أكبر وأحقر عصابة في العالم

تابعنا على:   15:37 2015-11-26

د. جمال عبد الناصر محمد أبو نحل

كانوا يعيشون باطمئنان، في نعمة من الله وأمان، يبيعون ويشترون، ويدرسون ويعملون ويتعاملون، يجمعهم بلد واحد تحت حكمٍ لا يحارب الأديان الأخرى ولا يتدخل في شؤون غيره، يعيشون مع المسلمين بكامل حقوقهم وعهودهم التي حفظها لهم الإسلام، وكفل لهم منذ العهد العمري حرية العبادة في كنائسهم وبيَعهم إلا من رغب منهم الدخول في الإسلام؛ هكذا كانت معيشة المسلمين ومن جاورهم من المعاهَدين في فلسطين، وعلى هذا عاملهم صلاح الدين الأيوبي رحمه الله حينما دخل القدس؛ لكنهم و منذ فجر التاريخ وحينما وطأت قدم سيدنا أدم عليه السلام الأرض؛ وبعدما قتل قابيل أخوه هابيل؛ سجل القرآن الكريم الخالد آيات خُطت بمداد النور والذهب؛ لتوضح للبشرية كُلها أن هناك قوم يسمون بني إسرائيل(اليهود الصهاينة) سيكونون أكبر وأحقر عصابة تسفك الدماء وتقتل الأبرياء وتعيثُ الفساد في الأرض أينما حلوا وارتحلوا؛ والله عز وجل بعلمهِ الغيب أخبر بذلك الأمر، " ألا يعلمُ من خلق وهو اللطيفُ الخبير" وكانت الآية التي تُحرم قتل النفس البشرية وحددت هذه الآيات بالاسم بني إسرائيل قال تعالي:"  من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون" فكانت هي أكبر عصابة مجرمة قاتلة عبر التاريخ القديم والمعاصر؛ وليس أذل على ذلك من تجرؤهم على قتل أنبيائهم وقال الله تعالي في ذلك:" ال تعالى: ﴿ لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ * ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ﴾ إننا أمام عدو شرس فقد إنسانيته، عدو تمرس بالقتل وسفك الدماء. إنهم يهود أهل الإجرام والقتل في الماضي وفي الحاضر. اغتصبوا أرضنا ومقدساتنا نتيجة ضعف الأمة في مرحلة من المراحل ونتيجة التواطؤ الصليبي الحاقد مع يهود بتمكينهم من فلسطين العربية المسلمة. فهم - أي يهود - قتلة. وسجل القرآن الكريم ذلك ﴿ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ﴾ ومخاليق تقتل أنبيائها ورجال الإصلاح والخير فيها أمة فقدت إنسانيتها وأدميتها. فهم أعداء الإنسانية إلا من كان على أخلاقهم وإجرامهم؛ ولقد حاولوا مرتين قتل نبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم. لكن الله حفظه منهم ومن مكرهم وكيدهم. رغم العهود والمواثيق بينه صلى الله عليه وسلم وبين يهود. وهم يسمون أنفسهم دولة والحقيقة أنها عصابة إرهابية دموية حقيرة بغير أخلاق وبلا دين وهم أمة الغدر والمكر والقتل. أما جرائمهم اليوم وعلى أرض فلسطين العربية المسلمة من البحر وإلى النهر فحدث ولا حرج؛ فهم أساتذة الإرهاب والإجرام والقتل ومن منا لا يتذكر جرائمهم في - دير ياسين، وكفر قاسم وقبية والحرم الإبراهيمي والقدس الشريف وجرائم عصاباتهم الصهيونية في القرى والبلدات الفلسطينية لتهجير أهلها من خلال المجازر البشعة التي ارتكبوها لاحتلال فلسطين، ومن منا لا يتذكر وهم يلقون بقنابل النابالم والقنابل العنقودية والفسفور الأبيض في العدوان على غزة لثلاث مرات في مدة زمنية لم تتجاوز 5 سنوات  واستخدموا كافة أنواع القذائف الصاروخية والمدفعية والحربية السامة المحرمة دوليا؛ ومن منا لا يتذكر قتلهم للأسرى من الجنود والضباط  المصريين الأبطال في عام 1967م ودفنهم وهم أحياء، ومن منا لا يتذكر كيف دمروا بيروت العربية ومدينة القنيطرة السورية الصامدة والشاهدة على همجية وإجرام هذا العدو الغاصب وتدميرهم لمخيم جنين، وجريمتهم في قانا بلبنان واغتيالهم لكبار الشخصيات القيادية الفلسطينية داخل فلسطين المحتلة وخارجها؛ وارتكابهم المجازر البشعة بحق النساء والأطفال والشيوخ؛ هذا هو بعض من سجل إجرامهم وإرهابهم؛ وواهنٌ من يظُن أنهم يريدون السلام، واللهُ عز وجل يقول في محكم التنزيل ﴿ أَوَ كُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ والمعركة بيننا وبينهم مستمرة إلى أن يأتي أمر الله "لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر. فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم! يا عبد الله! هذا يهوديٌ خلفي فتعالَ فاقتله. إلا الغرقد، فإنه من شجر اليهود"؛ ننتظر وعد الله عز وجل في عبادهِ المسلمين الذين سيطهرون الأرض المقدسة من رجسهم وجرائمهم. يقول أحد قادتهم دايفيد بن غوريون: نحن نخشى الإسلام ذلك المارد الذي نام طويلا وبدأ يتململ... المعركة إذن مستمرة، سيسقط ومازال يرتقي فيها الشهداء، مع استمرار الانتفاضة الثالثة وازدياد عدد الشهداء إلى أكثر من مائة شهيد منهم 24 طفل و7 نساء، ولا تزال جرائم تلك العصابة التي سمت نفسها ( دولة إسرائيل) كذبًا وزورًا وما هم إلا أقدر من أحقر عصابة على وجه الأرض وكل ما يفعلونه أنهم ينفدون بروتوكولات حكماء صهيون تلك الوثائق لمحاضرة ألقاها زعيم صهيوني هرتزل على مجموعة من الصهاينة ، ليستأنسوا و يستعينوا بها على السيطرة على العالم و ثرواته و حكامه.

إن التاريخ الدموي الارهابي لليهود الصهاينة يطول شرحه وهو مستمر منذ فجر التاريخ إلي اليوم حيث إحراق الفلسطينيين أحياء فلم ولن ننسي الشهيد محمد أبو خضير الذي أرحرقوه حيًا وعائلة الدوابشة الذين أحرقوا أحياء؛ ولن ننسي السحل والسحب والحرق والاعدامات الميدانية للشهداء وقتلهم الأطفال واعتقالهم أطفال لم تتجاوز أعمارهم الثمانية سنوات وتعرض الأطفال للضرب والتحقيق والحرق والقتل؛ إن هذه الدولة المارقة وهذا الكيان الصهيوني الغاصب ما هو إلا عصابة إجرامية إرهابية داعشية كبيرة تتستر في عملها تحت ستار الدولة الديمقراطية وتحت مسمي جيش الدفاع، وهم أكبر عصابة قتلة وإرهابية ومجموعة من شذاذ الأرض تمارس الاجرام والقتل المُنظم ضد الشعب الفلسطيني الأعزل الذي يدافع عن حريتهِ وكرامته، وعن القدس الشريف، وعن كرامة الأمة العربية والإسلامية؛ ولن ينعم العالم بالأمن طالما هذه العصابة الصهيونية المُسماة بإسرائيل تقهر وتحرق وتسحق الشعب الفلسطيني؛؛ ولقد خرج العالم شاجبًا ومستنكرًا للأحداث الإرهابية في باريس؛؛ بينما شعبنا منذ قرن من الزمن يقتل ويحرق ويسجن ويحاصر ويضرب ليل نهار وقوافل من الجرحى والمعاقين والمرحومين والمعذبين من شعب فلسطين  بسبب عصابات الصهاينة والعالم الظالم لا يحرك ساكنًا ويسكت على جرائم الجلاد الصهيوني ويدين الضحية الفلسطيني؛ إنه عالم ظالم وشعبنا لن يستكين ولن يلين وستبقي الانتفاضة والهبة الجماهيرية تتصاعد ويزداد لهيبها حتي نيل حريتنا واستقلالنا وانتزاع كامل حقوقنا من تلك العصابة المنظمة الارهابية الاجرامية الصهيونية.

بقلم الكاتب الصحفي المفكر والمحلل السياسي

                          الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد أبو نحل

رئيس الهيئة الفلسطينية للاجئين

أستاذ جامعي غير متفرغ

اخر الأخبار