مانديلا والجلزون

تابعنا على:   01:33 2016-04-29

كمال هماش

بما يرمز له الرجل والقضية، وبما يمثله في وجدان الشعوب المقهورة من الاحتلال والعنصرية ومناهج الابادة المادية والمعنوية، كان ولا يزال حضوره في وعي الشعب الفلسطيني الذي يعيش في معازل لا تختلف كثيرا عما كان في سويتو رمز معاناة السود في جنوب افريقيا.

لقد اختار مانديلا موقعه، وانحاز للبيوت المتواضعة وللفقر وسكانهما، وكان بإمكانه ببساطة ان يستقر في لندن او باريس كأي محامي ومثقف افريقي ثري هتف من بعيد ضد العنصرية، ولكنه الكفاح بين المستضعفين ومعهم .

لم يكن مانديلا ممن يدعون شعوبهم للنضال ويقف متفرجا ، ولم يكن ممن يتضايقوا من صوت بائع الخضار للأمهات الفقيرات، لم يزعجه صراخ الصغار الذين لا يجدوا ماءا للاستحمام وهم يضجون وراء كرة مهلهلة من القماش...لم يعبر يوما عن قرفه من الفقراء والضعفاء.

لو عاد مانديلا لموقع النضال الفلسطيني ،سيفضل أي مقهى شعبي يتناول فيه فنجانه بين اصوات باعة الصحف والبطيخ والعرقسوس، ولن يذهب لأي كوفي شوب مهما بلغت فخامته، فهو مختلف عن قادة ثورات نزلوا عن الجبل ،لم يغنموا العدو ولكنهم غنموا ما وقعت عليه ايديهم من ايدي شعبهم، واستكانوا في حي هادئ لا يحب الفقراء والباعة المتجولون.

عندما تمت زيارات البابا يوحنا بولس الثاني والبابا فرانسيس الى فلسطين، اختاروا ان يزور معاقل الفقر والعزل ورموز معاناة الشعب الفلسطيني –المخيمات- ، فهل سنضع لهما تماثيلا في مدينة روابي أم الماصيون...لا بأس فهي احياء بحاجة لتعويذة وايقونة تحميها..

ومعروف ان الصهاينة يكرهون مانديلا، كما يكرهون البابا فرانسيس ، فماذا لو هاجموا التماثيل ليحطموها؟؟ هل سينجحون في تحطيمها امام مخيم الجلزون ؟؟؟؟

اخر الأخبار