذي عقدوه بينهم من اجل نقل عتاد حربي اليهم. عمليات القصف المكثف للرقة، الى جانب هرب السكان منها، تبشر بأن بداية الحرب على المدينة باتت قريبة. وحسب تقارير مختلفة، فان مئات رجال الوحدات الامريكية الخاصة يستعدون في شمال سورية للمساعدة في الهجوم.

يقدر خبراء الامن في اسرائيل بأنه يمكن لرجال داعش تحت طائلة الضغط الممارس عليهم، البدء بالانسحاب من المدينة خلال الأيام القريبة. في بداية السنة فقد التنظيم السيطرة على مدينة تدمر في وسط سورية، لكن خسارة الرقة ستشكل ضربة اكبر من وجهة نظره.

وضع داعش في العراق ليس اكثر مشجعا بالنسبة لقيادة التنظيم. بعد سلسلة من الخسائر في وسط البلاد، ومن بينها فقدان مدينة الرمادي وبعدها الرطبة، المسيطرة على الطريق الرئيسي الذي يربط بين بغداد والحدود الأردنية، بدأ هجوم قوات الجيش العراقي والميليشيات الشيعية على الفالوجة ايضا. الامريكيون، الذين يساعدون من وراء الكواليس، يريدون تقليص وجود الميليشيات الشيعية الإيرانية، لكي لا تتحول المعركة في الفالوجة الى سفك دماء طائفي كبير.

في الوقت نفسه، يستعد الجيش العراقي للهجوم على الموصل، والذي يمكن ان يتم خلال اسابيع. يبدو انه بعد حوالي عامين من الحرب ضد داعش، منذ سيطر التنظيم بشكل مفاجئ على الموصل في حزيران 2014، تتبلور وتترسخ الخطة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة.

الامريكيون لا يقفون مع ساعة مؤقتة ولا يحثون حلفائهم على الأرض، على العمل حسب جدول زمني راسخ. انهم يستغلون النجاح حيث يتضح ضعف داعش، وفي الاماكن التي وقعت احداث قاسية يفضلون الانتظار قليلا لإعادة التنظيم. النتيجة هي انه في الأشهر الأخيرة، فقد داعش تدريجيا مناطق في الدولتين، واصبح بعيد جدا عن قمم نجاحاته قبل اكثر من سنة.

الاحداث في سوريا تشغل اسرائيل اكثر مما في العراق. الموقف الاسرائيلي، بدون صلة بمسألة من يجلس في وزارة الامن، بقي كما هو: تدخل قليل بما يحدث، الامل بأن لا يحقق نظام الاسد انجازات، واستغلال الفوائد الكامنة في الاحتكاك المتواصل بين الاطراف المتنافسة والكثير من اللاعبين الثانويين في الحرب الاهلية.

من وجهة نظر اسرائيل فان الاغتيال الخفي لمسؤول حزب الله مصطفى بدر الدين (الذي لا تتحمل اسرائيل مسؤوليته) يثبت مصداقية سياستها الحالية. اسرائيل تعمل وفقا لخطوطها الحمراء في سورية، وتحافظ على الاحتواء والاستقرار على امتداد الحدود اللبنانية. حقيقة ان الامين العام حسن نصرالله خرج عن اطواره هذا الأسبوع لكي يصد ادعاءات بأن اسرائيل هي التي اغتالت بدر الدين، تدل مرة اخرى، على ان نصرالله لا يبحث الان عن مواجهة عسكرية مع اسرائيل. قوات التنظيم تغوص عميقا في الحرب السورية، وكل تصعيد مقابل الجيش الاسرائيلي سيحتم عليها اجراء تغيير فوري في سلم الأولويات ويمكن ان يؤدي ذلك الى انهيار المنظومة الهشة والمعقدة التي تنجح، بشكل ما، بضمان بقاء نظام الأسد.

من يقلقني اكثر؟

يكتب يوعاز هندل، في "يديعوت احرونوت" ان اكبر امر عبثي في اسرائيل هي قوة الديموقراطية امام ضعف الأمن الشخصي. من جهة، الايمان بعدالة الطريق ومقياس السعادة المرتفع مقارنة ببقية دول العالم، ومن جهة اخرى عاصفة بعد كل تصريح – من الهامشي وحتى المثير للغضب.

بعد اسبوع قبيح (لم ينته بعد) في السياسة الاسرائيلية، والذي اتضحت خلاله مرة اخرى الفجوة بين القول والعمل، سمعنا تصريحين نجحا بإثارة عاصفة لفترة قصيرة: مقولة ايهود براك حول بوادر الفاشية، ومونولوج روني دانئيل في استوديو الجمعة.

كلاهما نشأ في اسرائيل العلمانية والرائدة. دولة كان يبدو فيها ان الدين هو ملحق هامشي، واعتبر العرب طابور خامس يجب الحفاظ عليه بمساعدة حكم عسكري. كلاهما تثقفا في احضان الاسرائيليين في العقود الاولى – اولئك الذين حملوا المنجل والسلاح. لقد فسر كل واحد المنجل كما يشاء – من حراثة الأرض وحتى الاشتراكية، لكنهم فسروا جميعا السلاح بالمعنى ذاته. كلاهما، بعد 68 سنة من قيام الدولة، شاهدا كيف تغيرت الهوية الاسرائيلية. فقد دخلت الى سلة التشبيهات صناعة الهايتك والبورصة و"المازوزة" وكتب التوراة والغناء الشرقي. وتحول المنجل الى صورة وبقي السلاح وحده، ولكنه ليس للجميع.

لكن براك ودانئيل على خطأ: صحيح ان الحكومة الاسرائيلية ترتكب الكثير من الأخطاء، وابرزها النقص في المثال الشخصي؛ وصحيح ان اسرائيل تتغير، ولكن الحقيقة ان النظام الديموقراطي لا يذهب الى أي مكان.

بعض الاشتياق الى ما كان يصب ذات مرة في التشبيهات، والبعض الاخر للمشاعر وللسياسة. كانت هنا ايام كان يمكن فيها لإعلان رئيس حكومة سابق عن وجود بوادر للفاشية في الحكومة، ان تثير ضجة عارمة في البلاد. يمكن التكهن فقط بأنه بات هناك احد ما في العالم يعمل على تحويل مقولة براك الى عنوان في عرض مصور يبرز فيه عنف الشرطة، تصريحات سموطريتش حول الفصل في المستشفيات او افلام لجنة مستوطني السامرة (التي تحولت في السنوات الاخيرة الى مزود ذخيرة هام للنشطاء المعادين لإسرائيل في العالم).

وها هو براك يصرح، وتنظيمات BDS تحظى باقتباس آخر، ولكن الامر مر هنا بسلام. وفي المقابل فان مقولة روني دانئيل بأنه لا يعرف ان كان يريد لأولاده البقاء في البلاد، تحولت الى نقاش تطرق اليه حتى رئيس الحكومة.

عندما يرى ايهود براك دلائل فاشية في الحكومة، فهذا يعني ان هناك امكانيتين، وكلاهما اشكاليتان: الاولى هي اللامبالاة. لو كنت انا اشخص بأن الفاشية سيطرت على اسرائيل لتوجهت الى القدس وحاربت على طابع دولتي. براك، رجل اعمال ناجح، لا يرمش له جفن رغم تصريحه المقلق. الامكانية الثانية، وهي الاكثر معقولة، ان براك يشخص مشاكل (شخصية وعامة) لدى نتنياهو، ليبرمان وغيرهما – أي حكومة اسرائيل- وبدل التدقيق في كلامه والقول عاليا ما هو رأيه فيهم، وبذلك يفتح جبهة، يفضل التهرب بمساعدة تصريحات كبيرة. اختراع الفاشية بدل قول شعبوية. براك ليس لوحده. يوم امس ارسل لي احدهم مقالة كتبها وزير الزراعة السابق من المعراخ، ابراهام كاتس عوز، قبل 40 سنة، حول بيغن وخطر الفاشية. اسرائيل متعودة على ذلك. انها تتأثر اكثر من مقولات كتلك التي قالها روني دانئيل.

خلافا لمقولة براك، فانه عندما يتحدث روني دانئيل من اعماق قلبه حول مشاعره الشخصية – فان الامكانية الوحيدة هي ان هذا ما يشعر به، ولذلك انا اشعر بالقلق. ليس من الاغيار الذين سيستخدمون هذه الاقتباسات من اليهود. لدي اربعة اولاد. اذا قام احدهم وترك البلاد في يوم ما، فسأشعر بالفشل الشخصي. خلافا للسياسيين الذي يرتعون مع اصحاب المليارات اليهود ولا يتجرؤون على قول كلمة "هجرة" لهم، لدي لا يزال هذا جزء من الصهيونية، و"الهجرة" هي نقيض الصهيونية.

بشكل خاص، عندما يرى اسرائيليون، امثال دانئيل، كارثة، يجب علي تقديم رد وليس شتمه. مع كل الاحترام للتحالف مع الأحزاب الدينية، فانه من دون أناس مثل دانئيل ليس لدي من اخوض معه الحرب القادمة. مشاعرهم هي مسألتي الخاصة.

عن القيم والأخلاق

يكتب د. غابي ابيطال، في "يسرائيل هيوم" انه مع هدوء العاصفة، كما وصفها المطلعون على الأمور، على الأقل، آن الأوان للتفرغ من اجل فحص فحوى الأمور. في خضم هذه العاصفة وقفت شخصية مركزية واحدة، وزير الأمن المستقيل موشيه يعلون، وكلمتا "اخلاق" و"قيم". تذكرت كاتبا كان نائبا عن حزب "مباي" طوال 18 سنة، يزهار سميلانسكي. لقد عارض بشدة تدريس القيم، واعتقد انه لا يمكن تعليمها، وفي الوقت ذاته انتقد بشدة الجيل الشاب في مطلع الستينيات، وسماه "جيل الاسبريسو". بعد ست سنوات من حديثه عن الجيل الشاب "الكسول والذي يطلب كسب الخبرة والمتعة السريعة"، سقط 800 من ابناء ذلك الجيل في حرب الأيام الستة.

الكثير من النقاشات والمقالات والابحاث والجدال اللامتناهي تمحورت حول قضايا القيم والاخلاق منذ قيام الدولة، ورغم ذلك، كان يمكن احتواء هذه "الدراميات" التي رافقت كل نقاش. لكن ما حدث في الأسابيع الأخيرة غير بشكل مطلق، نقطة النظر الى هذه الكلمات. اذا كان من المتعارف عليه في الماضي بأن مسألة القيم والأخلاق هي مسألة وجهة نظر – الا اذا كانت نتائجها تؤدي الى صدام مع منظومة القوانين المكتوبة – فان الشعور هو ان "القيم والاخلاق" تتواجد في جانب واحد من المتراس السياسي و"التطرف" و"البهيمية" تسيطر على الجانب الثاني. اضف الى ذلك ان من يفاخر بالقيم، يجب عليه الاثبات بأنه يلتزم بها بكل حذافيرها او يحاول، على الأقل، او يتظاهر بذلك.

وزير الأمن المنتهية ولايته طرح موضوع القيم والأخلاق بضراوة وغضب وبدون توقف منذ حادث اطلاق النار على المخرب الجريح في الخليل، وحتى يوم تقديم استقالته من الكنيست والحكومة. لم تبق منصة، مصادفة او مخططة مسبقا، الا واستغلها يعلون لطرح مسألة القيم والأخلاق، طبعا في السياق الواسع للأمور، بدء من سلوك الجندي، بشكل خاص، وحتى سلوك الأمة بشكل عام.

لكن فحص السلوك بشكل عام، وفي الأسبوع الأخير خاصة، يثير الشك حول وجود "مبادئ" في المجتمع المتحضر الذي يعظ يعلون عليه ويطمح اليه: المثال الشخصي. او حسب قول الحكماء: "تزين انت اولا وبعد ذلك زيّن الآخرين. مسألة بسيطة جدا. لم تكن هناك أي مرة، ولا حتى واحدة، لم يناقض فيها يعلون نفسه: من جهة جلد الجندي بسبب سلوكه، ومن جهة منع الآخرين من الرد لأن القضية مطروحة للنقاش في المحكمة.

احد الادعاءات التي طرحها يعلون هو ان علاقاته مع رئيس الحكومة ممتازة وانهما ينظران بالعين ذاتها الى المفهوم الواسع لإدارة الدولة. فما الذي حدث فجأة؟ عندما يتغير استقرار كرسي الوزير، تصبح العلاقات، فجأة، غير جيدة؟ ولنفرض ان يعلون يئس من الجهاز السياسي وان هناك تطرف مخيف داخل حركة الليكود التي انضم اليها من خلال معرفة ايجابيات وسلبيات الجهاز عامة، الا تشمل المسؤولية الشخصية والقيم الرائعة احتواء نقل منصب بشكل منظم في وزارة كبيرة، مركبة وسرية في اقسام كثيرة منها؟ الم يقم يعلون خلال مناصبه العديدة بإجراء أي تداخل كما هو متبع ومطلوب؟

في 2009 اطلق يعلون تصريحات شديدة اللهجة ضد وسائل الاعلام والمحكمة العليا وسلام الآن والجمعيات اليسارية. وردا على ذلك دعاه نتنياهو الى محادثة توضيح. لم اكن سأتطرق الى هذا الموضوع لو لم يتواصل الوعظ على القيم والاخلاق التي كان يجب ان تكون مطلقة، على الأقل حسب صاحب الشأن، الوزير السابق يعلون.

 

 

 

اخر الأخبار