إصرار الساسة على إنشاء وزارة التعاسة

تابعنا على:   00:53 2016-02-10

د . رمضان بركه

كان من المفروض أن أعنون مقالتي هذه بكلمة سعادة , فرحا بمبادرة الشيخ/ محمد بن راشد نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة , بإنشاء وزارة للسعادة مهمتها متابعة وقياس مدى قبول المواطن الإماراتي والوافدين الأجانب عن الخدمات الحكومية المقدمة في جميع المجالات , والعمل على متابعة وتعديل الآليات والمبادرات ذات العلاقة المباشرة بحياة الناس وتطلعاتهم , هي بمثابة أوامر واجبة النفاذ وغير قابله للإبطاء أو التأخير , وعلى الجهات المعنية بالتنفيذ تذليل العقبات وتجاوز الصعوبات لترجمة مبادراتنا إلي مشاريع ملموسة يستشعرها الناس ويعيشون نتائجها .طبعا هذه أقوال حكام الإمارات يا ساده , الذين يتميزون بالإنتاج والعمل على نهضة وطنهم والسهر على تلبية حاجات المواطن ورفاهيته وصولا لإنشاء وزاره للسعادة .

أما في وطني فحدث ولا حرج عن إبداعات الساسة , وأخراها الإصرار على إبقاء الوطن في حالة تعاسة مستمرة حتى الاحتراق , والدليل على ذلك نتائج لقاءات الدوحة بالأمس , الفشل الواضح والصريح في إنتاج المصالحة المرجوة من الشعب الفلسطيني بإجماع , وخيبنا أماله مرارا وتكرارا في الحصول على ذلك.

وهنا أتوقف عن إسالة المزيد من الحبر عن وهم المصالحة , وسأعود إلي السعادة رغما عن إرادة الساسة توافقا مع الشعب العربي الإماراتي وقيادته الحكيمة المنتجة , ومن خلال بحثي عن السعادة قرأت كتاب عن سيكولوجية السعادة مؤلفه مايكل ارجايل وترجمه للعربية فيصل يوسف , وتناول هذا الكتاب في ثناياه دراسة تحليلية لأسباب السعادة ومصادرها وعلاقتها بأمزجة الناس وسماتهم الشخصية ,وتناول الكاتب أيضا السعادة من الناحية التأملية التي تشير إلي الشعور بالرضا والإشباع وطمأنينة النفس وتحقيق الذات ..... وغيرها . طبعا في ضوء ذلك أوجه سؤال للقارئ , هل هذه الأشياء سائدة في أوساط شعبنا الفلسطيني ؟؟ وهل هناك من هو في موقع المسئولية يسعي إلي توفيرها للإنسان الفلسطيني ؟؟؟..... يمكن يكون هناك من يسعى وانأ ما بعرف.... السعادة يا ساده يبحث عنها كل إنسان في هذا الكون , لكن هناك من ييسر له أمورها ويعبد له الطريق للوصول إليها ..., وابتكار مشروع السعادة العالمي هو فكره مقدمة من مملكة بوتان البوذية , وبناءا على هذا المشروع تم وضع معايير لتصنيف الدول الأكثر شعورا بالسعادة , وفي عام 2015 كانت النتيجة لصالح دولة سويسرا بأنها من أكثر الدول شعورا بالسعادة , نتيجة تقييمات الناس في سويسرا أنفسهم عن السعادة , وهناك عوامل أخرى, مثل الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للفرد الواحد , مستوى الصحة , ومتوسط العمر المتوقع ، وتصورات الفساد , والدعم الاجتماعي , وحرية اتخاذ قرارات الحياة. وضمن هذه المعايير, كانت ومازالت دولة الإمارات الأولى عربيا هنيئا لها ولشعبها وقيادتها. وبالعودة إلى وطني وواقعه المؤلم من شدة التعاسة , يدفعني بان أشير إلى أن الفروق بين الشعوب الأكثر سعادة والشعوب الأكثر تعاسة لا تحصى , وهذا يرجع إلى فاعلية العقل المنتج , ويقابله سلبيا العقل المتآمر الهدام , هنا يكمن الفرق. طبعا مقاييس السعادة ومدخلاتها لا تثير فضول السياسيين لدينا , ولا تدفعهم إلى عوامل ومدخلات السعادة لشعبنا رغم انه يستحقها بامتياز.... يا ساسه يا من أبدعتم في صناعة التعاسة في وطني... وجعلتم حياتنا كلها أزمات متراكمة , وغياب الشعور بالسعادة يعني تغلغل الاضطرابات النفسية إلي شخصية الإنسان وشعوره الدائم بالإعياء والتوتر وعدم الاتزان , والمفروض الإنسان الفلسطيني عكس هيك وصف .... من المسئول؟؟؟ من المسئول؟؟؟؟؟

تنبؤات متوقعه :- حملة من التراشق والردح والسب والشتيمة هدا ببقول والله ما هو أنا وراء إفشال المصالحة أكيد الشعب هو السبب....... والله يا شعبي ما إلك غير الصبر ,,, بس كمان بدها اراده نحو تغيير الواقع المؤلم... علشان نعمل وزارة سعادة ههههههه.

اخر الأخبار