هل باتت الدنيا مجنونة حقا ؟!! ( ابراهيم جوهر)
ذكرت ( فيروز ) جنونها الجميل في بردها وثلجها ذات أغنية ، فهل يجري حال اليوم على النظام ذاته ؟
غبار الصباح وهواؤه وحرّه وغموضه وحيرة أصحابه ، وضياع ناسه ....هل صار الجنون فنا معولما كالأغاني المعاصرة ؟ والقصائد المتهالكة ؟ والعلاقات البشرية الذئبية ؟ و ...الليلك ؟!!
أخوات ( نانسي وهيفاء) يتكاثرن على الشاشة ، وفي الساحات والشوارع حتى بتّ أرى الوجه ذاته على كل جسد !
والكلمات ذاتها تكوّن (الكتابات) الجديدة المتهالكة وهي تسبح في فضاء من الليلك والشوك والغبار والضياع ...
ترتد الأسئلة إلى صدري بغموض وحيرة ، وأبحث عن نوافذ أمل ، فتكون بعد جهد قليل .
حسنا أنها تكون ....
قال ( جاد ) لي : لم أكن أعلم أن لليلك كل هذا الجمال والمعاني ، لذا سأهديك الليلك والعوسج والوزّان .
وقال ( فرح ) بفرح : أقرأ وأعيد وأحلل فأقف على جمال بين السطور وخلف الكلمات .
وقال المحامي ( ابراهيم عبيدات ) : متى يصب النهران في شط الوحدة ؟ أبعد ضياع القدس ؟
وعاش الشاعر ( محمد ضمرة ) مع الليلك حين قال : تزاحمت الصور مع الليلك واختلطت الألوان والروائح وتداخلت فلم نعد قادرين على تمييزها إلا بمزيد من الليلك ..
وسألتني زميلتي ( وفاء ) صباحا بخجل : ما سرّ الليلك ؟
وقال صديقي ( صائب أعور) : فقط عندما أقرأ لك أتذكّر . لقد نسيت زهر الليلك وهديل الحمام ، ونسيت طائر البلبل والسيدي تشيع ، ولم يبق إلا الغراب .
غربان ، وغرابيب ، ومخططات تحاك في ليل ليلكيّ الهمّة ، والنوايا .... الغراب والبوم سيّدا الموقف رغم جهود المصالحة الغريبة ،
والقدس تنتظر من يفك طوق الشوك ليضع قلادة الياسمين ،
والناس تضيع في الهويات وهي تجرّب ، وتظن أنها اهتدت لتكتشف أن الطريق ما زالت طويلة .
الهوية ...ليلك وعوسج وحمحم وخبيزة ومرّار .
استمعت لكلمات المغدور ظلما وجهلا وسوء طوية ؛ ( جوليانو خميس ) التي أشار إليها الفنان ( كامل الباشا ) ؛ حديث روح وعقل وقلب . لغة راقية واثقة ، لا إنشاء فيها ، بل وجع وحسن خطاب .
ألهذا اغتيلت الزهور ؟ وأطفئت الأنوار ؟
( صليبا خميس ، جوليانو ، ومرنا ) ،
عائلة خارج الزمن الجاهل الذي يتقاتل على حمارة !! وعلى كرسي في الريح والفضاء ، وحلم بعيد ، وجلد دب لم يصد بعد .
أمس واليوم (و ...إلى نهاية الشهر) ، امتلأت – وستمتلئ - الشوارع والساحات القريبة من المدارس بأوراق الكتب الممزقة ، فقد انتهى الامتحان اليومي ، ولن يحتاج الطلبة للكتاب !!
ظاهرة تمزيق الكتاب المدرسي بعد الانتهاء من الامتحان الفصلي تشير إلى عدم احترام للكتاب كجنس ثقافي ...
شاهدت المنظر المحزن في راس العمود ، وقرب ( المأمونية ) ...
كيف لنا أن نحبّب أبناءنا بالكتاب ؟
كتبت ابنة شقيقتي ( أمينة جميل السلحوت ) أنها تلقّت أول كتاب هدية مني ( لقد نسيت الأمر) في يوم مولدها الثاني عشر بعنوان (باقي من الزمن لا شيء ) سلسلة مغامرات تناسب السن الذي هي فيه ...
الكتاب لا يهدى في مجتمعنا ؛ نهدي الشوكولاتة ، والمأكولات والملابس والذهب ...ولا نهدي الكتاب ؛
لا إيمان بقيمة الكتاب .
قرأت في وكالة أنباء محلية عنوانا يقول : الشرطي عندنا أكثر أهمية من المفكر والمبدع .
الكتاب يصنع المبدعين ، نحتاج للمبدع المفكر لعل جهلا قائما ينحسر ...
في (غرفة التدخين) بصحبة الناس الطيبين البسطاء دار حديث عن السنابل الملأى وتلك الفارغة ؛ عن تلك التي تنحني تواضعا وعطاء ، وتلك الشامخة بفراغ وسلبية وجهل ...( ملأى السنابل تنحني تواضعا والفارغات رؤوسهن شوامخ ) .
أبحث عن نوافذ للأمل وسط الغبار والليلك والرياح ؛
التهادي بالكتب ،
نافذة الأمل المستندة إلى الحق ،
تعليم الفن على يديّ فنانة رأيتها اليوم ....
( خلود صبحي ) فنانة رقيقة ذات ريشة مغموسة بالروح والمستقبل ؛ تفاءلت حين رأيتها اليوم تدخل غرفة المعلمين . خلود ستعلّم الفن . سيكون لدينا إبداع وجمال وذائقة . خلود أهدتني بورتريه جميلا متقنا قبل خمس سنوات )
التوجه نحو بناء ثقافة العقل والروح ،
سيكون جمال ، وحياة ، وخير .
لكن :
( باقي من الزمن لا شيء ...)