"وصلة ردح اسرائيلية" تستوجب "ردا عباسيا"!

تابعنا على:   09:40 2016-02-11

كتب حسن عصفور/ أن تتسابق قوى دولة الكيان الإسرائيلي نحو "الكراهية والعداء" ضد فلسطين شعبا وقضية، فتلك ليست مفاجأة ولن تكون، بعد أن كشفت اتفاقات أوسلو حقيقة الكيان من "السلام" و"المصالحة التاريخية" التي كان لها أن تكون حاضرة منذ عشرين عاما، فحضر الارهاب الأحمر والأسود والأصفر بديلا..دما وحروبا وقبلها تصفيات لأركان من طالب بتلك المفاهيم..

يوم الأربعاء العاشر من فبراير 2016، سجل نقلة نوعية في "المشهد الاسرائيلي"، عندما قاد رأس الطغمة الفاشية الحاكمة في تل أبيب ورئيس حكومة الكيان، "وصلة رقص سياسية" من طراز خاص، قد يدخل بها أحد معاهد "السخرية السياسية" ليس ممن تحدث اليهم، بل لمن لا زال في "بقايا فلسطين" يصرون أن يروه على غير ما يعلن ويتحدث، ويرسلون له الوفد تلو الآخر، ورسالة بعد الأخرى، عله  ينظر لهم بطرف عين "حنونة"..

نتنياهو، خلال "وصلة الردح السياسي" بالعبري، قال لرئيس المعارضة ورئيس "المعسكر الصهيوني"، "صباح الخير هرتسوغ، سعيد أنك استيقظت أخيرا..وأن تأتي متأخرا خير من الا تأتي"، تعليقا على مقترحات رئيس المعارضة بما يسمى "خطة الانفصال من طرف واحد" واسقاط امكانية "حل الدولتين"..نتنياهو رحب بهرتسوغ بعد أن تبنى أفكاره، وواصل السخرية" أهلا بكم في الشرق الأوسط، ولكن كيف سنثق بكم لاحقا"..

لم يقف هرتسوغ متفرجا، مع تلك "الوصلة الردحية الخاصة" فاشتق ما يمكن اشتقاقه، رغم "هزالة موقفه"، من اللغة ما قد يساعد في "صد هجوم الردح النتنياهووي"، مخاطبا إياه قائلا: "تعهدت بأن تكون "سيد الأمن"، قويًا ضد الإرهاب، تعهدت بالقضاء على حماس، تعهدت بالكثير من الأشياء الأخرى، ماذا حققت؟ لا شيء، صفر، ها نحن في ذروة انتفاضة ثالثة وهناك عشرات القتلى والجرحى وأنت لا تتحرك، حذرتكم سابقًا لكنك تتجمد خوفًا، كل ما تفعله يسيء لإسرائيل".

وصلة ردح سياسية خاصة، تستحق ممن يجلس في مقره بالمقاطعة، ان يعيد قراءة ما جاء بينهما كاملا، وليس مقطتفات مترجمة، ليسمعها صوتا وصورة مع مصاحبة من يجيد العبرية، ولديه منهم وفرة، كي يعلم يقينا، أن لا خيار له بالمضي في طريق "الاستجداء السياسي"، لا مع رأس الفاشية الحاكم، ولا مع القزم السياسي الطامح لأن يكون "بديلا"، بعد أن تقدم بما هو أسوء من مقترحات نتنياهو، خطة انفصال تصادر "الحق الوطني الفلسطيني" بثوب معارضة، مع صمت الرئاسة وفريقها كليا عليها..

اعادة الرئيس عباس الاستماع لوصلة الردح، التي لم يتمكن نواب القائمة المشتركة من اكمالها، لما بها من إنحطاط سياسي على حساب الفلسطيني، وطنا وشعبا وقضية، عله يعيد التفكير بمنهج "الاستجداء السياسي" مع نتنياهو وفرقته للرقص الخاص، وأن يلغي مخطط ارسال وفد أمني خلال ساعات أو أيام لمقابلة من يتكرم نتنياهو بالسماح لهم بمقابلة الوفد الأمني العباسي..

وصلة الردح السياسي، هي خير إعلان سياسي وحافز وطني، لمن يبحث طريق المواجهة الشعبية السياسية "النظيفة النقية المسالمة" خالية "الأنياب"، كونها كشفت كليا رؤية طرفي "المعادلة السياسية في دولة الكيان"، يتقاسمان بانحطاط علني كيف لهما مصادرة الحق السياسي الفلسطيني، وبوقاحة لا قبلها ولا بعدها يتسابقان في كيف لهما شطب الحق باقامة دولة فلسطين، عبر بوابة الشطب النهائي للإقتراح الأميركي الخادع المعروف باسم "حل الدولتين"..

الرسالة الإسرائيلية، حكما ومعارضة باتت لا تحتاج لمن يعيد التأكيد، أن "طريق الوهم السياسي" للرئيس محمود عباس وفريقه لم يعد أمامه سوى الاعتراف بفشل كل "خيار الهوان الماضي" وعبر الأحد عشر الأخيرة"..

وصلة الردح السياسي في كنيست دولة الكيان، هي خير كاشف لحقيقة طرفي العداء للقضية الوطنية الفلسطينية، فهل تحدث تلك "الوصلة الردحية" من آثار سياسية لرد الاعتبار لفلسطين، ما عجزت عنه كل مطالبات الشعب بأن يعلن الرئيس وفريقه اغلاق "المف الاستجدائي" كليا، ويعود الى ما قررته الإطر الرسمية دون زيادة أو نقصان، فقط أن يحترم ما تم إقراره بموافقته شخصيا وكل أعضاء فرقته الخاصة، سواء من خرج منها طردا لغضب شخصي، او من دخلها لغرض شخصي، أو من إستمر اعتقادا أنها باب التحصيل لنفع شخصي..لا يهم ذلك راهنا..فالأهم مغادرة حلبة "الاستجداء السياسي" كليا بعد الردح الصريح..

هل تحدث "المفاجأة" ويقرر الرئيس عباس الغاء ارسال وفده الأمني، واللجوء الى البدء العملي بتطبيق خطوات "فك الارتباط بالاحتلال" كمقدمة موضوعية لاعلان دولة فلسطين..هل تحدث وصلة الردح أثرا سياسيا يكون "خيرا لشعب فلسطين" تأكيدا للمثل الشعبي "رب ضارة نافعة"..ام يستمر منهج "الإستجداء السياسي"والمضي في الطريق مهما قال البعض منكم ومهما فعل بيبي لكم..وتكريس ما هو مكرس في "العهد العباسي" وفقا للمثل الشعبي "عنزة ولو طارت"..!

رب ضارة أم عنزة لو ..تلك هي ملامح المعركة العباسية القادمة، فمن ينتصر!

ملاحظة: حوارات تركيا ودولة الكيان تسير بأحسن ما يرام، طبعا اعلام حماس يتجاهل كل ما يقال عنها وبها والسبب معلوم، وبدلا منها ينشغل في خلق الدسائس السياسية الكاذبة ضد المحروسة..صحيح شو "أخبار يهود الدونمه هذه الأيام" في بلاد الأتراك"!

تنويه خاص: كأن عائلة إشتيوي ستدخل صفحة خاصة في تعرية أكاذيب حماس الأمنية..ما يحدث منها يفوق قدرة "عائلة"..الأيام القادمة كاشفة وعل دم الشاب المهدور لا يذهب هدرا لو كان مظلوما..ليعيد الحق لكل من قتل ظلما في "ظلام خاص"!

اخر الأخبار