عصفور في اليد لا يكفي

تابعنا على:   19:42 2016-02-09

فادي علان

الاعتقاد بأن جهودك المبذولة لعملية اصطياد ما تستحقه من العصافير ستكون نتائجها وخيمة وستُخسرك العصفور الذي تملكه، هي دعوة صريحة للتواكل والاستسلام، وهي عملية اقناع بأن عصفور يأتيك بلا جهد منك، خير من عشرة عصافير تتعب وتبذل من أجل الحصول عليها.

هذه الكلمات تتناغم كثيراً مع العديد من الأمثال الشعبية الانهزامية، والتي ورثناها عن أجدادنا وأبائنا لتصير دستور في حياتنا اليومية، ومبرر مقنع لكل تراجع أو تخلف. فعلى سبيل المثال لا الحصر يقول المثل: "اترتح بمتعوسك بلاش يجي أتعس منه"، يقدم لنا هذا المثل نصيحة بوجوب قبول السيء، وعدم البحث عمن هو أفضل منه، وكأنك فقط في مفاضلة بين سيء وأسوأ.

يقول مثل شعبي آخر: "حط راسك بين الروس ونادي قطاع الروس"، ولا يحمل هذا المثل إلا دعوة للاستسلام الكامل، كما السير في قطيع من الخراف نحو المسلخ، وهذا المثل ليس بعيد عن مثل آخر يقول: "اذا انجن ربعك، عقلك ما بنفعك"، والذي ينادي بضرورة تحييد الخيار العقلاني في العديد من المواقف، بل ويدعوك للخوض مع الخائضين حتى بالخيارات الجنونية، وآخر يقول: "إمشي الحيط الحيط وقول يا رب الستر" ويحض هذا المثل على وجوب عدم الاعتراض أو النقد، وقبول الأمر الواقع، وتجنب أي اظهار لرأي أو خيار يعارض الأخرين.

العديد من العادات والتقاليد التي توراثناها بحاجة لإعادة نظر، وكثير من المعتقدات يجب تغييرها في مجتمعنا، خاصة بين أوساط الشباب، حيث أنهم النسبة الأكبر في المجتمع والأكثر تأثيراً، وهم الأقدر على التغيير المنشود نحو الأفضل.

الشاب الذي ينظر إلى العشر عصافير التي على الشجرة، عليه أن يطور من مهاراته، ويحسن من أدائه، ويشمر عن ذراعيه، ويبدأ في رحلة اصطياد ما أمكنه من استحقاقات، وتحقيق ما يصبو إليه من أهداف، وعدم الاعتماد على الغير ممن يمنون عليه بأقل مما يستحق.

اخر الأخبار