هل باتت الدنيا مجنونة حقا ؟!! ( ابراهيم جوهر)

تابعنا على:   23:36 2016-05-23

ذكرت ( فيروز ) جنونها الجميل في بردها وثلجها ذات أغنية ، فهل يجري حال اليوم على النظام ذاته ؟

غبار الصباح وهواؤه وحرّه وغموضه وحيرة أصحابه ، وضياع ناسه ....هل صار الجنون فنا معولما كالأغاني المعاصرة ؟ والقصائد المتهالكة ؟ والعلاقات البشرية الذئبية ؟ و ...الليلك ؟!!

أخوات ( نانسي وهيفاء) يتكاثرن على الشاشة ، وفي الساحات والشوارع حتى بتّ أرى الوجه ذاته على كل جسد !

والكلمات ذاتها تكوّن (الكتابات) الجديدة المتهالكة وهي تسبح في فضاء من الليلك والشوك والغبار والضياع ...

ترتد الأسئلة إلى صدري بغموض وحيرة ، وأبحث عن نوافذ أمل ، فتكون بعد جهد قليل .

حسنا أنها تكون ....

قال ( جاد ) لي : لم أكن أعلم أن لليلك كل هذا الجمال والمعاني ، لذا سأهديك الليلك والعوسج والوزّان .

وقال ( فرح ) بفرح : أقرأ وأعيد وأحلل فأقف على جمال بين السطور وخلف الكلمات .

وقال المحامي ( ابراهيم عبيدات ) : متى يصب النهران في شط الوحدة ؟ أبعد ضياع القدس ؟

وعاش الشاعر ( محمد ضمرة ) مع الليلك حين قال : تزاحمت الصور مع الليلك واختلطت الألوان والروائح وتداخلت فلم نعد قادرين على تمييزها إلا بمزيد من الليلك ..

وسألتني زميلتي ( وفاء ) صباحا بخجل : ما سرّ الليلك ؟

وقال صديقي ( صائب أعور) : فقط عندما أقرأ لك أتذكّر . لقد نسيت زهر الليلك وهديل الحمام ، ونسيت طائر البلبل والسيدي تشيع ، ولم يبق إلا الغراب .

 

غربان ، وغرابيب ، ومخططات تحاك في ليل ليلكيّ الهمّة ، والنوايا .... الغراب والبوم سيّدا الموقف رغم جهود المصالحة الغريبة ،

والقدس تنتظر من يفك طوق الشوك ليضع قلادة الياسمين ،

والناس تضيع في الهويات وهي تجرّب ، وتظن أنها اهتدت لتكتشف أن الطريق ما زالت طويلة .

الهوية ...ليلك وعوسج وحمحم وخبيزة ومرّار .

استمعت لكلمات المغدور ظلما وجهلا وسوء طوية ؛ ( جوليانو خميس ) التي أشار إليها الفنان ( كامل الباشا ) ؛ حديث روح وعقل وقلب . لغة راقية واثقة ، لا إنشاء فيها ، بل وجع وحسن خطاب .

ألهذا اغتيلت الزهور ؟ وأطفئت الأنوار ؟

( صليبا خميس ، جوليانو ، ومرنا ) ،

عائلة خارج الزمن الجاهل الذي يتقاتل على حمارة !! وعلى كرسي في الريح والفضاء ، وحلم بعيد ، وجلد دب لم يصد بعد .

أمس واليوم (و ...إلى نهاية الشهر) ، امتلأت – وستمتلئ - الشوارع والساحات القريبة من المدارس بأوراق الكتب الممزقة ، فقد انتهى الامتحان اليومي ، ولن يحتاج الطلبة للكتاب !!

ظاهرة تمزيق الكتاب المدرسي بعد الانتهاء من الامتحان الفصلي تشير إلى عدم احترام للكتاب كجنس ثقافي ...

شاهدت المنظر المحزن في راس العمود ، وقرب ( المأمونية ) ...

كيف لنا أن نحبّب أبناءنا بالكتاب ؟

كتبت ابنة شقيقتي ( أمينة جميل السلحوت ) أنها تلقّت أول كتاب هدية مني ( لقد نسيت الأمر) في يوم مولدها الثاني عشر بعنوان (باقي من الزمن لا شيء ) سلسلة مغامرات تناسب السن الذي هي فيه ...

الكتاب لا يهدى في مجتمعنا ؛ نهدي الشوكولاتة ، والمأكولات والملابس والذهب ...ولا نهدي الكتاب ؛

لا إيمان بقيمة الكتاب .

قرأت في وكالة أنباء محلية عنوانا يقول : الشرطي عندنا أكثر أهمية من المفكر والمبدع .

الكتاب يصنع المبدعين ، نحتاج للمبدع المفكر لعل جهلا قائما ينحسر ...

في (غرفة التدخين) بصحبة الناس الطيبين البسطاء دار حديث عن السنابل الملأى وتلك الفارغة ؛ عن تلك التي تنحني تواضعا وعطاء ، وتلك الشامخة بفراغ وسلبية وجهل ...( ملأى السنابل تنحني تواضعا والفارغات رؤوسهن شوامخ ) .

أبحث عن نوافذ للأمل وسط الغبار والليلك والرياح ؛

التهادي بالكتب ،

نافذة الأمل المستندة إلى الحق ،

تعليم الفن على يديّ فنانة رأيتها اليوم ....

( خلود صبحي ) فنانة رقيقة ذات ريشة مغموسة بالروح والمستقبل ؛ تفاءلت حين رأيتها اليوم تدخل غرفة المعلمين . خلود ستعلّم الفن . سيكون لدينا إبداع وجمال وذائقة . خلود أهدتني بورتريه جميلا متقنا قبل خمس سنوات )

التوجه نحو بناء ثقافة العقل والروح ،

سيكون جمال ، وحياة ، وخير .

لكن :

( باقي من الزمن لا شيء ...)

اخر الأخبار